وزارة التربيه والتعليم
منطقة العين التعليميه
مدرسة ام كلثوم للتعليم الثانوي
قسم التربيه الاسلاميه
البحث بعنوان :
حقوق أهل الكتاب
مقدم من الطالبات:-
مروه الشامسي ..
تهاني الصيعري ..
إيمان البلوشي ..
الى المعلمه:- فاطمه العامري ..
العام الدراسي :- 2022/2017
المقدمة:
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، نعوذ به من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا . من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له . واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ، واشهد ان محمداً عبده ورسوله ، صلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين …
وبعد :
حق أهل الكتاب فالحكم فيهم أن تقبل منهم ما قبل الله، وتفي بما جعل الله لهم من ذمته وعهده، وتكلهم إليه في ما طلبوا من أنفسهم، وأجبروا عليه، وتحكم فيهم بما حكم الله به على نفسك في ما جرى بينك وبينهم من معاملة، وليكن بينك وبين ظلمهم من رعاية ذمة الله، والوفاء بعهده، وعهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حائل فإنه بلغنا أنه قال: (من ظلم معاهداً كنت خصمه) فاتق الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله…)
ورعى الإسلام أهل الذمة، وهم اليهود والنصارى من الذين دخلوا في ذمة الإسلام فإنه يعاملهم كما يعامل المسلمين في التمتع بالحرية والرخاء والأمن والاستقرار من هذا المنطلق يسرنا أن نضع بين أيديكم بحثنا المتواضع الذي تم اختياره لاسباب عده منها :-
– معرفة المقصود بأهل الكتاب.
– حقوق أهل الكتاب.
– أنواع الحماية التى اتاحها لهم الإسلام.
وقد وجهنا بعض الصعوبات في هذا الموضوع ومنها :-
1- قلة المصادر المتوفرة.
2- عدم دقة المعلومات في بعض المصادر.
متمنيا من الله العلي القديرة أن ينال البحث على رضاكم وتعم الفائدة على الجميع.
الفهرس :
العنوان الصفحة
المقدمة (2)
الفهرس (3)
المحتوى الباب الأول ( حقوق أهل الكتاب )
( 4_8 )
الباب الثاني ( أنواع الحماية )
( 9_11 )
الخاتمة والمصادر (12)
التلخيص (13)
الباب الأول :حقوق أهل الكتاب …
تعريف اهل الكتاب
أهل الكتاب هو اسم يطلق في الإسلام على أصحاب الديانات السماوية التي يعترف بها الإسلام، وهذه الدیانات هي اليهودية، والمسيحية. من أحكام أهل هذه الدیانات فی الشریعة الإسلامیة جواز الزواج من نسائهم…
ولهم حقوق ومنها :-
-1 حرية الاعتقاد
وهناك نصوص تؤكد على هذا الحق كقوله تعالى (لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) وقوله (اتركوهم وما يدينون ولهم ما لنا وعليهم ما علينا) وقد عقد النبي حلف موادعة ومسالمة لليهود في المدينة بعد الهجرة وأقرهم على دينهم واموالهم
ولما ارسل عمر الى نصارى نجران يعلى بن امية قال له ( ائتهم ولا تفتنهم عن دينهم) وكانت وصيته لمن يلي امر المسلمين لمن بعده:اوصي الخليفة من بعدي باهل الذمة خيراً ان يوفي لهم بعهد وان يقاتل من ورائهم وان لا يكلفوا فوق طاقتهم.
