- الوَقْفُ.doc (124.0 كيلوبايت, 562 مشاهدات)
إجابات أنشطة الدرس الثاني : " الوقف " صفحة : 21
النشاط الأول :
الوقف يعني حبس الملك عن التصرف التمليكي ( البيع أو الهبة أو الإرث ) ، لكن النفع يجري لجهة خير يحددها الواقف ، فالمنفعة مستمرة للآخرين .
النشاط الثاني :
يجمع بينهما : الأجر والثواب ، وتقديم النفع للآخرين ، والآثار الطيبة على الفرد والمجتمع .
يمتاز الوقف بأن أجره مستمر حتى بعد الممات بخلاف الزكاة ، كما أن الوقف تبرع ، بينما الزكاة فريضة .
النشاط الثالث :
الوقف المشترك الوقف الخيري الوقف الأهلي ( الذّرّي ) وجه المقارنة
1- هدفه ارضاء الله عزوجل . 2- يبتغي الأجر والثواب .
3 – يعود نفعه على الآخرين . 4 – يعزز التكافل والتعاون وينشر المحبة . عناصر الاتفاق
يعم نفعه المحتاجين من الأبناء والأقارب وغيرهم يعم نفعه المحتاجين من غير الأبناء والأقارب يعم نفعه الأبناء والأقارب عناصر الافتراق
يجمع بين فوائد وآثار الوقف الأهلي والخيري من آثاره :
• إزالة البغضاء في المجتمع .
• دعم التكافل الاجتماعي .
• دعم مؤسسات المجتمع المدني . من آثاره :
• توثيق صلة الرحم .
• دعم الاستقرار الأسري .
• تحقيق الرغبة في حب الخير للأهل .
إجابة الجزء الثاني من النشاط ( بيّن رأيك في أهمية كل نوع .. ) يترك للطالب .
النشاط الرابع :
( 1 ) . تصرف غير صحيح ؛ فالوصية لا تجوز بأكثر من الثلث ،كما أن الوصية لا تجوز للوارث .
كما أن هذا العمل إن كان غير وصية فهو يعمل على نشر الفرقة والتحاسد بين الأبناء ،
إذ لا عدالة فيه .
( 2 ) . عمله صحيح ، وفيه خدمة للمصلين في هذين اليومين .
( 3 ) . عمله صحيح ، وفيه خدمة للمصلين في هذا اليوم المبارك .
( 4 ) . عمله صحيح ، وله الأجر إن شاء الله .
( 5 ) . إن كان ذلك أنفع للفقراء ، فالعمل صحيح ؛ إذ مصلحة الفقير هي المقصودة ، وتؤخذ
موافقة الواقف إن كان حياً .
النشاط الخامس :
هذا النشاط تترك مهمة البحث فيه للطالب ، على أن يتضمن بحثه ما يلي :
بيان مشروعية الوقف وأهميته وأجره وفضائله التي تعم خلق الله ….
والرابط التالي به بحث عن الوقف :
http://www.kalemat.org/sections.php?so=va&aid=452
وهنا رابط عن أحكام الوقف :
http://www.awqafshj.co.ae/wqfahkam1.html
وهذا بحث كامل عن الوقف :
http://www.almosleh.com/files/sound/books/wakf.doc
م.ن من الاخت عاشقة كوريا
..ينقل للقسم المناسب
يزاجـ الله خير
عن الوقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــف .ز^16^^16^^15^^15^^73^^73^^73^^5^^5^^5^^42^^42^^46 ^^44^^44^
بس الصراحة صح البحث ……. ^12^^12^^5^^6^^6^^6^^6^^6^^6^
بالدرس الأول :
ص9: أناقش : 1- صدقة جارية , علم يُنتفع به , ولد صالح يدعو له . ويجمع بينهم دوام الأجر والتصدُّق بالمنفعة.
ص12: # وقف خيري.
أحلل: # مشترك.
# نعم , لأنه أسرع في قضاء الحوائج وأشمل للمسلمين.
ص13:أستخرج: 1_ قول عمر رضي الله عنه ( لمْ أصب مالاً قطّ هو أنفس عندي منه).
2 _ قوله صلى الله عليه وسلم : ( إنْ شئت حبست أصلها وتصدقت بها).
ص14: 3_عندما جاء عمر رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستأ مره في أرض خيبر فتصدّق بها على الفقراء والرّقاب وذي القربى.
4_ مما فعله الصحابة رضوان الله عليهم كتجهيز عثمان لجيش العسْرة وشراء بئر رومة وشراء عليّ عيون ينبع وحفصة في الحليّ وأم حبيبة في أرض الغابة رضي الله عنهم أجمعين.
5_ لتعدّد مجالات النفع التي يحتاجها الناس في حياتهم لقضاء حوائجهم ودوام حياتهم.
ص15: الجدول:
2_ التعليمي : – بناء المدارس وصيانتها وخدماتها.
– الإنفاق على المعلمين والمستخدمين والسائقين للمدرسة.
– الإنفاق على لوازم التعليم من أقلام ودفاتر…. .
3_ العلمي : – إنشاء المكتبات للبحث والدراسة.
– الإنفاق على البحوث العلمية الضرورية للمجتمع.
– الإنفاق على شراء وترجمة وطباعة الكتب العلمية والتاريخية.
4_ الأهلي : – تخصيص ريع وقف للأبناء والزوجة حصراً.
– الإنفاق على ذوي الرحم من الأهل.
– مساعدة ذوي الحاجة من الأهل كزواج أو علاج أو سكن …
5_ الاجتماعي : – إنشاء مرافق عامة تفيد المجتمع كحديقة أو مسشفى.
– الإنفاق على المشاريع العامة لخدمة المجتمع كفتح طريق أو تعبيده…
– الإنفاق على الخدمات الضرورية للمجتمع كإنارة طريق أو زراعته.
ص16: # من خلال مجموعتك الطلابية..
_ زيادة تكلفة الإنفاق على البرامج والدراسات ومنَح الطلبة والباحثين.
_ ازدهرت علمياً وتفوّقت.
_ الأهلية الخيرية.
_ مزدهراً ومتحاباً ومتآخياً.
ص17: الأنشطة التقويمية
السؤال الأول:
عبارة خطأ بل على العكس المال الموقوف يبقى مستمراً بالنفع والعطاء ولا تنحصر منفعته بشخص معيّن من باب توزيع الثروة ثمّ تحقيق المصالح العامة.
السؤال الثاني:
كلاهما صدقة, لكن الزكاة فريضة من المال أوجبها الله حقاً للفقير ولها أحكام وشروط ومنكرها كافر,
أما الوقف فهو عمل تطوعي ذاتيّ قربى إلى الله وليس له حدّ لأكثره أو أقله وينتفع به كل فئات المجتمع دون إستثناء.
السؤال الثالث:
1- آثم لأنّ فيه انتقاص لحق الإناث.
2- صحيح وجائز.
ص18: 3- صحيح ومأجور.
4- صحيح ومأجور.
5- يجوز نظراً لحبس المنفعة للفقراء ومراعاة مصالحهم.
السؤال الرابع: بحث أو تقرير .
وبالتوفيق=)
المقدمة :
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
يعتبر الوقف من سمات المجتمع الإسلامي ومن أبرز نظمه في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ولقد اهتم به الفقهاء ووضعوا له الأحكام التي تضبط معاملاته بهدف المحافظة على أمواله وتنميتها واستمرارية تقديم منافعها إلى المستفيدين وفقاً لمقاصد الواقف الواردة في حجة الوقف.
