السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
عقد علماء البيئة اجتماعاً في فرنسا (مؤتمر باريس 2 فبراير 2022)، وخرجوا بثلاث نتائج اتفق عليها أكثر من 500 عالم من مختلف دول العالم:
1- لقد بدأت نسب التلوث تتجاوز حدوداً لم يسبق لها مثيل من قبل في تاريخ البشرية، وهذا يؤدي إلى إفساد البيئة في البر والبحر. ففي البر هنالك فساد في التربة، وفساد في المياه الجوفية وتلوثها، وفساد في النباتات ، حيث اختل التوازن النباتي على اليابسة.
وفي البحر بدأت الكتل الجليدية بالذوبان بسبب ارتفاع حرارة الجوّ، وبدأت الكائنات البحرية بالتضرر نتيجة ذلك. إذن هنالك فساد في البيئة وهذا ما عبَّر عنه أحد العلماء، يقول الدكتور جفري شانتون أحد علماء البيئة في جامعة فلوريدا:
1- إن غاز الكربون ازداد في الغلاف الجوي بشكل أصبح ينذر بفساد أرضنا. وانظر كيف يستخدم هذا العالم فعل الإفساد للبيئة ! وأن درجة الحرارة للأرض سترتفع ثلاث درجات خلال هذا القرن إن لم تُتخذ الإجراءات المناسبة .
يبين هذا التقرير أن معدل درجة الحرارة ارتفع درجة خلال المئة سنة الماضية ، وهذا الارتفاع سوف يؤدي إلى الكثير من الكوارث الطبيعية، مثل الأعاصير وازدياد التصحّر والأمطار الحامضية وغير ذلك .
2- اتفق 500 عالم على أن الإنسان هو المسؤول عن هذا الإفساد للبيئة، ويقولون : إن الناس بسبب إفراطهم وعدم مراعاتهم للتوازن البيئي الطبيعي ، فالحروب والتلوث والإفراط في استخدام التكنولوجيا ، دون مراعاة البيئة وقوانينها، كل ذلك أدى إلى تسارع في زيادة نسبة الكربون في الجوّ حيث تضاعفت نسبته أكثر من عشرة أضعاف منذ بداية الثورة الصناعية (أي منذ 300 سنة) .
هنالك ظاهرة تسمى الاحتباس الحراري، فالغازات الناتجة عن المصانع والسيارات تُحبس داخل الغلاف الجوي وترفع درجة حرارته وتلوث الجوّ والبر والبحر، وتؤدي إلى ازدياد نسبة الكربون، وقد أكد العلماء إن الناس هم الذين سببوا هذا الإفساد في البيئة وأخلّوا بالتوازن الطبيعي لها.
3- وجّه العلماء في نهاية اجتماعهم نداء عاجلاً وإنذاراً لجميع دول العالم أن يتخذوا الإجراءات السريعة والناسبة للحدّ من التلوث لتلافي الأخطار القادمة الناتجة عن التلوث الكبير في الجو والبحر واليابسة.
الإعجاز العلمي في آية واحدة :
القرآن هو كتاب المعجزات، ففيه معجزات إلهية لا تُحصى، فقد تحدث القرآن الكريم في آية من آياته عن هذه النتائج الثلاثة بدقة مذهلة، يقول تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم: 41]. فقد تضمنت هذه الآية الكريمة إشارة إلى النتائج الثلاثة التي اتفق عليها العلماء اليوم وهي :
1- (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) اتفق العلماء على أن الفساد في البيئة وكلمة الفساد تشمل التلوث والتغيرات المناخية وكل شيء جاوز الحدّ، ومن معاني الفساد (الجدْب) أي التصحر، وهو ما يحدث اليوم على الأرض حيث يؤكد العلماء أن المساحة الخضراء تتقلص بفعل البشر وسوف تزداد الأراضي الجافة والمتصحرة في الأعوام القادمة بسبب زيادة التلوث. ويؤكدون أيضاً أن الفساد البيئي يشمل البرّ والبحر، تماماً كما جاء في الآية الكريمة .
2- (بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ) يؤكد العلماء أن التلوث والفساد البيئي في البر والبحر إنما نتج عن الإنسان، فالناس هم المسؤولون عن هذا التغير البيئي الخطير، تماماً كما حدثنا القرآن قبل ألف وأربع مئة سنة.
3- (لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) وتتضمن هذه الآية تحذيراً للناس في أن يرجعوا إلى الإصلاح في الأرض وتدارك هذا الفساد البيئي الذي نتج بسبب تجاوزهم الحدود التي خلق الله الأرض عليها وأن يعيدوا للغلاف الجوي توازنه ويقللوا من كمية الملوثات التي يطلقونها كل يوم والتي تقدر بملايين الأطنان!! هذا التحذير هو نفسه الذي أطلقته منظمة الأمم المتحدة قبل أيام !!