ويقول الامام علي(أمرنا ان نتركهم وما يدينون)
-2 اداء العبادات
أباحت الشريعة الإسلامية لأصحاب الديانات الأخرى ممارسة شعائرهم الدينية وأداء عباداتهم. ونهت عن التعرض لاماكن عبادتهم في اثناء المعارك بل من مقاصد الجهاد في سبيل الله الحفاظ على اماكن العبادة لجميع الاديان يقول الله تعالى (فلولا دفع الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً(
وقد أوصى الخليفة أبو بكر جيوشه بالآتي (ولسوف تمرون باقوام قد فرغوا انفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا انفسهم له ) وجاء في العهدة العمرية التي كتبها الخليفة عمر بن الخطاب لأهل القدس عند فتحها (هذا ما اعطى عمر امير المؤمنين اهل ايلياء(القدس) من الامان. اعطاهم امانا لانفسهم ولكنائسهم وصلبانهم…لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من خيرها ولا من صلبهم ولا يكرهون على دينهم ولا يضار احد منهم)
كما تعهد عمرو بن العاص لاهل الكتاب من المصريين بان لا يتعرض المسلمون لكنائسهم بسوء والايتدخلوا في امور النصارى كما سمح ببقاء اليهود بالاسكنرية متمتعين بنفس تلك الشروط. واذا كانت الشريعة الاسلامية اجازت للمسلمين الزواج من الكتابيات فأنها لم تجز لزوج ارغام زوجته الكتابية على ترك دينها ومنعها من اداء عبادتها وشعائرها الدينية.
وحينما عزم الوليد بن عبد الملك بناء المسجد الاموي عرض على نصارى دمشق رغبته بادماج كنيسة القديس يوحنا في المسجد وقدم لهم تعويضهم ببناء كنيسة اخرى في اي مكان شاؤوا، فأبوا واحتجوا بالعهد الذي بينهم وبين المسلمين، ولكن الوليد بنى المسجد وضم اليه ارض الكنيسة وفي عهد عمر بن عبد العزيز شكى نصارى دمشق هذا الامر فأمر بهدم ذلك الجزء من المسجد واعادة الارض الى اصحابها وتعويضهم عن ذلك الضرر، ولما تيقن علماء دمشق من جدية قرار عمر ذهبوا الى رهبان النصارى واستأذنوهم في بيع الارض للمسجد والابقاء على بنائه فوافق الرهبان على البيع ثم ذهبوا جميعا الى عمر بن عبد العزيز وبلغوه عن اتفاقهم، فاقر لهم بذلك.
على اننا في هذا البحث نؤكد على مسألتين:
الاولى: ذهب جمهور الفقهاء الى منع اهل الذمة من اظهار شعائرهم خارج بيوتهم ومعابدهم لما في ذلك من فتنة للناس عن دينهم أو لكونه سببا في اثارة جو من التوتر والاضطراب وهذا ينافي المصلحة العامة لاهل الاسلام.
الثانية: واذا كان فقهاء الاسلام اجازوا لاهل الذمة البقاء على معابدهم وترميمها فان جمهورهم لم يجز انشاء معابد جديدة لهم في بلاد الاسلام للاسباب أعلاه.
-3الحقوق المالية
أخذ الجزية: وهي ضريبة تستوفى من الذميين مقابل حمايتهم وحماية اموالهم والكف عنهم وكذلك علامة لخضوعهم واتباعهم للدولة الاسلامية.
واذا كان الاسلام فرض على اتباعه الجهاد في سبيل الله للدفاع عن الامة الاسلامية وللحفاظ على الدعوة واهلها، فأنه قصرها على اتباع هذا الدين لانهم وحدهم الذين يستطيعون أن يلتزموا بحدود الشرع ومبادىء الاسلام وضوابطه في الحرب ولا يتولوا عنها مهما كانت الظروف والنتائج
واستثنى من الخدمة العسكرية أهل الذمة وعوض من ذلك فرض عليهم الجزية ولذا ان عجز المسلمون عن حماية اهل الذمة فان الجزية تسقط عنهم كما فعل القائد الاسلامي أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه وذلك حينما بلغه ان الروم تجمعوا لقتاله فأمر برد الجزية الى اصحابها الى ان يفصل الله بينه وبين الروم. وهذا الموقف أثر في نصارى الشام فقالوا: لولا يتكم وعدلكم أحب الينا والله مما كنا فيه من الظلم… والتوراة لن يدخل عامل هرقل مدينة حمص الا ان نغلب ونجهد.
ولو تأملنا احكام الجزية لتبين لنا انها ليست بذلك الغرم الشديد فاولا تؤخذ الجزية من الرجال الاحرار العقلاء فقط فلا تجب على المرأة والصبي والمجنون لانهم تبع لغيرهم وتسقط عن الذمي ان اسلم او مات ولا تسقط عن الشيخ الكبير والمريض اذا كانت لديهما القدرة على ادائها.
