التصنيفات
الصف الحادي عشر

أريد حل لدرس ادب الحوار والاحزاب 3 للصف الحادي عشر

أريد حل لدرس ادب الحوار والاحزاب 3

ردوا علي

تقويم:ـ
سؤال الاول: استعاذة من الشيطان الرجيم 2)كثرة الاستغفار.
سؤال الثاني: السر في النصيحة
الاثار المترتبة
الفضيحة والاحراج 2)عدم الاسنجاب
سؤال الثالث:كثرة الاستغفار تعنية على ضبط النفس

اخوي اني توني داخله وحليت لك تقويم وجان تبا الحل الباقي بحل لك وسمووووووووحة منك I,m sorry

حشش على لاقل قول مشكورة خخخخخخخخ

هههههه ككككككككك

اريو حل الدروس الباقية

مشكورة أختي والسموحة من التأخير لظروف الامتحانات

اخي الكريم حل الدرس (أدب الحوار) بهذه الصفحة من هنـــــــــا <<بواسطة أســاذ محمـــد>>
وأيضاا حل الدرس (سورة الاحزاب 3) بهذه الصفحة من هنــــــا <<بواسطة أستاذ محمـــد>>

الصراحة تستاهل انك تكون مشرف يا أستاذنا محمد على مجهودك العملي كله في ميزان حسناتك

مشكورة أختي

أستغفرك يا رب من كل ذنب

التصنيفات
الصف الحادي عشر

بسرعة موعد التسليم…((((((السبت)))))) للصف الحادي عشر

لو سمحتوا أخواني و أخواتي أريد حل السؤال الثاني ص89 من درس اختلاف العلماء (((((((للحادي عشر علمي))))))

ابي بحث عن الاقليات المسلمه

ضروووووووووووووووووووووري

الصراحة أخوي ماعندي
فسامحني

اااااااارجو المساعدة

هذه حل لجميع الدروسhttp://www.uae.ii5ii.com/attachment….9&d=1210581402

الحــــــــــــــــــــــمد لله

التصنيفات
الصف الحادي عشر

الموضوع عن إعجاز القرآن الكريم للصف الحادي عشر

السلام عليكم

شخباكم

مابطول ف الكلام

بغيد مقدمه وخاتمه

الموضوع إعجاز القرآن الكريم

بلييييييز اول طلب عندي ف المدونة

تفضلي بحث كامل منقول من الاخ بندر

إعجاز القرآن الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العلمين، والصلاة والسلام على أفضل خلقه، محمد صلى الله عليه وسلم، أما بعد، هذا تقرير مختصر في موضوع إعجاز القرآن الكريم من مادة علوم القرآن، فقد جاء تقريري هذا بعنوان إعجاز القرآن الكريم )، ويكمن السبب الحقيقي وراء اختياري هذا الموضوع بسبب لهفتي وشوقي في معرفة الكثير عن إعجاز القرآن، ورغبة مني بتثبيت الإيمان في قلبي وقلب كل مؤمن، وكي يكون حجة داحضة في وجه كل جاحد..
وكان معنى ذلك أن ينقسم تقريري إلى أربع أقسام، تسبقها مقدمة وتتلوها خاتمة:

القسم الأول يحتوي على مقدمة بسيطة لإعجاز القرآن حيث تحتوي على تعريف إعجاز القرآن الكريم وأنه معجزة محمد عليه السلام من الله عز وجل ..
القسم الثاني بعنوان الإعجاز اللغوي في القرآن.
القسم الثالث بعنوان الإعجاز التشريعي في القرآن .
القسم الرابع نماذج للإعجاز العلمي في القرآن الكريم .

وفي النهاية أتقدم بالشكر لكل من ساعدني ، وأرجو أن يكون بحثي مفيدا للجميع، وأعتذر عن كل تقصير فيه، وحسبي أنني لم أدخر جهدا في محاولة الوصول به على درجة الإتقان، لكن الكمال لله وحده، ونسال الله التوفيق والسداد.

القسم الأول: مقدمة

[LIST][*]تعريف إعجاز القرآن الكريم : [/LIST]
القرآن في اللغة : من قرأ مرادف للقراءة ، ومنه قوله تعالى : ( إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ) (القيامة:18)
القرآن في الإصطلاح: هو كلام الله المنزل على محمد المنقول إلينا بالتواتر المتعبد بتلاوته المتحدى بأقصر صورة منه.
¨ قال تعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء:82) فهو إذن كلام الله.
¨ وقال تعالى: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً)(المزمل: من الآية4) وقال تعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد:24) فكانت تلاوته والتدبر فيه عبادة لله.
¨ وقال: (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:23)فقد تحداهم بالإتيان بسورة من مثله.
¨ (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9) فقد تكفل الله بحفظه من التحريف الذي لحق بالكتب التي سبقت.
الإعجاز: من التعجيز والتثبيط والنسبة إلى العجز، يقال أعجزه الشئ أي فاته، ومنه قوله تعالى: (فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ) (المائدة:31)
ويقال معجزة النبي (صلى الله عليه وسلم) أي ما أعجز به الخصم عند التحدي .

[LIST][*] القرآن معجزة محمد (صلى الله عليه وسلم) من عند الله تعالى: [/LIST]
لقد أيد الله تعالى رسله بمعجزات، وكانت معجزة نبينا (صلى الله عليه وسلم) هي القرآن الكريم الذي عجزت الإنس والجن عن الإتيان بمثله، قال تعالى: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (الإسراء:88) وقد شهد بإعجازه أعدائه، ثم تحداه بالإتيان بعشر سور من مثله، قال تعالى: { أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } – هود 13، ثم تحداهم أن يأتوا بسورة من مثله، قال تعالى: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (يونس:38) وتمثلت المعجزة أيضاً في وصوله لنا عن طريق المصطفى (صلى الله عليه وسلم) وهو لم يمسك قلماً ولم يكتب أو يقرأ.

القسم الثاني: الإعجاز اللغوي في القرآن

[LIST][*]البلاغة في القرآن: [/LIST]
معجزة القرآن الكريم تتمثل في وجوه كثيرة، أولها البلاغة، وكونه فصيحاً بلسان عربي مبين، قال تعالى: (قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) (الزمر:28)، وقد عجزت العرب رغم فصاحتهم بالإتيان بمثله لما فيه من حسن بلاغة وقوة في المعاني وبراعة الألفاظ ودقة التشبيه وحسن ترابط وتسلسل ورغم ذلك كان بلسان عربي بليغ ومبين، قال تعالى: { بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ } – الشعراء 195، وأعجزت بلاغته فصحاء قريش وخطباءها، فإتهموا محمداً (صلى الله عليه وسلم) بأنه شاعر ثم سرعان ما رأوا أنه ليس بشعر، قال تعالى: (وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ) (يّس:69)، ثم قالوا إنه ساحر كما فعل الوليد بن المغيرة، فقال تعالى على لسانه: { فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ } – المدثر 23-25، ثم قالوا إنه كاهناً تارة وتارة إتهموه بالجنون، قال تعالى: { فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُون * أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ } ٍ– الطور29-30، ومنهم من قال إنه يقول أساطير الأولين ، قال تعالى : { إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ } – القلم 15 ، كل هذا بكفرهم وعنادهم وقد إستيقنت أنفسهم بأنه من عند الله وعرفوا أنه الحق ولكن الكبر وإتباع الآباء والخوف على الجاه والمكان بين الناس منعهم من قبوله .

[LIST][*]مخاطبة العقل والقلب معاً : [/LIST]
ومن معجزات القرآن أنه يخاطب العقل والقلب معاً ، فتجد له وقعاً على كليهما ، وجعله الله شفاء للقلوب ورحمة ونور ، قال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } – يونس 57 ، وقال : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً) (الاسراء:82) ، كما أن معظم القرآن إنما يخاطب العقل ويحثه على التفكر في خلق الله كالسماوات والأرض وإمعان النظر في الكون وفي الأنفس والآفاق وجعل ذلك وسيلة للوصول إلى الإيمان بالله ، قال تعالى : { أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ } – الأعراف 185، وقد جعله الله تعالى مصدراً لتثبيت النفس وعونها على الصبر ومصدر هداية وتبشير للمؤمنين كما ثبت به الله تعالى فؤاد النبي (صلى الله عليه وسلم) ، قال تعالى : { قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ } – النحل 102،كما جعله مصدر راحة وإطمئنان للمؤمن، قال تعالى : { الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } – الرعد 28 ،وكم أسعد هذا القرآن قلوباً مولعة ومشتاقة للرحمن ومتعطشة للقاءه ، فتجد كلامه تعالى خير دواء وسكن ينزل برداً وسلاماً على القلب والروح فتسعد النفس بترتيله فما أعظمها نعمة هي نعمة القرآن ،وهذا إنما يفهمه ويشعر به المؤمن كامل الإيمان الذي يتوق للقاء الرفيق الأعلى .

[LIST][*]أمثال القرآن : [/LIST]
ومن إعجاز القرآن ووسائله للوصول إلى العقول والأفهام ضرب الأمثال التي تقرب المعاني وتفتح الأذهان المغلقة والعقول الحائرة فتقنع كل إنسان يريد أن يصل إلى الحقيقة ولم يقل كما قالت بنو إسرائيل قلوبنا غلف ، بل من يريد الحق ولم يعاند ويكابر لابد وأن يجد الحقيقة في القرآن واضحة كوضوح الشمس في وسط النهار ، قال تعالى : (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (الزمر:27) ، أما المعاندين الذين عرفوا الحق واستكبروا عليه وكفروا به قال عنهم : (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ) (الروم:58) ، ورغم بيان الأمثال جادل فيها الكفار وتكبروا عليها ، قال تعالى : (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْأِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً) (الكهف:54) .

