1-نظام النقد المعدني: يعتبر هذا النظام العنصر الرئيسي لقاعدة النقد السلعية،حيث تعرف فيه وحدة النقد بالنسبة لقدر معين من سلعة واحدة أو بالنسبة لأكثر من سلعة،وبالتالي فهو النظام الذي يحدد في ظله القانون سعر ثابت للوحدة من السلعة أو من مجموعة السلع التي يقع الاختيار عليها قاعدة للنقد.
ويمكن للنظام النقدي المعدني أن تكون له قاعدة واحدة كقاعدة الذهب أو قاعدة الفضة، وفي هذه الحالة يسمى النظام بنظام المعدن الواحد، كما يمكن أن تكون لها قاعدتان الذهب والفضة ويسمى في هذه الحالة بنظام المعدنين.
وينبغي الإشارة إلى أن الفضة نافست الذهب كقاعدة للنقد السلعي قبل القرن التاسع عشر،أما خلال القرن التاسع عشر فقد اعتمدت بعض الدول كفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية على نظام المعدنين،في حين أن انجلترا ارتبطت بقاعدة الذهب منذ عام 1816 وحتى بداية الحرب العالمية الأولى.
أ-نظام المعدن الواحد: يعتمد هذا النظام على قياس القيم الاقتصادية باستخدام الوحدة النقدية التي يكون أساسها معدن واحد الذهب أو الفضة بحيث تتمتع الوحدة النقدية بالقوة الابرائية المطلوبة عند تداولها.
أولا:نظام الفضة: عرف هذا النظام منذ القدم،واستمرت العديد من الدول بإتباعه حتى عام1914،ولقد عانى هذا النظام من صعوبة الاستمرار به،نظرا لإقبال معظم الدول على إتباع قاعدة الذهب،فأصبح من الصعب الاعتماد عليه في المعاملات الدولية،مما جعل قيمة النقود الفضية تتدهور،وتم الانتقال كليا إلى قاعدة الذهب كأساس للنظام النقدي.
ثانيا:نظام الذهب: يمثل هذا النظام وجود العلاقة الثابتة بين قيمة الوحدة النقدية،والمقدار الثابت من الذهب،بحيث تتعادل القوة الشرائية لوحدة النقود مع القوة الشرائية للذهب.
وقد ساد هذا النظام في معظم الدول المتقدمة،حيث كان يتميز بالاعتراف الجماعي له،وكانت بريطانيا هي أول من أقر هذا النظام سنة 1816،ثم تبعتها بعد ذلك العديد من الدول خلال النصف الأخير من القرن التاسع عشر وظل نظام الذهب أكثر النظم النقدية انتشارا حتى عام 1914.
وقد أصبح هذا النظام يعرف باسم قاعدة الذهب حيث يتم بموجبه قياس القيم الاقتصادية،حيث أن قيمة الوحدة النقدية تساوي وزنا معينا من الذهب.وهناك 3 أنواع من الأنظمة الذهبية هي:
1-النوع الأول الذي يقوم على ماتتخذه النقود المتداولة من شكل ذهبي لسداد الديون.
2-النوع الثاني الذي يعتمد على تمتع النظام المتبع من تفاوت في الإدارة،بحيث تتباين هذه الإدارة من نظام آلي بحت إلى نظام تشرف عليه وتديره سلطة مركزية.
3-النوع الثالث الذي يقوم على مدى اتساع الرقعة التي يغطيها النظام،ويعرف هذا النوع بالأنظمة الذهبية الدولية.
وقد اتخذت قاعدة الذهب ثلاث صور رئيسية هي:
1-نظام المسكوكات الذهبية.
2-نظام السبائك الذهبية.
3-نظام الصرف بالذهب.
ب-نظام المعدنين: ساد هذا النظام في دول عديدة ولفترة استمرت حتى الربع الأخير من القرن التاسع عشر،ووفقا لهذا النظام فإن قيمة الوحدة النقدية تتحدد اعتمادا على معدنين هما الذهب والفضة وقد برزت الحاجة إلى نظام المعدنين نتيجة عدم توفر الذهب وحده أو الفضة وحدها بكميات كافية للقيام بعمل النقود،مما دعا إلى استخدامها معا للقيام بهذه المهمة،ويتميز هذا النظام بوجود نقود قانونية من المسكوكات الذهبية إلى جانب نقود من المسكوكات الفضية،وذلك على أساس نسبة قانونية من المعدنين تحددها الدولة.