واما من حيث مقدارها فقد راعت الشريعة الاسلامية الوضع المالي لاهل الذمة فيوخذ من الاغنياء 48 درهماً ومن متوسط الحال 24 درهماًومن الفقراء 12 درهماً وهذا بالسنة الواحدة.وبذلك يكون الاسلام قد سبق الى اقرار وتحقيق مبدأ االعدالة في دستور الضرائب والذي عملت به اوربا في القرن الثامن عشر الميلادي.
العطاء من بيت المال:
اذا كان جمهور الفقهاء قد ذهبوا الى ان ليس لغير المسلمين نصيب من اسهم الزكاة فانهم اتفقوا على جواز اعطائهم من الصدقات وان لهم حقاً في بيت مال المسلمين وقرروا ان الذميين سواء في الحقوق مع المسلمين في كفالة بيت المال للمعوزين منهم فقد تصدق النبيe على بيت من اليهود ثم اجريت عليهم الصدقة فيما بعد وكتب خالد بن الوليد لاهل الحيرة؛ايما شيخ ضعف عن العمل او اصابته افة من الافات او كان غنياً فافتقر وصار اهل دينه يتصدقون عليه طرحت جزيته وعيل من بيت المسلمين هو وعياله وكتب الخليفة عمر بن عبد العزيز الى عامله في البصرة قائلاً:وانظر من قبلك من اهل الذمة من قد كبرت سنه وضعف قوته وولت عنه المكاسب فاجر عليه من بيت المسلمين ما يصلحه.
ولهذا لما رأى عمر شيخاً كتابيا يسال الناس فقالوا لو انه نصراني:فقال ناكل ماله وهو شاب قوي ونتركه شيخاً:فامر له بسهم من بيت المال.
كما انه اكد على جباة الجزية ان يرفقوا بالناس في جبايتها وعندما اتى عمر بمال كثير فقال:اني لاظنكم قد اهلكتم الناس قالوا لا والله ما اخذنا الا عفوا صفوا قال:بلا سوط ولا نوط قالوا: نعم قال: الحمد لله الذي لم يجعل ذلك على يدي ولا في سلطاني.
4- الحقوق الاداري
اكد الفقهاء، قديماً ان الوظائف التي تتعلق بامور العقيدة والجهاد وقيادة الامة والمناصب ذات الخطورة التي تتعلق بوضع الخطط العملية وتوجيه دوائر الدولة المختلفة لاتسند الا للمسلمين ويعلل ذلك المودودي بقوله: (لان هذه الخدمات لاتسند في اي نظام مبدئي عقيدي الا الذين يؤمنون بمبادئه وعقائده).
يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوامَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ)
وما سوى ذلك فاجاز الفقهاء ان يولى اهل الذمة ارفع المناصب واعلاها فيما يتعلق بادارة شؤون الدولة كالمحاسبين والمهندسين غيرها من الوظائف وان بلغوا اعلاها كوزير او مدير عام في الوزارات التنفيذية.ويراعى في ذلك الاختصاص والكفاءة والنزاهة.
