التصنيفات
الصف العاشر

[انتهى] تقرير , بحث عن الشعر الحديث_الامارات للصف العاشر

السلام عليكم والرحمه

شحالكم ؟ اخباركم عساكم طيبين

خواني وخواتي لو ماعليكم امر بغيت تقرير عن الشعر الحديث

والسموحه

ربي يوفجكم ويحفظكم

السلام عليكم

إذا كان لا بد من كلمة تقال في شعر التفعيلة أو الشعر الحديث كما يحلو للبعض تسميته تكون مفتاحه أو تلخص مساره أو مضمونه فلن تكون تلك الكلمة غير كلمة الرفض، إنه شعر استهل مشواره الإبداعي بالتمرد على عمود الشعر الكلاسيكي، ولئن حاول بعض الشعراء المحدثين التجديد في الشعر باطراح التقليد والتكلف اللغوي بانتقاء اللفظ البراق والحرص على الصدق الفني والتأكيد على التجربة الوجدانية شأن الرابطة القلمية وجماعة الديوان وجماعة أبولو فإن رواد الشعر الحديث رفضوا هذا الموقف مصرين على الثورة حريصين على سلوك مسلك في الشعر فريد من نوعه لا يكتفي من التجديد بما سلف ذكره، بل يرفض عمود الشعر ويتمرد على القافية لأنها تخنق روح الإبداع وتؤكد تبعية الشاعر للغة فضلا على الإصرار على روح التقليد و رتابة الماضي.

وهكذا فالشعر الحديث استهل رفضه بالثورة على القالب الشعري زاعما أن القالب التقليدي لا ينسجم مع روح العصر و لا يلبي الاحتياجات الفكرية و الجمالية المستجدة خاصة و عصرنا هو عصر العلم والديموقراطية والحرية الإنسانية – حرية الفكر و المعتقد – وعصر حصلت فيه المرأة على حقوقها ناهيك عن تأثير الإحتكاك بالثقافة الأوروبية التي تدمر روح الجمود لحساب روح الإبتكار وتؤكد على المضمون الإنساني و تحرص على احترام فردية الإنسان وتميز كيانه الفكري و الإيديولوجي والتي هي في النهاية خلاصة التجربة الديموقراطية المنبثقة عن الثورة الفرنسية و إعلان حقوق الإنسان هذه القيم التي تمثلها شعراؤنا المحدثون وتبنوها كقناعات فكرية ومن ثمة تبلور الرفض وتحتمت الثورة كصرخة عميقة تزلزل الروح موقظة إياها من سبات عميق وخدر فكري زين للإنسان العربي أوهام الماضي على أنها حقائق وفي مقدمتها فكرة تاريخية عميقة تداولتها الأجيال على أنها مسلمة لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها وهي فكرة المركزية ونعني بها اعتقاد العربي أنه مركز التاريخ ودرة الوجود وحامل لواء الحقيقة وما عداه فذيل أو هو على الهامش، لا هو في العير و لا هو في النفير وقد انتهت تلك الأفكار بالعربي إلى إدانة العقل و تبني التقليد وانتشار الثقافة الفقهية على حساب الثقافة العلمية ووئدت الحرية و أجهز على الروح الإنسانية في المرأة وهمشت أحقابا طويلة كما استبد الحاكم وعبث بالإنسان وبالمال العام فعمت الجهالة وانتشرت الفوضى وترسخت الطبقية و أصبحت الحياة العربية إلى تاريخ الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 حياة عبثية مجردة من القصدية انتهت بالعالم العربي إلى الوقوع فريسة سهلة بين مخالب القوى الاستعمارية الفرنسية و الإنجليزية خاصة كنتيجة حتمية لتراكمات العصور السابقة بظلالها القاتمة.

فهذه الأفكار شكلت القناعة الراسخة لدى شعراء الرفض في شعرنا الحديث وحركت في نفوسهم وضمائرهم مشاعر السخط والتمرد بحثا عن حرية افتقدوها في رحاب مجتمع غارق في دياجير الجهالة والعماء، وكانت أولى بوادر هذا الرفض و إرهاصاته هي رفض القالب الشعري القديم لأنه اهتم بالقشور على حساب اللباب و بالزيف على حساب الحقيقة و بالمصلحة الفردية على حساب المصلحة الجماعية والتي تنأى بالشاعرعن دروب الحرية و تلقي به في قرار العبودية حارمة خلاياه من التجدد في رحاب الطبيعة والزمان فرواد الشعر الحديث إذا أخرجوا الشعر من القمقم الذي وضعه فيه الخليل منذ القرن الثاني الهجري واضعا عنه أغلال القافية هادما حيطان البيت ذي الشطرين المتساويين واضعا هندسة جديدة وتصميما آخر هو صنو الحرية و ابن التلقائية لا ابن التكلف يتمشى وحدة الانفعال و زخم الأفكار و فردانية الـتأمل، إنه شعر هو الذي يضبط الموسيقى و يتحكم فيها و ليست هي بالمتحكمة فيه فالسطر يطول أو يقصر حسب حدةالشعور و أهمية اللحظة وموقف الشاعر منها وفي الصميم يحتفي هذا الشعر بالموسيقى الداخلية لا بالموسيقى الخارجية و يكون النص الشعري في النهاية رؤيا وموقفا فردانيا للشاعر من الوجود في تداخل مظاهره وتفاعل عناصره وذلك ما يجعل من الشعر موقفا من العالم و إعادة صياغة له تتجاوز واقعه الموضوعي إلى علاقته الجدلية بالذات الشاعرة و اندغام تلك الذات في هذا الواقع وفق صيغة إنسانية وليست ميكانيكية و في المحصلة أنسنة الوجود لا وصفه خارجيا وهذا هو الإنجاز الأول الذي حققه الشعر الحديث في رفضه لكل ما غدا دوغمائيا جاهزا أثر الماضي فيه أطغى من أثر الحاضر ولا عجب أن يبدأ الرفض من القالب الشعري ذاته وفي رفض النموذج الخليلي باعتباره مرحلة من مراحل التاريخ الثقافي والجمالي للأمة العربية.

ولعل أكبر الرافضين في الشعر الحديث " أدونيس" ورفضه إنساني يشمل قيم الوجود وواقع الأمة في ماضيها و حاضرها وتجليات هذا الواقع في السياسة والفكر والدين والعلاقات الاجتماعية يقول الشاعر

أفتت العالم كي أمنحه الوجود

ضاربا بعصاي الصخر حيث ينبجس الرفض

يغسل جسد البسيطة

معلنا طوفان الرفض

معلنا سفر تكوينه

وللطوفان دلالة خاصة ذلك أنه مصطلح ديني تداولته الكتب السماوية وهو يعني اجتثاث الواقع و سحقه إيذانا بميلاد عالم جديد لأن ذلك الواقع انتهى إلى العقم و إلى الجدب والتصالح معه لا يجدي ثم يأتي المصطلح التوراتي الثاني " سفر التكوين " الذي يعني البداية الأولى والخلق من جديد، وكأنه الواقع الذي تدنس أخلاقيا بدليل كلمة " يغسل " في السطر الثالث والتي تعني عقم الواقع وعطالته وتجرده من القيم الإنسانية والحرية حجر الزاوية فيها والتي ابتذلتها المؤسسات الرسمية السياسية والدينية والثقافية، فغدا الإنسان رقما في العالم لا حزمة من المشاعر والرؤى والمواقف الفردية التي تتأكد بها إنيته ميزته عن باقي الموجودات و أدونيس ( علي أحمد سعيد ) الشاعر السوري المعاصر أكثر الشعراء إثارة للجدل و الاهتمام في ذات الوقت ذلك أنه شاعر ملغز حلزوني الفكر لا يعطي سره للمراودة الأولى بل يظل محتفظا بسحره وبضبابيته في ذات الوقت مع الاحتفاظ بقيمته كشاعر صاحب رؤيا وموقف ذاتي من العالم يلخص الأزمة الوجودية لكل واحد منا إذا ضرب بعصا ه الصخر حيث ينبجس الرفض وقرر أن يتمرد على الدوغمائيات الدينية و السياسية بالمعايير الأخلاقية بحثا عن عالم إنساني لا يكون الواحد منا فيه رقما بل ينطوي فيه العالم الأكبر.

من أنت ؟

من تختار يا مهيار ؟

أنى اتجهت

الله أو هاوية الشيطان

هاوية تذهب أو هاوية تجئ

والعالم اختيار

لا الله أختار و لا الشيطان

كلاهما يغلق عيني

هل أبدل الجدار بالجدار ؟ فإذا قيل: إن العالم اختيار فالشاعر يثور على هذه الكلمة لأنها تعني الاختيار ا لقسري الذي هو اضطرار مادام الإختيار يقود إلى مسلكين عالم الله وعالم الشيطان و في النهاية يتقلص حجم الحرية الإنسانية و يصيب الإنسان مسخ فيصبح كأنه فأر تجارب لا يمكنه أن يسلك إلا أحد المسلكين مسلك الإيمان و التسليم والقول بأنه ليس في الإمكان أبدع مما كان ومسلك التمرد و العصيان الذي غدا رتيبا تقليديا لأنه مسلك مرسم ومنظر له سياجاته وحدوده في الفكر و الشعور و كلا المسلكين يرفضهما الشاعر لأنهما يحدان من نظرته الإنسانية وطابعه الفرداني وتأملاته في آفاق بكر وعوالم لم تطأها قدم انسان من قبل وترى الشاعر في نظرته إلى الوجود يصر على المسلك الإنساني فهو يرفض الميتافيزيقا لأنها ارتبطت في اللاوعي بالقهر والرهاب وربما القمع المترسبة عواقبه في الوجدان من مغبة العصيان وارتكاب الخطيئة بالأكل من الشجرة المحرمة والخوف من فواجع القدر والباحث عن دروب الحرية وآفاق الإنسانية لابد له أن يرفض كرفض الشاعر البعد الرأسي ويصر على البعد الأفقي ليتأله الناسوت ويتأنسن اللاهوت وهو ما توحي به كلمة " انحناء" في هذا المقطع:

مات إله كان من هناك

يهبط من جمجمة السماء

لربما في الذعر والهلاك

في اليأس والمتاه

يصعد من أعماق الإله

فالأرض لي سرير وزوجة

والعالم انحناء

وإذا كان الرفض في المقطع الأول هو رفض وجودي وفي الثاني ميتافيزيقي فهو في المقطع الثالث سياسي، والسياسة لها سياجها الدوغمائي و أطرها القهرية ومؤسساتها القمعية و آصارها اللانسانية فتختصر الإنسان إلى حزمة من الغرائز أو تجعله ككلب" بافلوف" رهين المنعكسات الشرطية بين مؤثر و استجابة ولعل المثقف العربي أكثر المثقفين تحملا لأعباء السياسة وقهرها ولا انسانيتها فهي هرم كبير يجثم على الصدر و يكتم الأنفاس حجارتها ازدادت صلادة مع كر الدهور منذ الأمويين وإلى الآن ومؤسساتها أطر للتضليل و التدجين ولذا يرفضها الشاعر ويرفض دوغمائيتها مؤثرا دور المنبت الذي لا أرضا قطع و لا ظهرا أبقى

