التصنيفات
الصف التاسع

بحث , تقرير موضوع عن غزوة الخندق وصلح الحديبيه / تاسع دين -للتعليم الاماراتي

بسم الله الرحمن الرحيم

بحث , تقرير موضوع عن غزوة الخندق وصلح الحديبيه / تاسع دين
بحث , تقرير موضوع عن غزوة الخندق وصلح الحديبيه / تاسع دين

غزوة الخندق – شوال 5 هـ

عقد يهود بني النضير على الانتقام من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين أخرجوهم من ديارهم من المدينة ، وجعلوا همهم على أن يجعلوا جبهة قوية تتصدى أمام الرسول وأصحابه .

انطلق زعماء بني النضير إلى قريش يدعوهم إلى محاربة المسلمين ، فنجحوا في عقد اتفاق بينهما . ولم يكتف بنو النضير بتلك الاتفاقية ، وإنما انطلقوا أيضا إلى بني غطفان يرغبوهم في الانضمام إليهم وإلى قريش ، وأغروهم بثمار السنة من نخيل خيبر إذا تم النصر بنجاح .

وهكذا انطلق جيش قوامه عشرة آلاف مقاتل يقودهم أبو سفيان بن حرب ، وذلك في السنة الخامسة من الهجرة من شهر شوال .

لما علم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالأمر ، استشار أصحابه وقادته في الحرب ، فأشار عليه سلمان الفارسي بحفر خندق في مشارف المدينة ، فاستحسن الرسول والصحابة رأيه ، وعملوا به . كما أن يهود بني قريظة مدوا لهم يد المساعدة من معاول ومكاتل بموجب العهد المكتوب بين الطرفين .

كان الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه يتفقدون سير العمل ، فوجدوا صخرة كبيرة كانت عائقا أمام سلمان الفارسي ، حيث كسرت المعاول الحديدية ، فتقدم الرسول الكريم من الصخرة وقال : " باسم الله " فضربها فتصدعت وبرقت منها برقة مضيئة

فقال : " الله أكبر .. قصور الشام ورب الكعبة " ثم ضرب ضربة أخرى ، فبرقت ثانية ، فقال : " الله أكبر .. قصور فارس ورب الكعبة " . واستطاع المسلمون إنهاء حفر الخندق بعد مدة دامت شهرا من البرد وشظف العيش .

بدت طلائع جيوش المشركين مقبلة على المدينة من جهة جبل أحد ، ولكنهم فوجئوا بوجود الخندق ، حيث أنهم ما كانوا متوقعين هذه المفاجأة .

لم يجد المشركون سبيلا للدخول إلى المدينة ، وبقوا ينتظرون أياما وليالي يقابلون المسلمين من غير تحرك ، حتى جاء حيي بن أخطب الذي تسلل إلى بني قريظة ، وأقنعهم بفسخ الاتفاقية بين بني قريظة والمسلمين ، ولما علم الرسول عليه الصلاة والسلام بالأمر أرسل بعض أصحابه ليتأكد من صحة ما قيل ، فوجده صحيحا . وهكذا أحيط المسلمون بالمشركين من كل حدب وصوب ، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم ييأسوا من روح الله ، لأنهم كانوا على يقين بأن عين الله ترعاهم .

استطاع عكرمة بن أبي جهل وعدد من المشركين التسلل إلى داخل المدينة ، إلا أن عليا كان لهم بالمرصاد ، فقُتل من قُتل ، وهرب من هرب ، وكان من جملة الهاربين عكرمة .

وأخيرا ، جاء نصر الله للمؤمنين . فقد تفككت روابط جيش المشركين ، وانعدمت الثقة بين أطراف القبائل ، كما أرسل الله ريحا شديدة قلعت خيامهم ، وجرفت مؤنهم ، وأطفأت نيرانهم ، فدب الهلع في نفوس المشركين ، وفروا هاربين إلى مكة .

وحين أشرق الصبح ، لم يجد المسلمون أحدا من جيوش العدو الحاشدة ، فازدادوا إيمانا ، وازداد توكلهم على الله الذي لا ينسى عباده المؤمنين .

وهكذا ، لم تكن غزوة الأحزاب هذه معركة ميدانية وساحة حرب فعلية ، بل كانت معركة أعصاب وامتحان نفوس واختبار قلوب ، ولذلك أخفق المنافقون ونجح المؤمنون في هذا الابتلاء . ونزل قول الله تعالى : (( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلاً ليجزي الله الصادقين بصدقهم و يعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفوراً رحيماً و ردّ الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً و كفى الله المؤمنين القتال و كان الله قوياً عزيزاً و أنزل الله الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم و قذف في قلوبهم الرعب فريقاً تقتلون و تأسرون فريقاً ))

___________________________________

صلح الحديبية
وفيها كانت وقعة الحديبية . وعدة الصحابة إذ ذاك ألف وأربعمائة . وهم أهل الشجرة ، وأهل بيعة الرضوان . خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم معتمرا ، لا يريد قتالا . فلما كانوا بذي الحليفة قلد رسول الله صلى الله عليه وسلم الهدي وأشعره وأحرم بالعمرة وبعث عينا من خزاعة يخبره عن قريش . حتى إذا كان قريبا من عسفان أتاه عينه فقالا : إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي 3قد جمعوا جموعا ، وهم مقاتلوك ، وصادوك عن البيت .
حتى إذا كان ببعض الطريق قال النبي صلى الله عليه وسلم " إن خالد بن الوليد بكراع الغميم ، فخذوا ذات اليمين " .
فما شعر بهم خالد حتى إذا هو بغبرة الجيش . فانطلق يركض نذيرا . وانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان في ثنية المرار ، التي يهبط عليهم منها : بركت راحلته فقال الناس حل حل . فقالوا : خلأت القصواء فقال " ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل . ثم قال والذي نفس محمد بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها " .
ثم زجرها فوثبت به . فعدل حتى نزل بأقصى الحديبية ، على ثمد قليل الماء . فلم يلبث الناس أن نزحوه . فشكوا إليه . فانتزع سهما من كنانته . وأمرهم أن يجعلوه فيه فوالله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه .
وفزعت قريش لنزوله . فأحب أن يبعث إليهم رجلا . فدعا عمر فقال يا رسول الله ليس لي بمكة أحد من بني عدي بن كعب يغضب لي إن أوذيت ، فأرسل عثمان . فإن عشيرته بها ، وإنه يبلغ ما أردت . فدعاه فأرسله إلى قريش ، وقال " أخبرهم أنا لم نأت لقتال وإنما جئنا عمارا ، وادعهم إلى الإسلام وأمره أن يأتي رجالا بمكة مؤمنين ونساء مؤمنات . فيبشرهم في الفتح وأن الله عز وجل مظهر دينه بمكة حتى لا يتخفى فيها الإيمان " .
فانطلق عثمان . فمر على قريش . فقالوا : إلى أين ؟ فقال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أدعوكم إلى الله وإلى الإسلام ويخبركم أنه لم يأت لقتال . وإنما جئنا عمارا . قالوا : قد سمعنا ما تقول . فانفذ إلى حاجتك .
وقام إليه أبان بن سعيد بن العاص ، فرحب به . وحمله على الفرس ، وأردفه أبان حتى جاء مكة . وقال المسلمون قبل أن يرجع خلص عثمان من بيننا إلى البيت .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما أظنه طاف بالبيت ونحن محصورون " قالوا : وما يمنعه يا رسول الله وقد خلص ؟ قال " ذلك ظني به أن لا يطوف بالكعبة حتى نطوف معه " .
واختلط المسلمون بالمشركين في أمر الصلح . فرمى رجل من أحد الفريقين رجلا من الفريق الآخر . فكانت معركة . وتراموا بالنبل والحجارة . وصاح الفريقان وارتهن كل منهما من فيهم .
وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عثمان قد قتل . فدعا إلى البيعة . فتبادروا إليه وهو تحت الشجرة . فبايعوه على أن لا يفروا . فأخذ بيد نفسه وقال " هذه عن عثمان " .
ولما تمت البيعة رجع عثمان فقالوا له اشتفيت من الطواف بالبيت . فقال بئسما ظننتم بي . والذي نفسي بيده لو مكثت بها سنة ورسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم بالحديبية ما طفت بها حتى يطوف . ولقد دعتني قريش إلى الطواف فأبيت . فقال المسلمون رسول الله أعلم بالله وأحسننا ظنا .
وكان عمر أخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم للبيعة وهو تحت الشجرة ، فبايعه المسلمون كلهم . لم يتخلف إلا الجد بن قيس .
وكان معقل بن يسار آخذا بغصنها يرفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم . وكان أول من بايعه أبو سنان وهب بن محصن الأسدي ، وبايعه سلمة بن الأكوع ثلاث مرات في أول الناس ووسطهم وآخرهم .
فبينا هم كذلك إذ جاء بديل بن ورقاء في نفر خزاعة – وكانوا عيبة نصح لرسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل تهامة – فقال إني تركت ابن لؤي وعامر بن لؤي : قد نزلوا أعداد مياه الحديبية ، معهم العوذ المطافيل . وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت . فقال " إنا لم نجئ لقتال أحد . وإنما جئنا معتمرين . وإن قريشا نهكتهم الحرب وأضرت بهم . فإن شاءوا ماددتهم ويخلوا بيني وبين الناس . فإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا ، وإلا فقد جموا ، وإن أبوا إلا القتال فوالذي نفسي بيده لأقتلناهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي ، أو لينفذن الله أمره " .
قال بديل سأبلغهم ما تقول . فانطلق حتى أتى قريشا ، فقال إني قد جئتكم من عند هذا الرجل وسمعته يقول قولا . فإن شئتم عرضته عليكم .
فقال سفهاؤهم لا حاجة لنا أن تحدثنا عنه بشيء . وقال ذوو الرأي منهم هات ما سمعته يقول قال سمعته يقول كذا وكذا .
فقال عروة بن مسعود إن هذا قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها ودعوني آته . فقالوا : ائته . فأتاه . فجعل يكلمه . فقال له نحوا من قوله لبديل . فقال عروة أي محمد ، أرأيت لو استأصلت قومك ، هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك ؟ وإن تكن الأخرى ، فوالله إني لأرى أو شابا من الناس خليقا أن يفروا ويدعوك .
فقال أبو بكر : امصص بظر اللات ، أنحن نفر عنه وندعه ؟ .
قال عروة من ذا يا محمد ؟ قال أبو بكر . قال أما والذي نفسي بيده لولا يد كانت لك عندي – لم أجزك بها – لأجبتك .
وجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم ويرمق أصحابه . فوالله ما انتخم النبي صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم . فدلك بها وجهه وجلده وإذا أمر ابتدروا أمره . وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه . وإذا تكلم خفضوا أصواتهم . وما يجدون إليه النظر تعظيما له .
فرجع عروة إلى أصحابه فقال أي قوم والله لقد وفدت على الملوك – كسرى ، وقيصر . والنجاشي – والله إن رأيت ملكا يعظمه أصحابه كما يعظم أصحاب محمد محمدا . والله ما انتخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده . ثم أخبرهم بجميع ما تقدم ثم قال وقد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها .
قال رجل من بني كنانة " دعوني آته فقالوا : ائته . فلما أشرف على النبي صلى الله عليه وسلم قال " هذا فلان وهو من قوم يعظمون البدن . فابعثوها له " ففعلوا واستقبله القوم يلبون فلما رأى ذلك . قال سبحان الله ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت . فرجع إلى أصحابه فأخبرهم . فبينا هم كذلك إذ جاء سهيل بن عمرو . فقال النبي صلى الله عليه وسلم " قد سهل لكم من أمركم " .
ففال هات اكتب بيننا وبينك كتابا . فدعا الكاتب وهو علي بن أبي طالب – فقال " اكتب بسم الله الرحمن الرحيم " فقال سهيل أما الرحمن فما أدري ما هو ؟ ولكن اكتب " باسمك اللهم " كما كنت تكتب . فقال المسلمون والله لا نكتبها إلا " بسم الله الرحمن الرحيم " فقال صلى الله عليه وسلم " اكتب باسمك اللهم " ثم قال " اكتب هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله " فقال سهيل والله لو نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولكن اكتب " محمد بن عبد الله " فقال " إني رسول الله وإن كذبتموني ، اكتب محمد بن عبد الله " ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم " على أن تخلوا بيننا وبين البيت . فنطوف به " فقال سهيل والله لا تحدث العرب أننا أخذنا ضغطة ولكن ذاك من العام المقبل . فقال سهيل " وعلى أن لا يأتيك رجل منا ، وإن كان على دينك ، إلا رددنه إلينا " فقال المسلمون " سبحان الله كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما ؟ " .
فبينا هم كذلك إذ جاء أبو جندل بن سهيل وقد خرج من أسفل مكة يرسف في قيوده حتى رمى بنفسة بين أظهر المسلمين . فقال سهيل هذا أول ما أقاضيك عليه أن ترده إلي فقال النبي صلى الله عليه وسلم " إنا لم نقض الكتاب بعد " فقال إذا والله لا أصالحك على شيء أبدا . فقال النبي صلى الله عليه وسلم " فأجزه لي " قال ما أنا بمجتزه لك . قال " بلى فافعل " قال ما أنا بفاعل . قال أبو جندل يا معشر المسلمين كيف أرد إلى المشركين وقد جئت مسلما ؟ ألا ترون ما لقيت ؟ وكان قد عذب في الله عذابا شديدا – قال عمر بن الخطاب : " والله ما شككت منذ أسلمت إلا يومئذ . فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ألست نبي الله ؟ فال . بلى . قلت : ألسنا على حق وعدونا على الباطل ؟ قال بلى . قلت علام نعطي الدنية في ديننا ؟ ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبين أعدائنا ؟ فقال إني رسول الله وهو ناصري . ولست أعصيه . قلت . أو لست تحدثنا : أنا نأتي البيت ونطوف به ؟ قال بلى ، أفأخبرتك أنك تأتيه العام ؟ قلت : لا . قال فإنك آتيه ومطوف به . قال فأتيت أبا بكر . فقلت له مثلما قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم . ورد علي كما رد علي رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء وزاد فاستمسك بغرزه حتى نموت .
فوالله إنه لعلى الحق . فعملت لذلك أعمالا " . فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه " قوموا فانحروا . ثم احلقوا " قال فوالله ما قام منهم رجل حتى قالها ثلاث مرات . فلما لم يقم منهم أحد ، قام ولم يكلم أحدا منهم حتى نحر بدنه ودعا حالقه .
فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا . وجعل بعضهم يحلق بعضا ، حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما . ثم جاء نسوة مؤمنات فأنزل الله ( 60 : 10 ) يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن – حتى بلغ – بعصم الكوافر فطلق عمر يومئذ امرأتين كانتا له في الشرك .
وفي مرجعه صلى الله عليه وسلم أنزل الله سورة الفتح ( 48 : 1 إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر – الآية . فقال عمر أو فتح هو يا رسول الله ؟ قال نعم . قال الصحابة هذا لك يا رسول الله فما لنا ؟ فأنزل الله ( 48 : 4 ، 5 ) هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم – الآيتين إلى قوله – فوزا عظيما
ولما رجع إلى المدينة جاءه أبو بصير – رجل من قريش – مسلما ، فأرسلوا في طلبه رجلين وقالوا : العهد الذي بيننا وبينك . فدفعه إلى الرجلين . فخرجا به حتى بلغا ذا الحليفة . فنزلوا يأكلون من تمر لهم .
فقال أبو بصير لأحدهما : إني أرى سيفك هذا جيدا . فقال أجل . والله إنه لجيد لقد جربت به ثم جربت فقال أرني أنظر إليه . فأمكنه منه . فضربه حتى برد . وفر الآخر . حتى بلغ المدينة . فدخل المسجد . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لقد رأى هذا ذعرا " فلما انتهى إليه قال قتل والله صاحبي ، وإني لمقتول .
فجاء أبو بصير ، فقال يا نبي الله قد أوفى الله ذمتك ، قد رددتني إليهم فأنجاني الله منهم . فقال صلى الله عليه وسلم " ويل أمه مسعر حرب لو كان له أحد " .
فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم . فخرج حتى أتى سيف البحر . وتفلت منهم أبو جندل . فلحق بأبي بصير . فلا يخرج من قريش رجل – قد أسلم – إلا لحق به .
حتى اجتمعت منهم عصابة . فوالله ما يسمعون بعير لقريش خرجت إلى الشام إلا اعترضوا لها ، فقاتلوهم وأخذوا أموالهم . فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم تناشده الله والرحم لما أرسل إليهم فمن أتاه منهم فهو آمن .