تعريف الوقف:
(هو حبس العين عن أي تصرف تمليكي و التبرع بريعها لجهة خيرية) أو تحبيس الأصل وتسبيل المنفعة، وهو صدقة جارية يقفها المرء ويسبّلها في حياته لوجوه الخير والبر، فيستمر أجرها مادامت باقية. وفي هذا عظيم المنفعة للواقف بإجراء حسنات له في حياته وبعد مماته، لما في ذلك من فضائل الوقف النافعة التي تعين على الخير والأعمال الصالحة، وتعين أهل العلم والعبادة، وتسد حاجات الفقراء والمساكين، والمرضى والمعوزين، وترفع راية الدين بنشر العلم النافع، وبناء المدارس ودور الأيتام.
مشروعية الوقف:
وقد شرع الله الوقف والندب إليه وجعله قربة من القرب التي يتقرب بها إليه؛ ولم يكن أهل الجاهلية يعرفون الوقف وإنما استنبطه الرسول – صلى الله عليه و سلم- ودعا إليه وحبب فيه برا بالفقراء و عطفا على المحتاجين ؛ ففي الحديث أن رسول الله قال: {إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته،بعد موته، علماً نشره، وولداً صالحاً تركه، ومصحفاً ورّثه، ومسجداً بناه، أو بيتاًلابن السبيل بناه أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته، تلحقه منبعد موته}
انعقاد الوقف :
ينعقد الوقف بأحد أمرين :
الأمر الأول » القول الدال على الوقف ←(كأن يقول : وقفت هذا المكان)
الأمر الثاني » الفعل الدال على الوقف في عرف الناس ← ( كمن جعل داره مسجدا, و أذن للناس في الصلاة فيه إذنا عاما – أو جعله أرضه مقبرة و أذن لناس في الدفن فيها).
الوقف في العصور الأولى :
كان الوقف من أعمالهم التي سارعوا إليها فقد كان لأبي بكر دور بمكة فأوقفها على أولاده، وعمر أصاب أرضاً بخيبر فأتى النبي يستأمره فيها فقال: يا رسول الله إني أصبت أرضاً بخيبر لم أصب مالاً قط هو أنفس عندي منه. فقال : {إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها}. فتصدق بها عمر في الفقراء، وفي ذي القربى، وفي الرقاب، وفي سبيل الله، وابن السبيل والضيف… وفي خلافته أعلن صدقته ودعا نفراً من المهاجرين والأنصار فأخبرهم بذلك وأشهدهم عليه فانتشر خبرها. وتسابق الصحابة في وقف كثير من أموالهم وحبسها في أوجه الخير والبر. قال جابر رضي الله عنه: ( فما أعلم أحداً كان له مال من المهاجرين والأنصار إلا حبس مالاً من ماله صدقة مؤبّدة لا تشترى أبداً، ولا توهب، ولا تورث) .
وقد أوقف عثمان بن عفان أملاكه بخيبر على أولاده، كما سبّل بئر رومه لوجه الله تعالى. وأوقف علي بن أبي طالب عيوناً من الماء في ينبع. كما أوقف ضيعتين تسمى إحداهما عين أبي نيزر، والثانية تسمى البغيبة، وجاء في وقفها: ( بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما تصدق به عبد الله علي أمير المؤمنين، تصدق بالضيعتين المعروفتين بعين أبي نيرز، والبغيبة، على فقراء المدينة وابن السبيل ليقي الله بهما وجهه حر النار يوم القيامة، لا تباعا ولا تورثا، حتى يرث الله الأرض وهو خير الوارثين، إلا أن يحتاج إليهما الحسن أو الحسين فهما طلق لهما وليس لأحد غيرهما.)..
ولقد أوقفت أسماء بنت أبي بكر دارها صدقة حبس لا توهب ولا تورث.
وتصدقت أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنها بأرضها في الغابة صدقة على مواليها وعلى أعقابها حبساً لا تباع ولا توهب ولا تورث.
وروى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك قال: كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة نخلاً. وكان أحب أمواله إليه يبرحا، وكانت مستقبلة المسجد، وكان النبي يدخلها ليشرب من ماء فيها طيب، فلما نزلت هذه الآية قال أبو طلحة: يا رسول الله إن الله يقول:لتنالوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ[آل عمران:92]. وإن أحب أموالي إليّ بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو برّها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، فقال رسول الله : { بخ ذلك مالٌ رابح، ذلك مالٌ رابح، وقد سمعت ما قلت، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين}، فقال أبو طلحة: أفعل ذلك يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه.
وقد احتبس خالد بن الوليد أدراعه وأعتاده في سبيل الله.
ويجوز وقف كل ما جاز بيعه وجاز الانتفاع به مع بقاء عينه، سواء كان ثابتاً كالعقار، أو منقولاً كالسلاح، والثياب والسيوف.
ويصح وقف الحلي للبس والإعارة، فعن نافع قال: )ابتاعت حفصة حلياً بعشرين ألفاً فحبسته على نساء آل الخطاب فكانت لا تخرج زكاته ).
وأفضل أنواع الصدقات أنفعها وأدومها، ولا يتأتى هذا إلا إذا كانت الصدقة مضمونة البقاء، تقوم على أساس، وتنشأ من أجل هدف محدد، وترمي إلى غاية شرعية خيرة. فأغراض الوقف ليست قاصرة على الفقراء والمساكين وحدهم، أو دور العبادة والعناية بها فحسب، بل تتعدى ذلك إلى أغراض أخرى مثل: دور العلم، والمعاهد الشرعية، وطلبة العلوم الإسلامية القائمين على شريعة الله. والمستشفيات، والمجالات كثير ة متعددة، وقد أوقف صلاح الدين الأيوبي بلده بلبيس لفك أسرى المسلمين من أيدي الأعداء.
أختي المسلمة:
تتنوع حاجات الناس العامة للوقف بحسب المكان والزمان، وأول وقف في الإسلام هو مسجد قباء، قال ابن كثير رحمه الله: ( لبث رسول الله في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة، وأسس المسجد الذي أسس على التقوى وصلى فيه، ثم انتقل إلى منازل بني النجار من الأنصار ).
مجالات الوقف :
-1 الوقف بإنشاء المساجد ورعايتها والقيام بشؤونها .
-2 الوقف على الجهاد في سبيل الله.
-3الوقف على توزيع الكسوة للفقراء والأرامل و المحتاجين .
-4الوقف على المكتبات العامة كإنشائها وإيقاف الكتب الشرعية بها.
-5 إنشاء المدارس العلمية التي تكفل مجانية التعليم لأبناء المسلمين.
-6 إنشاء المراكز الطبية .
-7 تعبيد الطرق وشقها وإنشاء القناطر عل الأنهار.
-8 حفر الآبار وإجراء الماء .
-9 الأوقاف على الدعاة والوعاظ .
-10 الأوقاف للمشاركة في الإعلام الإسلامي.
-11 إنشاء الأربطة والملاجئ للعاجزين.
-12 الوقف على نشر دعوة التوحيد وتبليغ الإسلام .
-13 إقامة مراكز للمهتدين الجدد في أفريقيا مثلاً.
-14بناء مراكز الأيتام ورعايتهم والعناية بهم.
-15الوقف على تطوير البحوث المفيدة والنافعة.
-16 الوقف على جماعات تحفيظ القرآن الكريم التي نفع الله بها أبناء المسلمين.
17 الوقف على مدارس تحفيظ القرآن النسائية.
-18الوقف على رواتب المعلمين والمعلمات محفظي كتاب الله عز وجل.
-19إطعام الجائعين .
-20هداية ضال .
-21الوقف على تفريج الكرب .
-22الأوقاف على الدعوة على شبكة المعلومات (الإنترنت) .
-23إقامة مصانع لتدريب المسلمين وتعليمهم مهن صناعية وإنتاجية تنفعهم.
-24الوقف على فك الرقاب و إعتاق المسجونين الغارمين.
-25إيقاف الأراضي على المقابر لدفن المسلمين بها.
-26 شراء المصاحف وإيقافها في المساجد، خاصة خارج المملكة.
