تلوث المياه:
للمياه مصادر عدة هي: الأمطار والأنهار والبحار والمياه الجوفية, ولعل ماء المطر أقرب هذه المصادر إلى النقاء, بالرغم من انه يحتوي على المواد العضوية والغازات الذائبة, خاصة الأوكسجين وثاني اكسيد الكربون.
أسباب تلوث المياه بصفة عامة:
أما عن أسباب تلوث المياه فهى كثيرة, ويرجع معظمها الى فعل الإنسان وسلوكة غير الرشيد في التعامل مع البيئة, ولعل من اهمها………….
1_ إلقاء مخلفات الصناعة ومخلفات السفن في البحار والمحيطات.
2_ إلقاء المخلفات الصرف الصحي في الأنهار والبحار والمحيطات, تتسبب في انتشار الميكروبات والبكتيريا والفطريات والتي تتسبب بدورها في انتشار كثير من الامراض الوبائية كالكوليرا والبلهارسيا.
3_ استعمال المواد الكيميائية في الزراعة, سواء في صورة أسمدة أو مبيدات حشرية.
4_ استعمال بعض المواد الكيمايائية في الصناعة مثل الزئبق والكاديوم والرصاص في صناعات الورق والبلاستيك وعادم السيارات.
أسباب تلوث المياه البحار بصفة خاصة:-
1_ الأفعال الارادية لربابنة السفن: وأظهر مثال لها عمليات التفريغ التي يقدم عليها هؤلاء الربابنة للتخلص من المواد الضارة كالصرف الصحي, أو مياه الصابورة, أو مياه تنظيف السفن من المخلفات الشحن, وهو ما يدخل جميعه تحت عنوان تصريف النفايات.
2_ حوادث التلوث الناتجة عن تصادم أو جنوح السفن: وأظهر مثال لتلك الحالات….
* جنوح السفنة (كانيون) في مارس 1967, على الساحل الجنوبي الغربي لإنجلترا, حيث تدفق منها (80000 ) طنا من النفط الخام واحترق منها 20000 طنا أخرى.
* حادث سفينة ( أركويت) في شهر مارس 1970, حينما اصطدمت السفينة (أركويت) السودانية بالسفينة الألمانية (دورتموند) بخليج بسكاى, وتسربت حمولتها من المبيدات الحشرية السامة بعد قطرها الى الساحل الأسباني الشمالي.
أسباب تلوث مياه البحار في منطقة الخليج بصفة خاصة:
تبلغ مساحة الخليج العربي 241كم, ويبلغ طولها من مصب نهر شط العرب وحتى مدخل مضيق هرمزحوالي 430 ميلا, وأكبر اتساع له هو 160 ميلا, واقصى عمق له 100 مترا, وأما متوسط هذا العمق فهو 40 مترا, فالبالتالي فالخليج بحر ضحل شبة مغلق, وسبب ضيقه هو عدم وجود تيارات بحرية ذات شأن فيه, من ثم تحتاج إلى ثلاث سنوات لتجديدها بالكامل.
وتكمن أهم أسباب تلوث الخليج فيما يلي:
أ_ كثافة الشحن البحري في منطقة الخليج, حيث يبلغ عدد المواني والأرصفة البحرية فيه 36 ميناء" ورصيفا".
ب_ كون مياة الخليج منطقة لإنتاج البترول, حيث يتم استخراج حوالي مليار طن من زيت البترول الخام منه سنويا, وما يترتب على ذلك من إلقاء لنفايات البترول في مياهه.
ج_ تعرض مياة الخليج لحالات الحروب المتتالية في العقود الأخيرة, وأخصها الحرب العراقية الإيرانية, وعملية عاصفة الصحراء في عام 1990, ثم أخيرا الغزو الأمريكي للعراق, وماشاهدناه من تلوث شديد لمياه الخليج العربي في عملية عاصفة الصحراء خير شاهد على مانقول.
الجهود المبذولة لحماية مياه الخليج من التلوث:
كانت منطقة الخليج موضوع اهتمام دولي في مجال حمايتها من التلوث البحري, وذلك لأهمية المنطقة من الناحية الاستراتيجية.
ولعل اتفاقية لندن في عام 1954- وتم تعديلها في الاعوام 62_69_1971- هي أول اتفاقية في هذا الشأن, حيث اعتبرت منطقة الخليج منطقة ممنوع فيها تصريف الزيت ونفاياته من ناقلات البترول.
ثم أعقب ذلك مؤتمر الكويت الذي تم عقده تحت رعاية برنامج الأمم المنحدة حول موضوع (حماية البيئة البحرية من التلوث), فظلا عن بروتوكول خاص بمكافحة التلوث من زيت البترول المواد الضارة الأخرى في حالات الطوارئ.
وتفسير هذه الاتفاقية – والبروتوكولات الخاصة بها – يفضي الى القول بتعهد جميع الأطراف بمنع التلوث أيا كان مصدره (كالتخلص من النفايات والتلوث الناجم عن اكتشاف واستغلال قاع البحر وما تحته, والجرف القارى, والتلوث الناجم من السفن, وكذلك التلوث الناجم عن مصادر أرضية: كالأرصفة البحرية والأحواض الجافة, ويضاف الى ذلك التلوث الناجم من الطائرات أو الغلاف الجوي, ويمتد ذلك إلى كل تلوث ينتج عن النشاط الإنساني, ولا يستثنى من ذلك إلا التلوث الناتج عن قوة قاهرة أو ظرف طارئ.