ولكن هذا المنبت وبحكم انسانيته و بطبعه الاجتماعي وروابطه الإنسانية أقوى من أن يظل من الأوابد فالإنفصال عن المجموع ما هو إلا جري وراء السراب في الحقيقة، والإنسان يستمد بقاءه من الجماعة فهو يحيا فيها و بها وهي التي تلهمه الثورة والتمرد وتعزز فيه ذاتيته وتشحذ ذهنه للبحث عن اللباب والمضمون الإنساني في العلاقات الاجتماعية وفي أشكال الإنتاج و الرافض يظل يترنح بين قطبي الاتصال و الانفصال أي هو المتصل المنفصل و المنفصل المتصل

تريد ونني أن أكون مثلكم

تطبخونني في قدر صلواتكم

تمزجونني بحساء العساكر وفلفل الطاغية

ثم تنصبونني خيمة للوالي

و ترفعون جمجمتي بيرقا

آه يا موتى ؟ تعيشون كالبلاط

يفصلني عنكم بعد بحجم السراب

لا أستطيع أن أحيا معكم

لا أستطيع أن أحيا إلا معكم

و يأتي كذلك في طليعة الشعراء المحدثين الرافضين الشاعر اللبناني خليل حاوي ولعل موته منتحرا بعد غزو إسرائيل للبنان و اجتياح بيروت عام 1982 تعبير عن رفضه السياسي ذلك الرفض الذي كان صرخة في وجه الأنظمة العربية القابلة للواقع المملى عليها الراضية بالتدجين القانعة من الصراع بالتطبيع إنه رفض للهزيمة وعد م اعتراف بشرعية الواقع الذي صارت إسرائيل طرفا فاعلا فيه ورفض للأنظمة العربية الفاقدة للشرف وللعذرية والتي أسلمت فلسطين لمصيرها التراجيدي وتهاونت في قضية لبنان و سكتت عن احتلال الجولان و انتهت مصر لقمة سائغة بعد اتفاقيات كامب ديفيد كل هذه الجروح لم تندمل في روح الشاعر و ضميره الذي اقتنع بأن كل شىء في العالم العربي قد أجدب و أصيب بخصاء فكري و أخلاقي ووجداني بما فيه الحياة الثقافية ورأى أن المعادل الموضوعي لهذا المأزق الوجودي هو الموت فرحل بإرادته تعبيرا عن حالة رفض كلا ني للواقع وعدم اعتراف بشرعيته و في شعر خليل حاوي نقع على هذا الرفض بغير عناء كبير ففي قصيدته " ضباب و بروق " نقع على حالة يأس تام استسلم لها الشاعر وحالة عطالة انتهى إليها و لا أدل على ذلك من استخدام كلمة "المقهى" الموحية بالعطالة وأما حالة الجدب والخصاء واليأس فتعبر عنها في هدا المقطع كلمة " البوم و أما لفظة" النسر" فدلالتها هي الشموخ و الكبرياء إنها كلمات مشبعة بالرفض ومضمخة باليأس:

ضجة المقهى ضباب التبغ

مصباح و أشباح يغشيها الضباب

ويغشى رعشة في شفتي السفلي

يغشى صمت وجهي ووجومه

أفرخ البوم

ومات النسر

في قلبي الذي اعتاد الهزيمة

والشاعر لا ينسى أن يذكرنا بأحلامه الماضية ولعلها الشبابية حين كان طالبا في جامعة كمبردج، وكيف كان الحلم ناصعا بغد عربي مشرق ووحدة عربية ونهضة فكرية و علمية و أدبية و اندحار للفكر الصهيوني المتطرف في بلادنا و تلاشي لكل التيارات العمياء المتطرفة الدينية و السياسية في عالمنا العربي وقد جد الشاعر و اجتهد باحثا عن المعرفة التي سيوظفها في خدمة هذا الحلم و عن النور الذي سينير به حلكات الطريق مضحيا بمصلحته الشخصية لحساب مصلحة المجموع:

طالما جعت افترست الجمر

أتلفت اليالي

أتقي ماأشتهيه وأهاب

وأطيل الجوع حتى ينطوي الجوع

على موت الرغاب

ثم جاءت ساعة الحقيقة وانجلى الواقع على قبض الريح وحصاد الهشيم فلا الوطن تحرر ولا العدو انحدر ولا المجتمع تقدم وانتهى الشاعر نازفا بالدماء كأنه أحد أبطال التراجيديا الإغريقية كأنه بروميثيوس بعدأن بدأ مشواره كأحد أبطال السير الشعبية وكأنه أبو زيد الهلالي، وهو في الأخير رفض لايصنع شيئا ولا يغير واقعا غير حفظ الكرامة الإنسانية وصيانتها عن الإبتذال لقاء أي عرض من أعراض السياسة أو الرفاه وإذا كان الأمر كذلك فلا جرم أن تدمر الذات إنقاذا لها من مزيد من المعاناة الصامتة:

في جبال من كوابيس التخلي والسهاد

حيث حطت بومة سوداء تجتر السواد

الصدى والظل والدمع جماد !

وأما الشاعر الكبير عبد الوهاب البياتي ذلك الشاعر الذي طوف في الدنيا منفيا ومشردا من موسكو إلى مدريد وإلى دمشق فقد جسد في شعره وفي حياته حالة الرفض للقهر السياسي واستبداد الحكام وحالة الرفض لكل السلطات الدنيوية والدينية كالإكليروس الديني والمؤسسات السياسية والثقافية الرسمية لأنها تمارس الإكراه على الحرية الإنسانية وتعتدي على الكرامة البشرية وقد امتد رفض البياتي هذا إلى الإعجاب برافضين من تاريخنا العربي ومن العالم الغربي، فمحي الدين بن عربي الشاعر الأندلسي صاحب فلسفة وحدة الوجود والفتوحات الملكية كان في تصوفه وفي حبه رافضا للثقافة السائدة والتدين الساري متبنيا موقفا إنسانيا فريدا لا علاقة له بما هو جاري العمل به في الواقع،وقد نال هذا الشاعر احترام وحب البياتي إلى درجة أنه أوصى أن يدفن إلى جواره في دمشق.

ويمتد إعجاب البياتي إلى شاعر كبير من إسبانيا هو فريديريكو غارسيا لوركا وهو في الشعر الإسباني شاعر رافض ورفضه أدى إلى موته مقتولا على أيدي قوات فرانكو ديكتاتور إسبانيا.

لقد رفض لوركا الثقافة الرسمية التي تنص على مركزية أوربا وهامشية العالم الآخر كما رفض النظرية التي تربط التفوق بلون البشرة والدم، وترجع تقهقر إسبانيا الصناعي والعلمي قياسا إلى فرنسا وألمانيا إلى الوجود العربي أيام الأندلس، فقد رفض هذا الشاعر البديع أن يعتبر الوجود العربي الإسلامي في إسبانيا احتلالا حال دون تقدم شبه الجزيرة الإيبيرية، بل اعتبره وجودا حضاريا أفاد اسبانيا عمرانيا وعلميا وفكريا وفنيا لم يحسن الإسبان فيما بعد احتضانه وتمثله فكانت همجية فرناند وإيزابيلا وجنودها التي صنعت فضائح وفضائع يندى لها جبين الإنسانية وقد عبر لوركا عن مواقفه هذه شعرا وفي لقاءاته الصحفية إلى درجة إقلاق النظام الحاكم فأعدمته قوات فرانكو تخلصا منه ومن مواقفه.

إذا وجد البياتي في هذا الشاعر صديقا كما وجد ذلك في شاعر المتصوفة وصوفي الشعراء محي الدين بن عربي والبياتي يرفض تخاذل المثقف في السكوت على ظلم الحاكم والتعلل لذلك بقوة السلطان وجبروته وحاجات النفس والتمادي في هذا الموقف المتخاذل إلى درجة التحول من سيف يناضل ضد القهر والعماء إلى مروحة تجلب للحاكم النسيم العليل لقاء اتقاء شره والظفر بمغانم الدنيا !

ولقد كان الشاعر مؤمنا أن الثقافة الحقة يجب أن يتحلى الموصوف بها بصفة النضال ضد الطبقية والرجعية والتخلف والقهر لحساب النهضة والحرية والكرامة خاصة والمجتمع العربي في المنعطف لم يخرج إلى آفاق العلم والحرية والإبداع الرحبة كغيره من شعوب العالم المتمدن.

إنه يرفض المثقف المتحول إلى حزمة من الغرائز تنشد الإشباع في البلاط ساكتة عن جرائم السلطان مؤثرة المصلحة الفردية على حساب مصلحة الجماعة فهو يقول عن المثقف:

يداعب الأوتار

يمشي فوق حد السيف والدخان

يرقص فوق الحبل

يأكل الزجاج

ينثني مغنيا سكران

يقلد السعدان

يركب فوق متنه الأطفال في البستان

يخرج للشمس إذا مدت إليه يدها اللسان

يكلم النجوم والأموات

ينام في الساحات !

فهذا المثقف الذي كان يفترض فيه أن يكون طليعيا تحول إلى بهلوان يجيد الرياء والتلاعب بمشاعر الأمة وخداعهم والتمويه عليهم، لقد صار كالدرويش رمزا للسذاجة والغفلة وقد غدا الأمر هزأة فهو ينام في الساحات ويكلم الأموات ويتعامل بغباء مع قيم الثورة والحرية والعطاء فيخرج للشمس إذا مدت إليه يدها اللسان ! ونأتي في خاتمة المقال إلى شاعر مثير للجدل لاتكف الألسن عن تداول اسمه وترديد شعره فهو في المحدثين كأبي الطيب في القدماء إنه الشاعر السوري نزار قباني فقد كانت حياته هو الآخر تجسيدا لمبدأ الرفض وكان شعره بلورة له وذهابا به إلى أقصى المعمورة صراخا وتشهيرا به، وأما رفضه فيتجلى في موقفه من المرأة ومن الحب حين رفض رواية المؤسسة الرسمية المليئة بالنفاق والتحايل والقهر والكذب والسادية واحتقار الكرامة الإنسانية المتجلية في الأنوثة وفي الحط من قدرها وتلخيصها في ميزاتها الجنسية لأنه مجتمع الكواليس، يبطن غيرما يظهر ويرى الحب جريرة والحديث عنه دعارة ولا يرى مانعا من ممارسته في الخفاء ألا إنه مجتمع منحط حين يأتي الرجل والمرأة كلاهما فعلا واحد فيرى الرجل بطلا والمرأة مومسا، وقد جسد هذا الرفض في انتقامه للأخت المنتحرة التي رفضت هي الأخرى زواجا قسريا مفضلة الموت عليه بالتشهير بالحب وبنعيمه وبالتغني بمواطن الفتنة في المرأة وفي الإعلاء من شأن الأنوثة منذ صدور ديوانه الأول" طفولة نهد" الذي تحول تحت ضغط المؤسسات الرسمية الوصية إلى " طفولة نهر"

وأما الرفض السياسي فللشاعر فيه صولات وجولات منذ صدور" هوامش على دفتر النكسة"، وقد كان الشاعر فضاحا للمواقف المتخاذلة مشهرا بها لا يهادن ولا يسالم معتبرا جبن الساسة وتخاذلهم بل ونفاقهم هو الذي أسلم فلسطين إلى أعدائها ورهن مستقبل كامل البلاد العربية وفي قصيدته المشهورة التي بعث بها إلى جامعة الدول العربية بتونس والتي عنوانها" أنا متعب بعروبتي" يتجلى هذا الرفض في حالة من الثورة العارمة والإنفعالات الحادة المعبرة عن عمق الجرح ونزيفه ولقد كتبها الشاعر على الطريقة العمودية ليرد على مؤسسة رسمية بقالب شعري رسمي نظر له الخليل لايعوزه التحكم فيه والسيطرة عليه وقد كان تأثير هذه القصيدة مدويا لأنها صادفت هوى جميع العرب وعبرت عن مكنون ضمائرهم فمن رفض طغيان الساسة:

من أين يأتي الشعر يا قرطاجة

والله مات وعادت الأنصاب؟

من أين يأتي الشعر حين نهارها

قمع وحين مساؤنا إرهاب؟

سرقوا أصابعنا وعطر حـروفنا

فبأي شىء يكتب الكتاب ؟

والــــحكم شرطي يسير وراءنا

فنـكهة خــــبزنا استجواب

إلى رفض استبداد المؤسسات الثقافية وممثليها من الشعراء خاصة:

من أين أدخل في القصيدة ياترى

وحدائق الشعر الجميل خراب؟

لـــــم يبق في دار الــبلابل بــلبل

لا الــبحتري هنــا ولا زريــاب

شعراء هذا اليوم جـــنس ثـــالث

الـــــقول فوضى والكلام ضباب

اللاهثون على هـــوامش عمرنا

سيان إن حضروا وإن هم غابوا

إذا لقد كان الشعر الحديث بتمثله لمبدأ الرفض شعرا تقدميا وإنسانيا وكان هؤلاء الشعراء الأعلام فرسان الكلمة ورجال الموقف نأوا بالشعر عن قصور الحكام ونزهوا الشعر عن تضمنه العربدة المحببة إلى قلوب الجماهير، لقد طوحوا به في آفاق الإنسانية الرحبة، والتزموا حقا- كما يلح جون بول سارتر على فكرة الإلتزام في الأدب وعلى ضرورة تأميمه- بقضايا الوطن وتاريخه العريق وحاضره التعس ومستقبله المرهون بلا خطابية فجة أو إيديولوجية مقيتة فحافظ شعرهم على طراوته ونكهته الوجدانية ومضامينه الفكرية والإنسانية، وقد ساعدهم على ذلك نفس شعري قوي لا يخمد وروح تجديدية عنيدة لا تقهر ولا تخبو نارها، ووعي بالواقع في علاقاته المتشابكة خاصة مع الغرب سياسة وثقافة بل وقوتا، فجاء هذا الشعر في صيغته الحديثة شعرا انسانيا – على الرغم من عثراته ونقائصه-وقد أثبت قوته وشبابه وحصانته وأنه قادر على اكتساح المنابر الثقافية وضم المريدين والأشياع رغم تمرده على الذاكرة والخطابية ورنة الترنم، وهو رد حاسم على كل المشككين في جدوى الشعر الحديث.

مراجع و مصادر:
معهد الامارات التعليمي
www.uae.ii5ii.com
قوقل
www.google.com
ديوان العرب
http://www.diwanalarab.com/spip.php?article7722

< تم تعديل عنوان الموضوع

مشكوووووور اخوي وماقصرت

تسلم الشيخ

ويعطيك العاافيهـ

ماقصرت ^_-

اشكرك ع الموجهود

مشكووووووور اخوي على هذا الجهد
وماااااقصرت

مشكوووور اوماقصرت

شكرا كتييير كتييييير

بارك الله فيك اخي امير ع المساعدة

سبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الحادي عشر

تقرير عن الشعر الجاهلي -مناهج الامارات

اها مثل ما وصيتكم لا تنسوووو

7
7
7
7
7

تقــرير, بحث عن الشعر الجــاهلي

ستجدونهــا في المرفقـــات

الملفات المرفقة

شو المرفقات

المرفق يعني مجلد موجود اخر الموضووع

يسلموووووووووووو

تسلم اخوي على التقرير

يسلمووو ع التقرير

يسلمووووو على الطرح الحلو

ابـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا لو تسمحون تقرير للعربي 5 صفحات

الله يعطيك الف عافية اخوي

يعطيك 10000 عافية وجعله الله في ميزان حسناتك ياااارب

أستغفرك يا رب من كل ذنب

التصنيفات
الصف الثاني عشر

بحث عن الشعر الحر ، تقرير الشعر الحر للصف الثاني عشر

السلام عليكم
اشحالكم
عساكم ع القوة
المهم أخواني
ما بطول عليكم بدش ب الموضوع
بغيت تقرير عن الشعر الحر أو يسموه شعر التفعيلة
الله لاحرمني منكم
بس لو سمحتو بغيته ويا مصادره وشروط النقرير( مقدمة وموضوع وخاتمة)
بليــــــــــــــــــــــــز لا تطولو علي

بليز ممكن أطلب طلب
اباعن بدر شاكر السياب أذا ممكن

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دوية مشاهدة المشاركة
بليز ممكن أطلب طلب
اباعن بدر شاكر السياب أذا ممكن

وديه

فالج طيب

بس اختي نزلي الموضوع في صفحه مستقلهـ للاهميه

وشاكره لج التواجد
وان شاء الله اقدار افيدج

وسلامي

اختج

عالي

السلام عليكم
شحالكمـــ؟؟
بلييييز ابي تقرير عربي عن فدوى طوقااان مع مصاادر من الكتب
بس ماريد ن حيااتها وجذيه لالا اريد عن شعرها وغيره

لا تطولوون علي بلييييز

^_^

ان شاء الله الأعضاء ما بيقصرون

الشعر الحر (قصيدة التفعيله )
لماذا سميت بهذا الاسم ؟
هذه التسمية لعل وراءها الإحساس بأن القصيدة العربية الحديثة
لم تتحرر بعد كما ينبغي أن يكون التحرر
وراءها الإحساس بأن القصيدة العربية الحديثة لا تزال تمارس كتابة
تعتمد على التعليق ومن ثم فقد كان الشعر العربي في حاجة إلى حرية حقيقيه
يكتب من خلالها
وكأن أصحاب هذه المدرسه الجديده هم أصحاب الشعر الحر في الحقيقه
وأن من سبقهم لم يكتبوا الشعر الحر وإنما كتبوا الشعر المقيد بألف قيد
مع مدرسة الشعر الحر يخطو الشعر العربي خطوة جديده في سبيل تحريره
من القيود التي كبلت الشعراء
اسباب ظهوره :
1)أن شعراء هذه الجماعة تمردوا على تلك الميوعه الرومانسيه
التي اتصفت بها قصائد شعراء المهجر والديوان وابوللو
الميوعه الرومانسيه ماذا تعني ؟
كان الوطن العربي في أواخر الأربعينات في هذا القرن يئن بفعل حركات
الثوره تورة ضد المحتل الغاصب الذي جعل الوطن العربي رهن الجهل
والفقر والمرض ثورة تسعى إلى التحرر السياسي والإجتماعي والعقلي
وقد وجد شعراء هذه الجماعة الوليدة الشعر العربي السائد بعيدا عن الحياة
وعن روح الثورة والتمرد

2)رأوه يقيم في برج عاجي وكأنما رأوا الشعراء حين عكفوا على ذاتهم
يجترون آلامها الفردية لا يعبرون تعبيرا حقيقيا عن الواقع بمشكلاته الجماعيه
وقضاياه العامة
ولهذا سعت هذه المدرسة ان تنتقل من الرومانسيه إلى الواقعية سعت لتنتقل
من التعبير عن الفرد إلى التعبير عن الجماعة من التحليق في الخيال
إلى الإنضباط في الواقع حتى تكون القصيدة نابضه بهذا الواقع معبرة عنه

3)أن أعضاء هذه الجماعة رأوا القصيدة أن القصيدة العربية القديمة كبلت
الشاعر الحديث وقيدت حريته وفرضت عليه قالب شعري طالبته باتباعه قائما
على وحدة الوزن والقافية وقد تمرد أعضاء هذه المدرسة الجدية
على وحدة الوزن والقافية
… وقد تمردوا عليها لأنهم رأوا فيها تشويه تجربة الشاعر
لماذا برأيهم تشوه تجربة الشاعر ؟
الشاعر حين يكتب قصيدة في بحر من بحور الشعر العربي أو نغماته
عليه أن يفي بالإكتمال الشكلي لهذه النغمة أو هذا البحر في كل بيت
من أبيات القصيدة حتى نراه يضطر في كثير من الأحيان وفاء لشكل
هذا البحر أن يضيف كلمات أو عبارات أو حتى جمل لا لشيء
إلا لكي يستكمل شكل هذه النغمة أو هذا البحر
كأن الشكل الشعري أصبح قيدا وأصبح يتحكم في الشاعر
وليس الشاعر هو من يتحكم بالقيد فكان على الشاعر
أن يتحرر من هذا القيد
.فبدأ يهمل فكرة البيت المكون من شطرين متساويين
وأصبحت تتألف من سطور متفاوتة الطول حسب الدفقة الشعورية
لو أنها طالت طال معها السطر
والعكس صحيح فلم يعد بحاجة للحشو لتكميل وزن البيت

المصدر http://forum.lahaonline.com/showthread.php?t=34854

مدرسة الشعر الجديد (الواقعية) : هي طريقة من التعبير عن نفسية الإنسان المعاصر ، وقضاياه ونزوعاته ، وطموحه ، وآماله ، وقد ظهرت لعوامل متعددة منها الرد على المدرسة الابتداعية " الرومانسية" الممعنة في الهروب من الواقع إلى الطبيعة والى عوالم مثالية.

ومن روادها :

صلاح عبد الصبور – أحمد عبد المعطي حجازي – ومحمد الفيتوري.

ومن ملامحها
1- الإنسان فيها جوهر التجربة ، والإنسان بمعاناته وحياته اليومية وقضاياه النفسية والاجتماعية والسياسية.
2- الجنوح إلى الاسطوره ، والرمز ، والتراث الشعبي ، والإشارات التاريخية.
3- تأثره بروافد مسيحية وصوفية ووثنيه وابتداعية " رومانسية ".
4- تعرية الزيف الاجتماعي والثورة على التخلف.
5- الوحدة العضوية مكتملة ، فالقصيدة بناء شعوري متكامل يبدأ من نقطه بعينها ثم يأخذ بالنمو العضوي حتى يكتمل.
6- شعر واضح : يتحدث فيه الشاعر ببساطه وعفوية ولغة تقترب من للغة التخاطب اليومي
7- شعر سريالي"غير واضح " : ويتميز بالغموض ، والاغراق بالابهام والرمز والاسطوره ويستعصي الكثير منه على التحليل والتقويم والنقد بمقاييسنا المألوفه.

المصدر http://ar.wikipedia.org

خصائص قصيدة الشعر الحر / شعر التفعيلة الواحدة.

1ـ لها إيقاعها الموسيقي الخاص – تفعيلة واحدة سائدة مع بعض القوافي لتخفيف وطأة الإيقاع الواحد ودفع السأم عن أذن سامعها أو قارئها.

2ـ تتميز بالقليل من المحسنات البديعية ومظاهر الأبهة والفخامة وفذلكات الفكر والفلسفة ومواعظ الأئمة والدراويش .

3ـ أواخر الجمل والسطور والمقاطع ساكنة بشكل يكاد أن يكون مطلقا. وتلكم إحدى سمات الشعر الغربي المفروضة عليه بقوانين وطبيعة اللغات الغربية.

4ـ عدا ذلك فلا تسكين إطلاقاً في الباقي من كلمات البيت والمقطع ومجمل القصيدة.