شكرا لك

shokrn lakeee

تسلمين رؤية ,,,

تسلمين ع البحث رؤيووه ,,

بارك الله فيج

ولاهنتي

الأسباب

بعد أن أجلى الرسول صلى الله عليه وسلم بني النضير وهم قسم من يهود المدينة وساروا إلى خيبر أخذو على تغليب قريش وغطفان على حرب الرسول محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) فخرج لذلك رئيسهم حيي ابن أخطب إلى قريش بمكة وعاهدهم على حرب النبي صلى الله عليه وسلم وقال لهم: إنه قد بقي من قومه سبعمائة نفر في المدينة وهم بنو قريظة وبينهم وبين محمد عهد وميثاق وأنه يحملهم على نقض العهد ليكونوا معهم، فسار معه أبو سفيان وغيره من رؤساء قريش في قبائل العرب حتى اجتمع على قتال النبي صلى الله عليه وسلم قدر عشرة آلاف مقاتل من قريش كنانة والأقرع بن حابس في قومه، وعباس بن مرداس في بني سليم، وغطفان

وهكذا انطلق جيش قوامه عشرة آلاف مقاتل يقودهم أبو سفيان بن حرب وذلك في السنة الخامسة من الهجرة من شهر شوال.
[عدل]
حفر الخندق

لما علم الرسول بالأمر، استشار أصحابه وقادته في الحرب وأشارالصحابة بالبقاء في المدينة، فأشار عليه سلمان الفارسي بحفر خندق *[1] في مشارف المدينة، فاستحسن الرسول والصحابة رأيه، وعملوا به. كما أن يهود بني قريظة مدوا لهم يد المساعدة من معاول ومكاتل بموجب العهد المكتوب بين الطرفين. واستطاع المسلمون إنهاء حفر الخندق بعد مدة دامت خمس عشر يوماً.
[عدل]
المعركة

بدت طلائع جيوش المشركين مقبلة على المدينة من جهة جبل أحد، ولكنهم فوجئوا بوجود الخندق فتفاجؤا به وقاموا إزاء المدينة شهرا
[عدل]
نقض العهد من بني قريظة

لم تجد قريش سبيلا للدخول إلى المدينة، وبقوا ينتظرون أياما وليالي يقابلون المسلمين من غير تحرك، حتى جاء حيي بن أخطب الذي تسلل إلى بني قريظة، وأقنعهم بفسخ الاتفاقية مع المسلمين، ولما علم محمد(صلى الله عليه وسلم) بالأمر أرسل بعض أصحابه ليتأكد من صحة ما قيل منهم عمر بن الخطاب، فوجده صحيحا. وهكذا أحيط بالمسلمين من كل حدب وصوب.
[عدل]
النصر

فمن ذلك أن رجلا من غطفان – يقال له نعيم بن مسعود – جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال قد أسلمت، فمر بي بما شئت. فقال " إنما أنت رجل واحد. فخذل عنا ما استطعت. فإن الحرب خدعة ". فذهب إلى بني قريظة – وكان عشيرا لهم – فدخل عليهم وهم لا يعلمون بإسلامه. فقال إنكم قد حاربتم محمدا. وإن قريشا إن أصابوا فرصة انتهزوها، وإلا انشمروا قالوا : فما العمل ؟ قال لا تقاتلوا معهم حتى يعطوكم رهائن. فقالوا : قد أشرت بالرأي. ثم مضى إلى قريش فقال هل تعلمون ودي لكم ونصحي ؟ قالوا : نعم. قال إن اليهود قد ندموا على ما كان منهم وإنهم قد أرسلوا إلى محمد أنهم يأخذون منكم رهائن يدفعونها إليه ثم يمالئونه عليكم فإن سألوكم فلا تعطوهم. ثم ذهب إلى غطفان. فقال لهم مثل ذلك.

فلما كانت ليلة السبت من شوال بعثوا إلى يهود إنا لسنا معكم بأرض مقام وقد هلك الكراع والخف. فاغدوا بنا إلى محمد حتى نناجزه فأرسلوا إليهم إن اليوم يوم السبت وقد علمتم ما أصاب من قبلنا حين أحدثوا فيه. ومع هذا فلا نقاتل معكم حتى تبعثوا لنا رهائن.

فلما جاءهم رسلهم قالوا : قد صدقكم والله نعيم. فبعثوا إليهم إنا والله لا نبعث إليكم أحدا. فقالت قريظة قد صدقكم والله نعيم. فتخاذل الفريقان.

استطاع عكرمة بن أبي جهل.. وعمرو بن عبد ود العامري _المعروف بفارس الجزيره أو فارس العرب _ فدعا أن يخرج له أحد من المسلمين يبارزه فبرز له علي بن أبي طالب وقد كان صغير السن إلا إن شجاعته لاتخفى على أحد وحين برز علي بن أبي طالب(رضي الله عنه) قال الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه:(برز الايمان كله للشرك كله) يقصد بها علياً.وقتل علي عمرو..واستطاع عدد من المشركين عبور خندق المدينة واقتتلوا مع المسلمين، فقُتل من قُتل، وهرب من هرب، وكان من جملة الهاربين عكرمة.

بعد مقتل عمر بن عبد ود العامري بادر علي بن ابي طالب (رضي الله عنه) إلى سد الثغرة التي عبر منها عمرو بن ود العامري ورجاله ورابط عندها مزمعا القضاء على كل من تسول له نفسه التسلل من المشركين.

و لما طال مقام قريش تفككت روابط جيش أعداء محمد، وانعدمت الثقة بين أطراف القبائل، كما تسببت ريحا شديدة قلعت خيامهم، وجرفت مؤنهم، وأطفأت نيرانهم، فرجعوا إلى مكة ورجعت غطفان إلى بواديها.

وحين أشرق الصبح، لم يجد المسلمون أحدا منهم.
[عدل]
معجزات الرسول

كانت للنبي في غزوة الخندق العديد من المعجزات منها:
[عدل]
صخرة الخندق

كانت
الرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يتفقدون سير العمل، فوجدوا صخرة كبيرة كانت عائقا أمام سلمان الفارسي، حيث كسرت المعاول الحديدية، فتقدم الرسول من الصخرة وقال : " باسم الله " فضربها فتصدعت وبرقت منها برقة مضيئة.

فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم " الله أكبر.. قصور الشام ورب الكعبة " ثم ضرب ضربة أخرى، فبرقت ثانية، فقال : " الله أكبر.. قصور فارس ورب الكعبة ".
[عدل]
غزوة الخندق

فبلغ ذلك رسول الله فاستشار أصحابه وكانوا سبعمائة رجل فأجمع رأيهم على المقام في المدينة وحرب القوم إذا جاءوا إليهم فقبل منهم النبي ذلك، فقال سلمان: يا رسول الله إن القليل لا يقاوم الكثير، قال: ماذا نصنع؟ قال: نحفر خندقاً يكون بينك وبينهم حجاباً فيمكنك منعهم المطاولة ولا يمكنهم أن يأتونا من كل وجه فإنا كنا معاشر العجم في بلاد فارس إذا دهمتنا دهماء من عدونا نحفر الخنادق فتكون الحرب من مواضع معروفة فنزل جبريل على رسول الله فقال: أشار سلمان بالصواب فأمر الرسول بمسحه من ناحية أحد إلى رانج وجعل على كل عشرين خطوة وثلاثين خطوة قوماً من المهاجرين والأنصار يحفرونه فأمر وحملت المساحي والمعاول وبدأ رسول الله بنفسه وأخذ معولاً فحفر في موضع المهاجرين وأمير المؤمنين ينقل التراب من الحفرة حتى عرق رسول الله وعي وقال: لا عيش إلاَّ عيش الآخرة، اللهم اغفر للأنصار والمهاجرين.