[LIST][*]الإيقاع المنتظم للقرآن الكريم : [/LIST]
ومن إعجاز القرآن أيضاً الإيقاع المنتظم للقرآن الذي جعل كفار قريش يتهمون محمداً بالسحر مرة ومرة بالشعر ومرة بالكهانة ، قال تعالى : (فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ) (يونس:76) ، ومن ذلك ما نسمعه عندما نقرأ سورة القمر مثلاً ، فلنقرأ معاً سورة القمر ولنستمع لروعة البيان ومزمار من مزامير داود ، ولنتلو سورة الرحمن ونستمع لما يعجز المتنبئ وأبي فراس وأحمد شوقي وغيرهم عن الإتيان بكلام كهذا ، كما يعجز عبد الحليم وأم كلثوم ووليد توفيق وغيرهم من الفسقة عن أن يأتوا بما في القرآن من روعة وإنسجام ، إن هؤلاء المذكورين وأشباههم لمحرومون من سماع مثل هذا ويا لضياعهم وغرورهم بما هم فيه من باطل ومعصية وما يتلفظون به من سخافة ألفاظ وسماجة ألحان وهوي زائغ وما يتبعهم إلا الغاوون فيا لهم من ضالين مضلين ، أما كلام الله تعالى فلا يأتيه الباطل ولا يخلق من كثرة الرد ، وقال (صلى الله عليه وسلم) لأبي موسى عندما إستمع لتلاوته بأنه أوتي مزماراً من مزامير داوود ، عَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لأَبِى مُوسَى : « لَوْ رَأَيْتَنِى وَأَنَا أَسْتَمِعُ لِقِرَاءَتِكَ الْبَارِحَةَ لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ » -البخاري 1888 ، ويكفي هذا الحديث في فضائل القرآن : عن الحارث الأعور قال: مررت في المسجد فإذا الناس يخوضون في الأحاديث، فدخلت على علي فقلت: يا أمير المؤمنين ألا ترى الناس قد خاضوا قال: أو قد فعلوها؟ قلت: نعم، قال: أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنها ستكون فتنة قلت: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله فيه نبأ من قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة، ولا تشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: {إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به}. من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدى إلى الصراط المستقيم.

القسم الثالث : الإعجاز التشريعي في القرآن

[LIST][*]أحكام القرآن : [/LIST]
لقد أرسل الله رسله بالبينات ليقوم الناس بالقسط – ابن القيم ، قال تعالى : (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ)(الحديد: من الآية25) ، وكان القرآن هو أفضل الكتب المنزلة على الإطلاق ، أنزله الله تفصيلاً لكل شئ ، وفرقاناً بين الحق والباطل ، وشرع فيه لعباده ما تقوم به حياتهم ويصلح به معادهم ، قال تعالى : (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً) (الفرقان:1) ، وجعله تذكرة لمن يخاف وعيده وكان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، قال تعالى : (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ)(قّ: من الآية45) ، وبه بيان للأحكام العامة التي يقوم بها أمر الأمة وأحكام الحدود والديات والأسرة والمواريث وغيرها مما يستقيم به أمر الأمة ، قال تعالى : (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) (النحل: من الآية 89) ، فجاءت أحكامه كلها لما فيه صلاح الأمة وخيرها ولقد رأينا كيف كانت الأمة الإسلامية في عهد الصحابة والتابعين عندما كان يطبق فيها شرع الله تعالى فكانت الأمة الإسلامية حينها في قمة قوتها وأمنها وإستقرارها ورخائها ، أليس هذا بخير مما فيه الأمة اليوم من ضياع وضعف وعدم أمن وعدم إستقرار ، كل هذا لأنها رمت أحكام القرآن وأخذت بأحكام الشيطان وما شرعه شياطين الإنس من قوانين وضعية ففسد النظام وضاع الأمن وإنتشرت السرقة والزنا والخمر وغيرها من فساد.. فسبحان الذي أرسل لنا القرآن رحمة للعالمين .

[LIST][*] أخبار الأمم السابقة : [/LIST]
ومن معجزات القرآن أيضاً قصص القرآن التي هي أحسن القصص ، قال تعالى : { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ } – يوسف 3 ، وكانت من معجزات النبي (صلى الله عليه وسلم) لأنه أخبر بأحداث كانت قبل آلاف السنين كقصة نوح وقصة موسى وفرعون وقصة بلقيس وسليمان وقصة يوسف وامرأة العزيز وقصة إبراهيم وأبيه وقومه وقصة صالح وناقته وقصة شعيب وقومه وقصة يعقوب وابنائه وغيرها من قصص القرآن التي أخبرت عن أحوال الأمم السابقة ، ومنها قصص بني اسرائيل ، قال تعالى : (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) (النمل:76)

[LIST][*]حال العرب قبل و بعد نزول القرآن : [/LIST]
تبدلت حال العرب بعد الإسلام وأصبحوا أمة علم وقوة وسلطان ورفعهم الإسلام إلى أعلى المنازل حيث إختارهم الله من بين الأمم ليكونوا حملة الإسلام إلى العالم فنالوا ذلك الشرف وكانوا خير مبلغين وتوسعت رقعة الدولة الإسلامية حتى فتحت للنبي (صلى الله عليه وسلم) قصور كسرى وقيصر وحكموا العالم وأعزهم الله بنوره نور الإسلام وأصبحوا قادة العالم وفي الآخرة أنالهم الله شرف أن يكونوا شهداء على الناس ، قال تعالى : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (البقرة:143)

القسم الرابع : الإعجاز العلمي في القرآن

الإعجاز العلمي في القرآن من المواضيع التي بدأ انتشارها مؤخراً بصورة كبيرة وبلغت البحوث العلمية أوجها و اكتشفت كثير من الحقائق التي تحدث عنها القرآن قبل أربعة عشر قرن من الزمان ولا يزال المزيد يكتشف خاصة في مجال الفلك وعلم الأجنة والتشريح والجيولوجيا وعلم الحيوان والنبات وآيات لا حد لها بينها الله تعالى في القرآن تكفي لتبيين أنه الحق من عند الله وأن الله هو الحق المبين ، قال تعالى : (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (فصلت:53) ، ولكن عمت قلوب العباد عن تدبر القرآن وفهم ما فيه بما ران عليها من الذنوب والمعاصي ، قال تعالى : (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد:24) ، وهذا الموضوع كبير جداً لذا سنكتفي بتوضيح مثال لكل علم .

[LIST][*]نماذج منالإعجاز العلمي للقرآن في الطب : [/LIST]
قديماً كان الناس يعتقدون أن إحساس الألم يمكن من أي مكان ولكن مؤخراً اكتشف أن الجلد فقط هو الذي به مناطق الإحساس حيث وجدوا بالنظر تحت المجهر أن الأعصاب تتركز في الجلد ووجدوا أن أعصاب الإحساس متعددة وأنها أنواع مختلفة : منها ما يحس باللمس ومنها ما يحس بالضغط ومنها ما يحس بالحرارة ومنها ما يحس بالبرودة ووجدوا أن أعصاب الإحساس بالحرارة والبرودة لا توجد إلا في الجلد فقط وعليه إذا دخل الكافر النار يوم القيامة وأكلت النار جلده يبدله الله جلداً ليصير العذاب مستمر ، قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا ) النساء : 56 وأما قوله تعالى : ( وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ ) محمد: 15 ولماذا هنا قطع أمعاءهم ؟ لأنهم وجدوا تشريحيا أنه لا يوجد أبدا أعصاب للإحساس بالحرارة أو البرودة بالأمعاء وإنما تتقطع الأمعاء فإذا قطعت الأمعاء ونزلت في الأحشاء فإنه من أشد أنواع الآلام تلك الآلام التي عندما تنزل مادة غذائية إلى الأحشاء عندئذ يحس المريض كأنه يطعن بالخناجر فوصف القرآن ما يكون في الجلد ووصف ما يكون هنا بالمعدة والأمعاء وكان وصفا لا يكون إلا من عند من يعلم سر تركيب الجلد وسر تركيب الأمعاء .

[LIST][*]نماذج من الإعجاز العلمي للقرآن في علم الكون : [/LIST]
وجدوا أن القمر يسير بسرعة 18 كيلو مترا في الثانية والواحدة والأرض 15 كيلومترا في الثانية والشمس 12 كيلومترا في الثانية .. الشمس تجري والأرض تجري والقمر يجري قال الله تعالى ( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) عليّ يجري ومحمد يسير بمنازل وعليّ لا يدرك محمدا ما معنى هذا ؟ معناه أن عليّا يجري ومحمد يجري ولكن عليّا لا يدرك محمدا الذي يجري الله يقول : ( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ) ثم قال : ( لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ ) يكون القمر قبلها أم لا ؟ .. القمر قبلها وهي تجري ولا تدركه وتجري ولا تدركه لأن سرعة القمر 18 كيلومترا والأرض 15 كيلو مترا والشمس 12 كيلومترا فمهما جرت الشمس فإنها لا تدرك القمر ولكن ما الذي يجعل القمر يحافظ على منازله ؟ وكان من الممكن أن يمشي ويتركها ؟وجدوا أن القمر يجري في تعرج يلف ولا يجري في خط مستقيم هكذا ولكنه جري بهذا الشكل حتى يبقى محافظا على منازله ومواقعه تأملوا فقط في هذه الحركة القمر , الشمس , الأرض , النجوم تجري لو اختلف تقدير سرعاتها.. كان اليوم الثاني يأتي فنقول : أين الشمس ؟ نقول والله تأخرت عنا عشرين مرحلة ! ويجئ بعد سنة من يقول : أين الشمس ؟ نقول : والله ضاعت ..! من أجرى كل كوكب ؟ ( وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) يسبح ويحافظ على مداره ويحافظ على سرعته ويحافظ على موقعه صنع من ؟ ذلك تقدير العزيز العليم ! هل هذا تقدير أم لا ؟ وهل يكون التقدير صدفة ؟ .. لا إن التقدير يكون من إرادة مريد .. هذا التقدير من قويّ .. من قادر سبحانه وتعالى وضع كل شئ في مكانه وأجراه في مكانه.