أختي المسلمة:
غالب هذه المصارف متوفرة لدى المؤسسات الخيرية ومدارس تحفيظ القرآن الكريم ولها أوقاف خاصة بها. وقد اتفق العلماء على أن وقف المشاع جائز.
ولا يزال العمل الإسلامي ضعيفاً ويعاني من قلة الموارد. والأوقاف بإذن الله تجعله ينطلق بثبات وقوة. وقد عرف الصليبيون أن المادة عصب الحياة فأوقفوا مليارات الدولارات على الكنائس والمعابد الوثنية للصد عن سبيل الله، وقل أن تجد مكاناً لا توجد به كنيسة أو معبد هندوسي أو دار أيتام يُنصّر فيه الناس ويًضلون عن الطريق المستقيم.
ألسنا أولى بهذا منهم؟! إن الجنة سلعة الله الغالية. وما وهبنا الله من أموال هي أمانة في أيدينا فإن أنفقنا وقدمنا لأنفسنا وإلا رحلنا عنها. وتأمل في حال قارون وكيف أردته أمواله: (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ)( القصص:81)
والمال الذي في أيدينا على قسمين: قسم لنا وهو الذي نقدمه للآخرة وندخره عند الله عز وجل، وقسم عندنا وهو أمانة ينتظر أصحابه تسليمه إليهم بعد الموت، وهم الورثة وأصحاب الحقوق.
وكم من مسكين جمع الملايين وكدّ وكدح في جمعها، ولم يوقف شيئاً منها في حياته ولما توفي رفض أبناءه بناء مسجد واحد له من هذه الملايين! وكم من مدرسة يأتيها مرتب جيد كل شهر ولها سنوات طويلة تعمل ولم توقف لنفسها شيئاً! بل جُل أموالها في الطعام والشراب والفساتين والحُلي!.
الخاتمة :
إن من شكر نعم الله عز وجل أن نتذكر حال آبائنا وأجدادنا قبل سنوات قريبة حيث أصابهم الجوع، ولازمهم ضيق ذات اليد وقلة الموارد، وقلّ منهم من يأكل وجبتين في اليوم الواحد. ولقد منّ الله عز وجل علينا بنعم عظيمة: من سعة في الأرزاق، كثرة في الأموال، ورغد من لعيش، فيا ترى كيف الحال وقد أبدل الله الفقر بالغنى، والجوع بالشبع، والخوف بالأمن.
فيامن خلقك الله للعبادة وابتلاك بالمال.. لا تزال تسير في هذه الحياة حتى يأتيك هادم اللذات شئت أم أبيت عاجلاً أم آجلاً. إما في سن الشباب أو عند الهرم والشيخوخة.. وكلها سنوات قليلة وترحل من فوق الأرض إلى تحت الأرض. فمن أين لك بالحسنات تجري عليك؟! إنها الأوقاف التي تدفع إليك الحسنات في وقت أنت أحوج ما تكون.. عليك بدريهمات قليلة فاجعلها لك ذخراً: إما مصحفاً تقفه، أو كتاباً نافعاً تنشره، أو لبنة في بناء، أو إسهاماً في مشروع ينفع الإسلام والمسلمين. إنه عمل من أعمالك في الدنيا تجري عليك حسناته وأنت في قبرك، وهذه منّة من الله وفضل أن جعل العبد يسعى فيما لا ينقطع فيه أجره بعد مماته.
ويا من أوقفت من مالك لوجه الله تعالى.. أبشر بانشراح الصدر، وسعة في الرزق، ونماء في الأموال، وطمأنينة في الدنيا. فإنك تعمل وتقدم لآخرتك وسوف تسر بما تقدم.
اللهم أحينا على التوحيد سعداء، وأمتنا على التوحيد شهداء. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الفهرس:
الغلاف …………………………………. 1
الإهداء …………………………………. 2
المقدمة …………………………………. 3
تعريف الوقف…………………………………. 4
مشروعية الوقف …………………………………. 5
انعقاد الوقف …………………………………. 5
الوقف في العصور الأولى …………………………………. 6
مجالات الوقف …………………………………. 8
الخاتمة…………………………………. 10
الفهرس …………………………………. 11
المراجع …………………………………. 12
المراجع:
الانترنت :
* http://www.kalemat.org/sections.php?so=va&aid=452
معهد الامارات التعليمي www.uae.ii5ii.com
قوقل
وكبيديا الموسوعة الحرة
الكتب :
* محمد الصوياني ← الفقه السهل ← مكتبة العبيكان ← الطبعة الأولى←1424ﻫ /2004 م.
* د.صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان ← الملخص الفقهي(الجزء الثاني ← دار العاصمة ← الطبعة الأولى ← 1421ﻫ/2001م .
* السيد سابق← فقه السنة ← دار الكتاب العربي ← الطبعة الشرعية السابعة ← 1405ﻫ /1985م
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
يعتبر الوقف من سمات المجتمع الإسلامي ومن أبرز نظمه في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ولقد اهتم به الفقهاء ووضعوا له الأحكام التي تضبط معاملاته بهدف المحافظة على أمواله وتنميتها واستمرارية تقديم منافعها إلى المستفيدين وفقاً لمقاصد الواقف الواردة في حجة الوقف.
الموضوع:
تعريف الوقف:
(هو حبس العين عن أي تصرف تمليكي و التبرع بريعها لجهة خيرية) أو تحبيس الأصل وتسبيل المنفعة، وهو صدقة جارية يقفها المرء ويسبّلها في حياته لوجوه الخير والبر، فيستمر أجرها مادامت باقية. وفي هذا عظيم المنفعة للواقف بإجراء حسنات له في حياته وبعد مماته، لما في ذلك من فضائل الوقف النافعة التي تعين على الخير والأعمال الصالحة، وتعين أهل العلم والعبادة، وتسد حاجات الفقراء والمساكين، والمرضى والمعوزين، وترفع راية الدين بنشر العلم النافع، وبناء المدارس ودور الأيتام.
مشروعية الوقف:
وقد شرع الله الوقف والندب إليه وجعله قربة من القرب التي يتقرب بها إليه؛ ولم يكن أهل الجاهلية يعرفون الوقف وإنما استنبطه الرسول – صلى الله عليه و سلم- ودعا إليه وحبب فيه برا بالفقراء و عطفا على المحتاجين ؛ ففي الحديث أن رسول الله قال: {إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته،بعد موته، علماً نشره، وولداً صالحاً تركه، ومصحفاً ورّثه، ومسجداً بناه، أو بيتاًلابن السبيل بناه أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته، تلحقه منبعد موته}
انعقاد الوقف :
ينعقد الوقف بأحد أمرين :
الأمر الأول » القول الدال على الوقف ←(كأن يقول : وقفت هذا المكان)
الأمر الثاني » الفعل الدال على الوقف في عرف الناس ← ( كمن جعل داره مسجدا, و أذن للناس في الصلاة فيه إذنا عاما – أو جعله أرضه مقبرة و أذن لناس في الدفن فيها).
الوقف في العصور الأولى :
كان الوقف من أعمالهم التي سارعوا إليها فقد كان لأبي بكر دور بمكة فأوقفها على أولاده، وعمر أصاب أرضاً بخيبر فأتى النبي يستأمره فيها فقال: يا رسول الله إني أصبت أرضاً بخيبر لم أصب مالاً قط هو أنفس عندي منه. فقال : {إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها}. فتصدق بها عمر في الفقراء، وفي ذي القربى، وفي الرقاب، وفي سبيل الله، وابن السبيل والضيف… وفي خلافته أعلن صدقته ودعا نفراً من المهاجرين والأنصار فأخبرهم بذلك وأشهدهم عليه فانتشر خبرها. وتسابق الصحابة في وقف كثير من أموالهم وحبسها في أوجه الخير والبر. قال جابر رضي الله عنه: ( فما أعلم أحداً كان له مال من المهاجرين والأنصار إلا حبس مالاً من ماله صدقة مؤبّدة لا تشترى أبداً، ولا توهب، ولا تورث) .