فلمّا نظر الناس إلى رسول الله يحفر اجتهدوا في الحفر ونقل التراب فلما كمل الخندق أقبلت قريش ومعهم اليهود، فلما نزلوا العقيق جاء حي بن أخطب إلى بني قريظة في جوف الليل وكان موضعهم من المدينة على قدر ميلين وهو الموضع الذي يسمى ببئر بني المطلب، وكان لهم حصن قد أغلقوه وتمسكوا بعهد رسول الله فدق باب الحصن فسمع كعب بن أسيد فقال له: من أنت؟ قال: حي بن أخطب قد جئتك بعز الدهر، فقال كعب: بل جئتني بذل الدهر، فقال: يا كعب هذه قريش في قادتها وسادتها قد نزلت الرعاية وهذه سليم وغيرهم قد نزلوا حصن بني ذبيان ولا يفلت محمد وأصحابه من هذا الجمع أبداً فافتح الباب وانقض العهد بينك وبين محمد فطال بينهما الجدال حتى أمر كعب بفتح باب الحصن فدخل حي بن أخطب، فقال: ويلك يا كعب انقض العهد الذي بينك وبين محمد ولا ترد رأيي فإن محمداً لا يفلت من هذا الجمع أبداً فإن فاتك هذا الوقت لم تدرك مثله أبداً، واجتمع كل من كان في الحصن من رؤساء اليهود فقال لهم كعب: ما ترون؟ قالوا: أنت والمطاع فينا وصاحب عهدنا وعقدنا فإن نقضت نقضنا معك، وإن أقمت أقمنا معك وإن خرجت خرجنا معك.

وقال زهير بن ناطا ـ وكان شيخاً كبيراً مجرباً قد ذهب بصره ـ: قرأت في التوراة التي أنزلها الله: يبعث نبي في آخر الزمان يكون مخرجه بمكة ومهجره إلى المدينة يركب الحمار العري ويلبس الشملة ويجتزئ بالكسيرات والتميرات وهو الضحوك القتال في عينيه حمرة وبين كتفيه النبوة يضع سيفه على عاتقه لا يبالي بمن لاقى يبلغ سلطانه منقطع الخف والحافر فإن كان هذا هو فلا يهولنه هؤلاء وجمعهم ولو نرى على هذه الجبال الرواسي لغلبها، فقال حي: ليس هذا ذاك. ذلك النبي من بني إسرائيل وهذا من العرب من وُلد إسماعيل ولا يكون بنو إسرائيل أتباعاً لولد إسماعيل أبداً لأن الله قد فضلهم على الناس جميعاً وجعل منهم النبوة والملك، وقد عهد إلينا موسى أن لا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار وليس مع محمد آية وإنما جمعهم جمعاً وسحرهم ويريد أن يغلبهم بذلك فلم يزل حي يقلبهم عن رأيهم حتى أجابوه وأخرجوا له كتاب العهد الذي كان بينهم وبين رسول الله فمزقه وقال: تجهزوا للقتال، ورجع إلى قريش وأخبرهم بنقض بني قريظة العهد ففرحوا بذلك وجاء نعيم بن مسعود إلى رسول الله وكان قد أسلم قبل قدوم قريش واليهود فأذن له فجاء إلى أبي سفيان وقال: بلغني أن محمداً قد وافق اليهود أن يدخلوا بين عسكركم ويميلوا عليكم ووعدهم أن يرد عليهم جناحهم الذي قطعه بنو النظير وقينقاع فلا يدخلوا عسكركم حتى تأخذوا منهم رهناً من الرجال لتأمنوا مكرهم وغدرهم، فقبل منه أبو سفيان ذلك وأخبر قريشاً فصمموا على أخذ الرهن من اليهود، وجاء نعيم إلى بني قريظة فقال لكعب: تعلم مودتي لكم وقد بلغني أن أبا سفيان قال نخرج هؤلاء اليهود ونضعهم في نحر محمد فإن ظفروا كان الذكر لنا دونهم وإن كانت علينا كانوا هؤلاء مقاديم الحرب فخذوا منهم رهناً عشرة من أشرافهم يكونون في حصنكم إن لم يظفروا بمحمد يردوا عليكم بين محمد وبينكم لئلا يغزوكم محمد ويقتلكم إن ولت قريش فقالوا: أحسنت وأبلغت في النصيحة لا نخرج حتى نأخذ منهم رهناً ولم يخرجوا.

ناجي وليد الي كاتبها
[عدل]
الخندق في القرأن الكريم

سورة الأحزاب (إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ القُلُوبُ الحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنَالِكَ ابْتُلِيَ المُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً وَإِذْ يَقُولُ المُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً)
[عدل]
المصادر

تقرير عن غزوة الخندق

الأسباب
بعد أن أجلى الرسول بني النضير وهم قسم من يهود المدينة وساروا إلى خيبر أخذو على تأليب قريش و غطفان على حرب الرسول محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) فخرج لذلك رئيسهم حيي ابن أخطب إلى قريش بمكة وعاهدهم على حرب النبي وقال لهم: إنه قد بقي من قومه سبعمائة نفر في المدينة وهم بنو قريضة وبينهم وبين محمد عهد وميثاق وأنه يحملهم على نقض العهد ليكونوا معهم، فسار معه أبو سفيان وغيره من رؤساء قريش في قبائل العرب حتى اجتمع على قتال النبي قدر عشرة آلاف مقاتل من قريش كنانة والأقرع بن حابس في قومه، وعباس بن مرداس في بني سليم، وغطفان
وهكذا انطلق جيش قوامه عشرة آلاف مقاتل يقودهم أبو سفيان بن حرب وذلك في السنة الخامسة من الهجرة من شهر شوال.

حفر الخندق
لما علم الرسول بالأمر ، استشار أصحابه وقادته في الحرب ، فأشار عليه سلمان الفارسي بحفر خندق في مشارف المدينة ، فاستحسن الرسول والصحابة رأيه ، وعملوا به . كما أن يهود بني قريظة مدوا لهم يد المساعدة من معاول ومكاتل بموجب العهد المكتوب بين الطرفين . واستطاع المسلمون إنهاء حفر الخندق بعد مدة دامت شهرا

المعركة
بدت طلائع جيوش المشركين مقبلة على المدينة من جهة جبل أحد ، ولكنهم فوجئوا بوجود الخندق فتفاجؤا به وقاموا إزاء المدينة شهرا
نقض العهد من بني قريظة
لم يجد المشركون سبيلا للدخول إلى المدينة ، وبقوا ينتظرون أياما وليالي يقابلون المسلمين من غير تحرك ، حتى جاء حيي بن أخطب الذي تسلل إلى بني قريظة ، وأقنعهم بفسخ الاتفاقية بين بني قريظة والمسلمين ، ولما علم الرسول عليه الصلاة والسلام بالأمر أرسل بعض أصحابه ليتأكد من صحة ما قيل ، فوجده صحيحا . وهكذا أحيط المسلمون بالمشركين من كل حدب وصوب ، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم ييأسوا من روح الله ، لأنهم كانوا على يقين بأن عين الله ترعاهم .
استطاع عكرمة بن أبي جهل.. وعمرو بن عبد ود العامري _المعروف بفارس الجزيره أو فارس العرب _ فدعا أن يخرج له أحد من المسلمين يبارزه ولم يبرز له أحد إلا علي بن أبي طالب ( ) مع أنه كان صغير السن إلا إن شجاعته لاتخفى على أحد وحين برز علي بن أبي طالب قال الرسول صلى الله عليه وآله برز الإيمان كله لشرك كله ..وقتل علي عمرو ..واستطاع عدد من المشركين عبور خندق المدينة واقتتلوا مع المسلمين ، فقُتل من قُتل ، وهرب من هرب ، وكان من جملة الهاربين عكرمة .

النصر
استطاع عكرمة بن أبي جهل.. وعمرو بن عبد ود العامري _المعروف بفارس الجزيره أو فارس العرب _ فدعا أن يخرج له أحد من المسلمين يبارزه ولم يبرز له أحد إلا علي بن أبي طالب (رابع الخلفاء الراشدين الأربع)أنه كان صغير السن إلا إن شجاعته لاتخفى على أحد وحين برز علي بن أبي طالب قال الرسول صلى الله عليه والله برز الإيمان كله للشرك كله ..وقتل علي عمرو ..واستطاع عدد من المشركين عبور خندق المدينة واقتتلوا مع المسلمين ، فقُتل من قُتل ، وهرب من هرب ، وكان من جملة الهاربين عكرمة .
بعد مقتل عمر بن عبد ود العامري بادر علي بن ابي طالب إلى سد الثغرة التي عبر منها عمرو بن ود العامري و رجاله و رابط عندها مزمعا القضاء على كل من تسول له نفسه التسلل من المشركين،و لو لا ذلك لاقتحم جيش المشركين المدينة على المسلمين بذلك العدد الهائل.
و هكذا كانت بطولة علي بن ابي طالب في غزوة الأحزاب من أهم عناصر النصر للمعسكر الاسلامي و انهزام المشركين.

و لما طال مقام قريش تفككت روابط جيش المشركين ، وانعدمت الثقة بين أطراف القبائل ، كما أرسل الله ريحا شديدة قلعت خيامهم ، وجرفت مؤنهم ، وأطفأت نيرانهم ، فرجعوا إلى مكة ورجعت غطفان إلى بواديها.
وحين أشرق الصبح ، لم يجد المسلمون أحدا منهم فازدادوا إيمانا ، وازداد توكلهم على الله
معجزات الرسول
كان للنبى في غزوة الخندق العديد من المعجزات منها:

1. صخرة الخندق
كان الرسول وأصحابه يتفقدون سير العمل ، فوجدوا صخرة كبيرة كانت عائقا أمام سلمان الفارسي ، حيث كسرت المعاول الحديدية ، فتقدم الرسول من الصخرة وقال : " باسم الله " فضربها فتصدعت وبرقت منها برقة مضيئة.
فقال : " الله أكبر .. قصور الشام ورب الكعبة " ثم ضرب ضربة أخرى ، فبرقت ثانية ، فقال : " الله أكبر .. قصور فارس ورب الكعبة " .