[LIST][*]نماذج من الإعجاز العلمي للقرآن في الكيمياء : [/LIST]
قال أشهر علماء العالم في مؤتمرات الإعجاز العلمي للقرآن الكريم .. الدكتور استروخ وهو من أشهر علماء وكالة ناسا الأمريكية للفضاء .. قال : لقد أجرينا أبحاثا كثيرة على معادن الأرض وأبحاثا معملية .. ولكن المعدن الوحيد الذي يحير العلماء هو الحديد .. قدرات الحديد لها تكوين مميز .. إن الالكترونات والنيترونات في ذرة الحديد لكي تتحد فهي محتاجة إلى طاقة هائلة تبلغ أربع مرات مجموع الطاقة الموجودة في مجموعتنا الشمسية .. ولذلك فلا يمكن أن يكون الحديد قد تكون على الأرض .. ولابد أنه عنصر غريب وفد إلى الأرض ولم يتكون فيها قال تعالى : ( وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ) سورة الحديد : 25

الخاتمة :
وفي خلاصة الأمر فإن القرآن الكريم كلام الله الذي أنزله للعالمين رحمة ويشف به صدور قوم مؤمنين وينذر به قوماً لداً ، فيه دستور كامل للدولة الإسلامية ومنهج كامل ينظم حياة الفرد والمجتمع ويضبط به جماح الشهوات والأهواء ويصنع من الإنسانية مجتمع طاهر منظم تعمه الرحمة والتكافل ، ولا يزال القرآن يمدنا بأنواع من العلوم ويفجر لنا كنوز المعرفة ويحي عقولنا بإثارة الفكر ، وفوق كل هذا نور يهدينا إلى سواء السبيل ويقودنا إلى جنات النعيم المقيم .. فاللهم اهدنا به واجعله حجة لنا لا علينا واجعلنا ممن قرأه فوعاه وحفظه وعمل به .. يا ربنا إنك للدعاء سميع مجيب ، وصلى الله على نبينا وحبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم والحمد لله رب العالمين .

المراجع المستخدمة في هذا البحث :
[LIST][*]<LI dir=rtl>القرآن الكريم .
<LI dir=rtl>محاضرات في علوم القرآن / للدكتور صلاح الصاوي والدكتور/ محمد سالم .
<LI dir=rtl>القاموس المحيط / باب الزاي / فصل العين .
<LI dir=rtl>" وغدا عصر الأيمان " للشيخ عبد المجيد الزندانى – موقع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة .
<LI dir=rtl>" الأدلة المادية على وجود الله " لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي – موقع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة .
<LI dir=rtl>حيح البخاري . \ معهد الامارات التعليمي
[*]www.uae.ii5ii.com
[*]سنن الترمذي .[/LIST]

إعجاز القرآن الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العلمين، والصلاة والسلام على أفضل خلقه، محمد صلى الله عليه وسلم، أما بعد، هذا تقرير مختصر في موضوع إعجاز القرآن الكريم من مادة علوم القرآن، فقد جاء تقريري هذا بعنوان:( إعجاز القرآن الكريم )، ويكمن السبب الحقيقي وراء اختياري هذا الموضوع بسبب لهفتي وشوقي في معرفة الكثير عن إعجاز القرآن، ورغبة مني بتثبيت الإيمان في قلبي وقلب كل مؤمن، وكي يكون حجة داحضة في وجه كل جاحد..

وكان معنى ذلك أن ينقسم تقريري إلى أربع أقسام، تسبقها مقدمة وتتلوها خاتمة:

القسم الأول يحتوي على مقدمة بسيطة لإعجاز القرآن حيث تحتوي على تعريف إعجاز القرآن الكريم وأنه معجزة محمد عليه السلام من الله عز وجل ..

القسم الثاني بعنوان الإعجاز اللغوي في القرآن.

القسم الثالث بعنوان الإعجاز التشريعي في القرآن .

القسم الرابع نماذج للإعجاز العلمي في القرآن الكريم .

وفي النهاية أتقدم بالشكر لكل من ساعدني ، وأرجو أن يكون بحثي مفيدا للجميع، وأعتذر عن كل تقصير فيه، وحسبي أنني لم أدخر جهدا في محاولة الوصول به على درجة الإتقان، لكن الكمال لله وحده، ونسال الله التوفيق والسداد.

القسم الأول: مقدمة

تعريف إعجاز القرآن الكريم :

القرآن في اللغة : من قرأ مرادف للقراءة ، ومنه قوله تعالى : ( إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ) (القيامة:18)

القرآن في الإصطلاح: هو كلام الله المنزل على محمد المنقول إلينا بالتواتر المتعبد بتلاوته المتحدى بأقصر صورة منه.

¨ قال تعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء:82) فهو إذن كلام الله.

¨ وقال تعالى: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً)(المزمل: من الآية4) وقال تعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد:24) فكانت تلاوته والتدبر فيه عبادة لله.

¨ وقال: (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:23)فقد تحداهم بالإتيان بسورة من مثله.

¨ (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9) فقد تكفل الله بحفظه من التحريف الذي لحق بالكتب التي سبقت.

الإعجاز: من التعجيز والتثبيط والنسبة إلى العجز، يقال أعجزه الشئ أي فاته، ومنه قوله تعالى: (فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ) (المائدة:31)

ويقال معجزة النبي (صلى الله عليه وسلم) أي ما أعجز به الخصم عند التحدي .

القرآن معجزة محمد (صلى الله عليه وسلم) من عند الله تعالى:

لقد أيد الله تعالى رسله بمعجزات، وكانت معجزة نبينا (صلى الله عليه وسلم) هي القرآن الكريم الذي عجزت الإنس والجن عن الإتيان بمثله، قال تعالى: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) (الإسراء:88) وقد شهد بإعجازه أعدائه، ثم تحداه بالإتيان بعشر سور من مثله، قال تعالى: { أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } – هود 13، ثم تحداهم أن يأتوا بسورة من مثله، قال تعالى: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (يونس:38) وتمثلت المعجزة أيضاً في وصوله لنا عن طريق المصطفى (صلى الله عليه وسلم) وهو لم يمسك قلماً ولم يكتب أو يقرأ.

القسم الثاني: الإعجاز اللغوي في القرآن

البلاغة في القرآن:

معجزة القرآن الكريم تتمثل في وجوه كثيرة، أولها البلاغة، وكونه فصيحاً بلسان عربي مبين، قال تعالى: (قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) (الزمر:28)، وقد عجزت العرب رغم فصاحتهم بالإتيان بمثله لما فيه من حسن بلاغة وقوة في المعاني وبراعة الألفاظ ودقة التشبيه وحسن ترابط وتسلسل ورغم ذلك كان بلسان عربي بليغ ومبين، قال تعالى: { بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ } – الشعراء 195، وأعجزت بلاغته فصحاء قريش وخطباءها، فإتهموا محمداً (صلى الله عليه وسلم) بأنه شاعر ثم سرعان ما رأوا أنه ليس بشعر، قال تعالى: (وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ) (يّـس:69)، ثم قالوا إنه ساحر كما فعل الوليد بن المغيرة، فقال تعالى على لسانه: { فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ } – المدثر 23-25، ثم قالوا إنه كاهناً تارة وتارة إتهموه بالجنون، قال تعالى: { فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُون * أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ } ٍ– الطور29-30، ومنهم من قال إنه يقول أساطير الأولين ، قال تعالى : { إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ } – القلم 15 ، كل هذا بكفرهم وعنادهم وقد إستيقنت أنفسهم بأنه من عند الله وعرفوا أنه الحق ولكن الكبر وإتباع الآباء والخوف على الجاه والمكان بين الناس منعهم من قبوله .

مخاطبة العقل والقلب معاً :

ومن معجزات القرآن أنه يخاطب العقل والقلب معاً ، فتجد له وقعاً على كليهما ، وجعله الله شفاء للقلوب ورحمة ونور ، قال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } – يونس 57 ، وقال : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً) (الاسراء:82) ، كما أن معظم القرآن إنما يخاطب العقل ويحثه على التفكر في خلق الله كالسماوات والأرض وإمعان النظر في الكون وفي الأنفس والآفاق وجعل ذلك وسيلة للوصول إلى الإيمان بالله ، قال تعالى : { أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ } – الأعراف 185، وقد جعله الله تعالى مصدراً لتثبيت النفس وعونها على الصبر ومصدر هداية وتبشير للمؤمنين كما ثبت به الله تعالى فؤاد النبي (صلى الله عليه وسلم) ، قال تعالى : { قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ } – النحل 102،كما جعله مصدر راحة وإطمئنان للمؤمن، قال تعالى : { الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } – الرعد 28 ،وكم أسعد هذا القرآن قلوباً مولعة ومشتاقة للرحمن ومتعطشة للقاءه ، فتجد كلامه تعالى خير دواء وسكن ينزل برداً وسلاماً على القلب والروح فتسعد النفس بترتيله فما أعظمها نعمة هي نعمة القرآن ،وهذا إنما يفهمه ويشعر به المؤمن كامل الإيمان الذي يتوق للقاء الرفيق الأعلى .

أمثال القرآن :

ومن إعجاز القرآن ووسائله للوصول إلى العقول والأفهام ضرب الأمثال التي تقرب المعاني وتفتح الأذهان المغلقة والعقول الحائرة فتقنع كل إنسان يريد أن يصل إلى الحقيقة ولم يقل كما قالت بنو إسرائيل قلوبنا غلف ، بل من يريد الحق ولم يعاند ويكابر لابد وأن يجد الحقيقة في القرآن واضحة كوضوح الشمس في وسط النهار ، قال تعالى : (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (الزمر:27) ، أما المعاندين الذين عرفوا الحق واستكبروا عليه وكفروا به قال عنهم : (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ) (الروم:58) ، ورغم بيان الأمثال جادل فيها الكفار وتكبروا عليها ، قال تعالى : (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْأِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً) (الكهف:54) .