وقد أوقف عثمان بن عفان أملاكه بخيبر على أولاده، كما سبّل بئر رومه لوجه الله تعالى. وأوقف علي بن أبي طالب عيوناً من الماء في ينبع. كما أوقف ضيعتين تسمى إحداهما عين أبي نيزر، والثانية تسمى البغيبة، وجاء في وقفها: ( بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما تصدق به عبد الله علي أمير المؤمنين، تصدق بالضيعتين المعروفتين بعين أبي نيرز، والبغيبة، على فقراء المدينة وابن السبيل ليقي الله بهما وجهه حر النار يوم القيامة، لا تباعا ولا تورثا، حتى يرث الله الأرض وهو خير الوارثين، إلا أن يحتاج إليهما الحسن أو الحسين فهما طلق لهما وليس لأحد غيرهما.)..
ولقد أوقفت أسماء بنت أبي بكر دارها صدقة حبس لا توهب ولا تورث.
وتصدقت أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنها بأرضها في الغابة صدقة على مواليها وعلى أعقابها حبساً لا تباع ولا توهب ولا تورث.
وروى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك قال: كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة نخلاً. وكان أحب أمواله إليه يبرحا، وكانت مستقبلة المسجد، وكان النبي يدخلها ليشرب من ماء فيها طيب، فلما نزلت هذه الآية قال أبو طلحة: يا رسول الله إن الله يقول:لتنالوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ[آل عمران:92]. وإن أحب أموالي إليّ بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو برّها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، فقال رسول الله : { بخ ذلك مالٌ رابح، ذلك مالٌ رابح، وقد سمعت ما قلت، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين}، فقال أبو طلحة: أفعل ذلك يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه.
وقد احتبس خالد بن الوليد أدراعه وأعتاده في سبيل الله.
ويجوز وقف كل ما جاز بيعه وجاز الانتفاع به مع بقاء عينه، سواء كان ثابتاً كالعقار، أو منقولاً كالسلاح، والثياب والسيوف.
ويصح وقف الحلي للبس والإعارة، فعن نافع قال: )ابتاعت حفصة حلياً بعشرين ألفاً فحبسته على نساء آل الخطاب فكانت لا تخرج زكاته ).
وأفضل أنواع الصدقات أنفعها وأدومها، ولا يتأتى هذا إلا إذا كانت الصدقة مضمونة البقاء، تقوم على أساس، وتنشأ من أجل هدف محدد، وترمي إلى غاية شرعية خيرة. فأغراض الوقف ليست قاصرة على الفقراء والمساكين وحدهم، أو دور العبادة والعناية بها فحسب، بل تتعدى ذلك إلى أغراض أخرى مثل: دور العلم، والمعاهد الشرعية، وطلبة العلوم الإسلامية القائمين على شريعة الله. والمستشفيات، والمجالات كثير ة متعددة، وقد أوقف صلاح الدين الأيوبي بلده بلبيس لفك أسرى المسلمين من أيدي الأعداء.
أختي المسلمة:
تتنوع حاجات الناس العامة للوقف بحسب المكان والزمان، وأول وقف في الإسلام هو مسجد قباء، قال ابن كثير رحمه الله: ( لبث رسول الله في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة، وأسس المسجد الذي أسس على التقوى وصلى فيه، ثم انتقل إلى منازل بني النجار من الأنصار ).
مجالات الوقف :
-1 الوقف بإنشاء المساجد ورعايتها والقيام بشؤونها .
-2 الوقف على الجهاد في سبيل الله.
-3الوقف على توزيع الكسوة للفقراء والأرامل و المحتاجين .
-4الوقف على المكتبات العامة كإنشائها وإيقاف الكتب الشرعية بها.
-5 إنشاء المدارس العلمية التي تكفل مجانية التعليم لأبناء المسلمين.
-6 إنشاء المراكز الطبية .
-7 تعبيد الطرق وشقها وإنشاء القناطر عل الأنهار.
-8 حفر الآبار وإجراء الماء .
-9 الأوقاف على الدعاة والوعاظ .
-10 الأوقاف للمشاركة في الإعلام الإسلامي.
-11 إنشاء الأربطة والملاجئ للعاجزين.
-12 الوقف على نشر دعوة التوحيد وتبليغ الإسلام .
-13 إقامة مراكز للمهتدين الجدد في أفريقيا مثلاً.
-14بناء مراكز الأيتام ورعايتهم والعناية بهم.
-15الوقف على تطوير البحوث المفيدة والنافعة.
-16 الوقف على جماعات تحفيظ القرآن الكريم التي نفع الله بها أبناء المسلمين.
17 الوقف على مدارس تحفيظ القرآن النسائية.
-18الوقف على رواتب المعلمين والمعلمات محفظي كتاب الله عز وجل.
-19إطعام الجائعين .
-20هداية ضال .
-21الوقف على تفريج الكرب .
-22الأوقاف على الدعوة على شبكة المعلومات (الإنترنت) .
-23إقامة مصانع لتدريب المسلمين وتعليمهم مهن صناعية وإنتاجية تنفعهم.
-24الوقف على فك الرقاب و إعتاق المسجونين الغارمين.
-25إيقاف الأراضي على المقابر لدفن المسلمين بها.
-26 شراء المصاحف وإيقافها في المساجد، خاصة خارج المملكة.
أختي المسلمة:
غالب هذه المصارف متوفرة لدى المؤسسات الخيرية ومدارس تحفيظ القرآن الكريم ولها أوقاف خاصة بها. وقد اتفق العلماء على أن وقف المشاع جائز.
ولا يزال العمل الإسلامي ضعيفاً ويعاني من قلة الموارد. والأوقاف بإذن الله تجعله ينطلق بثبات وقوة. وقد عرف الصليبيون أن المادة عصب الحياة فأوقفوا مليارات الدولارات على الكنائس والمعابد الوثنية للصد عن سبيل الله، وقل أن تجد مكاناً لا توجد به كنيسة أو معبد هندوسي أو دار أيتام يُنصّر فيه الناس ويًضلون عن الطريق المستقيم.
ألسنا أولى بهذا منهم؟! إن الجنة سلعة الله الغالية. وما وهبنا الله من أموال هي أمانة في أيدينا فإن أنفقنا وقدمنا لأنفسنا وإلا رحلنا عنها. وتأمل في حال قارون وكيف أردته أمواله: (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ)( القصص:81)
والمال الذي في أيدينا على قسمين: قسم لنا وهو الذي نقدمه للآخرة وندخره عند الله عز وجل، وقسم عندنا وهو أمانة ينتظر أصحابه تسليمه إليهم بعد الموت، وهم الورثة وأصحاب الحقوق.
وكم من مسكين جمع الملايين وكدّ وكدح في جمعها، ولم يوقف شيئاً منها في حياته ولما توفي رفض أبناءه بناء مسجد واحد له من هذه الملايين! وكم من مدرسة يأتيها مرتب جيد كل شهر ولها سنوات طويلة تعمل ولم توقف لنفسها شيئاً! بل جُل أموالها في الطعام والشراب والفساتين والحُلي!.
الخاتمة :
إن من شكر نعم الله عز وجل أن نتذكر حال آبائنا وأجدادنا قبل سنوات قريبة حيث أصابهم الجوع، ولازمهم ضيق ذات اليد وقلة الموارد، وقلّ منهم من يأكل وجبتين في اليوم الواحد. ولقد منّ الله عز وجل علينا بنعم عظيمة: من سعة في الأرزاق، كثرة في الأموال، ورغد من لعيش، فيا ترى كيف الحال وقد أبدل الله الفقر بالغنى، والجوع بالشبع، والخوف بالأمن.