أما النقود الورقية في هذا النظام فتكون قابلة للصرف بأي من المعدنين.وتستطيع الدولة التي تسير على نظام المعدنين أن تتعامل مع الدول التي تعتمد على نظام المعدن الواحد سواء كان الفضة أم الذهب.ويعتمد استقرار هذا النظام على استمرار تعادل النسبة بين قيمة المعدنين السوقية والنسبة بين قيمتها القانونية.فإذا اختلفت النسبة بين القيمة السوقية والقانونية،فإن المعدن الذي ترتفع قيمته السوقية عن قيمته المعدنية يميل إلى الاختفاء من التداول ويجعل المعدن الرخيص أكثر تداولا.
ويتميز نظام المعدنين بمايلي:
1-زيادة حجم القاعدة النقدية بحيث تزداد كمية النقود في ظل زيادة حجم المعاملات التجارية.
2-يعتبر المستوى العام للأسعار أكثر ثباتا في حالة إتباع نظام المعدنين،مقارنة بالمستوى لنفس الأسعار في حالة إتباع نظام المعدن الواحد،وذلك بسبب إمكانية إعادة التوازن بين المعدنين،نظرا لتمتع استخدام المعدنين بالمرونة التي تجعل من القوة الشرائية للوحدة النقدية أكثر ثباتا.
أما عيوب نظام المعدنين فهي:
1-عدم قدرة الحكومة على تحديد نسبة قانونية بين المعدنين اعتمادا على تساويهما مع النسبة السوقية وهذا يؤدي إلى عدم استقرار النسبتين معا في الدول الأخرى،لأن ذلك يتوقف على الطلب على الذهب والفضة،مما يؤدي إلى اختفاء أحد المعدنين.
2-إن تصدير أحد المعدنين من الدولة التي تتبع هذا النظام يعني أن قيمة المعدن الذي تم تصديره تكون أعلى في السوق الخارجية من قيمته في السوق الداخلية،وهذا يؤدي إلى تحقيق أرباح في هذه الدولة،ويتوقف تحقيق هذه الأرباح على اتفاق كل الدول على إتباع نظام المعدنين.
2-النظام الورقي الإلزامي: أدى إصدار كميات كبيرة من أوراق النقد(البنكنوت)،والتوسع في الائتمان بسبب أغراض تمويل الحرب أثناء الحرب العالمية الثانية،إلى الشعور بعدم الأمان لدى الأفراد مما دفعهم إلى سحب أرصدتهم الذهبية من البنوك.وهذا أدى إلى ارتكاز النظام النقدي على النقود الورقية.ويعرف هذا النظام بأنه ذلك النظام الذي لاتعرف فيه وحدة التحاسب النقدية بالنسبة لسلعة معينة،كما هو الحال في قاعدة النقد السلعية وبالتالي لايصبح النقد الأساسي ذات قيمة تجارية،كما كان عليه الحال في ظل نظام المسكوكات كعملة متداولة وتوفر نقد اختياري من عملة ورقية ونقود الودائع القابلة للتحويل.ويمكن حصر سمات نظام النقود الورقية الإلزامية بمايلي:
1-تخضع الدولة عملتها لقيود ترتبط بتحديد كمية النقود الورقية التي يصدرها بنك الإصدار(البنك المركزي) وذلك من خلال ربط كمية النقود بحجم الإنتاج والدخل،الأمر الذي يفسر انفصال القيمة الاقتصادية للنقود عن القيمة لأي سلعة أخرى وبالتالي ارتباط القيمة الاقتصادية للنقود بالقيم الاقتصادية للسلع والخدمات في المجتمع.
2-يتم تحديد قيمة النقود الورقية بقيمة السلع والخدمات بطريقة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة.
أما المباشرة فتتمثل بقيام الدولة بوضع حد أعلى لكمية النقود الورقية التي يصدرها البنك المركزي.بينما الطريقة غير المباشرة فتتم من خلال تحديد نوع الغطاء الواجب استخدامه مقابل كل ورقة نقد يجري إصدارها.
3-تتمتع النقود الورقية الإلزامية بقوة إبراء غير محدودة للوفاء بالالتزامات أو الديون على المستوى المحلي.أما فيما يتعلق بالمعاملات الخارجية،فإن الدولة تقوم بتحديد أسعار الصرف للعملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية،مما يعني قابلية تحويل العملة المحلية إلى العملات الأخرى بسعر صرف ثابت وقابل للتعديل.
4-يستخدم الذهب كمعدن في هذا النظام بهدف تسوية فروق المدفوعات الخارجية،بحيث يتم الاحتفاظ بالذهب كعملة من العملات التي يتم اللجوء إليها للقيام بدور مكونات الغطاء النقدي للعملة الورقية.