الإيقاع المنتظم للقرآن الكريم :

ومن إعجاز القرآن أيضاً الإيقاع المنتظم للقرآن الذي جعل كفار قريش يتهمون محمداً بالسحر مرة ومرة بالشعر ومرة بالكهانة ، قال تعالى : (فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ) (يونس:76) ، ومن ذلك ما نسمعه عندما نقرأ سورة القمر مثلاً ، فلنقرأ معاً سورة القمر ولنستمع لروعة البيان ومزمار من مزامير داود ، ولنتلو سورة الرحمن ونستمع لما يعجز المتنبئ وأبي فراس وأحمد شوقي وغيرهم عن الإتيان بكلام كهذا ، كما يعجز عبد الحليم وأم كلثوم ووليد توفيق وغيرهم من الفسقة عن أن يأتوا بما في القرآن من روعة وإنسجام ، إن هؤلاء المذكورين وأشباههم لمحرومون من سماع مثل هذا ويا لضياعهم وغرورهم بما هم فيه من باطل ومعصية وما يتلفظون به من سخافة ألفاظ وسماجة ألحان وهوي زائغ وما يتبعهم إلا الغاوون فيا لهم من ضالين مضلين ، أما كلام الله تعالى فلا يأتيه الباطل ولا يخلق من كثرة الرد ، وقال (صلى الله عليه وسلم) لأبي موسى عندما إستمع لتلاوته بأنه أوتي مزماراً من مزامير داوود ، عَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لأَبِى مُوسَى : « لَوْ رَأَيْتَنِى وَأَنَا أَسْتَمِعُ لِقِرَاءَتِكَ الْبَارِحَةَ لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ » -البخاري 1888 ، ويكفي هذا الحديث في فضائل القرآن : عن الحارث الأعور قال: مررت في المسجد فإذا الناس يخوضون في الأحاديث، فدخلت على علي فقلت: يا أمير المؤمنين ألا ترى الناس قد خاضوا قال: أو قد فعلوها؟ قلت: نعم، قال: أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنها ستكون فتنة قلت: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله فيه نبأ من قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة، ولا تشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: {إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به}. من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدى إلى الصراط المستقيم.

القسم الثالث : الإعجاز التشريعي في القرآن

أحكام القرآن :

لقد أرسل الله رسله بالبينات ليقوم الناس بالقسط – ابن القيم ، قال تعالى : (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ)(الحديد: من الآية25) ، وكان القرآن هو أفضل الكتب المنزلة على الإطلاق ، أنزله الله تفصيلاً لكل شئ ، وفرقاناً بين الحق والباطل ، وشرع فيه لعباده ما تقوم به حياتهم ويصلح به معادهم ، قال تعالى : (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً) (الفرقان:1) ، وجعله تذكرة لمن يخاف وعيده وكان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، قال تعالى : (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ)(قّ: من الآية45) ، وبه بيان للأحكام العامة التي يقوم بها أمر الأمة وأحكام الحدود والديات والأسرة والمواريث وغيرها مما يستقيم به أمر الأمة ، قال تعالى : (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) (النحل: من الآية 89) ، فجاءت أحكامه كلها لما فيه صلاح الأمة وخيرها ولقد رأينا كيف كانت الأمة الإسلامية في عهد الصحابة والتابعين عندما كان يطبق فيها شرع الله تعالى فكانت الأمة الإسلامية حينها في قمة قوتها وأمنها وإستقرارها ورخائها ، أليس هذا بخير مما فيه الأمة اليوم من ضياع وضعف وعدم أمن وعدم إستقرار ، كل هذا لأنها رمت أحكام القرآن وأخذت بأحكام الشيطان وما شرعه شياطين الإنس من قوانين وضعية ففسد النظام وضاع الأمن وإنتشرت السرقة والزنا والخمر وغيرها من فساد.. فسبحان الذي أرسل لنا القرآن رحمة للعالمين .

أخبار الأمم السابقة :

ومن معجزات القرآن أيضاً قصص القرآن التي هي أحسن القصص ، قال تعالى : { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ } – يوسف 3 ، وكانت من معجزات النبي (صلى الله عليه وسلم) لأنه أخبر بأحداث كانت قبل آلاف السنين كقصة نوح وقصة موسى وفرعون وقصة بلقيس وسليمان وقصة يوسف وامرأة العزيز وقصة إبراهيم وأبيه وقومه وقصة صالح وناقته وقصة شعيب وقومه وقصة يعقوب وابنائه وغيرها من قصص القرآن التي أخبرت عن أحوال الأمم السابقة ، ومنها قصص بني اسرائيل ، قال تعالى : (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) (النمل:76)

حال العرب قبل و بعد نزول القرآن :

تبدلت حال العرب بعد الإسلام وأصبحوا أمة علم وقوة وسلطان ورفعهم الإسلام إلى أعلى المنازل حيث إختارهم الله من بين الأمم ليكونوا حملة الإسلام إلى العالم فنالوا ذلك الشرف وكانوا خير مبلغين وتوسعت رقعة الدولة الإسلامية حتى فتحت للنبي (صلى الله عليه وسلم) قصور كسرى وقيصر وحكموا العالم وأعزهم الله بنوره نور الإسلام وأصبحوا قادة العالم وفي الآخرة أنالهم الله شرف أن يكونوا شهداء على الناس ، قال تعالى : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (البقرة:143)

القسم الرابع : الإعجاز العلمي في القرآن

الإعجاز العلمي في القرآن من المواضيع التي بدأ انتشارها مؤخراً بصورة كبيرة وبلغت البحوث العلمية أوجها و اكتشفت كثير من الحقائق التي تحدث عنها القرآن قبل أربعة عشر قرن من الزمان ولا يزال المزيد يكتشف خاصة في مجال الفلك وعلم الأجنة والتشريح والجيولوجيا وعلم الحيوان والنبات وآيات لا حد لها بينها الله تعالى في القرآن تكفي لتبيين أنه الحق من عند الله وأن الله هو الحق المبين ، قال تعالى : (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (فصلت:53) ، ولكن عمت قلوب العباد عن تدبر القرآن وفهم ما فيه بما ران عليها من الذنوب والمعاصي ، قال تعالى : (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد:24) ، وهذا الموضوع كبير جداً لذا سنكتفي بتوضيح مثال لكل علم .

نماذج من الإعجاز العلمي للقرآن في الطب :

قديماً كان الناس يعتقدون أن إحساس الألم يمكن من أي مكان ولكن مؤخراً اكتشف أن الجلد فقط هو الذي به مناطق الإحساس حيث وجدوا بالنظر تحت المجهر أن الأعصاب تتركز في الجلد ووجدوا أن أعصاب الإحساس متعددة وأنها أنواع مختلفة : منها ما يحس باللمس ومنها ما يحس بالضغط ومنها ما يحس بالحرارة ومنها ما يحس بالبرودة ووجدوا أن أعصاب الإحساس بالحرارة والبرودة لا توجد إلا في الجلد فقط وعليه إذا دخل الكافر النار يوم القيامة وأكلت النار جلده يبدله الله جلداً ليصير العذاب مستمر ، قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا ) النساء : 56 وأما قوله تعالى : ( وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ ) محمد: 15 ولماذا هنا قطع أمعاءهم ؟ لأنهم وجدوا تشريحيا أنه لا يوجد أبدا أعصاب للإحساس بالحرارة أو البرودة بالأمعاء وإنما تتقطع الأمعاء فإذا قطعت الأمعاء ونزلت في الأحشاء فإنه من أشد أنواع الآلام تلك الآلام التي عندما تنزل مادة غذائية إلى الأحشاء عندئذ يحس المريض كأنه يطعن بالخناجر فوصف القرآن ما يكون في الجلد ووصف ما يكون هنا بالمعدة والأمعاء وكان وصفا لا يكون إلا من عند من يعلم سر تركيب الجلد وسر تركيب الأمعاء .

نماذج من الإعجاز العلمي للقرآن في علم الكون :

وجدوا أن القمر يسير بسرعة 18 كيلو مترا في الثانية والواحدة والأرض 15 كيلومترا في الثانية والشمس 12 كيلومترا في الثانية .. الشمس تجري والأرض تجري والقمر يجري قال الله تعالى ( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) عليّ يجري ومحمد يسير بمنازل وعليّ لا يدرك محمدا ما معنى هذا ؟ معناه أن عليّا يجري ومحمد يجري ولكن عليّا لا يدرك محمدا الذي يجري الله يقول : ( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ) ثم قال : ( لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ ) يكون القمر قبلها أم لا ؟ .. القمر قبلها وهي تجري ولا تدركه وتجري ولا تدركه لأن سرعة القمر 18 كيلومترا والأرض 15 كيلو مترا والشمس 12 كيلومترا فمهما جرت الشمس فإنها لا تدرك القمر ولكن ما الذي يجعل القمر يحافظ على منازله ؟ وكان من الممكن أن يمشي ويتركها ؟وجدوا أن القمر يجري في تعرج يلف ولا يجري في خط مستقيم هكذا ولكنه جري بهذا الشكل حتى يبقى محافظا على منازله ومواقعه تأملوا فقط في هذه الحركة القمر , الشمس , الأرض , النجوم تجري لو اختلف تقدير سرعاتها.. كان اليوم الثاني يأتي فنقول : أين الشمس ؟ نقول والله تأخرت عنا عشرين مرحلة ! ويجئ بعد سنة من يقول : أين الشمس ؟ نقول : والله ضاعت ..! من أجرى كل كوكب ؟ ( وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) يسبح ويحافظ على مداره ويحافظ على سرعته ويحافظ على موقعه صنع من ؟ ذلك تقدير العزيز العليم ! هل هذا تقدير أم لا ؟ وهل يكون التقدير صدفة ؟ .. لا إن التقدير يكون من إرادة مريد .. هذا التقدير من قويّ .. من قادر سبحانه وتعالى وضع كل شئ في مكانه وأجراه في مكانه.