غزوة الخندق
فبلغ ذلك رسول الله فاستشار أصحابه وكانوا سبعمائة رجل فأجمع رأيهم على المقام في المدينة وحرب القوم إذا جاءوا إليهم فقبل منهم النبي ذلك، فقال سلمان: يا رسول الله إن القليل لا يقاوم الكثير، قال: ماذا نصنع؟ قال: نحفر خندقاً يكون بينك وبينهم حجاباً فيمكنك منعهم المطاولة ولا يمكنهم أن يأتونا من كل وجه فإنا كنا معاشر العجم في بلاد فارس إذا دهمتنا دهماء من عدونا نحفر الخنادق فتكون الحرب من مواضع معروفة فنزل جبريل على رسول الله فقال: أشار سلمان بالصواب فأمر الرسول بمسحه من ناحية أحد إلى رانج وجعل على كل عشرين خطوة وثلاثين خطوة قوماً من المهاجرين والأنصار يحفرونه فأمر وحملت المساحي والمعاول وبدأ رسول الله بنفسه وأخذ معولاً فحفر في موضع المهاجرين وأمير المؤمنين ينقل التراب من الحفرة حتى عرق رسول الله وعي وقال: لا عيش إلاَّ عيش الآخرة، اللهم اغفر للأنصار والمهاجرين.
فلمّا نظر الناس إلى رسول الله يحفر اجتهدوا في الحفر ونقل التراب فلما كمل الخندق أقبلت قريش ومعهم اليهود، فلما نزلوا العقيق جاء حي بن أخطب إلى بني قريضة في جوف الليل وكان موضعهم من المدينة على قدر ميلين وهو الموضع الذي يسمى ببئر بني المطلب، وكان لهم حصن قد أغلقوه وتمسكوا بعهد رسول الله فدق باب الحصن فسمع كعب بن أسيد فقال له: من أنت؟ قال: حي بن أخطب قد جئتك بعز الدهر، فقال كعب: بل جئتني بذل الدهر، فقال: يا كعب هذه قريش في قادتها وسادتها قد نزلت الرعاية وهذه سليم وغيرهم قد نزلوا حصن بني ذبيان ولا يفلت محمد وأصحابه من هذا الجمع أبداً فافتح الباب وانقض العهد بينك وبين محمد فطال بينهما الجدال حتى أمر كعب بفتح باب الحصن فدخل حي بن أخطب، فقال: ويلك يا كعب انقض العهد الذي بينك وبين محمد ولا ترد رأيي فإن محمداً لا يفلت من هذا الجمع أبداً فإن فاتك هذا الوقت لم تدرك مثله أبداً، واجتمع كل من كان في الحصن من رؤساء اليهود فقال لهم كعب: ما ترون؟ قالوا: أنت سيدنا والمطاع فينا وصاحب عهدنا وعقدنا فإن نقضت نقضنا معك، وإن أقمت أقمنا معك وإن خرجت خرجنا معك.
وقال زهير بن ناطا ـ وكان شيخاً كبيراً مجرباً قد ذهب بصره ـ: قرأت في التوراة التي أنزلها الله: يبعث نبي في آخر الزمان يكون مخرجه بمكة ومهجره إلى المدينة يركب الحمار العري ويلبس الشملة ويجتزئ بالكسيرات والتميرات وهو الضحوك القتال في عينيه حمرة وبين كتفيه النبوة يضع سيفه على عاتقه لا يبالي بمن لاقى يبلغ سلطانه منقطع الخف والحافر فإن كان هذا هو فلا يهولنه هؤلاء وجمعهم ولو نرى على هذه الجبال الرواسي لغلبها، فقال حي: ليس هذا ذاك. ذلك النبي من بني إسرائيل وهذا من العرب من وُلد إسماعيل ولا يكون بنو إسرائيل أتباعاً لولد إسماعيل أبداً لأن الله قد فضلهم على الناس جميعاً وجعل منهم النبوة والملك، وقد عهد إلينا موسى أن لا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار وليس مع محمد آية وإنما جمعهم جمعاً وسحرهم ويريد أن يغلبهم بذلك فلم يزل حي يقلبهم عن رأيهم حتى أجابوه وأخرجوا له كتاب العهد الذي كان بينهم وبين رسول الله فمزقه وقال: تجهزوا للقتال، ورجع إلى قريش وأخبرهم بنقض بني قريضة العهد ففرحوا بذلك وجاء نعيم بن مسعود إلى رسول الله وكان قد أسلم قبل قدوم قريش واليهود فأذن له فجاء إلى أبي سفيان وقال: بلغني أن محمداً قد وافق اليهود أن يدخلوا بين عسكركم ويميلوا عليكم ووعدهم أن يرد عليهم جناحهم الذي قطعه بنو النظير وقينقاع فلا يدخلوا عسكركم حتى تأخذوا منهم رهناً من الرجال لتأمنوا مكرهم وغدرهم، فقبل منه أبو سفيان ذلك وأخبر قريشاً فصمموا على أخذ الرهن من اليهود، وجاء نعيم إلى بني قريضة فقال لكعب: تعلم مودتي لكم وقد بلغني أن أبا سفيان قال نخرج هؤلاء اليهود ونضعهم في نحر محمد فإن ظفروا كان الذكر لنا دونهم وإن كانت علينا كانوا هؤلاء مقاديم الحرب فخذوا منهم رهناً عشرة من أشرافهم يكونون في حصنكم إن لم يظفروا بمحمد يردوا عليكم بين محمد وبينكم لئلا يغزوكم محمد ويقتلكم إن ولت قريش فقالوا: أحسنت وأبلغت في النصيحة لا نخرج حتى نأخذ منهم رهناً ولم يخرجوا.

السلـامـ عليكمـ

اليومـ يبت لكمـ تقرير عن غزوة الخندق

غزوة الخندق (الأحزاب)

وكانت في شوال سنة خمس من الهجرة النبوية المباركة.

وذلك ان نفراً من اليهود منهم: سلام بن أبي الحقيق النضيريّ، وحييّ بن أخطب، وكنانة بن الربيع، وهوذة بن قيس الوالبي، وأبو عمارة الوالبي في نفر من بني النضير، ونفر من بني وائل، خرجوا حتى قدموا على قريش بمكة فقالوا لهم: انّ محمداً قد وترنا ووتركم، وأجلانا من المدينة من ديارنا وأموالنا، وأجلا بني عمنا بني قينقاع، فسيروا في الأرض وأجمعوا حلفاءكم وغيرهم حتى نسير إليهم، فإنه قد بقي من قومنا بيثرب سبعمائة مقاتل وهم بنو قريظة وبينهم وبين محمد عهد وميثاق، وإنّا نحملهم على نقض العهد بينهم وبين محمد ويكونون معنا عليهم، فتأتونه أنتم من فوق، وهم من أسفل، وكان موضع بني قريظة من المدينة على قدر ميلين وهو الموضع الذي يسمىّ ببئر بني المطّلب، وقالوا: إنا سنكون معكم عليه حتى نستأصله.

فقالت لهم قريش : يا معشر اليهود إنكم أهل الكتاب الأول والعلم بما أصبحنا نختلف فيه نحن ومحمد، أديننا خير أم دينه؟

قالوا : بل دينكم خير من دينه، وانكم أولى بالحق منه.

فأنزل اللّه تعالى فيهم ـ على رواية ـ: (ألم تر إلى الذين اُوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً)(1) إلى قوله: (وكفى بجهنّم سعيراً)(2).

فلما قالوا ذلك لقريش سرّهم ونشطوا لما دعوهم إليه من حرب رسول اللّه(ص).

وجاءهم أبو سفيان فقال لهم: قد مكّنكم اللّه من عدوّكم، هذه اليهود تقاتل معكم ولن تنفك عنكم حتى نأتي على جميعهم، أو نستأصلهم، فاجتمعوا لذلك واتعدوا له.

ثم خرج ذلك النفر من اليهود حتى أتوا غطفان من قيس عيلان فدعوهم إلى حرب رسول اللّه (ص) وأخبروهم أنهم سيكونون معهم عليه، وأنّ قريشاً قد تابعوهم على ذلك.

فخرجت قريش وقائدهم إذ ذاك أبو سفيان بن حرب، وخرجت غطفان وقائدها عيينة بن حصن في بني قرارة، والحارث بن عوف في بني مرة، ومسعر بن دخيلة فيمن تابعه من قومه من أشجع، وتوجّهوا في عشرة آلاف، وقيل: في ثمانية عشر ألف رجل، نحو المدينة.

المشورة تهدي إلى الظفر

فلما سمع بهم رسول اللّه (ص) استشار أصحابه، فكان رأيهم على المقام في المدينة وحرب القوم إن جاءوا إليهم على أنقابها.

فأشار سلمان الفارسي بالخندق واستحسنه القوم، ونزل جبرئيل على رسول اللّه (ص) بصواب رأي سلمان.

فخرج رسول اللّه (ص) فحدّد حفر الخندق من ناحية اُحد إلى راتج، حيث كان سائر أنحاء المدينة مشبك بالنخيل والبنيان، وخطّ موضع الحفر بخط على الأرض، فضرب الخندق على المدينة فعمل فيه رسول اللّه (ص) ترغيباً للمسلمين في الأجر فحفر بنفسه في موضع المهاجرين، وعلي (ع) ينقل التراب من الحفرة، حتى عرق رسول اللّه (ص) وعيى وقال: (لا عيش إلا عيش الآخرة، اللّهم اغفر للأنصار والمهاجرين).

فقالوا مجيبين له:

(نحن الذين بايعوا محمدا على الجهـاد مـا بقـيـنا أبدا)

وكان سلمان رجلاً قويّاً، فقال المهاجرون: سلمان منّا، وقالت الأنصار: سلمان منّا، فقال النبي (ص): (سلمان منّا أهل البيت).

وكان لكل عشرة منهم أربعون ذراعاً يحفرونها، فبدأ رسول اللّه (ص) فعمل فيه وعمل فيه المسلمون، فدأب فيه فدأبوا.

وأبطأ عن رسول اللّه (ص) وعن المسلمين في عملهم ذلك رجال من المنافقين، وجعلوا يورّون بالضعف عن العمل، ويتسلّلون إلى أهليهم بغير علم من رسول اللّه (ص) ولا إذن.

وجعل الرجل من المسلمين إذا نابته نائبة من الحاجة التي لابدّ منها ذكرها لرسول اللّه (ص) واستأذنه باللحوق بحاجته فيأذن له، فإذا قضى حاجته رجع إلى ما كان فيه من عمله رغبةً في الخير واحتساباً لـــه، فأنزل اللّه في اُولئك المؤمنين: (إنّما المؤمنون الذين آمنوا باللّه ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه)(3).

ثم قال تعالى في المنافقين الذين كانوا يتسلّلون من العمل ويذهبون بغير إذن: (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً، قد يعلم اللّه الذين يتسلّلون منكم لواذاً)(4).

وكان الذي أشار بالخندق سلمان فقال: يا رسول اللّه، إنا كنا بأرض فارس إذا حوصرنا خندقنا علينا، ولم تكن تعرفه العرب قبل ذلك، ولذا قال المشركون لما رأوا الخندق: انها مكيدة فارسية ما كانت العرب تكيدها.

النبي (ص) يجوع ليَشبع الآخرون

قال علي (ع) : كنا مع النبي (ص) في حفر الخندق إذ جاءته فاطمة(ع) ومعها كسرة من خبز، فدفعتها إلى النبي (ص) فقال: يا فاطمة ما هذه؟

قالت (ص): قرص خَبَزته للحسن والحسين (عليه السلام) جئتك منه بهذه الكسرة.

فقال النبي (ص): أما إنه أول طعام دخل جوف أبيك منذ ثلاث.

بوارق الفتح

وبينا المهاجرون والأنصار يحفرون إذ عرض لهم جبل لم تعمل فيه المعاول، فبعثوا جابر بن عبداللّه الأنصاري إلى رسول اللّه (ص) يعلمه بذلك.

قال جابر: فجئت إلى رسول اللّه (ص) وقد شدّ على بطنه حجر المجاعة، وأخبرته بالخبر.

فأقبل (ص) ودعا بماء في اناء، فشرب منه ثم مجّ ذلك الماء في فيه، ثم صبه على ذلك الحجر، ثم أخذ معولاً فقال: بسم اللّه، فضرب ضربة، فبرقت برقة، فنظرنا فيها إلى قصور الشام، ثم ضرب اُخرى فبرقت برقة فنظرنا فيها إلى قصور المدائن، ثم ضرب اُخرى فبرقت برقة اُخرى فنظرنا فيها إلى قصور اليمن.

فقال رسول اللّه (ص): أما انه سيفتح اللّه عليكم هذه المواطن التي برقت فيها البرقة، ثم انهال علينا الجبل كما ينهال الرمل.

في ضيافة جابر

قال جابر : فلما رأيت رسول اللّه (ص) قد شدّ على بطنه حجراً علمتُ بأنه جائع، فقلت له: يا رسول اللّه هل لك في الغداء؟

قال (ص) : ما عندك يا جابر؟

قلت : عناق وصاع من شعير.

قال (ص) تقدّم وأصلح ما عندك.

قال جابر : فجئتُ إلى أهلي فأمرتها فطحنت الشعير، وذبحت العنز وسلختها، وأمرتها أن تخبز وتطبخ وتشوّي، فلما فرغت من ذلك، جئت إلى رسول اللّه (ص) فقلت: بأبي واُمّي أنت يا رسول اللّه قد فرغنا، فاحضر مع من أحببت.

فقام رسول اللّه (ص) إلى شفير الخندق ثم قال: يا معاشر المهاجرين والأنصار أجيبوا جابراً، وكان في الخندق سبعمائة رجل، فخرجوا كلّهم! ثم لم يمرّ (ص) بأحد من المهاجرين والأنصار إلا قال: أجيبوا جابراً!

قال جابر:فأسرعت إلى البيت وقلت لأهلي:قد واللّه أتاك رسول اللّه (ص) بما لاقبل لك به.

فقالت : هل أنت أعلمته بما عندنا؟

قال : نعم.

قالت : هو أعلم بما أتى.

قال جابر: فدخل رسول اللّه (ص) فنظر في القدر، ثم نظر في التنور، ثم دعى بصحفة فثرد فيها وغرف، فقال: يا جابر أدخل عليّ عشرة، فأدخلت عشرة، فأكلوا حتى نهلوا، وما يرى في القصعة إلا آثار أصابعهم.

ثم قال: يا جابر عليّ بالذراع، فأتيته بالذراع فأكلوه.

ثم قال: أدخل عليّ عشرة، فدخلوا فأكلوا حتى نهلوا وما يرى في القصعة إلا آثار أصابعهم.

ثم قال: يا جابر عليّ بالذراع، فأتيته فأكلوا وخرجوا.

ثم قال: أدخل عليّ عشرة، فأدخلتهم فأكلوا حتى نهلوا ولم ير في القصعة إلا آثار أصابعهم.