وهذا الامر اثار اعجاب كثير من كتاب الغرب كتوماس ارنولد وآدم متز الذي يقول: (من الامور التي نعجب لها كثرة عدد العمال والتصرفين غير المسلمين في الدولة الاسلامية) وتقول لورا فيشيا في كتابها دفاع عن الاسلام: (والواقع ان اليهود والنصارى لم يمنحوا حرية المعتقد الديني فحسب بل عهد اليهم تولي المناصب الحكومية حين كانت مؤهلاتهم الشخصية من القوة بحيث تلفت انتباه الحاكمي)
5- الحقوق الاجتماعية
المساواة امام القضاء: –
اذا تحاكم الذميون الى قضاة المسلمين جاز ذلك ويقضى بينهم بما انزل الله
وبما يقضى به بين المسلمين يقول الله تعالى: (فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)
وان كان للذمي حق عند اكبر الشخصيات في الدولة الاسلامية فله حق مقاضاته، فقد وجد امير المؤمنين علي بن ابي طالب (رضي الله عنه) درعه عند يهودي فكلمه فقال اليهودي: درعي وفي يدي، ثم قال اليهودي بيني وبينك قاضي المسلمين فاتيا شريحاً القاضي، فقال علي انها درعي فقال شريح لابد من شاهدين، فدعا قنبر وولده الحسن فشهدا انها درعه فقال شريح: اما شهادة مولاك فقد اجزناها واما شهادة ولدك لك فلا نجيزها، فقال علي ثكلتك امك: اما سمعت عمر بن الخطاب يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة : قال اللهم نعم قال افلا تجيز شهادة سيد شاب اهل الجنة؟ قال انه ولدك ثم قال لليهودي خذ الدرع فقال اليهودي: امير المؤمنين جاء معي الى قاضي المسلمين فقضى لي ورضي صدقت والله يا امير المؤمنين انها لدرعك سقطت عن جملك فالتقطتها، اشهد ان لا إله الا الله وان محمداً رسول الله فوهبها له علي (رضي الله عنه(
حسن التعامل معهم:-
يقول الله تعالى: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين(
وقد جسد النبي (صلى الله عليه وسلم) هذا المفهوم القرآني فكانت له علاقات طيبة مع اهل الكتاب الذين لم يعاودوا الاسلام ولم يخونوا الله ورسوله وما حادثة زيارة النبي (صلى الله عليه وسلم) للغلام اليهودي ببعيدة عنا، بل ان اباحة الشريعة للمسلمين ان يتزوجوامن الكتابيات عامل مهم في تقوية العلاقات الاجتماعية معهم ولذا نجد النبي (صلى الله عليه وسلم) يوصي الذين يفتحون مصر بالاقباط بقوله: (انكم ستقتحمون مصر وهي ارض يسمى فيها القيراط فاذا اقتحمتوها فاحسنوا الى اهلها فان لهم ذمة ورحماً وفي رواية ذمة وصهراً، رواه مسلم وفعلا حينما فتحها عمرو بن العاص احسن الى اهلها فكتب احد مؤرخهم عن ذلك، فكان تسامحه مع مصر اثناء ولايته مثار دهشة المصريين واعجابهم.
الباب الثاني : ومن أنواع هذه الحماية
1) حماية الدماء والأبدان
وينقل القرضاوي اتفاق العلماء على أن دماء أهل الذمة محفوظة، والاعتداء عليها كبيرة من الكبائر؛ لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "من قتل معاهدًا لم يُرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عامًا" (رواه أحمد والبخاري في الجزية وغيرهما) …
وإن كان الفقهاء قد اختلفوا في قتل المسلم بالذمي، إلا أن القرضاوي يرجح رأي من قال بأن المسلم يقتل إن قتل ذميا بغير حق، استنادا لعموم النصوص الموجبة للقصاص من الكتاب والسنة، ولاستوائها في عصمة الدم المؤبدة …
وهذا هو المذهب الذي اعتمدته الخلافة العثمانية، ونفذته في أقاليمها المختلفة منذ عدة قرون، إلى أن هُدِمت الخلافة في هذا القرن بسعي أعداء الإسلام …
2) حماية الأموال
وهذا مما اتفق عليه المسلمون في جميع المذاهب، وفي جميع الأقطار، ومختلف العصور .. ويبلغ من رعاية الإسلام لحرمة أموالهم وممتلكاتهم أنه يحترم ما يعدونه – حسب دينهم – مالا وإن لم يكن مالا في نظر المسلمين …
فالخمر والخنزير لا يجوز لمسلم أن يمتلكهما، ولو أتلفهما مسلم لمسلم آخر ما كان عليه شيء، ولكنه لو أتلفهما لذمي غرم قيمتها كما ذهب إلى ذلك الإمام أبو حنيفة…
3) حماية الأعراض
وعرض الذمي محفوظة في الإسلام كعرض المسلم، حتى قال الإمام القرافي المالكي: "فمن اعتدى عليهم ولو بكلمة سوء أو غيبة، فقد ضيَّع ذمة الله، وذمة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وذمة دين الإسلام" (الفروق ج ـ 3 ص 14 الفرق التاسع عشر والمائة)، والنصوص في ذلك متوافرة وكثيرة.
4) التأمين عند العجز والشيخوخة والفقر
بل يضمن الإسلام لغير المسلمين "كفالة المعيشة الملائمة لهم ولمن يعولونه؛ لأنهم رعية للدولة المسلمة وهي مسئولة عن كل رعاياها، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كلكم راع وكل راع مسئول عن رعيته (متفق عليه من حديث ابن عمر(".