نماذج من الإعجاز العلمي للقرآن في الكيمياء :

قال أشهر علماء العالم في مؤتمرات الإعجاز العلمي للقرآن الكريم .. الدكتور استروخ وهو من أشهر علماء وكالة ناسا الأمريكية للفضاء .. قال : لقد أجرينا أبحاثا كثيرة على معادن الأرض وأبحاثا معملية .. ولكن المعدن الوحيد الذي يحير العلماء هو الحديد .. قدرات الحديد لها تكوين مميز .. إن الالكترونات والنيترونات في ذرة الحديد لكي تتحد فهي محتاجة إلى طاقة هائلة تبلغ أربع مرات مجموع الطاقة الموجودة في مجموعتنا الشمسية .. ولذلك فلا يمكن أن يكون الحديد قد تكون على الأرض .. ولابد أنه عنصر غريب وفد إلى الأرض ولم يتكون فيها قال تعالى : ( وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ) سورة الحديد : 25

الخاتمة :

وفي خلاصة الأمر فإن القرآن الكريم كلام الله الذي أنزله للعالمين رحمة ويشف به صدور قوم مؤمنين وينذر به قوماً لداً ، فيه دستور كامل للدولة الإسلامية ومنهج كامل ينظم حياة الفرد والمجتمع ويضبط به جماح الشهوات والأهواء ويصنع من الإنسانية مجتمع طاهر منظم تعمه الرحمة والتكافل ، ولا يزال القرآن يمدنا بأنواع من العلوم ويفجر لنا كنوز المعرفة ويحي عقولنا بإثارة الفكر ، وفوق كل هذا نور يهدينا إلى سواء السبيل ويقودنا إلى جنات النعيم المقيم .. فاللهم اهدنا به واجعله حجة لنا لا علينا واجعلنا ممن قرأه فوعاه وحفظه وعمل به .. يا ربنا إنك للدعاء سميع مجيب ، وصلى الله على نبينا وحبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم والحمد لله رب العالمين .

المراجع المستخدمة في هذا البحث :

القرآن الكريم .

محاضرات في علوم القرآن / للدكتور صلاح الصاوي والدكتور/ محمد سالم .

القاموس المحيط / باب الزاي / فصل العين .

" وغدا عصر الأيمان " للشيخ عبد المجيد الزندانى – موقع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة .

" الأدلة المادية على وجود الله " لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي – موقع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة .

حيح البخاري .

سنن الترمذي .

مشكووووووووووووووووووره ادعي لكلج بكل صلاتي

مشكووور أخووي على هالمجهوود الطيب ^^

صلى الله على محمد

التصنيفات
الصف الحادي عشر

ملخص اسلامية ولا اروع ^_* ادخل وحصل 100% بسرعـــه للصف الحادي عشر

بسم الله الرحمن الرحيم

جبت لكم ملخص التربية الاسلامية >> الفصل الثاني كااامل

ان شاء الله بتستفيدوا منه >> بس تبغي منكم 100 % فالامتحان

بالتوفيق للجميع >> وأن شاء الله الجميع ناجح

تحياتي
الوحـــــ الحزين ــدانـــي

منقول

الملفات المرفقة

ما شاء الله

جهود مميزة مبذوولة

بارك الله فيك

بالتوفيق

جاري التقييم

لا تحرمنا من كل ماهو مفيد

يسلمووو

يزاك الله كل خير

تقبل مروري^^

شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااا واااااااااااااااااااااااااااااااايد

مشكورين ويعلكم التوفيق والنجاح والله ينجحنا وينجح اخواننا المسلمين

يسلمووو جميعا ع المرور

يسلمووووو ع الملخص

تسلمووون

تسلم الشيخ ع الملخص }..

بارك الله فيكْ..

صلى الله على محمد

التصنيفات
الصف الحادي عشر

درس تطبيقآت الشـورى للصف الحادي عشر

السلام علليكم ورحمـه الله

لو سمحتو أبــا حـل درس تطبيقآت الشـــورى

واللي عنده حل حق الكتاب كآمل يحطه احسن

شوفي هالرابط الغلا فيه الحل

http://www.uae.ii5ii.com/showthread.php?t=14207

بالتوفيق

وهالرابط بعد

http://www.uae.ii5ii.com/showthread.php?t=15449

سبحــــــــــــــــــــان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الحادي عشر

انتهى تقرير عن الطلاق للصف الحادي عشر

هلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااا

شحالكم

ممكن لو سمحتوا تقرير عن الطلاق او العنوسه او اي قضيه اخرى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

بسرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر ررررررررررررررررررررررررررررررررررعه

يسلموووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووووووووو

هذا هو الرابط و السموحة ع القصور
http://www.uae.ii5ii.com/showthread.php?t=89

مشكوره اختي في ميزان حسناتج ياربي

..{مشكوووورة يا اختي
جزاج الله خير}..

يسلمممممممموووا
مشكوووووووووووووووووره اختي ((احساس عذاري ))
عــــــالطرح الحلووو

اللعم اعز الاسلام و المسلمين

التصنيفات
الصف الحادي عشر

ابي حل الكتاب بليييييييييييز للصف الحادي عشر

السلام عليكم

اخباركم؟

انا ابي اجوبه الكتاب ص 14 (ابحث في التاريخ الاسلامي عن مواقف تدلل بها على مكانة العلماء عند المسلمين))

و ص 62 ( كيف ترد على من يتوهم ان هناك تعارضا بين القناعه والغنى)

والسمووووووووحه

بسم الله الرحمن الرحيم
مكانة العلماء وفضلهم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وبعد:

فإن مما ابتلي به كثير من المسلمين في هذا الزمان هو الوقوع في أعراض العلماء والدعاة بنبذهم بألقاب السوء وتبديعهم وتضليلهم فإذا سألت احدهم عن ذلك قال هذا بيان للأخطاء والبدع حتى لا تنتشر وتحذير للناس من هذا المبتدع, فقد يكون بعضهم قد غرر به فيتكلم في العلماء عن حسن قصد فيعتقد أنه يحارب المبتدعة بفعله هذا لأن من يجالسهم يوحون له بهذا الكلام المعسول فهؤلاء يبين لهم الحق حتى يرجعوا إليه ويعرفوا للعلماء منزلتهم ومكانتهم, والبعض الآخر يتكلم في العلماء لوجود هوى في نفسه قد يكون هو الحسد لهؤلاء العلماء أو هو الكره لأهل العلم والخير أو أنه مدسوس من أعداء الإسلام لضرب الصحوة الإسلامية وعلمائها فهؤلاء ينصحون فإذا لم يتوبوا فإنه يحذر منهم ومن مكائدهم, ويجب على المسلم أن يحذر من الصنف الثاني فقد يكون معه شُبَه يخدع به الناس .

لقد رفع الله تعالى من منزلة العلماء قال تعالى: { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات } وقال تعالى:{ هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون } وبين أن العلماء أكثر الناس خشي لله تعالى فقد قال جل شأنه:{ إنما يخشى اللهَ من عباده العلمءُ} ولم يأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم في الاستزادة من شيء إلا العلم قال تعالى:{وقل ربي زدني علما } واستشهد بهم سبحانه في اجل مشهود عليه وهو توحيده فقال تعالى:{ شهد الله أنّه لا أله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط } قال ابن القيم رحمه الله تعالى : وهذا يدل على فضل العلم وأهله من وجوه:
أحدها: استشهادهم دون غيرهم من البشر .
والثاني: اقتران شهادتهم بشهادته .
والثالث: اقتران شهادتهم بشهادة ملائكته .
والرابع: أن في ضمن هذا تزكيتهم وتعديلهم فإنّ الله تعالى لا يستشهد من خلقه إلا العدول.
والأحاديث الشريفة طافحة بذكر فضل العلم وبيان فضل العلماء نذكر منها حديث معاوية ( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين ) متفق عليه ومنها حديث أبي هريرة ( ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا الى الجنة) رواه مسلم ومنه حديث أبي أمامة ( فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم )ثم قال صلى الله عليه وسلم ( إن الله وملائكته وأهل السماوات والارض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير) رواه الترمذي وغيرها من الاحاديث النبوية الشريفة.
فالآيات والاحاديث تبين فضل العلماء وخطورة القدح فيهم لأن لحومهم مسمومة فمن تكلم فيهم فقد هلك بتعريضه نفسه لغضب الله تعالى ففي الحديث القدسي ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب …. ) الحديث. رواه البخاري والعلماء بلا شك من أولياء الله تعالى.