5ـ مرامي الشعر الحر غير تامة الوضوح. والقصيدة ليست منبسطة أمام قارئها كالكف أوالسهل الممتد أمام ناظره. تترك القصيدة أبوابها مواربة بحيث يعتري البعض من جملها أو مقاطعها شيء من الغموض حينا ونصف العتمة حينا آخر. فيها غمزات وإشارات قابلة للتأويل, وتلك مزايا محببة وتستلزمها مقتضيات وأصول الفن الراقي.

6ـ لا يمكن اختزال القصيدة إلا بصعوبة. فحذف بعض أبياتها قد يسيء إلى مجمل معمار بنائها شكلا وفنا, بل وربما يهدم شموخ هذا البناء أو يشوه جمال توازنه الهندسي فيفقد القاريء القدرة على التذوق الجمالي والانسجام مع سحر الإبداع العصي بطبيعته على الفهم والتفسير.

7ـ الحقبة الزمنية/عمر القصيدة (1945 – 1990) – دشنت البشرية بعد الحرب العالمية الثانية عهدا جديدا وعصرا جديدا إذ أنهى استخدام السلاح النووي لأول مرة في تأريخ البشر (في هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين) حقبة زمنية كبرى انهارت معها الإمبراطوريات القديمة وحلت محلها الولايات المتحدة الأمريكية التي سيطرت على مسرح الأحداث في العالم بفضل ما توفر لها من إمكانيات أسطورية في مجالات العلوم والمال والتكنولوجيا والأعلام وصناعة السينما في هوليود، فانتشرت ثقافتها وساد الكثير من أنماط حياتها في الكثير من بقاع العالم وخاصة في أوساط الشباب. مع نهاية الحرب العالمية الثانية إذن كانت قد ولدت قصيدة الشعر الحر(قصيدة التفعيلة الواحدة) عاكسة جو الحرية النسبي الذي ساد العالم بعد انهيار الفاشية في ألمانيا. هي إذن مرآة عصر الذرة وغزو الفضاء والقمر والصواريخ عابرة القارات, ثم هي لسوء الحظ الابن الشرعي لحقبة الحرب الباردة التي قيل إنها انتهت حوالي عام 1990 بعد سقوط جدار برلين وانكماش المعسكر الاشتراكي وتحول الكثير من بلدانه إلى معسكر الرأسمالية. إنها إذن حقا لا مجازا قصيدة عصر الحرب الباردة شئنا ذلك أم لم نشأ!! هذه الظاهرة بحاجة إلى دراسات مستفيضة. فقصيدة الشعر الحر كانت مسرحا حيويا لتوتر الصراع بين معسكري الاشتراكية والرأسمالية, وأنقسم الشعراء العرب تبعا لذلك ما بين مناصر لهذا المعسكر أو لذاك. انفصام حضاري وثقافي وعقائدي (أيديولوجي) حاد ضرب العالم العربي من المحيط إلى الخليج.

8ـ خلافا للقصيدة القديمة, فان قصيدة الشعر الحر قد تمتعت بحظ وافر من حرية التصرف بالشكل كاستخدام تفعيلات قريبة صوتا من بعضها أحيانا بدل التقيد الصارم بتفعيلة واحدة بعينها. ثم الحرية في طول وقصر الأبيات والمقاطع, ثم إدخال الكثير من الرموز والأساطير ومصطلحات العصر والمفردات الأجنبية نظرا لسعة ثقافة شعرائها ومعرفة الكثير منهم لغات أجنبية سواء بالدراسة أو بالعيش في أوساط وبلدان غير عربية (أوربا وأمريكا مثلا). كما نشطت حركة ترجمة الأشعار الأخرى إلى اللغة العربية فأفاد منها الشعراء الشباب ليجدوا أنفسهم قريبين جدا من شعراء الأمم الأخرى ولا سيما شعراء النصف الأول من القرن الماضي حيث ترك بعضهم بصمات قوية على شعر هؤلاء الشباب. أخص بالذكر الشاعر الأسباني لوركا والشاعر الإنجليزي ت.س. اليوت والشاعر الشيلي بابلو نيرودا ثم الشاعر التركي ناظم حكمت فضلا عن شعراء فرنسا الرمزيين والسورياليين؛ رامبو وفاليري واراغون، ثم بودلير. عصر جديد ونوع جديد من الشعراء أفرزا نوعا جديدا من شعر نصف ثوري. أقول نصف ثوري لأن الدائرة ما كانت قد اكتملت بعد, ولم تنتصر الرأسمالية بشكلها الجديد وتفرض العولمة وظاهرة القطب الأوحد إلا بعد عام 1990, إذ دخلت الكرة الأرضية عصرا جديدا هو عصر الإنترنيت.

9ـ أتاح هذا الواقع والمناخ الجديد قدرا أكبر من الحرية لشعر وشعراء قصيدة التفعيلة الواحدة فتحررت جزئيا من سيطرة العقل الواعي ومن رقابة الفكر وضوابط المجتمع وأنظمة الحكم الصارمة. أجل, قد تحررت جزئيا لأن الشاعر نفسه ما كان قد نال تمام حرياته وما كان قد هضم تماما نتاجات عصره 1945 – 1990. والعالم بأجمعه كان يتهيأ بتراكم أحداث بعضها واضح وملموس والآخر غير واضح وغير ملموس لدخول عصر جديد تسود فيه دولة واحدة ونظام واحد هو نظام العولمة والقطب الأوحد أي (الرأسمالية الكونية). كان الشاعر منقسما على نفسه ويعاني من صراع حاد: قدم ما زالت ترتكز على عالم شعر بحور الخليل بن أحمد الفراهيدي بينا القدم الأخرى ظلت معلقة في الهواء غير واثقة من مكانها ومن وضع هذا المكان. وكانت هذه واحدة من أبرز سمات فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية حتى سقوط جدار برلين. لا أحد كان يدري لمن ستكون الغلبة في نهاية المطاف وأي النظامين سيسود العالم: الاشتراكية أم الرأسمالية؟؟؟

10ـ جاءت قصيدة الشعر الحر في أغلبها مزيجا مخففا ومقبولا من الواقعية والرمزية. كما رأينا دواوين شعر كاملة مخصصة للمرأة والجنس بل وحتى الجنس المكشوف كشعر الشاعر العراقي حسين مردان والشاعر السوري نزار قباني مثلا. كما لم تبتعد هذه القصيدة عن السياسة وأجوائها الصاخبة أبدا بدعوى الدفاع عن قضايا إنسانية أو أممية مرة أو عن قضايا وطنية وقومية مرة أخرى. كما احتلت قضية فلسطين مركزا متميزا في شعر الغالبية العظمى من شعراء هذه الحقبة, وكان الشاعر الفلسطيني محمود درويش وما زال فارسها المجلي.

11ـ لم تنجب قصيدة الشعر الحر شعراء كبارا من وزن أبي نؤاس وأبي تمام والبحتري والمتنبئ والمعري وغيرهم ممن قد عرفنا ودرسنا في حياتنا. فأولئك عاشوا عصورا تختلف جوهريا عن ظروف عصر قصيدة الشعر الحر. كما كانت متطلبات تلكم العصور مختلفة تماما عن متطلبات وشروط هذه القصيدة. ومع ذلك فقد برزت قلة من شعراء الشعر الحر..قلة قليلة لكنها هيهات أن تبلغ ما بلغ شعراء بحور الخليلي من مجد وعلو شأن..هيهات هيهات!! هذه الظاهرة صحيحة كذلك بالنسبة للغرب إذ لم ينجب في القرن العشرين شعراء عظاما كـدانتي وملتونوشكسبير وغوته وسواهم. 12- لم تتميز قصيدة الشعر الحر بمراحل كتلك التي مر بها شعر القصيدة القديمة (شعر بحور الخليلي). إنها قصيدة مرحلة واحدة هي في الحقيقة جد قصيرة في عمر البشر: خمسة وأربعون عاما فقط(1945 – 1990).

13ـ معمار القصيدة ذو شكل بسيط وثابت خال من الأركان والزوايا والشرفات والطوابق. فالتفعيلة الواحدة (وبعض أخواتها) غير قادرة بطبيعتها على استيعاب مستلزمات التعقيد, بل ولا تحتملها أبدا. فلكل ظاهرة في الحياة قدرات محدودة على الاستيعاب, يستوي في ذلك عالم المادة في الطبيعة والبشر والحيوان. هذه القدرات المحدودة, رغم ذلك, أفسحت المجال لإدخال مضامين جديدة أكثر تنوعا نابعة من صميم روح العصر الجديد وخاصة نتائج الثورة في مجال العلوم والتكنولوجيا.

14ـ نمو القصيدة الكمي هو الآخر عرضي – طولي لكنه غير ثابت. الشاعر غير مقيد بعدد ثابت محدود من التفعيلات يعاد رصفه مع كل بيت من أبيات القصيدة. جو القصيدة وظروف الشاعر وأحواله النفسية هي التي تحدد طول أو قصر البيت الواحد. قد يشغل البيت سطرا كاملا من الصفحة العادية أو قد يتكون من كلمة واحدة فقط. هنا يمارس الشاعر شكلا آخر من أشكال الحرية ما كان ممكنا أن يمارسه شاعر القصيدة القديمة: حرية التصرف بالمكان أفقيا. وحرية التصرف بالمكان أفقيا تمنح الشاعر ضمنا حرية التصرف بالمكان عموديا.

15ـ حرية التمدد في فضاء القصيدة المكاني أفقيا وعموديا تضع تحت تصرف الشاعر أشكالا أخرى من الحريات على رأسها حرية التصرف بالفراغات. فالفراغ حالة أخرى من حالات المادة يوظفه الشاعر لخلق شتى أنواع المؤثرات التي من شأنها إثراء الجو العام للقصيدة وتلوينها بالأوضاع المتباينة لحالات الشاعر النفسية.

16ـ قصيدة التفعيلة الواحدة لم تعرف الشيوع الذي عرفت القصيدة القديمة في مجال التلحين والطرب. بلى, غنت المطربة المصرية فائزة أحمد وغنى عبد الحليم حافظ بعض قصائد الشعر الحر للشاعر نزار قباني. وربما غنت قلة أخرى من المطربين بعض قصائد الشعر الحر، لكن ظلت السيادة شبه المطلقة لقصيدة الوزن والقافية في عالم الأنس والطرب, والسيادة المطلقة في عالم المراثي والمناحات وأحياء طقوس الكوارث الاجتماعية والدينية. لم يتورط كبار الملحنين والمطربين بتلحين أو غناء قصيدة الشعر الحر, لكنهم لحنوا وغنوا قصائد الوزن والقافية. كما غنى ألحان هذه القصائد سواهم من الفنانين. أذكر بهذا الصدد محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وفريد الأطرش وأسمهان. ومن العراق محمد القبانجي وعفيفة اسكندر، ثم يوسف عمر. لقد غنت هذه النخبة الممتازة من الملحنين والمغنين والمغنيات(وليس فيهن من لحنت أو جربت التلحين) الكثير من روائع شعر الوزن والقافية. لقد لحن وغنى محمد عبدالوهاب مثلا الكثير من أشعار صديقه ومتبنيه، تقريبا، أحمد شوقي, شاعر بحور الخليلي. كما غنت أسمهان مع عبد الوهاب أوبريت مجنون ليلى شعر أحمد شوقي.

