فتح القسطنطينية
المقدمة:-
كان لموقع القسطنطينية المتميز أكبر الأثر في اتجاه أنظار المسلمين إلى فتحها، وانتزاعها من الإمبراطورية البيزنطية التي كانت مصدر قلق دائم للدولة الإسلامية، وضم تلك اللؤلؤة العزيزة إلى عقد الإمبراطورية الإسلامية الواعدة.
كانت مدينة القسطنطينية محط أنظار المسلمين بجمالها وبهائها، كأنها درة قد احتضنها خليج البسفور من الشرق والشمال، وامتدت من جهة الغرب لتتصل بالبر، وتطل أبراجها وحصونها في شموخ وكأنها تتحدى الطامعين فيها، وقد برزت أسوارها العالية من حولها في كل اتجاه فتتحطم عندها أحلام الغزاة وتنهار آمال الفاتحين.
الموضوع:-
لقد كانت هناك محاولات جميله من قبل المسلمين لفتح القسطنطينية،حيث قامت أحدى عشر محاولة لفتحها. ومن أهمها:-
* الحملة الأولى إلى القسطنطينية:
وبرغم تلك الأسوار المنيعة والأبراج الحصينة التي شيدها أباطرة البيزنطيين حول المدينة، فإن ذلك لم يفتّ في عضد معاوية، ولم يثنه عن السعي إلى فتح القسطنطينية.. وبدأ معاوية يستعد لتحقيق حلمه الكبير.
ولكن تلك الحملة لم يكتب لها النجاح؛ فقد حال سوء الأحوال الجوية وبرودة الجو الذي لم يعتدْه العرب دون استمرار المسلمين في الحصار الذي فرضوه على المدينة، بالإضافة إلى قوة تحصين المدينة التي حالت دون فتحها. وقد تكررت حملات أخرى في عهده حظيت بالفشل.
* حملة الدولة العباسية:-
شهد العصر العباسي الأول حملات جهادية مكثفة ضد الدولة البيزنطية، ولكنها لم تتمكن من الوصول إلى القسطنطينية وتهديدها مع أنها هزتها وأثرت على الأحداث داخلها،وبخاصة تلك الحملات التي تمت في عهد هارون الرشيد سنة(190هـ).
* محاولات الدولة العثمانية:
بعد قيام الدولة العثمانية تجددت المحاولات الاسلاميه لفتح القسطنطينية ،حيث جرت عدة محاولات لفتحها ومن أهمها :
1- محاولة بايزيد الأول:
تمكنت قواته من محاصرتها بشدة ولكن في الوقت نفسه وصلت جيوش المغول إلى الأراضي العثمانية وأخذت تعيث فسادا، فاضطر بايزيد لسحب قواته والتوجه إلى الشرق . ولكن اثر أسره وموته تفككت الدولة العثمانية وتوقف التفكير في فتح القسطنطينية.
2- محاولة مراد الثاني:
استقرت الأحوال وعادت روح الجهاد،حيث تمكنت جيوش العثمانيين في أيامه من محاصرتها ولكن كان للإمبراطور البيزنطي دور كبير في إخفاق العثمانيين لفتح القسطنطينية حيث أوقع الفتنه بين صفوفهم بدعم من الخارجين عن طاعة السلطان.
وشاءت الأقدار أن جاء سلطان حازم وعازم وارادته القويه في فتح القسطنطينية وهو محمد الثاني (الفاتح) .
كان محمد الفاتح يمارس الاعمال السلطانيه في حياة ابيه، زمنذ تلك الفترة وهو يعايش صراع الدولة البليزنطية في الظروف المختلفة، كما كان على اطلاع تام بالمحاولات العثمانية السابقة لفتح القسطنطينية،بل ويعلم بما سبقها من محاولات متكررة في العصور الاسلامية المختلفة،وبالتالي فمنذ أن ولي السلطنة العثمانية سنة(855 هـ) كان يتطلع إلى فتح القسطنطينية.
لقد نشأ السلطان محمد الفاتح على حب الاسلام والايمان واتصف بالتقى والورع ومحب للعلم والعلماء.
وكان بروز دور الشيخ آق شمس الدين في تكوين شخصية محمد الفاتح وبث فيه منذ صغره أمرين هما:-
– مضاعفة حركة الجهاد العثمانية
– الإيحاء دوما لمحمد منذ صغره بأنه الأمير المقصور بالحديث النبوي لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الامير أميرها ، ولتهم الجيش ذلك الجيش)،لذلك كان الفاتح يطمع أن ينطبق عله حديث الرسول عليه الصلاة والسلام.
*الإعداد للفتح :-
بذل السلطان محمد الثاني جهوده المختلفة للتخطيط والترتيب لفتح القسطنطينية،وبذل جهودا كبيره في تقوية الجيش العثماني بالقوى البشريه ،كما عني عناية خاصه بتدريب تلك الجموع على فنون القتال بمختلف انواع الاسلحة وايضا اعدهم اعدادا معنويا قويا وغرس روح الجهاد فيهم،وتذكيرهم بحديث الرسول مما اعطاهم قوة معنوية وشجاعة منقطعة النظير. ومن جانب اهتماماته اعتنى عناية خاصه بجمع الاسلحه وبخاصة المدافع حيث احضر مهندسا مجريا يدعى اوبان كان بارعا في صناعة المدافع ،حيث السلطان وفر له جميع الامكانيات المادية والبشرية والماليه.ويضاف إلى هذا الاستعداد ما بذله الفاتح من عناية خاصه بالأسطول العثماني حيث عمل على تقويته وتزويده بالسفن ليكون مؤهلا للقيام بدوره في الهجوم على القسطنطينية.
*فتح القسطنطينية:-
توجه محمد الفاتح مع جيشه الكبير نحو القسطنطينيه برا وبحرا، حيث استطاعوا حصار القسطنطينيه من كل الجهات.
استبسل العثمانيون المهاجمون على المدينة وعلى رأسهم محمد الفاتح وصمد البيزنطيون بقيادة قسطنطين صمودا بطوليا في الدفاع وحاول الامبراطور البيزنطي أن يخلص مدينة وشعبه بكل ما يستطيع من حيلة،فقدم عروضا مختلفة للسلطان ليغريه بالانسحاب مقابل الاموال أو الطاعة.
وبعد معركة طويلة حاسمه انتهت بانتصار العثمانيين ورضوخ البيزنطيين لأوامرهم وفتح بذلك محمد الثاني القسطنطينيه، وحول كنيسة أيا صوفيا إلى مسجد في استطنبول.
وبالتوفيق=)
بارك الله فيج
يزآج آلبآري كل خير , شكراً جزيلاً غلآي ,,