قال الإمام الطحاوي في عقيدته المختصرة : وعلماء السلف من السابقين ومن بعدهم من التابعين أهل الخير والأثر وأهل الفقه والنظر لا يذكرون إلا بالجميل ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل.
وقد حذر أهل العلم من القدح في العلماء وبينوا سوء عاقبة هذا الفعل في كتبهم الكثيرة, فعلى المسلم أن يحفظ لسانه من الوقوع في أعراض العلماء فإن عقاب الله تعالى شديد قال تعالى { ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد } وفي حديث معاذ بن جبل ( ألا أخبرك بِمِلاك ذلك كله ؟ فقلت: بلى يا رسول الله فأخذ بلسانه وقال: كف عليك هذا قلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ) رواه الترمذي وفي حديث بلال بن الحارث المزني ( وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه ألى يوم يلقاه) رواه مالك والترمذي, فهذين الحديثين وغيرهما يبينان عقوبة إيذاء الناس باللسان ومن باب أولى العلماء لأنهم سادة الناس.
فلهذا أنصح إخواني بعدم وقوعهم في هذا المزلق الوخيم وأن يحذروا منه وأن يعرفوا للعلماء حقهم وينشروا فضائلهم وحسناتهم ويكتموا سيئاتهم ويدعوا لمن أخطأ منهم بالصلاح فقد قيل :
من ذا الذي ما ساء قط ** ومن الذي له الحسنى فقط
وقولوا لمن ينتهك حرمة العلماء:
يا ناطح الجبل العالي ليثلمه ** أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل
وقولوا له ايضا:
كناطح صخرة يوما ليوهنها ** فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
إن حاجة الأمة الإسلامية للعلماء كالشمس بل أشد من احتياجهم للشمس فهم صمام أمان للأمة من الفتن والنار وهم ورثة الأنبياء كما ورد في حديث أبي الدرداء قال الرسول صلى الله عليه وسلم وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورّثوا دينارا ولا درهما وإنما ورّثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر) رواه أبو داود والترمذي
وقد يسأل أحد, ما موقفنا من أخطاء العلماء؟ فيقال بين الخطأ لأن الخطأ لا ينسب للإسلام ولكن بالحكمة وعدم القدح في العالم لآن لكل عالم زلة فيبين الخطأ بالطريقة المناسبة مع حفظ مكانتة العالم فهذه كتب العلماء مملوءة بالردود فيما بينهم في كتب الفقه والحديث وغيرها ولا تجدهم يضللون بعضهم البعض بل يحفظون مكانة العالم وهكذا كان السلف الصالح والأئمة يتعاملون مع العالم.
ومن كان من أهل العلم والفضل وظهرت عنده أخطاء أو بدع لم يترك أو يبدع بل كانوا يبيّنون خطأه ومع ذلك لا يقدحون في مكانته بل يبحثون له العذر فيما قال
قال الإمام الذهبي رحمه الله -في سير أعلام النبلاء-: ثم إن الكبير من العلماء إذا كثر صوابه وعلم تحريه للحق واتسع علمه وظهر ذكاؤه وعرف صلاحه وورعه واتباعه يغفر له زللـه ولا نضلله ولا نطرحه وننسى محاسنه, نعم ولا نقتدي به في بدعته وخطئه ونرجو له التوبة من ذلك. (جـ 5/ ص 279)
فانظر إلى إنصاف هذا الإمام للعلماء فإنّه ينوه بأنّه إذا ظهر منهم خطأ فإنهم لا يتركون بالكلية ولا يشنع بهم بل يجب احترامهم وتقديرهم مع اجتناب الخطأ الذي وقعوا فيه .
وإن شئت فقرأ كتــب التراجم التي تكلمت عن سيـر العلماء مـثل كتاب( سير أعلام النبلاء للذهبي) أو كتاب (البداية والنهاية لابن كثير) وغيرها لتعلم موقفهم من العلماء ومن أخطائهم .
وفي الختام أسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا وأن يحفظ لنا أهل العلم وأن يلحقنا بهم في جنته إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على النبي محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

منقول

المعذرة لم أجد الطلب الثاني

يسلمووو ما قصرتي

أستغفرك يا رب من كل ذنب

التصنيفات
الصف الحادي عشر

بحث عن المنهج النبوي في الاصلاح للصف الحادي عشر

السلام عليكم
اشحالكم؟
علومكم؟
لوسمحتوا بغيت تقرير او بحث عن المنهج النبوي في الاصلاح
ومشكورين..

هذا الي حصلته ان شاءا لله يفيدج:

منهج النبي في التغيير والإصلاح

[14:56مكة المكرمة ] [05/03/2009]

بقلم: د. ياسر أبو شبانة

تأتي ذكرى المولد النبوي الشريف هذا العام والساحة الفكرية تموج بالحديث عن التغيير والإصلاح، من جانب تياراتٍ شتَّى واتجاهات فكرية متعددة، الكل يزعم أن منهجه في التغيير هو الأصوب، وأن طريقته في الإصلاح هي الأقوم، فهذا يدَّعي أن العودةَ إلى القيم الاشتراكية كفيلة بتحقيق الهدف المنشود، والآخر يزعم أن التمسك بالقيم الرأسمالية والسوق الحرة هو الضمانة الأكيدة للوصول إلى الغرض المبتغى، وثالث….، ورابع….، وخامس….، الكل قد ركب الموجةَ ويحاول استغلال الضغط الخارجي المتواصل على الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية لتحقيق مآربه والوصول إلى أغراضه.

وهنا، لا بد للمسلم الحق من وقفةٍ صادقةٍ يرنو فيها ببصره ويتطلع بقلبه وفؤاده إلى منبعِ الأسوة الحسنة وموطن القدوة الطيبة، سيد الخلق وحبيب الحق محمد صلى الله عليه وسلم، ليتأسى بمنهجه في التغيير ويقتدي بطريقته في الإصلاح، فإن الزمان قد استدار كهيئته يوم وُلد وبُعث المصطفى- صلى الله عليه وسلم-، وإن الأوضاعَ الفاسدة والأعراف الباطلة التي واجهها لا تختلف كثيرًا عن الأعراف والقيم التي تعيشها البشرية في الفترة الراهنة، غاية الأمر أن الجاهليةَ الحديثة قد أخذت شكلاً مغايرًا حينما تسربلت بسربال التقدم العلمي وتزينت بزخارف المدنية الحديثة.

أولاً: التغيير والإصلاح في الجانب السياسي

واجه النبي- صلى الله عليه وسلم- أوضاعًا سياسيةً فاسدةً على المستوى المحلي والإقليمي والدولي:

– فعلى المستوى المحلي: كانت السلطة في مكة متمركزة في أيدي فئة قليلة وطغمة فاسدة، تفرض أوضاعًا وتضع أنظمةً لا تمتُّ للعدالة بصلة، ولا مكانَ فيها للحرية والشورى والمساواة، بل الظلم هو الأصل، والطبقية هي القانون، ومراعاة مصالح الطغمة الحاكمة هي العرف السائد.

– وعلى المستوى الإقليمي: كان العرب قبائل متنافرة متناحرة، تقوم بينهم الحروب الطاحنة الطويلة لأتفه الأسباب، وهل ننسى الحرب التي دارت رحاها بين قبيلتين عربيتين مدة أربعين عامًا بسبب ناقة؟!!.

– وعلى المستوى الدولي: كان العالم مقسمًا بين الإمبراطوريتين الفارسية والرومانية، بل كانت أخصب وأجود أراضي العرب خاضعةً لنفوذ إحدى هاتين القوتين العظميين، فالأطراف الشمالية لشبه الجزيرة العربية كانت موزعةً بين دولة الحيرة في العراق وهي خاضعة للنفوذ الفارسي، ودولة الغساسنة في الشام وهي خاضعة للنفوذ الروماني، كما أن الطرف الجنوبي في اليمن كان خاضعًا بدوره للنفوذ الفارسي.. فكيف أصلح النبي- صلى الله عليه وسلم- هذا الوضع الفاسد؟ وكيف غيَّر هذا الواقع الباطل؟

كان يمكن للنبي- صلى الله عليه وسلم- أن يرفع راية القومية العربية، وأن يقدم نفسه للمجتمع العربي المتناحر المتقاتل في صورة المصلح القومي الذي جاء ليجمع شملهم ويلم شعثهم، ليس لتحرير أطراف الجزيرة من النفوذ الفارسي والروماني فحسب وإنما ليجعل العرب سادة الدنيا وقادة النظام العالمي، على غرار ما فعله هتلر في ألمانيا على سبيل المثال.

ربما يتصور البعض أن هذا كان اختيارًا سهلاً ومضمونًا للنبي- صلى الله عليه وسلم-، فبعد أن ينضوي العرب تحت لواء القومية الذي رفعه ويصبح زعيمهم المطاع وقائدهم المفدى يُخبرهم بأنه نبي مرسل لهم من عند الله عز وجل، وقد يرى البعض أن هذا الاختيار كان أفضل من الطريق الذي سلكه النبي- صلى الله عليه وسلم- بإعلان نبوته ورسالته منذ اللحظة الأولى؛ الأمر الذي جرَّ عليه وعلى أصحابه الكرام كثيرًا من صنوفِ الأذى وألوان المحن.

ولكنه صلى الله عليه وسلم لم يسلك هذا الطريق، وإنما أعلنها صريحةً منذ البداية أن الإيمان الصحيح والعقيدة السليمة هما وحدهما طريق الإصلاح وسبيل التغيير، فقال لهم منذ اللحظة الأولى: "يا أيها الناس، قولوا لا إله إلا الله تفلحوا"، واستمرَّ صلى الله عليه وسلم يغرس الإيمان في القلوب ويُزكي به النفوس ويطهر به الأفئدة، ويقيم به بعد ذلك دعائم الدولة الإسلامية الفاضلة في المدينة المطهرة.

حتى كانت الثمرة اليانعة والنتيجة الرائعة حينما انتقل المصطفى- صلى الله عليه وسلم- إلى الرفيق الأعلى وقد فتحت مكة وتوحَّد العرب ودانت الجزيرة العربية بالإسلام، ورفرفت عليها راية الحرية والأخوة والعدالة والمساواة.. ثم انطلق أصحابه الكرام من بعده ينشرون نور الله في الأرض، فتحررت أطراف الجزيرة العربية، بل خضعت معظم ممتلكات الإمبراطوريتين الفارسية والرومانية للإسلام، وأصبح أكثر من ثلثي مساحة الكرة الأرضية في أقل من تسعين سنة ينعم بظلال الإسلام الوارفة، من حدود الصين شرقًا إلى التخوم الجنوبية لفرنسا غربًا، ومن القوقاز شمالاً إلى أصقاع إفريقيا جنوبًا، في ظاهرةٍ لم تعرف لها البشرية مثيلاً على مدار التاريخ.