17ـ وربما نتيجة لما قد سلف من الأسباب, لا يحفظ المرء قصيدة الشعر الحر ولا يرددها مع نفسه إلا فيما ندر من الحالات. الناس تحفظ الشعر المغنى إذا ما أعجبها اللحن وأجاد فيه مغنيه. وعليه فمن الجائز أن تنتشر قصيدة الشعر الحربين الناس حفظا بالتذكر والترديد إذا ما أبدع الملحنون وأجاد المغنون في أدائها. لقد حفظت عن ظهر قلب كلمات أغنيتي (رسالة من تحت الماء) و(قارئة الفنجان) بفضل جودة لحني هاتين الأغنيتين وإبداع عبدالحليم حافظ في أدائهما.

المصدر http://www.alwah.com/alwah13/alwah13-4.htm

اول مرة اشارك بس ان شاء الله تستفيدون من هالمعلومات في التقرير

الشعر الحر (قصيدة التفعيله )
لماذا سميت بهذا الاسم ؟
هذه التسمية لعل وراءها الإحساس بأن القصيدة العربية الحديثة
لم تتحرر بعد كما ينبغي أن يكون التحرر
وراءها الإحساس بأن القصيدة العربية الحديثة لا تزال تمارس كتابة
تعتمد على التعليق ومن ثم فقد كان الشعر العربي في حاجة إلى حرية حقيقيه
يكتب من خلالها
وكأن أصحاب هذه المدرسه الجديده هم أصحاب الشعر الحر في الحقيقه
وأن من سبقهم لم يكتبوا الشعر الحر وإنما كتبوا الشعر المقيد بألف قيد
مع مدرسة الشعر الحر يخطو الشعر العربي خطوة جديده في سبيل تحريره
من القيود التي كبلت الشعراء
اسباب ظهوره :
1)أن شعراء هذه الجماعة تمردوا على تلك الميوعه الرومانسيه
التي اتصفت بها قصائد شعراء المهجر والديوان وابوللو
الميوعه الرومانسيه ماذا تعني ؟
كان الوطن العربي في أواخر الأربعينات في هذا القرن يئن بفعل حركات
الثوره تورة ضد المحتل الغاصب الذي جعل الوطن العربي رهن الجهل
والفقر والمرض ثورة تسعى إلى التحرر السياسي والإجتماعي والعقلي
وقد وجد شعراء هذه الجماعة الوليدة الشعر العربي السائد بعيدا عن الحياة
وعن روح الثورة والتمرد

2)رأوه يقيم في برج عاجي وكأنما رأوا الشعراء حين عكفوا على ذاتهم
يجترون آلامها الفردية لا يعبرون تعبيرا حقيقيا عن الواقع بمشكلاته الجماعيه
وقضاياه العامة
ولهذا سعت هذه المدرسة ان تنتقل من الرومانسيه إلى الواقعية سعت لتنتقل
من التعبير عن الفرد إلى التعبير عن الجماعة من التحليق في الخيال
إلى الإنضباط في الواقع حتى تكون القصيدة نابضه بهذا الواقع معبرة عنه

3)أن أعضاء هذه الجماعة رأوا القصيدة أن القصيدة العربية القديمة كبلت
الشاعر الحديث وقيدت حريته وفرضت عليه قالب شعري طالبته باتباعه قائما
على وحدة الوزن والقافية وقد تمرد أعضاء هذه المدرسة الجدية
على وحدة الوزن والقافية
… وقد تمردوا عليها لأنهم رأوا فيها تشويه تجربة الشاعر
لماذا برأيهم تشوه تجربة الشاعر ؟
الشاعر حين يكتب قصيدة في بحر من بحور الشعر العربي أو نغماته
عليه أن يفي بالإكتمال الشكلي لهذه النغمة أو هذا البحر في كل بيت
من أبيات القصيدة حتى نراه يضطر في كثير من الأحيان وفاء لشكل
هذا البحر أن يضيف كلمات أو عبارات أو حتى جمل لا لشيء
إلا لكي يستكمل شكل هذه النغمة أو هذا البحر
كأن الشكل الشعري أصبح قيدا وأصبح يتحكم في الشاعر
وليس الشاعر هو من يتحكم بالقيد فكان على الشاعر
أن يتحرر من هذا القيد
.فبدأ يهمل فكرة البيت المكون من شطرين متساويين
وأصبحت تتألف من سطور متفاوتة الطول حسب الدفقة الشعورية
لو أنها طالت طال معها السطر
والعكس صحيح فلم يعد بحاجة للحشو لتكميل وزن البيت

المصدر http://forum.lahaonline.com/showthread.php?t=34854

مدرسة الشعر الجديد (الواقعية) : هي طريقة من التعبير عن نفسية الإنسان المعاصر ، وقضاياه ونزوعاته ، وطموحه ، وآماله ، وقد ظهرت لعوامل متعددة منها الرد على المدرسة الابتداعية " الرومانسية" الممعنة في الهروب من الواقع إلى الطبيعة والى عوالم مثالية.

ومن روادها :

صلاح عبد الصبور – أحمد عبد المعطي حجازي – ومحمد الفيتوري.

ومن ملامحها
1- الإنسان فيها جوهر التجربة ، والإنسان بمعاناته وحياته اليومية وقضاياه النفسية والاجتماعية والسياسية.
2- الجنوح إلى الاسطوره ، والرمز ، والتراث الشعبي ، والإشارات التاريخية.
3- تأثره بروافد مسيحية وصوفية ووثنيه وابتداعية " رومانسية ".
4- تعرية الزيف الاجتماعي والثورة على التخلف.
5- الوحدة العضوية مكتملة ، فالقصيدة بناء شعوري متكامل يبدأ من نقطه بعينها ثم يأخذ بالنمو العضوي حتى يكتمل.
6- شعر واضح : يتحدث فيه الشاعر ببساطه وعفوية ولغة تقترب من للغة التخاطب اليومي
7- شعر سريالي"غير واضح " : ويتميز بالغموض ، والاغراق بالابهام والرمز والاسطوره ويستعصي الكثير منه على التحليل والتقويم والنقد بمقاييسنا المألوفه.

المصدر http://ar.wikipedia.org

خصائص قصيدة الشعر الحر / شعر التفعيلة الواحدة.

1ـ لها إيقاعها الموسيقي الخاص – تفعيلة واحدة سائدة مع بعض القوافي لتخفيف وطأة الإيقاع الواحد ودفع السأم عن أذن سامعها أو قارئها.

2ـ تتميز بالقليل من المحسنات البديعية ومظاهر الأبهة والفخامة وفذلكات الفكر والفلسفة ومواعظ الأئمة والدراويش .

3ـ أواخر الجمل والسطور والمقاطع ساكنة بشكل يكاد أن يكون مطلقا. وتلكم إحدى سمات الشعر الغربي المفروضة عليه بقوانين وطبيعة اللغات الغربية.

4ـ عدا ذلك فلا تسكين إطلاقاً في الباقي من كلمات البيت والمقطع ومجمل القصيدة.

5ـ مرامي الشعر الحر غير تامة الوضوح. والقصيدة ليست منبسطة أمام قارئها كالكف أوالسهل الممتد أمام ناظره. تترك القصيدة أبوابها مواربة بحيث يعتري البعض من جملها أو مقاطعها شيء من الغموض حينا ونصف العتمة حينا آخر. فيها غمزات وإشارات قابلة للتأويل, وتلك مزايا محببة وتستلزمها مقتضيات وأصول الفن الراقي.

6ـ لا يمكن اختزال القصيدة إلا بصعوبة. فحذف بعض أبياتها قد يسيء إلى مجمل معمار بنائها شكلا وفنا, بل وربما يهدم شموخ هذا البناء أو يشوه جمال توازنه الهندسي فيفقد القاريء القدرة على التذوق الجمالي والانسجام مع سحر الإبداع العصي بطبيعته على الفهم والتفسير.

7ـ الحقبة الزمنية/عمر القصيدة (1945 – 1990) – دشنت البشرية بعد الحرب العالمية الثانية عهدا جديدا وعصرا جديدا إذ أنهى استخدام السلاح النووي لأول مرة في تأريخ البشر (في هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين) حقبة زمنية كبرى انهارت معها الإمبراطوريات القديمة وحلت محلها الولايات المتحدة الأمريكية التي سيطرت على مسرح الأحداث في العالم بفضل ما توفر لها من إمكانيات أسطورية في مجالات العلوم والمال والتكنولوجيا والأعلام وصناعة السينما في هوليود، فانتشرت ثقافتها وساد الكثير من أنماط حياتها في الكثير من بقاع العالم وخاصة في أوساط الشباب. مع نهاية الحرب العالمية الثانية إذن كانت قد ولدت قصيدة الشعر الحر(قصيدة التفعيلة الواحدة) عاكسة جو الحرية النسبي الذي ساد العالم بعد انهيار الفاشية في ألمانيا. هي إذن مرآة عصر الذرة وغزو الفضاء والقمر والصواريخ عابرة القارات, ثم هي لسوء الحظ الابن الشرعي لحقبة الحرب الباردة التي قيل إنها انتهت حوالي عام 1990 بعد سقوط جدار برلين وانكماش المعسكر الاشتراكي وتحول الكثير من بلدانه إلى معسكر الرأسمالية. إنها إذن حقا لا مجازا قصيدة عصر الحرب الباردة شئنا ذلك أم لم نشأ!! هذه الظاهرة بحاجة إلى دراسات مستفيضة. فقصيدة الشعر الحر كانت مسرحا حيويا لتوتر الصراع بين معسكري الاشتراكية والرأسمالية, وأنقسم الشعراء العرب تبعا لذلك ما بين مناصر لهذا المعسكر أو لذاك. انفصام حضاري وثقافي وعقائدي (أيديولوجي) حاد ضرب العالم العربي من المحيط إلى الخليج.

8ـ خلافا للقصيدة القديمة, فان قصيدة الشعر الحر قد تمتعت بحظ وافر من حرية التصرف بالشكل كاستخدام تفعيلات قريبة صوتا من بعضها أحيانا بدل التقيد الصارم بتفعيلة واحدة بعينها. ثم الحرية في طول وقصر الأبيات والمقاطع, ثم إدخال الكثير من الرموز والأساطير ومصطلحات العصر والمفردات الأجنبية نظرا لسعة ثقافة شعرائها ومعرفة الكثير منهم لغات أجنبية سواء بالدراسة أو بالعيش في أوساط وبلدان غير عربية (أوربا وأمريكا مثلا). كما نشطت حركة ترجمة الأشعار الأخرى إلى اللغة العربية فأفاد منها الشعراء الشباب ليجدوا أنفسهم قريبين جدا من شعراء الأمم الأخرى ولا سيما شعراء النصف الأول من القرن الماضي حيث ترك بعضهم بصمات قوية على شعر هؤلاء الشباب. أخص بالذكر الشاعر الأسباني لوركا والشاعر الإنجليزي ت.س. اليوت والشاعر الشيلي بابلو نيرودا ثم الشاعر التركي ناظم حكمت فضلا عن شعراء فرنسا الرمزيين والسورياليين؛ رامبو وفاليري واراغون، ثم بودلير. عصر جديد ونوع جديد من الشعراء أفرزا نوعا جديدا من شعر نصف ثوري. أقول نصف ثوري لأن الدائرة ما كانت قد اكتملت بعد, ولم تنتصر الرأسمالية بشكلها الجديد وتفرض العولمة وظاهرة القطب الأوحد إلا بعد عام 1990, إذ دخلت الكرة الأرضية عصرا جديدا هو عصر الإنترنيت.