فيامن خلقك الله للعبادة وابتلاك بالمال.. لا تزال تسير في هذه الحياة حتى يأتيك هادم اللذات شئت أم أبيت عاجلاً أم آجلاً. إما في سن الشباب أو عند الهرم والشيخوخة.. وكلها سنوات قليلة وترحل من فوق الأرض إلى تحت الأرض. فمن أين لك بالحسنات تجري عليك؟! إنها الأوقاف التي تدفع إليك الحسنات في وقت أنت أحوج ما تكون.. عليك بدريهمات قليلة فاجعلها لك ذخراً: إما مصحفاً تقفه، أو كتاباً نافعاً تنشره، أو لبنة في بناء، أو إسهاماً في مشروع ينفع الإسلام والمسلمين. إنه عمل من أعمالك في الدنيا تجري عليك حسناته وأنت في قبرك، وهذه منّة من الله وفضل أن جعل العبد يسعى فيما لا ينقطع فيه أجره بعد مماته.
ويا من أوقفت من مالك لوجه الله تعالى.. أبشر بانشراح الصدر، وسعة في الرزق، ونماء في الأموال، وطمأنينة في الدنيا. فإنك تعمل وتقدم لآخرتك وسوف تسر بما تقدم.
اللهم أحينا على التوحيد سعداء، وأمتنا على التوحيد شهداء. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الفهرس:
الغلاف …………………………………. 1
الإهداء …………………………………. 2
المقدمة …………………………………. 3
تعريف الوقف…………………………………. 4
مشروعية الوقف …………………………………. 5
انعقاد الوقف …………………………………. 5
الوقف في العصور الأولى …………………………………. 6
مجالات الوقف …………………………………. 8
الخاتمة…………………………………. 10
الفهرس …………………………………. 11
المراجع …………………………………. 12
المراجع:الانترنت :
* http://www.kalemat.org/sections.php?so=va&aid=452
الكتب :
* محمد الصوياني ← الفقه السهل ← مكتبة العبيكان ← الطبعة الأولى←1437ﻫ /2017 م.
* د.صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان ← الملخص الفقهي(الجزء الثاني ← دار العاصمة ← الطبعة الأولى ← 1421ﻫ/2017م .
* السيد سابق← فقه السنة ← دار الكتاب العربي ← الطبعة الشرعية السابعة ← 1405ﻫ /1985م
تسلمين
المقدمه :-
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
يعتبر الوقف من سمات المجتمع الإسلامي ومن أبرز نظمه في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ولقد اهتم به الفقهاء ووضعوا له الأحكام التي تضبط معاملاته بهدف المحافظة على أمواله وتنميتها واستمرارية تقديم منافعها إلى المستفيدين وفقاً لمقاصد الواقف الواردة في حجة الوقف.
الموضوع :-
فإن الدنيا مزرعة الآخرة وهي دار التكليف والعمل، ومن فضل الله ومنته أن أعمال المسلم لا تنقطع بموته وخروجه من الدنيا بل هناك أعمالاً تجري حسناتها له بعد وفاته. ولقد علم سلف هذه الأمة هذا الخير فسابقوا إليه وتنافسوا فيه. وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم في بداية فجر الاسلام يعانون من قلة ذات اليد وضيق العيش. ولما فتح الله عز وجل لهم خزائن الأرض وأتتهم الأموال كان همهم منصرفاً إلى كيفية استثمارها في آخرتهم. فجهز كثير منهم الجيوش، وأكثروا من الصدقات والعطف على الفقراء، وقضاء حوائج الأيتام، والقيام على الأرامل، وتطلعت أنفسهم لعمل يجري به الثواب بعد الموت امتثالاً لقول النبي : {إذا مات ابن آدم انقطععمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له} [رواه مسلم].
وقد شرع الله الوقف والندب إليه وجعله قربة من القرب التي يتقرب بها إليه؛ ففي الحديث أن رسول الله قال: {إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته،بعد موته، علماً نشره، وولداً صالحاً تركه، ومصحفاً ورّثه، ومسجداً بناه، أو بيتاًلابن السبيل بناه أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته، تلحقه منبعد موته} [رواه ابن ماجه وحسنه الألباني].
فكان الوقف من أعمالهم التي سارعوا إليها فقد كان لأبي بكر دور بمكة فأوقفها على أولاده، وعمر أصاب أرضاً بخيبر فأتى النبي يستأمره فيها فقال: يا رسول الله إني أصبت أرضاً بخيبر لم أصب مالاً قط هو أنفس عندي منه. فقال : {إن شئت حبست أصلها وتصدقتبها}. فتصدق بها عمر في الفقراء، وفي ذي القربى، وفي الرقاب، وفي سبيل الله، وابن السبيل والضيف.. [رواه مسلم]. وفي خلافته أعلن صدقته ودعا نفراً من المهاجرين والأنصار فأخبرهم بذلك وأشهدهم عليه فانتشر خبرها. وتسابق الصحابة في وقف كثير من أموالهم وحبسها في أوجه الخير والبر. قال جابر رضي الله عنه: ( فما أعلم أحداً كان له مال من المهاجرين والأنصار إلا حبس مالاً من ماله صدقة مؤبّدة لا تشترى أبداً، ولا توهب، ولا تورث ).
وقد أوقف عثمان بن عفان أملاكه بخيبر على أولاده، كما سبّل بئر رومه لوجه الله تعالى. وأوقف علي بن أبي طالب عيوناً من الماء في ينبع. كما أوقف ضيعتين تسمى إحداهما عين أبي نيزر، والثانية تسمى البغيبة، وجاء في وقفها: ( بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما تصدق به عبد الله علي أمير المؤمنين، تصدق بالضيعتين المعروفتين بعين أبي نيرز، والبغيبة، على فقراء المدينة وابن السبيل ليقي الله بهما وجهه حر النار يوم القيامة، لا تباعا ولا تورثا، حتى يرث الله الأرض وهو خير الوارثين، إلا أن يحتاج إليهما الحسن أو الحسين فهما طلق لهما وليس لأحد غيرهما.. ).
ولقد أوقفت أسماء بنت أبي بكر دارها صدقة حبس لا توهب ولا تورث.
وتصدقت أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنها بأرضها في الغابة صدقة على مواليها وعلى أعقابها حبساً لا تباع ولا توهب ولا تورث.
وروى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك قال: كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة نخلاً. وكان أحب أمواله إليه بيرحاً، وكانت مستقبلة المسجد، وكان النبي يدخلها ليشرب من ماء فيها طيب، فلما نزلت هذه الآية قال أبو طلحة: يا رسول الله إن الله يقول:لَنتَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ[آل عمران:92]. وإن أحب أموالي إليّ بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو برّها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، فقال رسول الله : {بخ ذلك مالٌ رابح، ذلكمالٌ رابح، وقد سمعت ما قلت، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين}، فقالأبو طلحة: أفعل ذلك يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه.
وقد احتبس خالد بن الوليد أدراعه وأعتاده في سبيل الله.
والوقف: هو تحبيس الأصل وتسبيل المنفعة، وهو صدقة جارية يقفها المرء ويسبّلها في حياته لوجوه الخير والبر، فيستمر أجرها مادامت باقية. وفي هذا عظيم المنفعة للواقف بإجراء حسنات له في حياته وبعد مماته، لما في ذلك من فضائل الوقف النافعة التي تعين على الخير والأعمال الصالحة، وتعين أهل العلم والعبادة، وتسد حاجات الفقراء والمساكين، والمرضى والمعوزين، وترفع راية الدين بنشر العلم النافع، وبناء المدارس ودور الأيتام.
ويجوز وقف كل ما جاز بيعه وجاز الانتفاع به مع بقاء عينه، سواء كان ثابتاً كالعقار، أو منقولاً كالسلاح، والثياب والسيوف.