ووقف ربعي بن عامر أمام القائد الفارسي ليقول له بكل ثقةٍ إيمانية: أيها القائد، لقد ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.. وبهذا تحقق التغيير والإصلاح على الجانب السياسي في مستوياته المختلفة: المحلية والإقليمية والدولية.. تغيير قائم على أساسٍ متينٍ من الإيمان الصحيح والعقيدة السليمة في قلوب أفراد ربانيين، أنشأوا مجتمعًا صالحًا إيمانيًّا ودولة فاضلة ربانية، غيَّرت وجه التاريخ وحوَّلت دفةَ المسيرة الإنسانية إلى شاطئ الحرية والعدالة وبرِّ الرخاء والمساواة.

وما من شكٍ أن الأوضاعَ السياسية التي يعيشها المسلمون الآن على المستوى المحلي والإقليمي والدولي لا تختلف كثيرًا عن الأوضاع التي واجهها المصطفى صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام:

– فعلى المستوى المحلي: هناك أنظمة حاكمة لا تراقب ربها ولا تراعي مصالح شعوبها، وتتركز السلطة في أيدي حفنةٍ قليلةٍ من المنتفعين أصحاب المصلحة في استمرار الأوضاع الفاسدة، ويشيع الظلم والفساد وتنتهك الحرمات وتكبت الحريات.. وغيرها من الأمور التي لا تخفى على مَن كان لديه أدنى مسكة من عقل وأقل مرتبة من الإدراك.

– وعلى المستوى الإقليمي: تفتت الأمة المسلمة إلى دويلات متناحرة وشعوب متنافرة وأنظمة متخاصمة، بأسهم بينهم شديد، يقدمون فروض الولاء والطاعة لأعدائهم في حين تكون وطأتهم شديدة على إخوانهم في الدين.

– وعلى المستوى الدولي: يرزح العالم تحت نير القوة الغاشمة، التي تسيره وفق هواها وتنظم أموره طبقًا لمرادها ومبتغاها، وضاعت العدالة وغابت الحرية وكسفت شمس المساواة.. وتحت شعار زائف من الشرعية الدولية تنتهك حرمات الدول وتنهب ثرواتها ويخطط للقضاء المبرم على هويتها وكيانها، وبصفةٍ خاصة الشعوب العربية والإسلامية.

فما أحوج الأمة المسلمة إلى التأسي بنبيها المصطفى وحبيبها المجتبى- صلى الله عليه وسلم- في منهجه الإصلاحي في هذا الجانب، لإصلاح فساد الأنظمة من ناحية، وضمان تحقيق الوحدة الشاملة من ناحيةٍ أخرى، وصولاً في النهاية إلى عودة الأمة المسلمة لتبوأ مكانتها القيادية على المستوى العالمي، لتعديل مسار النظام الدولي والأخذ بيده إلى طريقِ الحرية والعدالة والمساواة والرخاء.

ثانيًا: التغيير والإصلاح في الجانب الاقتصادي

وُلد المصطفى- صلى الله عليه وسلم- والأوضاع الاقتصادية في غايةِ التردي والفساد، فالثروة مكدسة في جيوب فئة قليلة العدد، ولكنها تملك كل شيء، في حين تقبع الأكثرية الكاسحة في قاع المجتمع ولا تملك من أمر نفسها شيئًا، والأعراف المستقرة والقوانين السائدة لا تسمح للفقير إلا بأن يزداد فقرًا، بينما تتيح للغني أن يضخم ثروته ويزيدها أضعافًا مضاعفة، فالربا والاحتكار والغش والظلم وسيادة منطق القوة كانت جميعها من معالم النظام الاقتصادي السائد في مكة.. وثروات العرب في أطراف جزيرتهم تصبُّ في نهاية المطاف- بمقتضى الخضوع والذل- في خزائن الفرس أو الرومان.

وقد كان يمكن للنبي- صلى الله عليه وسلم- أن يُشعلها ثورة إصلاحية لاسترداد حقوق الأغلبية المعدمة الكادحة من أيدي الأقلية المترفة المستبدة، ولو فعل لانضوى تحت لوائه وتجمع تحت رايته آلاف المطحونين المظلومين اللذين يملك بهم أن يصل إلى سدةِ الحكم وكرسي الرئاسة، وساعتها يخبرهم بأنه رسول هدى ونبي منهج وشريعة.. ولكنه صلى الله عليه وسلم لم يسلك هذا الطريق ولم يختر الله له هذا المنهج، وإنما اختار له أن يعلن منذ البداية أنه رسول من عند الله عز وجل يحمل منهجًا ربانيًّا عظيمًا، يقوم على التوحيد الخالص والإيمان العميق فخاطبهم منذ اللحظة الأولى: "يا أيها الناس، قولوا لا إله إلا الله تفلحوا".

وبعد تربية مستمرة وعمل متواصل، استقرَّ الإيمان في القلوب وتغلغل في الأفئدة وملك على الصحب الكرام أقطار نفوسهم، فاندفعوا طائعين مختارين راغبين، دون ضغط من سلطة أو إكراه من قانون، فحققوا العدالة الاجتماعية وقدموا يد العون والإحسان إلى المحتاجين، بلا من ولا أذى ولا جرح لمشاعر ولا كسر لخواطر.

ولعل أعظم مثالٍ للتدليل على ذلك ما فعله عثمان بن عفان رضي الله عنه؛ إذ جاءته قافلة تجارية ضخمة (ألف ناقة تحمل على ظهورها من النعم والخيرات ما لا قبلَ لإنسانٍ بتصوره) في وقت اشتداد الكرب والمحنة والمجاعة على المسلمين قي خلافة عمر رضي الله عنه، وهرع التجار إليه للمساومة وتحصيل أكبر قدر من هذه الكعكة الهائلة، وطفقوا يقدمون له العروض المغرية واحدًا إثر الآخر وهو يقول لهم: عندي مَن يعطيني أكثر، حتى إذا استنفدوا جهودهم وعروضهم خاطبهم قائلاً: إن الله قد أعطاني الحسنة بعشر أمثالها، أشهدكم أن هذه القافلة كلها صدقة على المسلمين.

فالإصلاح الاقتصادي إذًا: لم يتحقق بقرار ملزمٍ أو قانون قاهر، اللهم إلا قانون الإيمان العميق بالله وقرار الاستجابة الفورية لأوامره.. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ (الأنفال: من الآية 24)؛ مما يدفع المؤمن دفعًا إلى تحقيق العدالة وإذابة الفوارق بين الطبقات، بإعطاء الفقير والمحتاج كفايته التامة التي تضمن له الحياة الكريمة مع الحفاظ على كرامته وعدم جرح أحاسيسه.. ﴿الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (262)﴾ (البقرة).

والناظر إلى الأوضاع الاقتصادية اليوم- في مستوياتها المختلفة: المحلية والإقليمية والدولية- يدرك بسهولة أن المشهد لا يختلف كثيرًا عمَّا كان عليه الحال يوم وُلد وبعث المصطفى- صلى الله عليه وسلم-:

فعلى المستوى المحلي: تتركز الثروة في أيدي نفر قليل من أصحاب الحظوة والنفوذ، الذين يضعون من الأنظمة ويشرعون من القوانين ما يضمن لهم ديمومة سيطرتهم واستمرار نفوذهم، في حين تبقى الأغلبية الكاسحة في فقرٍ مدقعٍ وتزداد أحوالهم سوءًا يومًا بعد يوم.

– وعلى المستوى الإقليمي: تعيش شعوب بعض الدول الإسلامية في ترفٍ مستفز وأحوال من الرفاهية الزائدة عن الحد، في الوقت الذي لا يجد فيه إخوة لهم في الدين ما يسدون به رمقهم ويبقيهم على قيد الحياة.

– وعلى المستوى الدولي: لا يمثل سكان الغرب (أوربا وأمريكا) سوى 27% من سكان العالم ولكنهم يملكون وحدهم ما يقرب من 73% من الثروة العالمية، وفي الوقت الذي تلقي فيه كثير من الدول بفائض محاصيلها في المحيط؛ حفاظًا على أسعارها في السوق الدولية- لا يجد ما يقرب من خمس سكان الكرة الأرضية كسرة خبز يقيمون بها أود حياتهم، ويسقطون صرعى الجوع والنسيان والإهمال والظلم من الإنسان لأخيه الإنسان.

ولا إصلاح لهذه الأوضاع الفاسدة والأنظمة الجائرة إلا بالمنهج التربوي الإيماني الفريد الذي جاء به خاتم الرسل وسيد الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، ليعم الرخاء أرجاء العالم، وليتم توزيع الثروة العالمية توزيعًا عادلاً.

ثالثًا: التغيير والإصلاح في الجانب الاجتماعي

يشتد التركيز على الجانب الاجتماعي عند المطالبين بالإصلاح والتغيير، إذ هو الجانب الأبرز في الاحتياج إلى التغيير والإصلاح من ناحية، كما أنه الجانب الذي يمكن تحقيق نتائج جيدة فيه- في ظل تعسف الأنظمة الحاكمة وتعنتها في الإصلاح السياسي- من ناحيةٍ أخرى.