9ـ أتاح هذا الواقع والمناخ الجديد قدرا أكبر من الحرية لشعر وشعراء قصيدة التفعيلة الواحدة فتحررت جزئيا من سيطرة العقل الواعي ومن رقابة الفكر وضوابط المجتمع وأنظمة الحكم الصارمة. أجل, قد تحررت جزئيا لأن الشاعر نفسه ما كان قد نال تمام حرياته وما كان قد هضم تماما نتاجات عصره 1945 – 1990. والعالم بأجمعه كان يتهيأ بتراكم أحداث بعضها واضح وملموس والآخر غير واضح وغير ملموس لدخول عصر جديد تسود فيه دولة واحدة ونظام واحد هو نظام العولمة والقطب الأوحد أي (الرأسمالية الكونية). كان الشاعر منقسما على نفسه ويعاني من صراع حاد: قدم ما زالت ترتكز على عالم شعر بحور الخليل بن أحمد الفراهيدي بينا القدم الأخرى ظلت معلقة في الهواء غير واثقة من مكانها ومن وضع هذا المكان. وكانت هذه واحدة من أبرز سمات فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية حتى سقوط جدار برلين. لا أحد كان يدري لمن ستكون الغلبة في نهاية المطاف وأي النظامين سيسود العالم: الاشتراكية أم الرأسمالية؟؟؟

10ـ جاءت قصيدة الشعر الحر في أغلبها مزيجا مخففا ومقبولا من الواقعية والرمزية. كما رأينا دواوين شعر كاملة مخصصة للمرأة والجنس بل وحتى الجنس المكشوف كشعر الشاعر العراقي حسين مردان والشاعر السوري نزار قباني مثلا. كما لم تبتعد هذه القصيدة عن السياسة وأجوائها الصاخبة أبدا بدعوى الدفاع عن قضايا إنسانية أو أممية مرة أو عن قضايا وطنية وقومية مرة أخرى. كما احتلت قضية فلسطين مركزا متميزا في شعر الغالبية العظمى من شعراء هذه الحقبة, وكان الشاعر الفلسطيني محمود درويش وما زال فارسها المجلي.

11ـ لم تنجب قصيدة الشعر الحر شعراء كبارا من وزن أبي نؤاس وأبي تمام والبحتري والمتنبئ والمعري وغيرهم ممن قد عرفنا ودرسنا في حياتنا. فأولئك عاشوا عصورا تختلف جوهريا عن ظروف عصر قصيدة الشعر الحر. كما كانت متطلبات تلكم العصور مختلفة تماما عن متطلبات وشروط هذه القصيدة. ومع ذلك فقد برزت قلة من شعراء الشعر الحر..قلة قليلة لكنها هيهات أن تبلغ ما بلغ شعراء بحور الخليلي من مجد وعلو شأن..هيهات هيهات!! هذه الظاهرة صحيحة كذلك بالنسبة للغرب إذ لم ينجب في القرن العشرين شعراء عظاما كـدانتي وملتونوشكسبير وغوته وسواهم. 12- لم تتميز قصيدة الشعر الحر بمراحل كتلك التي مر بها شعر القصيدة القديمة (شعر بحور الخليلي). إنها قصيدة مرحلة واحدة هي في الحقيقة جد قصيرة في عمر البشر: خمسة وأربعون عاما فقط(1945 – 1990).

13ـ معمار القصيدة ذو شكل بسيط وثابت خال من الأركان والزوايا والشرفات والطوابق. فالتفعيلة الواحدة (وبعض أخواتها) غير قادرة بطبيعتها على استيعاب مستلزمات التعقيد, بل ولا تحتملها أبدا. فلكل ظاهرة في الحياة قدرات محدودة على الاستيعاب, يستوي في ذلك عالم المادة في الطبيعة والبشر والحيوان. هذه القدرات المحدودة, رغم ذلك, أفسحت المجال لإدخال مضامين جديدة أكثر تنوعا نابعة من صميم روح العصر الجديد وخاصة نتائج الثورة في مجال العلوم والتكنولوجيا.

14ـ نمو القصيدة الكمي هو الآخر عرضي – طولي لكنه غير ثابت. الشاعر غير مقيد بعدد ثابت محدود من التفعيلات يعاد رصفه مع كل بيت من أبيات القصيدة. جو القصيدة وظروف الشاعر وأحواله النفسية هي التي تحدد طول أو قصر البيت الواحد. قد يشغل البيت سطرا كاملا من الصفحة العادية أو قد يتكون من كلمة واحدة فقط. هنا يمارس الشاعر شكلا آخر من أشكال الحرية ما كان ممكنا أن يمارسه شاعر القصيدة القديمة: حرية التصرف بالمكان أفقيا. وحرية التصرف بالمكان أفقيا تمنح الشاعر ضمنا حرية التصرف بالمكان عموديا.

15ـ حرية التمدد في فضاء القصيدة المكاني أفقيا وعموديا تضع تحت تصرف الشاعر أشكالا أخرى من الحريات على رأسها حرية التصرف بالفراغات. فالفراغ حالة أخرى من حالات المادة يوظفه الشاعر لخلق شتى أنواع المؤثرات التي من شأنها إثراء الجو العام للقصيدة وتلوينها بالأوضاع المتباينة لحالات الشاعر النفسية.

16ـ قصيدة التفعيلة الواحدة لم تعرف الشيوع الذي عرفت القصيدة القديمة في مجال التلحين والطرب. بلى, غنت المطربة المصرية فائزة أحمد وغنى عبد الحليم حافظ بعض قصائد الشعر الحر للشاعر نزار قباني. وربما غنت قلة أخرى من المطربين بعض قصائد الشعر الحر، لكن ظلت السيادة شبه المطلقة لقصيدة الوزن والقافية في عالم الأنس والطرب, والسيادة المطلقة في عالم المراثي والمناحات وأحياء طقوس الكوارث الاجتماعية والدينية. لم يتورط كبار الملحنين والمطربين بتلحين أو غناء قصيدة الشعر الحر, لكنهم لحنوا وغنوا قصائد الوزن والقافية. كما غنى ألحان هذه القصائد سواهم من الفنانين. أذكر بهذا الصدد محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وفريد الأطرش وأسمهان. ومن العراق محمد القبانجي وعفيفة اسكندر، ثم يوسف عمر. لقد غنت هذه النخبة الممتازة من الملحنين والمغنين والمغنيات(وليس فيهن من لحنت أو جربت التلحين) الكثير من روائع شعر الوزن والقافية. لقد لحن وغنى محمد عبدالوهاب مثلا الكثير من أشعار صديقه ومتبنيه، تقريبا، أحمد شوقي, شاعر بحور الخليلي. كما غنت أسمهان مع عبد الوهاب أوبريت مجنون ليلى شعر أحمد شوقي.

17ـ وربما نتيجة لما قد سلف من الأسباب, لا يحفظ المرء قصيدة الشعر الحر ولا يرددها مع نفسه إلا فيما ندر من الحالات. الناس تحفظ الشعر المغنى إذا ما أعجبها اللحن وأجاد فيه مغنيه. وعليه فمن الجائز أن تنتشر قصيدة الشعر الحربين الناس حفظا بالتذكر والترديد إذا ما أبدع الملحنون وأجاد المغنون في أدائها. لقد حفظت عن ظهر قلب كلمات أغنيتي (رسالة من تحت الماء) و(قارئة الفنجان) بفضل جودة لحني هاتين الأغنيتين وإبداع عبدالحليم حافظ في أدائهما.

المصدر http://www.alwah.com/alwah13/alwah13-4.htm

اول مرة اشارك بس ان شاء الله تستفيدون من هالمعلومات في التقرير

بارك الله فيكمااا

جاري تقيمكمااا ++++

ام وديمة + ملفح رمضان

سبحــــــــــــــــــــان الله و بحمده

التصنيفات
الارشيف الدراسي

بور بوينت الشعر حديث ^__^ للصف التاسع

لوسمحتووووووووووووووا طاالبتنكم طلبه ابا بوربوينت عن تقرير الشعر الحديث بلييز لانه انا مااعرف اسوي بالبوربوينت انشالله حد يسوييه

إنشاء الله الأعضاء ما راح يقصرووووووون معاك

والتوفيج للجميع

تقرير عن إيليا أبو الماضي

اسمحيلي ما عندي بس بدور

السموووووووووووحه

صلى الله على محمد

التصنيفات
الصف العاشر

طلب بحث تقرير الشعر الحديث -للتعليم الاماراتي

مكن اذا تفضلتم ابى بحث عن الشعر الحديث بحدود 12 صفحة او اكثر بأسرع وقت ممكن

سبحــــــــــــــــــــان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الحادي عشر

قصائد من الشعر الجاهلي الحديث في وصف المرأة للصف الحادي عشر

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

اخواني بغيت منكم طلب قصيدتي للشعر الجاهلي والشعر الحديث في وصف المرأة

وشكراً لكم

هلا الطيب

انا حصلت شعر غزلي حديث بس احسه مب ذاج الزود المهم تفضل

كيف اغزوا قلبك يا اغلى واحلى رفيق
كيف لم تشعر بمر عذابي وشدة الضيق
أنت يامن اشعل بقلبي اكثر من حريق
كيف انجوا من بحورك وانا فيها غريق
كيف السبيل قل لي هل الى قلبك من طريق
أرجوك ارحمني فأنا فؤادي بعدك لا يطيق
فأنا كالنحل وانت كزهري والرحيق
أنت لي زادي وشربي أنت اهلي والصديق

سأكتب لك حلو الكلام وقصائد الغزل
وأكتب لك رغم ان من أطباعي الخجل
سأكتب لك بقلم حبره دمع عالخد نزل
وأكتب لك والقلب مشتاق الى تلك المقل
وسيظل حبك فؤادي الى ان يحين الاجل
فحياتي حبك وستنتهي ان الحبيب عني رحل
فمالي في هذه الدنيا ما يعيد لي الامل
غير لقياك قربي يا حبيبا منه لا يمل

لا تتركني وحيدا وعني تذهب
حبك الدافي في دمي قد تسرب
يا حبيبا ريقه من الماء اعذب
وكحيل الطرف بعدك بموتي تسبب
وشجي الصوت يا لحني المحبب
لا تذرني كي اموت ان رأيتك تتهرب
يا وريث الحسن يا قمرا محجب

و حتى أنا أريدنفس الموضوع لو سمحتم

مشكوووووووووووووووووووووورة
وماااااااااااااااااااااااا تجصرين

مشكوووووووووووورين

فجراوية كوول …. مشكوره على جهودج

يسلموو

يسٍلمووووووووووووووووووووووووو

لا الـــه الا الله

التصنيفات
الصف الثاني عشر

بحث ، تقرير ، الشعر الحر للصف الثاني عشر

السلام عليكم
لو سحتم ابغي تقرير عن الأدب المهجري / نشأته / جماعته / قضايا شعره

أو

الشعر الحر ( شعر تفعيلة ) نشاته / قضاياه / خصائصه الفنية

او

الرابطة القلمية نشاتها و اعلامها و رسالتها

واحد من هذا الثلاثة في اسرع وقت ممكن و اذا امكن تبعتلي اياه على الايميل اذا ما في مشكلة

*****@************

هلا اختي .. حبيت اقولج يمنع وضع الايميل . رجاء مراجعة قوانين المعهد ….و بارك الله فيك amir257
http://www.uae.ii5ii.com/showthread.php?t=1459

مخالفة والله ااعلم

ممنوع وضع الايميلات

تحياتي

دمتوا بكل عز و ود

اخي الكريم انا مو قصدي اشهر ايميلي انما انا اذا كان في الامكان تبعت الملف على الايميل و انا اسف لانو ما كنت اعرف هذا

اللعم اعز الاسلام و المسلمين

التصنيفات
الارشيف الدراسي

تقرير عن اتجاهات الشعر الاندلسي وأغراضة للصف التاسع

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

المقدمة
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , أما بعد :

مما يلفت النظر شيوع الشعر في المجتمع الأندلسي، إذ لم يكن الشعر وقفًا على الشعراء المحترفين، وإنما شاركهم في ذلك الأمراء والوزراء والكتاب والفقهاء والفلاسفة والأطباء وأهل النحو واللغة وغيرهم، فالمجتمع الأندلسي بسبب تكوينه الثقافي القائم على علوم العربية وآدابها، ثم طبيعة الأندلس التي تستثير العواطف وتحرك الخيال، كل ذلك جعل المجتمع يتنفس الشعر طبعاً وكأنما تحول معظم أهله إلى شعراء , وفي بحثنا هذا سوف نتحدث عن اتجاهات الشعر الأدنلسي وأغراضه الشعرية .