ويصح وقف الحلي للبس والإعارة، فعن نافع قال: ( ابتاعت حفصة حلياً بعشرين ألفاً فحبسته على نساء آل الخطاب فكانت لا تخرج زكاته ).
وأفضل أنواع الصدقات أنفعها وأدومها، ولا يتأتى هذا إلا إذا كانت الصدقة مضمونة البقاء، تقوم على أساس، وتنشأ من أجل هدف محدد، وترمي إلى غاية شرعية خيرة. فأغراض الوقف ليست قاصرة على الفقراء والمساكين وحدهم، أو دور العبادة والعناية بها فحسب، بل تتعدى ذلك إلى أغراض أخرى مثل: دور العلم، والمعاهد الشرعية، وطلبة العلوم الإسلامية القائمين على شريعة الله. والمستشفيات، والمجالات كثير ة متعددة، وقد أوقف صلاح الدين الأيوبي بلده بلبيس لفك أسرى المسسلمين من أيدي الأعداء.
أخي المسلم:
تتنوع حاجات الناس العامة للوقف بحسب المكان والزمان، وأول وقف في الإسلام هو مسجد قباء، قال ابن كثير رحمه الله: ( لبث رسول الله في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة، وأسس المسجد الذي أسس على التقوى وصلى فيه، ثم انتقل إلى منازل بني النجار من الأنصار ). وإليك أنواعاً من الوقف لا تغيب عن بالك.
أنواع الوقف:
1- الوقف بإنشاء المساجد ورعايتها والقيام بئؤونها امتثالاً لقول الله تعالى: إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِوَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّاللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ[التوبة:18].
وقول النبي : {من بنى مسجداً لله تعالى يبتغي به وجهالله بنى الله له بيتاً في الجنة} [رواه البخاري ومسلم]. ورواه ابن ماجه بلفظ: {من بنى مسجداً لله، ولو كان كمفحص قطاة أوأصغر، بنى الله له بيتاً في الجنة} والمفحص: عش الطير، والقطاة: طائر يشبه الحمام.
ومن أجل أن يقوم الإمام بواجبه على أفضل وأكمل وجه؛ يلحق بالمسجد سكن خاص بالإمام، ويعتبر من ضمن مرافق الوقف وملحقاته.
2- الوقف على الجهاد في سبيل الله. قال : {من احتبس فرساً في سبيل الله إيماناً بالله وتصديقاً بوعده،فإن شبعه وريّه وبوله في ميزانه يوم القيامة} [رواه البخاري]. وقد مرّ بنا أن خالد بن الوليد حبس دروعه وكراعه في سبيل الله، كما أن
طلحة حبس سلاحه وكراعه في سبيل الله.
3- الوقف على توزيع الكسوة للفقراء والأرامل والمحتاجين. وبعض المسلمين والمسلمات اليوم لا يجد ما يستر به عورته.
4- الوقف على المكتبات العامة كإنشائها وإيقاف الكتب الشرعية بها. وكانت الأمة الإسلامية تزخر بمثل هذه المكتبات في الشام والعراق والمدينة وغيرها.
5- إنشاء المدارس العلمية التي تكفل مجانية التعليم لأبناء المسلمين.
6- إنشاء المراكز الطبية؛ خاصة ما دعت إليه الحاجة في هذه الأزمنة: كمصحات الأمراض النفسية، وعلاج أمراض الكلى والأورام الخبيثة، وإنشاء المستشفيات والمستوصفات، فكم من مريض يأنّ، وكم من صغير يموت، وهو في حاجة إلى دواء لا تتجاوز قيمته عشر ريالات، وهذا نراه في دول إسلامية فقيرة. 7- تعبيد الطرق وشقها وإنشاء القناطر عل الأنهار.
8- حفر الآبار وإجراء الماء وقد قال : {من يشتري بئر رومة وأضمنله الجنة}؛ فاشتراها عثمانوجعلها وقفا دائماً على المسلمين، وقرى المسملين اليوم تحتاج إلى حفر الآبار، ومد الأنابيب، وتركيب المضخات.
9- الأوقاف على الدعاة والوعاظ؛ بما في ذلك توفير الرواتب والمواصلات والوسائل الأخرى التي تعينهم على أداء أعمالهم.
10- الأوقاف للمشاركة في الإعلام الإسلامي. ومن ذلك دعم المجلات الإسلامية بأموال وقفية مثل المجلات العلمية والدعوية التي ترفع لواء التوحيد.
11- إنشاء الأربطة والملاجئ للعاجزين.
12- الوقف على نشر دعوة التوحيد وتبليغ الإسلام؛ وذلك بطبع الكتب والأشرطة وتوزيعها.
13- إقامة مراكز للمهتدين الجدد في أفريقيا مثلاً.
14- بناء مراكز الأيتام ورعايتهم والعناية بهم.
15- الوقف على تطوير البحوث المفيدة والنافعة.
16 الوقف على جماعات تحفيظ القرآن الكريم التي نفع الله بها أبناء المسلمين.
17- الوقف على مدارس تحفيظ القرآن النسائية، التي بدأت والله الحمد تنمو وتكبر.
18- الوقف على رواتب المعلمين والمعلمات محفظي كتاب الله عز وجل.
19- إطعام الجائعين، وقد رأينا بعضهم في حال المجاعة يسقط ميتاً وهو ينتظر في الطابور ليأخذ وجبته من المؤسسات الخيرية. وفي منطقة واحدة حينما ضربت المجاعة الصومال، كان يسقط ميتاً أمام أعين المؤسسات الخيرية ما يزيد على أربعين مسلماً كل يوم.
20- هداية ضال. فكم من أبناء المسلمين من يعيش في ظلمات الشرك والبدع والخرافات، وكم من كافر يتلمس طريق الحق ولا يجده! ألا ندعم مكاتب الجاليات بأوقات تعينهم على أداء رسالتهم: {لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لكمن حُمر النعم}.
21- الوقف على تفريج الكرب. فكم من مسلم لا ينام الليل من الهموم والغموم والديون التي لحقته، وكم من مسلمة تحتاج إلى ريالات لتسافر لزيارة أبنائها ولا تجد، قال : {.. ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يومالقيامة.. } [متفق عليه].
22- الأوقاف على الدعوة على شبكة المعلومات (الإنترنت) وقد رأينا ثمرة الأعمال الدعوية عير هذه الوسيلة العجيبة.
23- إقامة مصانع لتدريب المسلمين وتعليمهم مهن صناعية وإنتاجية تنفعهم.
24- الوقف على فك الرقاب، وإعتاق المسجونين الغارمين.. فَلَااقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ[البلد:11- 13].
25- إيقاف الأراضي على المقابر لدفن المسلمين بها.
26- شراء المصاحف وإيقافها في المساجد، خاصة خارج المملكة. وقد رأيت بعيني مسجداً كبيراً ولا يوجد به مصحفاً واحداً، إنما رأيت بعض ورقات من المصحف متناثرة.
غالب هذه المصارف متوفرة لدى المؤسسات الخيرية ومدارس تحفيظ القرآن الكريم ولها أوقاف خاصة بها. وقد اتفق العلماء على أن وقف المشاع جائز.
لا يزال العمل الإسلامي ضعيفاً ويعاني من قلة الموارد. والأوقاف بإذن الله تجعله ينطلق بثبات وقوة. وقد عرف الصليبيون أن المادة عصب الحياة فأوقفوا مليارات الدولارات على الكنائس والمعابد ا***نية للصد عن سبيل الله، وقل أن تجد مكاناً لا توجد به كنيسة أو معبد هندوسي أو دار أيتام يُنصّر فيه الناس ويًضلون عن الطريق المستقيم.
ألسنا أولى بهذا منهم؟! إن الجنة سلعة الله الغالية. وما وهبنا الله من أموال هي أمانة في أيدينا فإن أنفقنا وقدمنا لأنفسنا وإلا رحلنا عنها. وتأمل في حال قارون وكيف أردته أمواله: فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ[القصص:81].