ثم قال: يا جابر عليّ بالذراع، فأتيته بالذراع فتعجّبت وقلت: يا رسول اللّه كم للشاة من ذراع؟

قال (ص) : ذراعان.

قلت : والذي بعثك بالحقّ نبيّاً لقد أتيتك بثلاثة.

فقال : أما لو سكتّ يا جابر لأكلوا كلهم من الذراع.

قال جابر: فأقبلت اُدخل عليه عشرة عشرة فيأكلون حتى أكلوا كلهم، وبقي واللّه لنا من ذلك الطعام ما عشنا به أياماً.

المشركون ومحاصرة المدينة

قال : وحفر رسول اللّه (ص) الخندق وأتمّه قبل قدوم قريش بثلاثة أيام، وقد طال حفره مايقارب من شهر واحد، وذلك بعد أن جعل له ثمانية أبواب، وجعل على كل باب رجلاً من المهاجرين ورجلاً من الأنصار مع جماعة يحفظونه.

ثم ضرب (ص) عسكره هناك وكانوا ثلاثة آلاف، فجعل الخندق أمامه، وجعل ظهره إلى سلع وهو جبل بالمدينة، وأمر بالذراري والنساء فرفعوا في الآطام، وذلك بعد أن استعمل ابن اُمّ مكتوم على المدينة.

وقدمت الأحزاب وعلى رأسهم قريش ومعهم حييّ بن أخطب، فلما نزلوا العقيق جاء حييّ بن أخطب إلى بني قريظة في جوف الليل، وكانوا في حصنهم وقد تمسّكوا بما عاهدوا عليه رسول اللّه (ص) فدقّ باب الحصن، فسمعه كعب بن أسد صاحب عقد بني قريظة وعهدهم، وكان هو بنفسه الذي وادع رسول اللّه (ص) على قومه وعاقده على ذلك، فعرف انه حييّ بن أخطب، فأغلق دونه باب حصنه، فاستأذن عليه، فأبى أن يفتح له.

فناداه حييّ: ويحك يا كعب افتح لي.

قال : ويحك يا حيي إنك امرؤ مشؤوم، واني قد عاهدت محمداً، وانك لست بناقض مابيني وبينه ولم أر منه إلا وفاءً وصدقاً.

قال : ويحك افتح لي اُكلّمك.

فقال : ما أنا بفاعل.

قال حييّ، وقد فكّر في كلام يثير به كعب: واللّه ما أغلقت الباب دوني إلا عن جشيشتك التي في التنور تخاف أن آكل منها.

فأحفظ الرجل ففتح له وقال: لعنك اللّه لقد دخلت عليّ من باب دقيق.

فقال حييّ: ويحك يا كعب جئتك بعز الدهر وببحر طام، جئتك بقريش على قادتها وسادتها حتى أنزلتهم بمجتمع الأسيال من دومة، وبغطفان على قادتها وسادتها حتى أنزلتهم بذنب نَقَمى إلى جانب اُحد قـــد عاهدوني وعاقدوني ألا يبرحوا حتى يستأصلوا محمداً ومن معه.

قال كعب : جئتني واللّه بذلّ الدهر وبجهام قد هرق ماؤه، فهو يرعد ويبرق وليس فيه شيء، ويحك يا حيي فدعني وما أنا عليه، فإني لم أر من محمد إلا صدقاً ووفاءً.

فلم يزل حيي يفتله في الذروة والغارب ويقول له: بأن محمداً لا يفلت من هذا الجمع أبداً، وان فاتك هذا الوقت لاتدرك مثله أبداً، حتى سمع له على أن أعطاه عهداً من اللّه وميثاقاً لئن رجعت قريش وغطفان ولم يصيبوا محمداً أن أدخل معك في حصنك حتى يصيبني ما أصابك.

وبهذا تمكّن حيي من اقناع كعب، فلما اقتنع كعب بذلك أرسل إلى كل من كان في الحصن من رؤساء اليهود وقال لهم: ما ترون؟

قالوا : أنت سيّدنا وصاحب عهدنا فإن نقضت نقضنا معك، وإن أقمت أو خرجت كنا معك.

فقال لهم (ابن باطا) وكان أحد رؤسائهم: انه قرأ في التوراة وصف هذا النبي وانه لو ناوته الجبال الرواسي لغلبها، فلا يهولنّه هؤلاء وجمعهم، وحذرهم مغبّة نقضهم العهد معه.

وهنا انبرى حيي وقال: ليس هذا ذاك، ذلك النبي من بني إسرائيل، وهذا من العرب، ومازال يقلّبهم عن رأيهم حتى أجابوه، ثم طلب حييّ الكتاب الذي كان بينهم وبين رسول اللّه (ص) فمزّقه وقال: قد وقع الأمر فتجهّزوا للقتال، فنقضوا عهدهم وعزموا على القتال.

وجاء حييّ بن أخطب إلى أبي سفيان والأحزاب فأخبرهم بنقض بني قريظة عهدهم ففرحوا بذلك.

بني قريظة يعلنون خيانتهم

ثم بدأ بنو قريظة يظهرون خيانتهم ونقضهم للعهد، وحاولوا أن يغيروا على المدينة من منافذها المؤدية إلى مساكن النساء والأطفال فبعثوا أحدهم ليطّلع على المنافذ ويخبرهم بها.

وفي أثناء استطلاعه بصرت به صفية بنت عبدالمطلب وهي مع جماعة من النسوة والأطفال وفيهم حسان بن ثابت كانوا في حصن فارع حصن حسّان بن ثابت، فقالت لحسّان: لو نزلت إلى هذا اليهودي لتقتله، فإنه يريد أن يدلّ بني قريظة على المنافذ المؤدية إلى الحصن.

فقال حسّان: يا بنت عبدالمطلب لقد علمت ما أنا بصاحب هذا.

وهنا تحزّمت صفية ثم نزلت وأخذت عموداً وقتلته به، ثم عادت إلى الحصن وقالت لحسّان: الآن فاخرج واسلبه.

أجابها حسّان : لا حاجة لي في سلبه.

النبي (ص) وأخبار بني قريظة

ولما نقض بنو قريظة عهدهم، انتهى خبرهم إلى رسول اللّه (ص) فبعث إليهم سعد بن معاذ وسعد بن عبادة وعبداللّه بن رواحة وخوّات بن جُبير وقال: انطلقوا حتى تنظروا أحق ما بلغنا عن هؤلاء القوم؟ فإن كان حقاً فالحنوا لي لحناً أعرفه ولا تفتّوا في أعضاد الناس، وإن كانوا على الوفاء فاجهروا به للناس.

فخرجوا حتى أتوهم فوجدوهم على أخبث ما بلغهم عنهم، ونالوا من رسول اللّه (ص) وقالوا: من رسول اللّه؟ لاعهد بيننا وبين محمد ولا عقد.

فشاتمهم سعد بن معاذ وشاتموه وكان رجلاً فيه حدة.

فقال له سعد بن عبادة : دع عنك مشاتمتهم، فما بيننا وبينهم أربى من المشاتمة.

ثم أقبل سعد بن معاذ وسعد بن عبادة ومن معهما إلى رسول اللّه (ص) فسلموا عليه ثم قالوا: عضل والقارة. أي: كغدر عضل والقارة بأصحاب الرجيع.

فقال رسول اللّه (ص): اللّه أكبر أبشروا بنصر اللّه يا معشر المسلمين، وكان (ص) يبعث الحرس إلى المدينة خوفاً على الذراري من بني قريظة.

لكن عظم على المسلمين البلاء واشتدّ الخوف عندما أتاهم عدوّهم من فوقهم ومن أسفل منهم وحاصروهم حول الخندق حتى ظن المؤمنون كل ظن، ونجم النفاق من بعض المنافقين حتى قال بعضهم: قد كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب لقضاء حاجته. وأنزل اللّه تعالى: (وإذ يقول المنافقون والّذين في قلوبهم مرض ما وعدنا اللّه ورسوله إلاّ غروراً)(5).

وقال رجال معه: (يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا).

وقال بعضهم: يا رسول اللّه ان بيوتنا عورة من العدو، فائذن لنا فنرجع إلى ديارنا فإنها خارج المدينة، فأنزل اللّه سبحانه: (وما هي بعورة إن يريدوا إلاّ فراراً).

مفاوضات عسكرية

فلمّا اشتدّ البلاء على المسلمين من كثرة الأحزاب وطول محاصرتهم، بعث رسول اللّه (ص) إلى عيينة بن حصن وإلى الحارث بن عوف وهما قائدا غطفان، ففاوضهما بأن يعطيهما ثلث ثمار المدينة على أن يرجعوا بمن معهما عنه وعن أصحابه، وذلك ليفتّ في عضد المشركين، فجرى بينه وبينهما مذاكرة الصلح، ولم تقم الشهادة ولا عزيمة الصلح، إلا المراوضة في ذلك.

فبعث رسول اللّه إلى سعد بن معاذ وسعد بن عبادة فذكر ذلك لهما واستشارهما فيه، فقالا : يا رسول اللّه أمراً تحبه فنصنعه، أم شيئاً أمرك اللّه به لابدّ لنا من العمل به فافعله، أم شيئاً تصنعه لنا؟

قال (ص) : بل شيء أصنعه لكم، وما أصنع ذلك إلا لأنّي رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة وجاؤوكم من كل جانب، فأردت أن أكسر عنكم من شوكتهم إلى أمرمّا.

فقال له سعد بن معاذ: يا رسول اللّه قد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك باللّه وعبادة الأوثان ولا نعبد اللّه ولا نعرفه، وهم لا يطمعون أن يأكلوا من ثمرنا تمرة إلا قرى أو بيعاً، أفحين أكرمنا اللّه بالإسلام وهدانا به نعطيهم أموالنا؟ ما لنا بهذا من حاجة، واللّه لا نعطيهم إلا السيف حتى يحكم اللّه بيننا وبينهم بحكمه.

فقال رسول اللّه (ص): الآن قد عرفت ما عندكم، فكونوا على ما أنتم عليه، فإن اللّه تعالى لن يخذل نبيّه ولن يسلمه حتى ينجز له ما وعده.

وكان هذا بالإضافة إلى الفتّ في أعضاد المشركين، واستخبار معنويات المسلمين، تعليماً من الرسول (ص) في استشارة الحكام أهل الخبرة أيضاً.

بدء القتال

ولما علم رسول اللّه (ص) عزم أصحابه وعلوّ معنوياتهم رغم طول المحاصرة حيث دامت بضعاً وعشرين ليلة ولم يكن بينهم حرب إلا الرمي بالنبل والحصى، قام (ص) يشجّع اُولئك الذين أصابهم الضعف والوهن خوفاً من المشركين، ويحرّضهم على جهادهم، ويعدهم النصر من اللّه تعالى، ويحثهم بذلك على المجابهة إذا نشب القتال.

وفي هذه الأثناء انتدبت فوارس من قريش، وعلى رأسهم فارس يليل: عمرو بن عبدود العامري، خرج مُعلماً ليرى مشهده، وكان يعدّ بألف فارس، فأقبلوا على خيلهم حتى وقفوا على الخندق، فلما رأوه قالوا: واللّه إنّ هذه لمكيدة ما كانت العرب تكيدها، ثم تيمموا مكاناً ضيقاً من الخندق فضربوا خيلهم فاقتحمت منه فجالت بهم خيلهم في السبخة بين الخندق وسلع، وكان عمرو العامري هذا ومن معه أول من عبر الخندق.

فخرج علي بن أبي طالب (ع) في نفر من المسلمين حتى أخذوا عليهم الثغرة التي اقتحموا منها ومنعوا من عبور الآخرين، وأقبلت الفرسان تعنق نحوهم.

وكان عمرو بن عبدود ينادي تارة: ألا رجل يبارزني؟

ويصرخ اُخرى: أين جنّتكم التي تزعمون انّ من قتل منكم دخلها؟ ويرتجز ثالثة ويقول:

ولقد بُححـــــــت من النـــداء بجـــمعكم هــــــل من مبارز؟

ووقفت إذ جبـــــن الشـــجاع مـــــواقــــف البطـــل المناجز

انـــــي كـــــــذلــك لـــــم أزل متســــــرّعاً نحــــو الهــزاهز

إن الشــــــــجاعة في الــفتى والجــــــــود من خيـر الغرائز

الايمان كله مع الشرك كله

وفي كل مرة يطلب عمرو المبارزة، كان رسول اللّه (ص) يقول لأصحابه: أيّكم يبرز إلى عمرو؟ وأضمن له على اللّه الجنّة؟

وفي كل مرة يقوم علي بن أبي طالب (ع) ويقول: أنا له يا رسول اللّه، فيأمره بالجلوس انتظاراً منه ليتحرّك غيره، والمسلمون ناكسوا رؤوسهم كأنّ على رؤوسهم الطير، لمكان عمرو بن عبدود.