الفصل الأول
أولاً /اتجاهات الشعر الأندلسي :
اتجه الشعر في الأندلس إلى ثلاثة اتجاهات، الاتجاه المحافظ الذي يهتم بالموضوعات التقليدية ويتبع منهج القدماء في بناء القصيدة من حيث الأسلوب البدوي، حيث تحوي ألفاظه جزالة وعبارات لا تخلو من خشونة وحوشيّة، أما بحوره فطويلة وقوافيه غنائية، ويحتذي هذا الاتجاه نماذج المشرق.

أما الغزل فكان يعبر عن الحب الصادق، فلا مجال إلا لفارس عاشق أو عاشق فارس يُذكر بعنترة بن شداد، ولعل أهل الأندلس كانوا يتمثلون عالم الآباء والأجداد، حيث الصحراء والكثبان والواحات وهم في عالم يبعد عن ذلك العالم، وكأنهم يستلهمون العالم المثالي، وبالرغم من ذلك كان لهذا الاتجاه سماته الخاصة في الشعر الأندلسي، وقد جعلت تلك السمات لهذا الشعر ذاتية مستقلة وطبعت الملامح الأولى للشعر الأندلسي وميزته عن الشعر المشرقي، ومن أشهر شعراء هذا الاتجاه عبد الرحمن الداخل وأبو المخشي والحكم بن هشام وعباس بن ناصح وغيرهم من شعراء الفترة الباكرة.

أما الاتجاه الثاني فهو المحدث، وهو الاتجاه الذي حمل لواءه بالمشرق مسلم بن الوليد وأبو العتاهية وغيرهما, من دعاة التجديد، الذين ثاروا على الاتجاه المحافظ وطرقوا موضوعات جديدة بأسلوب متنوع، خالفوا فيه طريقة القدماء في بناء القصيدة، وعرفت الأندلس هذا الاتجاه على يد عباس بن ناصح، حيث نقله من المشرق، وتمثل الاتجاه المحدث في الأندلس باهتمامه بأغراض لم تكن قائمة بذاتها في القصيدة من قبل، فظهرت القصائد بأسلوب قصصي لا يخلو من روح الدعابة والسخرية، أما صوره فتتألّف من عناصر حضرية في لغة يسيرة الألفاظ وإيقاع يميل إلى البحور القصيرة والقوافي الرقيقة، ويعد الشاعر يحيى بن حكم الغزال من أشهر رواد هذا الاتجاه.

وآخر هذه الاتجاهات هو الاتجاه المحافظ الجديد الذي ظهر في المشرق بسبب تطرف الاتجاه المحدث ومن ثم هو محاولة لإعادة الشعر العربي إلى طبيعته وموروثه دون جمود أو بداوة، وقد عمد هذا الاتجاه إلى الإفادة من رقي العقل العربي بما بَلَغَتْه الثقافة العربية الإسلامية من نهضة واسعة في مجتمع توفرت له أسباب الحضارة، وكان هذا الاتجاه محافظًا في منهج بناء القصيدة ولغتها وموسيقاها وقيمها وأخلاقها وروحها، ولكنه مجدد في المضمون وفي معاني الشعر وصوره وأسلوبه، ويمثل أبو تمام والبحتري والمتنبي دعائم هذا الاتجاه في المشرق، وقد عرفت الأندلس هذا الاتجاه على يد نفر من الأندلسيين رحلوا للمشرق وعادوا للأندلس بأشعار البحتري وأبي تمام، وكانت فترة الخلافة في ذروة نضجها، إذ كان المجتمع الأندلسي في هذه الفترة قد تجاوز الانبهار بالمستحدثات الحضارية التي بهرت شعراء القرن الثاني وأصبح أكثر استقراراً وتعقلاً، ومن أعلام هذا الاتجاه ابن عبد ربه وابن هانئ والرمادي وغيرهم.

ثانيا ً /أغراض الشعر الأندلسي
عالج شعراء الأندلس مختلف أغراض الشعر وإن تميزت بعض الأغراض باهتمام أكبر من غيرها، ويمثل الشعر أحد جوانب الحضارة العربية الأندلسية، فقد عبر عن قوالب تلك الحضارة وعن مضمونها وطبيعة الصراعات السياسية والتغيّرات الاجتماعية في الأندلس.

– النسيب (الغزل)
من أهم الأغراض التي عالجها الشعر الأندلسي، وأوضح سماته تلك الرقة في العواطف المعبّر عنها في رقة البيان، وكان للحياة الأندلسية دور إيجابي في طبيعة شعر الغزل، فهو غزل حسّي يقف عند حدود الوصف المادي مستعيراً أوصاف المحبوب من البيئة حوله، وبالرغم من ذلك فهناك من اتخذوا الغزل العفيف مذهباً لهم مثل ابن فرج الجياني الذي يقول:
وطائعــة الوصــال عففـت عنهـا=ومــا الشـيطان فيهـا بالمطـاع
بــدت فــي الليـل سـافرة فبـاتت=ديــاجي الليـل سـافرة القنـاع
ومـــا مــن لحظــة إلا وفيــه=إلــى فنــن القلـوب لهـا دواع
فملكــت النهــى جمحـات شـوقي=لأجـري فـي العفاف على طباعي
وبــت بهــا مبيـت السـقب يظـما=فيمنعــه الكعـام عـن الرضـاع
كــذاك الــروض مـا فيـه لمثـلي=ســوى نظــر وشــم مـن متـاع
ولست من السوائم مهملات=فأتحذ الرياض من المراعي
وأجمل ما في الغزل الأندلسي بجانب لطف التعبير، أن الصادق منه شديد التأثير، خاصة حين يبكي الشاعر ويحن في إيقاع غير متكلف، ويمثل ابن زيدون قمة هذا الاتجاه خاصة في قصائده إلى ولادة بنت المستكفي، ومن أجملها قوله:
يكاد حين تناجيكم ضمائرنا …… يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
حالت لفقدكم أيامنا فغدت …… سوداً وكانت بكم بيضاً ليالينا
إن الزمان الذي ما زال يضحكنا …… أنساً بقربكم قد عاد يبكينا
سران في خاطر الظلماء يكتمنا …… حتى يكاد لسان الصبح يفشينا
ومن عيون شعره في الغزل تلك القصيدة الرائعة الخالدة التي كتبها بعد فراره من سجنه بقرطبة إلى "إشبيلية"، ولكن قلبه جذبه إلى محبوبته بقرطبة فأرسل إليها بتلك الدرة الفريدة (النونية) التي يقول فيها:
أضْحَى التّنائي بَديلاً مِنْ تَدانِينَا، وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا
ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ، صَبّحَنا حَيْنٌ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِــــنـَا
مَنْ مبلغُ الملبسِينا، بانتزاحِهمُ، حُزْناً، معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْلينَا
غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْا يِأنْ نَغَصَّ، فَقالَ الدّهرًُ آميــنـــَا
فَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسـِنَا؛ وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِيـــنــَا
2- المدح
أما شعر المدح فكان موجهاً إلى الأمراء والخلفاء والحكام، وكان يتناول جانبين من حياتهم، أولهما الصفات التي يخلعها الشاعر على ممدوحه من شجاعة ووفاء وكرم، وثانيهما انتصارات الممدوح التي هي نصر وعزٌ للإسلام والمسلمين ثم وصف لمعاركهم الحربية.
ويتراوح أسلوب المدح بين الجزالة والسهولة، والفخامة والرقة، وفقاً لطبيعة المعاني المعبّر عنها، ولكنه بوجه عام يميل إلى التأنق في العبارة والصياغة، وقد تختلف طريقة بناء قصائد المدح بين شاعر وآخر، فبعضها كان ينهج نهج الأقدمين، فيبدأ بمقدمة طللية ونسيب ووصف للرحلة ثم يتخلص إلى المدح، بينما نجد منهم من يعمد إلى موضوعه مباشرة دون مقدمات، ويقدم صنف ثالث بين يدي ممدوحه شيئاً من الغزل أو وصف الطبيعة أو الشكوى والعتاب، وعقب ذلك ينتقل إلى المدح، ومن أشهر شعراء الأندلس في هذا الغرض ابن حمديس وابن هانئ وابن زيدون وابن دراج القسطلي، ولا نجد من الشعراء المحترفين شاعراً لم يعالج هذا الغرض.
يقول (ابن حمديس) مادحاً الأمير أبا الحسن علي بن يحيى:
تُفشي يداك سرائر الأغماد لقطاف هام واختلاء هوادي
إلاّ على غزوٍ يبيد به العِدى لله من غزو له وجهاد
ما صونُ دين محمد من ضَيْمِه إلاّ بسيفك يوم كلِّ جلاد
وطلوع راياتٍ وقود جحافل وقراع أبطال وكرِّ جياد

ويقول ابن هانئ مادحًا إبراهيم بن جعفر:
لا أرى كابن جعفر بن عليّ ملكًا لابسًا جلالة مُلْك
مثلُ ماء الغمام يندي شبابًا وهو في حُلّتي تَوَقٍّ ونُسك
يطأ الأرض فالثرى لؤلؤ رطـ ـب وماء الثرى مُجَاجة مسك