إذن الآية الكريمة تحدثت ظهور الفساد الذي يشمل البر والبحر، وقد عبّر القرآن عن ذلك بكلمة (ظَهَرَ) بالماضي لأن القرآن لا ينطق إلا بالحق فالمستقبل بالنسبة لله تعالى هو حقيقة واقعة لا مفر منها وكأنها وقعت في الماضي وانتهى الأمر، ولذلك جاء التعبير عن هذه الحقيقة العلمية بالفعل الماضي. كذلك تحدثت الآية الكريمة عن المسؤول عن هذا الفساد البيئي وحددّت الفاعل وهو الإنسان، وتحدثت عن إمكانية الرجوع إلى العقل والمنطق وإلى العمل على إعادة التوازن للأرض .
برلين: حذر التقرير الأممي الأخير من خطر حدوث كارثة مناخية يمكن أن تهدد أركان الحياة البشرية، مؤكداً أنه لم يعد أمام البشرية سوى 13 عاماً للعمل بهدف تجنبها. بعض العلماء يقدمون نصائح عملية غير معتادة للتقليل من الانحباس الحراريأفاد تقرير لصحيفة "بيلد" الألمانية الشعبية واسعة الانتشار أن درجة حرارة الأرض قد ترتفع بمقدار درجتين إذا لم يتم خفض انبعاثا غاز ثاني أكسيد الكربون حتى عام 2022 بشكل فعال .
وتضمن تقرير الصحيفة أهم النصائح التي يجب على الإنسان إتباعها من أجل "إنقاذ" كوكب الأرض من تغيرات مناخية تهدد مستقبل الحياة البشرية. وجاء في مقدمة هذه النصائح الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية، يليها تصغير حجم السيارات مع استخدام المواد العضوية بديلا عن البنزين، واستخدام عوازل حرارية في المنازل لتقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة 10 بالمائة.
كما شدد تقرير الصحيفة على أهمية تقليل رحلات الطيران على مستوى العالم قدر الإمكان والتقليل من انبعاثات غاز الميثان، علاوة على محاولة وضع حدود لاستخدام السيارات الخاصة واستبدالها بوسائل المواصلات العامة. وأشار كذلك إلى ضرورة الحرص على إغلاق الأجهزة الكهربائية تماما عقب استخدامها وعدم تركها في حالة الاستعداد للتشغيل وأيضا استخدام المصابيح الكهربائية الموفرة للطاقة.
"تقنين استهلاك لحوم البقر ومنتجات الألبان"
من ناحية أخرى، دعا العالم الألماني رالف كونراد إلى الحد من تربية الأبقار في محاولة لوقف ظاهرة التغيرات المناخية للأرض قائلا إنه "إذا غيرت البشرية من نظام غذائها فإنه من الممكن أن يتوقف هذا التغير في مناخ الكرة الأرضية"، مضيفاً أنه "باختصار يمكن أن يكون شعار البشرية : لا للحوم البقر ولا لمنتجات الألبان ". وأشار البروفيسور كونراد، الذي يرأس معهد ماكس بلانك للأحياء الدقيقة" إلى أن "غاز الميثان الذي ينشأ في أمعاء الأبقار هو أحد أهم أسباب ظاهرة الاحتباس الحراري. كما أكد على أن أثر الحد من انبعاث غاز الميثان في الجو سيكون أسرع من الأثر الناتج عن تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، إذ يمكن التأثير على دورة الميثان في الجو خلال ثماني سنوات فقط ."
غاز الميثان وأثره على البيئة
وفي السياق نفسه أشار البروفيسور كونراد إلى أن نحو 600 مليون طن من الميثان تنبعث سنويا من الأرض إلى الغلاف الجوي. يذكر أن غاز الميثان ينشأ عن تحلل المواد العضوية سواء كان في البرك والمستنقعات على سبيل المثال أو في أمعاء الحيوانات المجترة مثل الأبقار أو الخراف وقد تضاعفت نسبته في الهواء خلال ال 150 عاما الماضية بنسبة 150 بالمائة.
وفضلاً عن ذلك أضاف كونراد أن "زراعة الأرز كانت أيضا أحد أسباب ارتفاع نسبة الميثان وكذلك الكائنات الدقيقة في حاويات النفايات، إلا أن الاستغناء عن لحوم الأبقار أهم لأن زراعة الأرز تمثل 10 بالمائة فقط من نسبة الميثان في العالم."
لكن كونراد حاول التخفيف من أهوال مخاوف البعض من فرضية التخلي عن لحوم البقر قائلا:" لا يعني أننا سنضطر إلى أن نكون نباتيين حيث إن أكل لحوم الدجاج غير ضار، على الأقل فيما يخص نسبة غاز الميثان في الجو
م/ن