فلما طال نداء عمرو بالبراز وتتابع قيام علي (ع) قال له رسول اللّه (ص): يا علي هذا عمرو بن عبدود فارس يليل.

قال : وأنا علي بن أبي طالب.

فقال (ص): إذن اُدن منّي يا علي، فدنى منه، فنزع (ص) عمامته من رأسه وعمّمه بها، وأعطاه سيفه ذاالفقار وقال له: (اذهب وقاتل بهذا).

ثم رفع (ص) يديه نحو السماء وقال: (لاللّهمّ انّك أخذت منّي عبيدة بن الحارث يوم بدر، وحمزة بن عبدالمطلب يوم اُحُد، وهذا أخي علي بن أبي طالب، ربّ لاتذرني فرداً وأنت خير الوارثين، اللّهمّ أعنه، اللّهمّ احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته).

فلما برز علي (ع) قال (ص): (برز الايمان كله إلى الشرك كله)(6).

ولما برز علي بن أبي طالب (ع) إلى عمرو، برز وهو يهرول في مشيته ويرتجز ويقول مجيباً لعمرو:

لاتعجــــلنّ فقــد أتــــــــاك مجيــــب صـــوتك غيــر عاجز

ذو نـــــيّة وبـصـــــــــيرة والصـــــدق منـــــجى كـــلّ فائز

اني لأرجـــــو أن اُقــيــــم عليــــــــك نـائحـــــــة الجــنائز

من ضــربة نجــلاء يـبقى ذكــــــــرهـــا عنـــــد الهــــزاهز

على أعتاب المصاولة

ولما اقترب علي (ع) من عمرو، قال له عمرو: من أنت؟

قال : أنا علي بن أبي طالب ابن عم رسول اللّه (ص) وختنه.

قال : واللّه انّ أباك كان لي صديقاً، واني أكره أن أقتلك، ما أمن ابن عمّك حين بعثك إليّ أن اختطفك برمحي هذا، فأتركك بين السماء والأرض لا حيّاً ولا ميّتاً؟

فأجابه علي (ع) قائلاً : قد علم ابن عمّي انك إن قتلتني دخلتُ الجنّة وأنت في النار، وإن قتلتك فأنت في النار وأنا في الجنّة.

فقال عمرو: كلتاهما لك يا علي، تلك إذن قسمةٌ ضيزى.

فقال علي (ع): دع هذا يا عمرو، اني سمعتك تقول: لا يعرض عليّ أحد في الحرب ثلاث خصال إلا أجبته إلى واحدة منها، وأنا أعرض عليك ثلاث خصال فأجبني إلى واحدة.

قال عمرو : هات يا علي.

قال (ع) : تشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّ محمداً رسول اللّه.

قال : نحّ عني هذا، فأين ما أنفقت فيكم مالاً لبداً؟ وكان قد أنفق مالاً في الصدّ عن سبيل اللّه فأنزل اللّه فيه: (يقول أهلكت مالاً لبداً)(7).

قال (ع) : فالثانية : أن ترجع من حيث جئت وترد هذا الجيش عن رسول اللّه (ص)، فإن يك صادقاً فأنتم أعلى به عيناً، وإن يك كاذباً كفتكم ذؤبان العرب أمره.

قال : إذن تتحدّث نساء قريش بأني جبنت ورجعت.

قال (ع): فالثالثة: أن تنزل إليّ وتقاتلني، فإني راجل وأنت راكب.

فنزل عمرو عن فرسه وعرقبه وقال: هذه خصلة ما كنت أظن انّ أحداً من العرب يسومني عليها، واني لأكره أن أقتل رجلاً كريماً مثلك، وقد كان أبوك لي صديقاً.

قال علي (ع): لكني اُحبّ أن أقتلك.

فغضب عندها عمرو وبدأ بالقتال فضرب علياً (ع) بالسيف على رأسه، فاتقاه بالدرقة فقطعها، وثبت السيف على رأسه (ع).

ثم بدره علي (ع) فضربه على ساقيه فقطعهما جميعاً، وارتفعت بينهما عجاجة، وكبّر علي (ع).

فانكشف من كان مع عمرو حتى عبروا الخندق منهزمين، فوقع نوفل بن عبدالعزّى في الخندق، فطعنه علي (ع) في ترقوته فمات في الخندق.

ضربة علي (ع) يوم الخندق

ولما انكشفت العجاجة نظروا فإذا بعلي (ع) على صدر عمرو قد أخذ بلحيته يريد أن يذبحه، فلمّا همّ أن يذبحه تركه وقام فخطا خطوات ثم رجع إليه وأخذ بلحيته ثانية ليذبحه وهو يكبّر اللّه ويمجّده، فقال له عمرو: يا علي إذا قتلتني فلا تسلبني حلّتي.

فقال (ع): هي أهون عليّ من ذلك، فذبحه وتركه، ثم أخذ رأسه وأقبل نحو رسول اللّه (ص) والدماء تسيل على رأس علي (ع) من ضربة عمرو، وسيفه يقطر منه الدم، وهو يقول والرأس بيده:

أنا علي وابن عبدالمطلب الموت خير للفتى من الهرب

يقول ذلك وهو يخطر في مشيته.

فقال بعض: ألا ترى يا رسول اللّه إلى عليّ كيف يتبختر في مشيه؟

فقال رسول اللّه (ص): انها لمشية لا يمقتها اللّه في هذا المقام.

ثم استقبله رسول اللّه (ص) ومسح الغبار عن عينيه وقال له: أبشر يا علي فلو وزن اليوم عملك بعمل اُمّة محمد لرجح عملك بعملهم، وذاك انه لم يبق بيت من المشركين إلاّ وقد دخله ذلّ بقتل عمرو، ولم يبق بيت من المسلمين إلاّ وقد دخله عزّ بقتل عمرو.

ثم قال (ص) : ضربة علي (ع) يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين.

وسُمع منادياً ينادي ـ ولا يرى شخصه ـ يقول:

قتل علـــــي عمرا قصـــــم علي ظهراً

ابرم علي أمراً

ووقعت الهزيمة بالمشركين وتفرّقت الأحزاب خائفين مرعوبين.

فقال رسول اللّه (ص): الآن نغزوهم ولا يغزونا، فكان كما قال (ص) فلم يغزهم قريش بعد ذلك، وكان هو يغزوهم حتى فتح اللّه عليهم مكّة.

ولما سألوا علياً (ع) عن سبب قيامه عن صدر عمرو ثم العود إليه ثانية، وعن تركه سلبه؟

قال (ع) : ان عمرواً تجاسر عليه مما أثار غضبه، فقام يخطو خطوات يطفىء بها غضبه ليكون قتله إيّاه خالصاً لوجه اللّه تعالى لا يشوبه شيء من التشفي والإنتقام لنفسه، كما انه ترك سلبه، لأن عمرواً قد سأله ذلك وطلب منه أن لايسلبه بعد قتله.

ضربتان : أعزّ وأشأم

روى الأودي قال : سمعت ابن عياش يقول: لقد ضَرب عليّ (ع) ضربة ما كان في الإسلام ضربة أعزّ منها، يعني بها ضربة عمرو بن عبدود العامري، ولقد ضُرب علي (ع) ضربة ما كان في الإسلام أشأم منها، يعني بها ضربة ابن ملجم المرادي، وفي قتل عمرو بن عبدود يقول حسّان بن ثابت:

أمســــــــى الفتى عمــرو بـن عبد يبتغي بجــــــــــنوب يثــرب غـــــارة لم تنظر

ولقد وجــــدت ســـيوفنا مشــــــــــــهورة ولقـــــد وجـــــدت جـيــــــادنا لم تقصر

ولقـــــد رأيــــت غـــــــداة بــــــدر عصبة ضربوك ضرباً غير ضـــرب المخســــر

أصــــبحت لا تـــــدعى ليــــوم عظــــيمة يا عمـــــرو أو لجســــــــيم أمــــر منكر

فسمعه أحد بني عامر فأجابه وهو يرد عليه افتخاره بالأنصار قائلاً:

كـــذبتم وبــــيت اللّـــه لم تقتــــــلوننا ولكن بســـــــيف الهاشــــميين فافخروا

بســـيف ابن عبداللّه أحمد في الــوغا بكف علــــــــيّ نلــتمُ ذاك فاقصـــــــــروا

فلم تقتلوا عمرو بن عبد ببأســــــــكم ولكنــــــــــه الكفـــــو الهــزبر الغضــنفر

عليّ الذي في الفخــــر طال بنــــــاؤه ولا تكثـــــتروا الــدعـوى علينا فتحـقروا

مع ابنة عبدود

وروي انه لما قتل علي (ع) عمرو بن عبدودّ نعي إلى اُخته عمرة بنت عبدود، فلما جاءت إليه ورأته على حلّته لم يسلبه قاتله، قالت: من ذا الذي اجترأ عليه؟

قالوا لها : علي بن أبي طالب.

قالت : لم يعد موته إلا على يد كفو كريم، لا رقأت دمعتي ان هرقتها عليه، قتل الأبطال، وبارز الأقران، وكانت منيته على يد كفو كريم من قومه، ما سمعت بأفخر من هذا يا بني عامر، ثم أنشأت تقول:

لو كان قـــــاتل عمــــرو غير قاتله لكنـــــتُ أبـــكي عـليه آخــــــر الأبد

لكــــن قــــــاتل عمرو لا يعــاب به مــن كــــان يـدعى قديماً بيضة البلد

ثم قالت : واللّه لا ثأرت قريش بأخي ما حنّت النيب ـ والنيب جمع ناب وهي المسنّة من النوق ـ كناية عن انها لاتستطيع ذلك أبداً.

في الحرب ومع المشركين فقط

كان نعيم بن مسعود الأشجعي ممن يجيد فنّ الشغب والفتنة، فأتى رسول اللّه (ص) في جوف الليل وكان قد أسلم قبل قدوم قريش بثلاثة أيام، فقال: يا رسول اللّه اني قد آمنتُ باللّه وصدقتك، وكتمتُ ايماني عن الكفرة، فإن أمرتني أن آتيك وأنصرك بنفسي فعلت، وإن أمرتني ان اُخذّل بين اليهود وبين قريش فعلت حتى لايخرجوا من حصنهم.

فقال رسول اللّه (ص) : خذّل بين اليهود وبين قريش، فإنه أوقع عندي.

فجاء إلى أبي سفيان وقال له: انك تعرف مودّتي لكم ونصحي، وقد بلغني انّ محمداً قد وافق اليهود على أن يأخذوا رهائن من أشرافكم ليسلّموهم إلى محمد يضرب أعناقهم، ثم يدخلوا بين عسكركم ويميلوا عليكم، ووعدهم إذا فعلوا ذلك أن يردّ عليهم جناحهم الذي قطعه بني النضير وقينقاع، فلا أرى أن تدعوهم يدخلوا عسكركم حتى تأخذوا منهم رهناً تبعثوا بهم إلى مكّة، فتأمنوا مكرهم وغدرهم.

فقال له أبو سفيان: وفّقك اللّه وأحسن جزاءك، مثلك من أهدى النصائح.

ثم جاء نعيم من فوره ذلك إلى بني قريظة وقال لكعب وكان نديماً له في الجاهلية: يا كعب انّك تعلم مودّتي لكم ونصحي، وقد بلغني انّ أبا سفيان قال: نخرج هؤلاء اليهود فنضعهم في نحر محمّد، فإن ظفروا كان الفخر لنا، وإن خسروا كانوا هؤلاء مقاديم الحرب، فلا أرى لكم أن تدعوهم يدخلوا عسكركم حتى تأخذوا منهم عشرة من أشرافهم يكونون في حصنكم، فإنهم إن لم يظفروا بمحمد رجعوا إلى مكة وغزاكم محمد فقتلكم، لكن إن أخذتم رهائن منهم، لم يذهبوا حتّى يردّوا عليكم عهدكم الذي جعلتموه بينكم وبين محمد.