والمال الذي في أيدينا على قسمين: قسم لنا وهو الذي نقدمه للآخرة وندخره عند الله عز وجل، وقسم عندنا وهو أمانة ينتظر أصحابه تسليمه إليهم بعد الموت، وهم الورثة وأصحاب الحقوق.
وكم من مسكين جمع الملايين وكدّ وكدح في جمعها، ولم يوقف شيئاً منها في حياته ولما توفي رفض أبناءه بناء مسجد واحد له من هذه الملايين! وكم من مدرسة يأتيها مرتب جيد كل شهر ولها سنوات طويلة تعمل ولم توقف لنفسها شيئاً! بل جُل أموالها في الطعام والشراب والفساتين والحُلي!.
الخاتمه :-
إن من شكر نعم الله عز وجل أن نتذكر حال آبائنا وأجدادنا قبل سنوات قريبة حيث أصابهم الجوع، ولازمهم ضيق ذات اليد وقلة الموارد، وقلّ منهم من يأكل وجبتين في اليوم الواحد. ولقد منّ الله عز وجل علينا بنعم عظيمة: من سعة في الأرزاق، كثرة في الأموال، ورغد من لعيش، فيا ترى كيف الحال وقد أبدل الله الفقر بالغنى، والجوع بالشبع، والخوف بالأمن.
فيامن خلقك الله للعبادة وابتلاك بالمال.. لا تزال تسير في هذه الحياة حتى يأتيك هادم اللذات شئت أم أبيت عاجلاً أم آجلاً. إما في سن الشباب أو عند الهرم والشيخوخة.. وكلها سنوات قليلة وترحل من فوق الأرض إلى تحت الأرض. فمن أين لك بالحسنات تجري عليك؟! إنها الأوقاف التي تدفع إليك الحسنات في وقت أنت أحوج ما تكون.. عليك بدريهمات قليلة فاجعلها لك ذخراً: إما مصحفاً تقفه، أو كتاباً نافعاً تنشره، أو لبنة في بناء، أو إسهاماً في مشروع ينفع الإسلام والمسلمين. إنه عمل من أعمالك في الدنيا تجري عليك حسناته وأنت في قبرك، وهذه منّة من الله وفضل أن جعل العبد يسعى فيما لا ينقطع فيه أجره بعد مماته.
ويا من أوقفت من مالك لوجه الله تعالى.. أبشر بانشراح الصدر، وسعة في الرزق، ونماء في الأموال، وطمأنينة في الدنيا. فإنك تعمل وتقدم لآخرتك وسوف تسر بما تقدم.
اللهم أحينا على التوحيد سعداء، وأمتنا على التوحيد شهداء. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المراجع :-
http://www.kalemat.org/sections.php?so=va&aid=452
www.google.com
__________________
شحالكم .. شخباركم ..؟
اممممممممممـ .. ابي تقرير عن درس ( الوقف ) ..بلييز
مع 3 مراجع .. سااعدووني ..><
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
يعتبر الوقف من سمات المجتمع الإسلامي ومن أبرز نظمه في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ولقد اهتم به الفقهاء ووضعوا له الأحكام التي تضبط معاملاته بهدف المحافظة على أمواله وتنميتها واستمرارية تقديم منافعها إلى المستفيدين وفقاً لمقاصد الواقف الواردة في حجة الوق
تعريف الوقف:
(هو حبس العين عن أي تصرف تمليكي و التبرع بريعها لجهة خيرية) أو تحبيس الأصل وتسبيل المنفعة، وهو صدقة جارية يقفها المرء ويسبّلها في حياته لوجوه الخير والبر، فيستمر أجرها مادامت باقية. وفي هذا عظيم المنفعة للواقف بإجراء حسنات له في حياته وبعد مماته، لما في ذلك من فضائل الوقف النافعة التي تعين على الخير والأعمال الصالحة، وتعين أهل العلم والعبادة، وتسد حاجات الفقراء والمساكين، والمرضى والمعوزين، وترفع راية الدين بنشر العلم النافع، وبناء المدارس ودور الأيتام.
مشروعية الوقف:
وقد شرع الله الوقف والندب إليه وجعله قربة من القرب التي يتقرب بها إليه؛ ولم يكن أهل الجاهلية يعرفون الوقف وإنما استنبطه الرسول – صلى الله عليه و سلم- ودعا إليه وحبب فيه برا بالفقراء و عطفا على المحتاجين ؛ ففي الحديث أن رسول الله قال: {إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته،بعد موته، علماً نشره، وولداً صالحاً تركه، ومصحفاً ورّثه، ومسجداً بناه، أو بيتاًلابن السبيل بناه أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته، تلحقه منبعد موته}
انعقاد الوقف :
ينعقد الوقف بأحد أمرين :
الأمر الأول » القول الدال على الوقف ←(كأن يقول : وقفت هذا المكان)
الأمر الثاني » الفعل الدال على الوقف في عرف الناس ← ( كمن جعل داره مسجدا, و أذن للناس في الصلاة فيه إذنا عاما – أو جعله أرضه مقبرة و أذن لناس في الدفن فيها).
الوقف في العصور الأولى :
كان الوقف من أعمالهم التي سارعوا إليها فقد كان لأبي بكر دور بمكة فأوقفها على أولاده، وعمر أصاب أرضاً بخيبر فأتى النبي يستأمره فيها فقال: يا رسول الله إني أصبت أرضاً بخيبر لم أصب مالاً قط هو أنفس عندي منه. فقال : {إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها}. فتصدق بها عمر في الفقراء، وفي ذي القربى، وفي الرقاب، وفي سبيل الله، وابن السبيل والضيف… وفي خلافته أعلن صدقته ودعا نفراً من المهاجرين والأنصار فأخبرهم بذلك وأشهدهم عليه فانتشر خبرها. وتسابق الصحابة في وقف كثير من أموالهم وحبسها في أوجه الخير والبر. قال جابر رضي الله عنه: ( فما أعلم أحداً كان له مال من المهاجرين والأنصار إلا حبس مالاً من ماله صدقة مؤبّدة لا تشترى أبداً، ولا توهب، ولا تورث) .
وقد أوقف عثمان بن عفان أملاكه بخيبر على أولاده، كما سبّل بئر رومه لوجه الله تعالى. وأوقف علي بن أبي طالب عيوناً من الماء في ينبع. كما أوقف ضيعتين تسمى إحداهما عين أبي نيزر، والثانية تسمى البغيبة، وجاء في وقفها: ( بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما تصدق به عبد الله علي أمير المؤمنين، تصدق بالضيعتين المعروفتين بعين أبي نيرز، والبغيبة، على فقراء المدينة وابن السبيل ليقي الله بهما وجهه حر النار يوم القيامة، لا تباعا ولا تورثا، حتى يرث الله الأرض وهو خير الوارثين، إلا أن يحتاج إليهما الحسن أو الحسين فهما طلق لهما وليس لأحد غيرهما.)..
ولقد أوقفت أسماء بنت أبي بكر دارها صدقة حبس لا توهب ولا تورث.
وتصدقت أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنها بأرضها في الغابة صدقة على مواليها وعلى أعقابها حبساً لا تباع ولا توهب ولا تورث.
وروى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك قال: كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة نخلاً. وكان أحب أمواله إليه يبرحا، وكانت مستقبلة المسجد، وكان النبي يدخلها ليشرب من ماء فيها طيب، فلما نزلت هذه الآية قال أبو طلحة: يا رسول الله إن الله يقول:لتنالوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ[آل عمران:92]. وإن أحب أموالي إليّ بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو برّها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، فقال رسول الله : { بخ ذلك مالٌ رابح، ذلك مالٌ رابح، وقد سمعت ما قلت، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين}، فقال أبو طلحة: أفعل ذلك يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه.