ولننظر إلى الأوضاع الاجتماعية التي واجهها المصطفى- صلى الله عليه وسلم- ونقارنها بالأوضاع الاجتماعية المعاصرة، وبالأخص منها الأوضاع التي تعيشها المجتمعات الإسلامية، سنجد الاختلاف يسيرًا والفارق بسيطًا:

– فالظلم وأكل أموال الناس بالباطل وسيادة منطق القوة والبقاء للأقوى واضح كل الوضوح في أشعار العرب ومفاخرهم، فهذا عمرو بن كلثوم يتباهى بقبيلته فيقول:

ونشرب إن وردنا الماء صفوًا ويشرب غيرنا كدرًا وطينا
إذا بلغ الفطـامَ لنا رضيـعٌ تخـرُّ له الجبابرُ ساجـدينا

وهذا زهير بن أبي سلمى يُعبِّر عن القيم والأعراف الجاهلية قائلاً:

ومَن لم يزُد عن حوضِهِ بسلاحِهِ يُهدم، ومَن لا يظلم الناسَ يُظلمِ

– والخمر ومعاقرتها كان لها شأن وأي شأن، إذ كانوا يعتبرونها شارة الرجولة وأمارة الفحولة، وها هو أحدهم يُوصي أولاده وهو على فراش الموت بدفنه بجوار شجرة عنب فيقول:

إذا أنا متُّ فادفنوني إلى جنبِ كرمةٍ تروي عظامي بعد موتي عروقُها

وغير خافٍ علينا موقف أبي سفيان قبل إسلامه حينما ردَّ شاعرًا جاهليًّا كبيرًا على أعقابه- وقد كان في طريقه لإعلان إسلامه- ولم يجد سبيلاً لصده عن الإسلام سوى مسألة الخمر هذه وتحريم الإسلام لها.

– والزنا كان أمرًا شائعًا ومقننًا ومعترفًا به في المجتمع، وحديث السيدة عائشة رضي الله عنها دليلٌ دامغٌ على ذلك، فهي تتحدث عن وجود البغايا اللاتي كنَّ ينصبن على بيوتهن رايات حمراء، أي أن وجودهن في المجتمع كان أمرًا غير مستنكر ولا مستغرب.

– واحتقار المرأة وامتهان كرامتها والتنقيص من قدرها كان العرف السائد لدى كثيرٍ من قبائل العرب.

إلى غير ذلك من القيم الفاسدة والأعراف الباطلة، التي كان يمكن للمصطفى- صلى الله عليه وسلم- أن يستغلها في تأجيج نيران ثورة اجتماعية أخلاقية، وكان سيجد-بلا ريب- أناسًا أصحاب فطرة سوية ونفوس كريمة تأبى هذه الفوضى وترفض هذا الانحلال، ثم بعد أن يصلَ إلى هدفه ويُحقق غرضه يُعلن نبوته ورسالته ويقضي على تلك الفوضى الخلقية.

ولكنَّ الله تعالى لم يختر لنبيه- صلى الله عليه وسلم- هذا الطريق للتغيير والإصلاح في الجانب الاجتماعي، وإنما كان الطريق فيه- كما في سابقيه- طريق الإيمان العميق الذي يملك أقطار النفوس ويتغلغل في أعماق القلوب، فينتج عنه حتمًا الالتزام الخلقي والانضباط السلوكي:

– فلم يعد للظلم ومنطق القوة والبقاء للأقوى وجود في المجتمع الإسلامي الذي أنشأه وربَّاه المصطفى- صلى الله عليه وسلم- وصنعه على عينه، وصار الناس جميعًا سواسيةً كأسنان المشط، لا تفاضلَ ولا تمايز بينهم في أصل الخلقة أو لون البشرة أو اللغة، وميزان التفاضل بينهم هو الميزان الإلهي العظيم ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)﴾ (الحجرات)، "أيها الناس، كلكم لآدم وآدم من تراب، لا فضلَ لعربي على أعجمي ولا لأبيضَ على أحمر إلا بالتقوى والعمل الصالح"، ويغضب النبي- صلى الله عليه وسلم- حينما يعير أبو ذر الغفاري أخاه بلالاً الحبشي بسواد بشرته قائلاً: "يا ابن السوداء"، فيقول له المصطفى- صلى الله عليه وسلم-: "أعيَّرته بأمه؟! إنك امرؤ فيك جاهلية"، ويقول الصديق رضي الله عنه في أول بيانٍ له عقيب توليه الخلافة: "القوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه، والضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ الحق له".

– واندحرت الخمر وزال سلطانها على القلوب والنفوس، وسارع المؤمنون بالاستجابةِ في المرحلة الأخيرة من مراحل تحريمها قائلين جميعًا: انتهينا ربنا انتهينا، حينما قال لهم ربهم ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ﴾ (المائدة: من الآية 91).

– وماعز والغامدية حينما ارتكبا جريمة الزنا ولم يطلع عليهما أحدٌ من الخلق، أتيا بإرادتهما الحرة ورغبتهما المطلقة دون ضغط أو إكراه أو اعتقال، يطلبان من النبي- صلى الله عليه وسلم- أن يطهرهما من دنس ورجس الجريمة التي ارتكباها، ويصران- في إيمانٍ عميقٍ- على الإقرار والاعتراف رغم مراجعة النبي صلى الله عليه وسلم لهما عدة مرات.

– كما نالت المرأة حريتها وأعاد الإسلام لها اعتبارها وكيانها، ونجت من الوأد والتحقير والمهانة، قال تعالى:﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾ (النساء: من الآية 1)، ﴿بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ﴾ (النساء: من الآية 25) ﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9)﴾.. إلخ.

هكذا حدث التغيير وتحقق الإصلاح، بالتربية الإيمانية التي أولاها النبي- صلى الله عليه وسلم- فائق عنايته وبالغ اهتمامه فأثمرت هذا الجيل الرباني الفريد الذي عدَّل وجه الحياة وغير مجرى التاريخ.. وإنه لن يتحقق التغيير والإصلاح الاجتماعي الآن إلا بالطريقة ذاتها وبالمنهج نفسه، فالأدواء والأمراض الاجتماعية التي تعاني منها المجتمعات الإسلامية المعاصرة- بل والمجتمع العالمي ككل- هي تقريبا- العلل ذاتها التي واجهها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.

وختامًا: المنهج السلمي للإصلاح النبوي الكريم:

في كافة الجوانب السابقة لم نعثر على أي أثرٍ للعنف أو القوة في الإصلاح والتغيير الذي أحدثه المصطفى- صلى الله عليه وسلم- في المجتمع المحلي والإقليمي الذي وُلد وبعث فيه، وإنما قام منهجه الإصلاحي على الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، والتركيز الشديد على الجوانب التربوية وتكوين الشخصية المؤمنة بحق الملتزمة بصدق.

وهذا ما نحب أن نؤكده بشدة ونلفت النظار إليه بقوة، فإن البعض قد ظن العنف والقتل والإتلاف هو الطريق الأقرب والسبيل الأمثل لإحداث التغيير المنشود في المجتمعات الإسلامية، فعاثوا في الأرض فسادًا واعتدوا على الحرمات وسفكوا الدماء، وما حادث التفجير الذي وقع مؤخرًا في حي الأزهر بالقاهرة عنا ببعيد، وقبل ذلك بكثير كان اغتيال السادات، مرورًا بحوادث عديدة في مصر واليمن والسعودية والكويت… وغيرها.

والنبي صلى الله عليه وسلم قد نبَّه بشدة على حرمة دم المسلم وماله وعرضه، فقد قال في حجة الوداع: "…فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا"، وخاطب الكعبة يومًا فقال لها: "ما أعظمك وأعظم حرمتك، وللمؤمن أعظم حرمة عند الله منك".

كما أن غير المسلم الذي لم يثبت عليه محاربته للإسلام بأي شكلٍ من أشكال المحاربة، أو المعاونة في حربه وتشريد المسلمين، تثبت له حرمة الدم والمال والعرض حينما يحصل على تأشيرة الدخول لبلد إسلامي، فهذه التأشيرة هي عقد الأمان الذي تحدثت عنه كتب الفقه الإسلامي، والمولى عز وجل يقول: ﴿لا يَنْهَاكُمْ اللهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللهُ عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (9)﴾ (الممتحنة)، والرسول- صلى الله عليه وسلم- يقول: "من قتل قتيلاً من أهل الذمة حرَّم الله عليه الجنة" (حديث صحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص)، ويقول أيضًا: "مَن قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة" (رواه البخاري).

————-

* أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية المساعد بكلية أصول الدين جامعة الأزه

تسلمين يالغالية ويزاج اللة خير

تسلمييين أختي على هالمجهوود و الطرح الفنتك ^^

مشكورين على البحث

مشكورة و ما قصرتي

أستــــغفر الله العظيم

التصنيفات
الصف الحادي عشر

ابغي حلول الدرس الاخير في الكتاب للصف الحادي عشر

هااااي
شحاااالكم ؟

بس اذا ما عليكم امر ابغي حلول للدرس الاخير (( منهج الاسلام في الحفاظ على البيئة ))

واللي عنده الاجوبه لا يبخل علينااا ..

^_*

الملفات المرفقة

انااااااا بعد بليييييييز

يا الله و انا كمان بدي اياه

تفضلووووو

صدق ما تقصر يااماراتي

مشكووووووووووووووووور على الحل وتسلم

مشكووووووووووووور ماقصرت ^.^

يزآكـ اللهـ خير اخويهـ ،، ^^

جزاكـ الله خيراا

مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووور

سبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الحادي عشر

بور بوينت حقوق الأولاد في الأسرة المسلمة _ الامارات للصف الحادي عشر

حقوق الأولاد في الأسرة المسلمة
السلام عليكم
<<بالمرفقات

باسبورد فك الضغط
uae.ii5ii.com

الملفات المرفقة

يسلمووووووووووووووووووووووووووووووووووو

شكرا ….
والله خير ما فعلتوا..
[[IMG]http://C:********s and SettingsuserDesktop[/IMG]

السلام عليكم
أقول يالخوي .. مانفج عندي ..

طلبو مني الباسبورد … شالحل طويل العمر .

تسلمين وما قصرت
وفي ميزان حسناتج انشاء الله

Thanks

أخويه عازف الناي
الباسورد فوق أول شي
uae.ii5ii.com

مشكوورين و ما تقصروون

يسلمووووووووووووو انشاء الله من تقدم الى تقدم

الـــســلام عــــلــــيــكـــــم
بـــاركـ الله فيك أخــي " Amir "
جعله الله بميزان حسنـــاتــكـ ،،،

لا الـــه الا الله