فقال له كعب : أحسنت وأبلغت في النصيحة لانخرج من حصننا حتى نأخذ منهم رهناً يكونون في حصننا.

وكان كذلك، فإنهم طلبوا رهناً حينما طلب منهم أبوسفيان أن يبدأوا القتال، فقال أبوسفيان: صدق نعيم، فاختلفت كلمتهم.

الأحزاب ينهزمون

لما قَتل علي (ع) عمرو بن عبدود دخل الوهن والذلّ معسكر الأحزاب، واضطربوا أشدّ اضطراب، فلما جنّ اللّيل قام رسول اللّه (ص) على التلّ الذي عليه مسجد الفتح، وكانت ليلة ظلماء قرّة فقال: من يذهب فيأتينا بخبرهم وله الجنّة؟ أعادها فلم يقم أحد، ثم قال: من هذا؟ وكان حذيفة قريباً منه، فقال : أنا حذيفة يا رسول اللّه.

فقال : اقترب يا حذيفة أما تسمع كلامي؟

فقام حذيفة وهو يقول: القرّ والضرّ جعلني اللّه فداك منعاني أن اُجيبك.

فقال رسول اللّه (ص): انطلق حتى تسمع كلامهم وتأتيني بخبرهم.

فقال حذيفة : نعم يا رسول اللّه، ثم قام فأخذ سيفه وقوسه وترسه، وليس به ضرّ ولا قرّ واتّجه نحوهم.

فقال له رسول اللّه (ص) بعد أن دعا له: يا حذيفة لاتحدث شيئاً حتى تأتيني، فلما ذهب حذيفة رفع رسول اللّه (ص) يديه إلى السماء ودعا قائلاً: (يا صريخ المكروبين، ويا مجيب دعوة المضطرّين، ويا مغيث المهمومين، اكشف همّي وغمّي وكربي، فقد ترى حالي وحال أصحابي) وما أن تمّ دعاؤه حتى نزل جبرئيل وهو يقول: يا رسول اللّه انّ اللّه عزّ ذكره قد سمع مقالتك ودعاءك وقد أجابك وكفاك هول عدوّك، فجثا رسول اللّه (ص) على ركبتيه، وبسط يديه، وأرسل عينيه، ثم قال: (شكراً شكراً، كما رحمتني ورحمت أصحابي).

ثم قال : ان اللّه عزّ وجل قد بعث عليهم ريحاً من السماء الدنيا فيها حصى وأرسل عليهم ريحاً من السماء الرابعة فيها جندل.

حذيفة ودعاء الرسول (ص)

قال حذيفة : خرجت فلما وصلت إليهم، أقبل جند اللّه الأول ريح فيها حصى، فما تركت لهم ناراً إلاّ أذرّتها، ولا خباءاً إلاّ طرحته، ولا رمحاً إلا ألقته، حتى جعلوا يتترّسون من الحصى.

فجلست بين رجلين من المشركين، فقام أبو سفيان وقال: إن كنّا نقاتل أهل الأرض فنحن بالقدرة عليه، وإن كنّا نقاتل أهل السماء كما يقول محمد فلا طاقة لنا بأهل السماء، انظروا بينكم لا يكون لمحمد عين بيننا، فليسأل بعضكم بعضاً.

قال حذيفة : فبادرتُ إلى الذي عن يميني وقلت له: من أنت؟

قال معاوية.

وقلت للذي عن يساري : من أنت؟

فقال : عمرو بن سهيل، ولم يسألاني عن اسمي.

ثم أقبل جند اللّه الأعظم. ريح فيها جندل، فقام أبو سفيان إلى راحلته، ثم صاح في قريش: النجاء النجاء، ولما أراد أن يركب راحلته أمكنني قتله، فلما هممت بذلك تذكرت قول رسول اللّه (ص): (لا تحدثن حدثاً حتى ترجع إليّ) فكففت ورجعت بعد أن انهزم المشركون وذهب الأحزاب.

فأخبرتُ رسول اللّه (ص) الخبر وقد طلع الفجر، فتهيّأ وتهيّئنا معه للصلاة، فصلّى بنا الفجر ثم نادى مناديه: لا يبرحنّ أحد مكانه إلى أن تطلع الشمس، فلما طلعت الشمس انصرفنا مع رسول اللّه (ص) إلى داخل المدينة وهو يقول على رواية: (لا إله إلاّ اللّه وحده وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وأعزّ جنده، وهزم الأحزاب وحده، فله الملك وله الحمد، يحيي ويميت، ويميت ويحيي، وهو حيّ لا يموت بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير).

القرآن وغزوة الأحزاب

ثم انّ اللّه تعالى أوحى إلى نبيّه (ص) سورة الأحزاب يذكّر المسلمين فيها بما أصابهم ذلك اليوم من ضرّ، وبما منّ عليهم من الفتح وبما أنزل عليهم من النصر، اضافة إلى ما في تسمية السورة بالأحزاب من اشارة إلى أهمية الأمر وعظم الواقعة حيث يقول تعالى:

(يا أيّها الذين آمنوا اذكروا نعمة اللّه عليكم، إذ جاءتكم جنود، فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها، وكان اللّه بما تعملون بصيراً، إذ جاءوكم من فوقكم، ومن أسفل منكم، وإذ زاغت الأبصار، وبلغت القلوب الحناجر، وتظنّون باللّه الظنونا ـ هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً)(8) إلى قولـه تعالى: (وردّ اللّه الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً، وكفى اللّه المؤمنين القتال، وكان اللّه قويّاً عزيزاً)(9).

ثمّ بشّرهم بفتح حصون اليهود حيث يقول تعالى: (وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقاً تقتلون وتأسرون فريقــــاً وأورثكم أرضهم وديارهــــم وأموالهم وأرضــــاً لم تطأوها، وكان اللّه على كلّ شيء قديراً)(10).

1 ـ النساء : 51.

2 ـ النساء : 55.

3 ـ النور : 62.

4 ـ النور : 63.

5 ـ الأحزاب : 12.

6 ـ راجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي ج 13 ص 261 ط دار إحياء التراث العربي.

7 ـ البلد : 6.

8 ـ الأحزاب : 9 ـ 11.

9 ـ الأحزاب : 25.

10 ـ الأحزاب : 26 ـ 27

عقد يهود بني النضير على الانتقام من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين أخرجوهم من ديارهم من المدينة ، وجعلوا همهم على أن يجعلوا جبهة قوية تتصدى أمام الرسول وأصحابه .

انطلق زعماء بني النضير إلى قريش يدعوهم إلى محاربة المسلمين ، فنجحوا في عقد اتفاق بينهما . ولم يكتف بنو النضير بتلك الاتفاقية ، وإنما انطلقوا أيضا إلى بني غطفان يرغبوهم في الانضمام إليهم وإلى قريش ، وأغروهم بثمار السنة من نخيل خيبر إذا تم النصر بنجاح .

وهكذا انطلق جيش قوامه عشرة آلاف مقاتل يقودهم أبو سفيان بن حرب ، وذلك في السنة الخامسة من الهجرة من شهر شوال .

لما علم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالأمر ، استشار أصحابه وقادته في الحرب ، فأشار عليه سلمان الفارسي بحفر خندق في مشارف المدينة ، فاستحسن الرسول والصحابة رأيه ، وعملوا به . كما أن يهود بني قريظة مدوا لهم يد المساعدة من معاول ومكاتل بموجب العهد المكتوب بين الطرفين .

كان الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه يتفقدون سير العمل ، فوجدوا صخرة كبيرة كانت عائقا أمام سلمان الفارسي ، حيث كسرت المعاول الحديدية ، فتقدم الرسول الكريم من الصخرة وقال : " باسم الله " فضربها فتصدعت وبرقت منها برقة مضيئة

فقال : " الله أكبر .. قصور الشام ورب الكعبة " ثم ضرب ضربة أخرى ، فبرقت ثانية ، فقال : " الله أكبر .. قصور فارس ورب الكعبة " . واستطاع المسلمون إنهاء حفر الخندق بعد مدة دامت شهرا من البرد وشظف العيش .

بدت طلائع جيوش المشركين مقبلة على المدينة من جهة جبل أحد ، ولكنهم فوجئوا بوجود الخندق ، حيث أنهم ما كانوا متوقعين هذه المفاجأة .

لم يجد المشركون سبيلا للدخول إلى المدينة ، وبقوا ينتظرون أياما وليالي يقابلون المسلمين من غير تحرك ، حتى جاء حيي بن أخطب الذي تسلل إلى بني قريظة ، وأقنعهم بفسخ الاتفاقية بين بني قريظة والمسلمين ، ولما علم الرسول عليه الصلاة والسلام بالأمر أرسل بعض أصحابه ليتأكد من صحة ما قيل ، فوجده صحيحا . وهكذا أحيط المسلمون بالمشركين من كل حدب وصوب ، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم ييأسوا من روح الله ، لأنهم كانوا على يقين بأن عين الله ترعاهم .

استطاع عكرمة بن أبي جهل وعدد من المشركين التسلل إلى داخل المدينة ، إلا أن عليا كان لهم بالمرصاد ، فقُتل من قُتل ، وهرب من هرب ، وكان من جملة الهاربين عكرمة .

وأخيرا ، جاء نصر الله للمؤمنين . فقد تفككت روابط جيش المشركين ، وانعدمت الثقة بين أطراف القبائل ، كما أرسل الله ريحا شديدة قلعت خيامهم ، وجرفت مؤنهم ، وأطفأت نيرانهم ، فدب الهلع في نفوس المشركين ، وفروا هاربين إلى مكة .

وحين أشرق الصبح ، لم يجد المسلمون أحدا من جيوش العدو الحاشدة ، فازدادوا إيمانا ، وازداد توكلهم على الله الذي لا ينسى عباده المؤمنين .

وهكذا ، لم تكن غزوة الأحزاب هذه معركة ميدانية وساحة حرب فعلية ، بل كانت معركة أعصاب وامتحان نفوس واختبار قلوب ، ولذلك أخفق المنافقون ونجح المؤمنون في هذا الابتلاء . ونزل قول الله تعالى : (( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلاً ليجزي الله الصادقين بصدقهم و يعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفوراً رحيماً و ردّ الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً و كفى الله المؤمنين القتال و كان الله قوياً عزيزاً و أنزل الله الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم و قذف في قلوبهم الرعب فريقاً تقتلون و تأسرون فريقاً ))
أتمنى اتكم إستفدتوا

بعد غزوة أحد أظلت المدينة سحابة حزن لفقد الأحبة شهداء في سبيل الله.. وخيم السكون حيناً على الجزيرة العربية. ولم يكن ذلك الهدوء الذي أظل المدينة إلا بداية لتحزب الأحزاب من ملل الكفر والشرك، يتحينون الفرص ويسابقون إلى العداوة! فلا يهنأ لهم بال ولا يقر لهم قرار حتى يكون معقل الإسلام ومدينته تحت أيديهم يجوسون فيها تقتيلاً وإفساداً. وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ [البروج:10].

في السنة الخامسة للهجرة خرجت شرذمة من اليهود نحو كفار مكة ليأنبوهم ويحرضوهم على غزو المدينة، ومحاولة استئصال شأفة الإسلام، وقتل محمد ، والتنكيل بأصحابة! ثم خرج الرهط يحمل الحقد والكراهية للمسلمين نحو غطفان ليكتمل عقد الأحزاب.

وتداعت الجموع وأقبل الشر بخيله ورجله، فخرجت من الجنوب قريش وكنانة وأهل تهامة، ووافاهم بنو سليم وخرجت من الشرق قبائل غطفان وكذلك خرجت بنو أسد. واتجهت الأحزاب الكافرة صوب المدينة حتى تجمع حولها جيش عرمرم يبلغ عدده عشرة آلاف مقاتل! جيش يزيد عدده على سكان المدينة رجالاً ونساءاً، صغاراً وكباراً! في جوع منهم شديد، وبرد وزمهرير، وعدة قليلة، وما عند الله خير وأبقى!

إجتمع الأحزاب حول المدينة لسبب واحد لا غير وإن اختلفت الألسن وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ [البقرة:217].

وفي هذا الجو المكفهر والكرب الشديد إنقسم أهل المدينة إلى قسمين: قسم آمن بوعد الله وصدق بنصر رسالته وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً [الأحزاب:22].