وهذا ما مضت به سُنَّة الراشدين ومَن بعدهم، نقل هذا في كتاب خالد بن الوليد لأهل الحيرة بالعراق زمن أبي بكر الصديق بحضور عدد كبير من الصحابة؛ فكان إجماعا، ورأى عمر بن الخطاب شيخًا يهوديًا يسأل الناس لكبر سنه، فأخذه إلى بيت مال المسلمين، وفرض له ولأمثاله معاشا، وقال: "ما أنصفناه إذ أخذنا منه الجزية شابًا، ثم نخذله عند الهرم"! وأبو بكر وعمر بذلك صكا قانون الضمان الاجتماعي للمسلمين وغير المسلمين، وهو ما قالت به المذاهب الإسلامية.
5) ضمانات الوفاء
ولم يكتف الإسلام بإقرار هذه الحقوق، بل وضع ضمانات للوفاء بهذه الحقوق، من أهمها ضمان العقيدة، فتلك الحقوق مسطرة في كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهي محفوظة في عقيدة الإسلام، وتنفيذها جزء من تنفيذ العقيدة الصحيحة.
وهي أيضا محفوظة بضمان المجتمع المسلم القائم على تنفيذ الشريعة وتطبيق أحكامها، وحقوق أهل الكتاب جزء من تلك الشريعة، ولكل مظلوم من أهل الذمة أن يرفع أمره إلى الحاكم لينصفه ممن ظلمه من المسلمين أو غير المسلمين،وضمان آخر عند الفقهاء، الذين هم حماة الشريعة، وموجهو الرأي العام.
وضمان أعم وأشمل يتمثل في "الضمير الإسلامي" العام، الذي صنعته عقيدة الإسلام وتربية الإسلام، وتقاليد الإسلام".
والتاريخ الإسلامي مليء بالوقائع التي تدل على التزام المجتمع الإسلامي بحماية أهل الذمة من كل ظلم يمس حقوقهم المقررة، أو حرماتهم المصونة، أو حرياتهم المكفولة.
ومن أمثلة ضمان الفقهاء موقف الإمام الأوزاعي من الوالي العباسي في زمنه، عندما أجلى قومًا من أهل الذمة من جبل لبنان؛ لخروج فريق منهم على عامل الخراج، فكتب الأوزاعي إلى الخليفة يستنكر فعله، ويذكره أن أهل الذمة أحرار وليسوا عبيدا، وحين أخذ الوليد بن عبد الملك كنيسة "يوحنا" من النصارى، وأدخلها في المسجد. واسْتُخْلِفَ عمر بن عبد العزيز شكا النصارى إليه ما فعل الوليد بهم في كنيستهم، فكتب إلى عامله برد ما زاده في المسجد عليهم، لولا أنهم تراضوا مع الوالي على أساس أن يُعوَّضوا بما يرضيهم، وتاريخ القضاء الإسلامي يشهد بذلك، كما حدث مع علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وغيره؛ مما يدل بوضوح على أن الإسلام يعتبر أهل الذمة جزءا من مجتمعه، لهم ما للمسلمين، وعليهم ما عليهم.
الخاتمة:
بعد أن استعرضنا في بحثنا المتواضع تعريفا لأهل الكتاب والحقوق المستحقه لهم وأنواع الحمايات التى وفرها لهم الإسلام فقد توصلنا إلى بعض النتائج المتعلقة بهذا الموضوع ومنها:-
• أن الإسلام وفر الحماية لكل أفراد الأمة.
• أن الإسلام حقق العدالة المطلوبة في المجتمعات.
الحمدلله الذي وفقنا في اتمام هذا البحث، وما كان من توفيق فمن الله وحده وما كان من خطأ فمن أنفسنا ومن الشيطان.
متمنينا أن نكون قد وفقنا في اختيار الموضوع وأن تعم الفائدة على الجميع ونسأل الله العلي القدير أن يوفقنا وأياكم لما يحب ويرضى.
المصادر والمراجع:
1- كتاب الاسلام والمعامله
طه احمد الزيدي tahaXimairaq.com2-
3-