وقد احتبس خالد بن الوليد أدراعه وأعتاده في سبيل الله.
ويجوز وقف كل ما جاز بيعه وجاز الانتفاع به مع بقاء عينه، سواء كان ثابتاً كالعقار، أو منقولاً كالسلاح، والثياب والسيوف.
ويصح وقف الحلي للبس والإعارة، فعن نافع قال: )ابتاعت حفصة حلياً بعشرين ألفاً فحبسته على نساء آل الخطاب فكانت لا تخرج زكاته ).
وأفضل أنواع الصدقات أنفعها وأدومها، ولا يتأتى هذا إلا إذا كانت الصدقة مضمونة البقاء، تقوم على أساس، وتنشأ من أجل هدف محدد، وترمي إلى غاية شرعية خيرة. فأغراض الوقف ليست قاصرة على الفقراء والمساكين وحدهم، أو دور العبادة والعناية بها فحسب، بل تتعدى ذلك إلى أغراض أخرى مثل: دور العلم، والمعاهد الشرعية، وطلبة العلوم الإسلامية القائمين على شريعة الله. والمستشفيات، والمجالات كثير ة متعددة، وقد أوقف صلاح الدين الأيوبي بلده بلبيس لفك أسرى المسلمين من أيدي الأعداء.
أختي المسلمة:
تتنوع حاجات الناس العامة للوقف بحسب المكان والزمان، وأول وقف في الإسلام هو مسجد قباء، قال ابن كثير رحمه الله: ( لبث رسول الله في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة، وأسس المسجد الذي أسس على التقوى وصلى فيه، ثم انتقل إلى منازل بني النجار من الأنصار ).
مجالات الوقف :
-1 الوقف بإنشاء المساجد ورعايتها والقيام بشؤونها .
-2 الوقف على الجهاد في سبيل الله.
-3الوقف على توزيع الكسوة للفقراء والأرامل و المحتاجين .
-4الوقف على المكتبات العامة كإنشائها وإيقاف الكتب الشرعية بها.
-5 إنشاء المدارس العلمية التي تكفل مجانية التعليم لأبناء المسلمين.
-6 إنشاء المراكز الطبية .
-7 تعبيد الطرق وشقها وإنشاء القناطر عل الأنهار.
-8 حفر الآبار وإجراء الماء .
-9 الأوقاف على الدعاة والوعاظ .
-10 الأوقاف للمشاركة في الإعلام الإسلامي.
-11 إنشاء الأربطة والملاجئ للعاجزين.
-12 الوقف على نشر دعوة التوحيد وتبليغ الإسلام .
-13 إقامة مراكز للمهتدين الجدد في أفريقيا مثلاً.
-14بناء مراكز الأيتام ورعايتهم والعناية بهم.
-15الوقف على تطوير البحوث المفيدة والنافعة.
-16 الوقف على جماعات تحفيظ القرآن الكريم التي نفع الله بها أبناء المسلمين.
17 الوقف على مدارس تحفيظ القرآن النسائية.
-18الوقف على رواتب المعلمين والمعلمات محفظي كتاب الله عز وجل.
-19إطعام الجائعين .
-20هداية ضال .
-21الوقف على تفريج الكرب .
-22الأوقاف على الدعوة على شبكة المعلومات (الإنترنت) .
-23إقامة مصانع لتدريب المسلمين وتعليمهم مهن صناعية وإنتاجية تنفعهم.
-24الوقف على فك الرقاب و إعتاق المسجونين الغارمين.
-25إيقاف الأراضي على المقابر لدفن المسلمين بها.
-26 شراء المصاحف وإيقافها في المساجد، خاصة خارج المملكة.
أختي المسلمة:
غالب هذه المصارف متوفرة لدى المؤسسات الخيرية ومدارس تحفيظ القرآن الكريم ولها أوقاف خاصة بها. وقد اتفق العلماء على أن وقف المشاع جائز.
ولا يزال العمل الإسلامي ضعيفاً ويعاني من قلة الموارد. والأوقاف بإذن الله تجعله ينطلق بثبات وقوة. وقد عرف الصليبيون أن المادة عصب الحياة فأوقفوا مليارات الدولارات على الكنائس والمعابد الوثنية للصد عن سبيل الله، وقل أن تجد مكاناً لا توجد به كنيسة أو معبد هندوسي أو دار أيتام يُنصّر فيه الناس ويًضلون عن الطريق المستقيم.
ألسنا أولى بهذا منهم؟! إن الجنة سلعة الله الغالية. وما وهبنا الله من أموال هي أمانة في أيدينا فإن أنفقنا وقدمنا لأنفسنا وإلا رحلنا عنها. وتأمل في حال قارون وكيف أردته أمواله: (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ)( القصص:81)
والمال الذي في أيدينا على قسمين: قسم لنا وهو الذي نقدمه للآخرة وندخره عند الله عز وجل، وقسم عندنا وهو أمانة ينتظر أصحابه تسليمه إليهم بعد الموت، وهم الورثة وأصحاب الحقوق.
وكم من مسكين جمع الملايين وكدّ وكدح في جمعها، ولم يوقف شيئاً منها في حياته ولما توفي رفض أبناءه بناء مسجد واحد له من هذه الملايين! وكم من مدرسة يأتيها مرتب جيد كل شهر ولها سنوات طويلة تعمل ولم توقف لنفسها شيئاً! بل جُل أموالها في الطعام والشراب والفساتين والحُلي!.
الخاتمة :
إن من شكر نعم الله عز وجل أن نتذكر حال آبائنا وأجدادنا قبل سنوات قريبة حيث أصابهم الجوع، ولازمهم ضيق ذات اليد وقلة الموارد، وقلّ منهم من يأكل وجبتين في اليوم الواحد. ولقد منّ الله عز وجل علينا بنعم عظيمة: من سعة في الأرزاق، كثرة في الأموال، ورغد من لعيش، فيا ترى كيف الحال وقد أبدل الله الفقر بالغنى، والجوع بالشبع، والخوف بالأمن.
فيامن خلقك الله للعبادة وابتلاك بالمال.. لا تزال تسير في هذه الحياة حتى يأتيك هادم اللذات شئت أم أبيت عاجلاً أم آجلاً. إما في سن الشباب أو عند الهرم والشيخوخة.. وكلها سنوات قليلة وترحل من فوق الأرض إلى تحت الأرض. فمن أين لك بالحسنات تجري عليك؟! إنها الأوقاف التي تدفع إليك الحسنات في وقت أنت أحوج ما تكون.. عليك بدريهمات قليلة فاجعلها لك ذخراً: إما مصحفاً تقفه، أو كتاباً نافعاً تنشره، أو لبنة في بناء، أو إسهاماً في مشروع ينفع الإسلام والمسلمين. إنه عمل من أعمالك في الدنيا تجري عليك حسناته وأنت في قبرك، وهذه منّة من الله وفضل أن جعل العبد يسعى فيما لا ينقطع فيه أجره بعد مماته.
ويا من أوقفت من مالك لوجه الله تعالى.. أبشر بانشراح الصدر، وسعة في الرزق، ونماء في الأموال، وطمأنينة في الدنيا. فإنك تعمل وتقدم لآخرتك وسوف تسر بما تقدم.
اللهم أحينا على التوحيد سعداء، وأمتنا على التوحيد شهداء. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
سمحولي اغير عنوان الموضوع
ممكن بدي حل الأنشطة التقومية لدرس الوقف في المجتمع السؤال السابع صفحة 18 : استخرج شواهد لأوقاف النساء في الحضارة الإسلامية في مجالات التعليم و الرعاية و الخير العام ، و برر لماذا لعبت المرأة دورا كبيرا في مجال الوقف
السموحه ع التأخير..
حل أسئلة التقويم للدروس " الوقف فى خدمة المجتمع , مناهج المفسرين , سورة لقمان ( 1-11)
موفقه..
جاري تعديل العنوان