فشدوا للقتال وقدموا المهج والأرواح وبذلوا الأسباب بحفر الخندق وحراسة المدينة ليل نهار مع ما أصابهم من الجوع والفاقه، فقد كان طعام الجيش قليلاً من الشعير يخلط بدهن سنخ متغير الرائحة لقدمه، ويطبخ فيأكلونه رغم طعمه الكرية ورائحته المنتنة لفرط الجوع، وأحياناً لا يجدون سوى التمر وقد يلبثون ثلاثة أيام لا يذوقون طعاماً! وكان أشد أمر عليهم نجم النفاق وفشل الناس وعظم البلاء واشتداد الخوف وخيف على الذراري والنساء فقد أحاطوا بالجميع وادلهم الخطب بالأمة إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ [الأحزاب:10]، وكان النبي في هذا الوقت العصيب يبشرهم بأمر عظيم! قال البراء: لما كان يوم الخندق عرضت لنا في بعض الخندق صخرة لا تأخذ منها المعاول، فاشتكينا ذلك لرسول ، فجاء وأخذ المعول فقال: { بسم الله، ثم ضرب ضربة، وقال: الله كبر، أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأنظر إلى قصورها الحمر الساعة، ثم ضرب الثانية فقطع آخر، فقال: الله كبر، أعطيت فارس، والله إني لأبصر قصر المدائن الآن، ثم ضرب الثالثة فقال: بسم الله فقطع بقية الحجر، فقال: الله أكبر أعطيت مفاتح اليمن، والله إني لأبصر صنعاء من مكاني }.

والنبي يبشر ويرفع من عزائم الصحابة وكان أحدهم من شدة الجوع يرفع عن بطنه الحجر فرفع رسول الله عن بطنه الشريف حجرين!

وأما أهل النفاق وضعفاء النفوس ممن أثّر فيهم الإرجاف فقد تزعزعت قلوبهم وانخلعت صدورهم لرؤية الجموع والعدد والعدة وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً [الأحزاب:13]. وقال المنافقون في ما بشر النبي من خزائن كسرى وقيصر: كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط، وقالوا تنصلاً من الجهاد وهرباً منه: وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَاراً [الأحزاب:113].

واشتغل النبي وأصحابه بمقارعة العدو وأخذ العدة وحفر الخندق حتى فاتت المسلمين بعض الصلوات، ففي الصحيحين أن عمر بن الخطاب جاء يوم الخندق فجعل يسب كفار قريش، فقال: يا رسول الله! ما كدت أن أصلي حتى كادت الشمس أن تغرب، فقال النبي : { والله ما صليت } وقد أهم النبي فوات الصلاة فدعا عليهم { ملأ الله عليهم بيوتهم وقبورهم ناراً كما شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس }، وبقيت الساعات العصيبة أياما وليال وزادها سوء نقض بني قريظة العهد مع الرسول فاكتمل عقد الأحزاب حول المدينة الصامدة! ولما بلغ رسول الله غدر بني قريظة تقنع بثوبه واضطجع ومكث طويلا حتى اشتد على الناس البلاء ثم نهض يقول: { الله أكبر، أبشروا يا معشر المسلمين بفتح الله ونصره }! وسعى النبي لمجابهة الظرف العصيب وأن يفرق جمعهم فأراد أن يصالح غطفان على ثلث ثمار المدينة حتى ينصرفوا وتخف الوطأة على المسلمين فيلحقوا بقريش الهزيمة.

واستشار سعد بن معاذ وسعد بن عباده رضي الله عنهما في الأمر، فقالا: يا رسول الله؛ إن كان الله أمرك بهذا فسمعاً لله وطاعة، وإن كان شيء تصنعه لنا فلا حاجة لنا فيه، لقد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك بالله وعبادة الأوثان وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها ثمرة إلا قرى أو بيعاً، فحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا له، وأعزنا بك تعطيهم أموالنا؟ والله لا نعطيهم إلا السيف. فصوب رأيهما وقال: { إنما هو شيء أصنعه لكم، لما رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة }.

وكان النبي في تلك الأيام الصعبة يبعث الحرس إلى المدينة لئلا تؤتى الذراري والنساء على حين غرّه! فالأمر مهول والأحزاب تسمع أصواتهم، والنبال تصل إلى خيل المسلمين! وقد وصف الله عز وجل تلك الساعات العصيبة بوصف عجيب كأن العين تراهم، فقال تعالى: وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا، هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً [الأحزاب:10- 11].

ولما أمر الله عز وجل بانجلاء الغمة وتفريج الكربة صنع أمراً من عنده، خذل به العدو وهزم جموعهم وفل حدهم، وساق نعيم بن مسعود للتفريق بينهم! والنبي يرفع يديه إلى السماء { اللهم منزل الكتاب سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم } وكان المسلمون يدعون ربهم "اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا".

فاستجاب الله الدعاء وبلغ الأمل وأذن بالنصر، و أرسل جنوداً من الرعب والريح قلبت قلوبهم وقدورهم، وقوضت قوتهم وخيامهم ودفنت رحالهم وآمالهم، فلم تدع قدراً إلا كفأتها ولا طنباً إلا قلعته! ولا قلباً إلا أهلعته وأرعبته.

وبعد معركة الأحزاب أزفت البشائر وأشرقت المدينة، بقول النبي : { الآن نغزوهم ولا يغزوننا، نحن نسير إليهم }، وفي اجتماع الأحزاب في أزمنة متفرقة ومرات عديدة خلال العصور، حكمة بالغة في الرجوع إلى الله، وصدق التوكل عليه، والإنابة والذل وإظهار الحاجة، وبذل الغالي لهذا الدين، قال تعالى: يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [التوبة:32]. قال ابن القيم رحمه الله: "ومن ظن إزالة أهل الكفر على أهل الإسلام إزالة تامة فقد ظن بالله السوء". وعلى مر العصور وتقلب الدهور قول الصادق { بشر هذه الأمة بالسناء والرفعة والتمكين }، لكن الأمر مشروط بشروطه، ومقيد بقيوده إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ [محمد:17].

أستــــغفر الله العظيم

التصنيفات
الصف السابع

حل درس (صلح الحديبيه ) -تعليم اماراتي

هاااااااي
حل درس (صلح الحديبيه )
ع العمووم اانا كنت اريد الحل بس حصلته .ههه والحين بحطه لعيونكم

بسم الله الرحمن الرحيم .نبدا

ص94:
الأسباب:

– خروج الرسول لأداء العمرة.
– ضنت قريش أن الرسول خرج لقتالها.
– نزل الرسول في الحديبية.
– شاع بين المسلمين خبر مقتل عثمان بن عفان.
– بايع المسلمون الرسول على القتال ثم عقد صلح بين المسلمين والمشركين.

النتائج:

2. تفرغ الرسول للدعوة في انحاء شبه الجزيرة العربية.
3. كان مقدمة لفتح مكة.
5. اعترفت قريش بالمسلمين وقوتهم.

* اقرأ عن مواقف……..
أ)
1- اللين 2- الجرأة في قول الحق 3- كظم الغيظ

ص 95:

ب)
الالتزام بالعهد والميثاق ( الوفاء بالعهد)

ج)
القدوة الحسنة

ص 96:
اقرأ واستنتج:

ب: اتخاذ الحيطة والحذر وحقن دماء المسلمين.

ص 97:
مكان وقوعه:في مكة قرب الحديبية.
سببه: الأسباب موجودة صفحة 94.
نتائجه: النتائج موجودة صفحة 94.
شروطه: البنود موجودة صفحة 92.

ص 98:
من خلال فهمك……:
1: * تفادي الاشتباك مع المشركين.
* تأييد الله لرسوله والمسلمين

2: ليعلم القبائل أن الرسول وأصحابه خرجوا للعمرة وليس للقتال.

اذكر من درس…………:
1: عندما انتشر خبر مقتل عثمان بن عفان, وبايع المسلمون الرسول على الشهادة والثبات.

ص 99:
2: * عندما أمرهم الرسول بحلق رؤوسهم ونحر هديهم.
* عند كتابة بنود صلح الحديبية.

أتمنى تستفيدو من الحل
أدعولي بالتوفيق
^^

السموحه منج مكرر
,,

الموضوع سيغلق

http://www.uae.ii5ii.com/showthread.php?t=60230

لقد وضعت الحل لكِ

بارك الله فيج

الحــــــــــــــــــــــمد لله

التصنيفات
الصف السابع

حل درس صلح الحديبيه للصف السابع

مرحبااا
اشحالكم .. عساااكم بخير
لو سمحتوا بغيت حل درس (صلح الحديبيه )
_بسرعه_
وبباي

ص94:
الأسباب:

– خروج الرسول لأداء العمرة.
– ضنت قريش أن الرسول خرج لقتالها.
– نزل الرسول في الحديبية.
– شاع بين المسلمين خبر مقتل عثمان بن عفان.
– بايع المسلمون الرسول على القتال ثم عقد صلح بين المسلمين والمشركين.

النتائج:

2. تفرغ الرسول للدعوة في انحاء شبه الجزيرة العربية.
3. كان مقدمة لفتح مكة.
5. اعترفت قريش بالمسلمين وقوتهم.

* اقرأ عن مواقف……..
أ)
1- اللين 2- الجرأة في قول الحق 3- كظم الغيظ

ص 95:

ب)
الالتزام بالعهد والميثاق ( الوفاء بالعهد)

ج)
القدوة الحسنة

ص 96:
اقرأ واستنتج:

ب: اتخاذ الحيطة والحذر وحقن دماء المسلمين.

ص 97:
مكان وقوعه:في مكة قرب الحديبية.
سببه: الأسباب موجودة صفحة 94.
نتائجه: النتائج موجودة صفحة 94.
شروطه: البنود موجودة صفحة 92.

ص 98:
من خلال فهمك……:
1: * تفادي الاشتباك مع المشركين.
* تأييد الله لرسوله والمسلمين

2: ليعلم القبائل أن الرسول وأصحابه خرجوا للعمرة وليس للقتال.

اذكر من درس…………:
1: عندما انتشر خبر مقتل عثمان بن عفان, وبايع المسلمون الرسول على الشهادة والثبات.

ص 99:
2: * عندما أمرهم الرسول بحلق رؤوسهم ونحر هديهم.
* عند كتابة بنود صلح الحديبية.

م/ن

بالتوفيق

والسموحه تم تعديل العنوان

لا الـــه الا الله

التصنيفات
الصف السابع

حل درس صلح الحديبيه

تفضلوا حل درس صلح الحديبية *^
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ص94:
الأسباب:

– خروج الرسول لأداء العمرة.
– ضنت قريش أن الرسول خرج لقتالها.
– نزل الرسول في الحديبية.
– شاع بين المسلمين خبر مقتل عثمان بن عفان.
– بايع المسلمون الرسول على القتال ثم عقد صلح بين المسلمين والمشركين.

النتائج:

2. تفرغ الرسول للدعوة في انحاء شبه الجزيرة العربية.
3. كان مقدمة لفتح مكة.
5. اعترفت قريش بالمسلمين وقوتهم.

* اقرأ عن مواقف……..
أ)
1- اللين 2- الجرأة في قول الحق 3- كظم الغيظ

ص 95:

ب)
الالتزام بالعهد والميثاق ( الوفاء بالعهد)

ج)
القدوة الحسنة

ص 96:
اقرأ واستنتج:

ب: اتخاذ الحيطة والحذر وحقن دماء المسلمين.

ص 97:
مكان وقوعه:في مكة قرب الحديبية.
سببه: الأسباب موجودة صفحة 94.
نتائجه: النتائج موجودة صفحة 94.
شروطه: البنود موجودة صفحة 92.

ص 98:
من خلال فهمك……:
1: * تفادي الاشتباك مع المشركين.
* تأييد الله لرسوله والمسلمين

2: ليعلم القبائل أن الرسول وأصحابه خرجوا للعمرة وليس للقتال.

اذكر من درس…………:
1: عندما انتشر خبر مقتل عثمان بن عفان, وبايع المسلمون الرسول على الشهادة والثبات.

ص 99:
2: * عندما أمرهم الرسول بحلق رؤوسهم ونحر هديهم.
* عند كتابة بنود صلح الحديبية.

أتمنى تستفيدو من الحل
أدعولي بالتوفيق
^^

مشكورة على الحل جزاكِ الله الف خير

thank you ^_____________^

صلى الله على محمد