ويقول ابن زيدون للوليد بن جهور:
للجهوريِّ أبي الوليد خلائق كالروض أضحَكه الـغمام الباكي
مَلِكٌ يسوس الدهرَ منه مهذبٌ تدبيره للمُلك خيرُ مِلاك
جارى أباه بعد ما فات المدى فتلاه بين الفوت والإدراك
3- الرثاء
أما شعر الرثاء في الأندلس في معناه التقليدي فلم يكن من الأغراض الرائجة وظل يحذو حذو نماذج الشعر المشرقي حين يستهلّ برد الفواجع ووصف المصيبة التي حلت بموت الفقيد، وعادة تستهل القصيدة بالحِكَم وتختتم بالعظات والعبر. أما رثاء المدن والممالك، فهو الغرض الأندلسي الذي نبعت سماته وأفكاره من طبيعة الاضطراب السياسي في الأندلس، وكان مجال إبداعٍ في الشعر الأندلسي، وقد ظلت قصيدة أبي البقاء الرَّنْدِي التي مطلعها:
لكل شيء إذا ماتم نقصان فلا يغر بطيب العيش إنسان
ورائية ابن عبدون:
الدهر يفجع بعد العين بالأثر فما البكاء على الأشباح والصور
وسينية ابن الأبَّار:
أدرك بخيلك خيل الله أندلسا إن الطريق إلى منجاتها درسا
عدا ما قيل في مراثي بني عبّاد ووزيرهم المعتمد، ظل كل ذلك من عيون الشعر العربي عامة والأندلسي خاصة.
4- الفلسفة
كما طوع شعراء الأندلس الفلسفة للشعر والشعر للفلسفة، فصوروا الخواطر النفسية والتأملات الفكرية مما يُعد مجال إبداع في هذا اللون من الشعر، ونمثل لهذا الغرض بقول أمية بن عبد العزيز:
وما غربة الإنسان في غير داره ولكنها في قرب من لايشاكله
أو قول الآخر:
تفكر في نقصان مالك دائمًا وتغفل عن نقصان جسمك والعمر
ويقول الشاعر الغزال:
أرى أهل اليسار إذا تُوُفُّوا بَنوا تلك المقابر بالصخور
أبوْا إلاّ مُبَاهاة وفخرًا على الفقراء حتى في القبور
إذا أكل الثرى هذا وهذا فما فضل الغنيّ على الفقير
– الزهد والتقشف
أما شعر الزهد والتقشف والمدائح النبوية، فقد تفوقوا فيه على شعراء المشرق من حيث غزارة الإنتاج وتوليد المعاني ورسم الصور المؤثرة القوية، ويلفت النظر أن عدداً من شعراء الأندلس أدركتهم التوبة بعد طول حياة لاهية فوجهوا طاقتهم الشعرية في آخر أيامهم إلى طلب مغفرة الله ومرضاته وإلى ذم حياة اللهو والمجون والدعوة إلى الزهد والتقشف، ومن أشهرهم في هذا المقام ابن عبد ربه وابن حمديس والغزال.
إنّ الذين اشتروا دنيا بآخرة وشقوة بنعيم، ساءَ ما تجروا
يامن تلهىَّ وشيب الرأس يندبه ماذا الذي بعد وَخْطِ الشيب تنتظر
لو لم يكن لك غير الموت موعظة لكان فيه عن اللذات مزدجر
– الطبيعة
وكان لطبيعة الأندلس الأثر الحاسم في جعل شعر الطبيعة من أميز أغراض الشعر الأندلسي، وتمثل طبيعة الأندلس الرائعة الملهم الأول لشعرائها، وقد عبّر ابن خفاجة أشهر شعراء الطبيعة في الأندلس عن هذه الصلة فقال:
يا أهل أندلس لله درُّكمُ ماءٌ وظلٌ وأنهار وأشجار
ما جنة الخلد إلاّ في دياركمُ ولو تخيرت هذا كنت أختار
ويتَّسِم هذا اللون من الشعر بإغراقه في التشبيهات والاستعارات وتشخيص مظاهر الطبيعة وسمو الخيال، كما كان يعتبر غرضاً مستقلاً بذاته ولا يمتزج بأغراض أخرى، وإن امتزج بها لم يتجاوز الغزل أو مقدمات قصائد المدح.
ويعد معظم شعراء الأندلس من شعراء الطبيعة، فكل منهم أدلى بدلوه في هذا المجال إما متغنياً بجمال طبيعة الأندلس أو واصفاً لمجالس الأنس والطرب المنعقدة فيها، أو واصفاً القصور والحدائق التي شُيدت بين أحضان الطبيعة، ولذلك كان كل شعراء الأندلس ممن وصفوا الطبيعة، ويُعدُّ الشاعر ابن خفاجة الأندلسي المقدَّم بين هؤلاء الشعراء إذ وقف نفسه وشعره على التغني بالطبيعة لا يتجاوزها وجعل أغراض شعره الأخرى تدور حولها.
– شعر التصوف :
وأما التصوف فقد اشتهر به من شعراء الأندلس أعلام على رأسهم شيخ المتصوفين ابن عربي وابن سبعين وابن العريف والشستري وغيرهم.
وقد وجه الشعر الأندلسي طاقة كبيرة للتغني بمدائح الرسول ³، وكان أهل الأندلس قاطبة يحنون إلى الحجاز وإلى مهبط الوحي وإلى المدينة المنورة. وقد اتسع المديح النبوي منذ القرن السادس الهجري وأصبح من أغراض الشعر الأندلسي المقدَّمة، وكان من أسباب ذلك إحساس أهل الأندلس بضيعة الإسلام، عندما تكاثرت عليهم جيوش النصارى، فاتخذوا من الشعر أداة للاستغاثة بالرسول الكريم وكانوا يرسلون القصائد إلى القبر النّبوي الشريف واصفين محنهم وأذاهم.
ومن أشهر هؤلاء الشعراء أبو زيد الفازازي وابن جابر الأندلسي وأبو الحسن الرُّعَيْني وغيرهم من شعراء الأندلس.
7- رثاء الأندلس
ومن قصائد هذا الغرض قصيدة الشاعر/ أبي البقاء الرندي في رثائه للأندلس حيث يقول:
لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ فلا يغر بطيب العيش إنسانُ

هي الأمورُ كما شاهدتها دولٌ من سره زمن ساءتهُ أزمانُ

وهذه الدار لا تُبقي على أحدٍ ولا يدومُ على حالٍ لها شانُ

أينَ الملوكُ ذووا التيجان من يَمَنٍ وأينَ منهم أكاليلٌ وتيجانُ؟

وأينَ ما شَادهُ شدادُ في إرمٍ ؟ وأينَ ماساسهُ في الفرسِ ساسسانُ

وأينَ ما حازهُ قارونُ من ذهبٍ وأينَ عادٌ وشدّاد وقحطان؟

الخاتمة

لقد تناولنا في حديثنا السابق عن اتجاهات الشعر الأندلسي وأغراضه , ويبدو فيما سبق أن تعدد الأغراض الشعرية والتجديد في الاتجاهات الشعرية نتيجة الثقافة التي يمتلكها الشاعر الأندلسي والبيئة الساحرة في الأندلس.والله أعلم

وصلى الله وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

المصادر والمراجع

– مجلة أفق الثقافية

– مجلة الجامعة الأردنية

– موقع الشيخ تقي الدين الهلالي

– الموسوعة الإسلامية

م/ن

بالتوفيق

الحــــــــــــــــــــــمد لله

التصنيفات
الصف العاشر

طلب تقرير الشعر الحديث -تعليم الامارات

ابغى تقرير عن الشعر الحديث بليززز في اسرع وقت ممكن في حدود 10 او 15 صفحة وشكرا

الملفات المرفقة

لو سمحتي اباه في مرفق

اخوي انا باعطيك معلومات عن الشعر الحديث اللي مقرر عليكم و انت ضبط و سوي منه بحث ^_^

العدد 63 محرم 1443هـ / تشرين الثاني (نوﭭمبر)2004م- شباط (فبراير) 2022م.
[رجوع]

قراءات ومراجعات
كتاب (الصوت القديم الجديد)

للدكتور عبد الله الغذامي

محاولة في تحسين العلاقة بين
موسيقى الشعر الحديث وموسيقى الشعر القديم

عرض:

هايل محمد الطالب

دمشق – سورية

طرحت القصيدة الحديثة منذ تبلورها في أربعينات هذا القرن كثيراً من القضايا التي أثارت جدلاً نقدياً طويلاً. وما تزال, ولعل من أهم تلك القضايا قضية موسيقى الشعر في القصيدة الحديثة التي لاقت اهتماماً كبيراً ولا سيما بعد صدور كتاب نازك الملائكة (قضايا الشعر المعاصر) حيث انبرى عدد من النقاد والأدباء للرد عليها وتفنيد الكثير من آرائها. ولعل من أهم ما أفرزته تلك النقاشات والجدالات ظهور الكثير من المقولات لعرب ومستشرقين وكانت أخطرها تلك التي ترد في الكثير من فنيّات الشعر العربي الحديث, بما فيها الموسيقية, إلى التأثّر بالغرب. وضمن إطار إحقاق الحق, وطرح نقاش علمي لتلك المقولة يندرج كتاب الدكتور عبد الله الغذامي (الصوت القديم الجديد) الذي يتصدى فيه لقضية مهمة في هذا المجال هي محاولة الكشف عن العلاقة الفنية بين قصيدة الشعر الحديث والقصيدة الجاهلية بأدلة نصوصية تقيم العلاقة العضوية الأكيدة بين كل أنماط الكتابة الإبداعية فيها. ومنطلقاً, بالإضافة للأدلة النصوصية, من يقين أن الشعر هو حالة تمثل لغوي راقية, وأنه تجسد فني لأبلغ مستويات الإبداع اللغوي قولاً وإدراكاً, ومن أن القصيدة هي خلاصة التوحد الإلهامي الذي به يتحقق انبثاق اليوم بالأمس, وذلك لأن العلاقة بين اللغة كموروثٍ حضاري, والنص الأدبي كتمّثل لهذا الموروث لهي من القوة والوضوح بما هو كافٍ للتأكيد على أن التجربة الشعرية الحديثة تستند على فنيات شاعرية عربية, لأن مجرد قبول النص – كما يرى الباحث لهذه الفنيات دلالة على أنها جماليات نصوصية مخبوءة داخل لغة هذا النص, وعدم استخدامها من قبل يعود إلى أسرار إبداعية أخرى استثمروها, وأفادوا منها حتى أنهكوها ولم تعدّ صالحة لنا كإبداع جديد.

يتألف الكتاب من مقدمة وثلاثة فصول وملحق. يبدأ الدكتور الغذامي الفصل الأول بالحديث عن الشعر الحر, والموقف النقدي حول آراء نازك الملائكة, حيث يرى أن الشعر العربي منذ عرفناه قد مرَّ بأطوار متعددة من حيث البناء العروضي في القصيدة. ومن هنا يبدأ الدكتور الغذامي حديثه من التفريق بين المصطلحات المختلفة للشعر, فيوضّح مصطلحات الأرجوزة والقصيدة العمودية والموشحة والشعر المرسل والشعر الحر والشعر المنثور وقصيدة النثر, مع تتبع تاريخي لظهور قصائد الشعر الحر منذ عام .1920 ثم أخذ الدكتور الغذامي في مناقشة آراء نازك الملائكة في الشعر الحر من حيث إن كتابها (قضايا الشعر المعاصر) ومواقف النقاد منه كان بمثابة البيان النقدي لهذه الحركة المعاصرة. فيبدأ الدكتور الغذامي مناقشتها بقضية هامة هي قضية الأوليّة في كتابة الشعر, حيث تؤكد نازك في كتابها المذكور وفي جميع كتاباتها الأخرى بأنها هي – لا سواها – أول من بدأ كتابة الشعر الحر, وأن البداية كانت في قصيدتها (الكوليرا) المكتوبة والمنشورة في سنة ,1947 نافية تأثرها أو اطلاعها على أي نمط شعري سابق لها, كالموشحات, والبند, مروراً بتجربة أحمد زكي (أبو شادي), وذلك في سبيل إثبات أوليتها المطلقة في كتابة الشعر الحر.

ولذلك ينطلق الدكتور الغذامي من الناحية التاريخية ليرد دعوى الملائكة, حيث يرى أن الباحثين اثبتوا وجود محاولات عديدة في الشعر الحر منذ مطلع القرن العشرين, ففي العراق نشرت الصحف العراقية في الفترة ما بين 1911-1945 مقطوعات حرة, منها قصيدة إبراهيم عبدالقادر المازني المنشورة سنة 1923 في مجلة "الحرية" العراقية أسماها المازني الشعر المنطلق, ومنها نماذج للشاعر بسيم الذويب.

أما في مصر فإن الحركة – حركة الشعر الحر – قد بدأت تشق طريقها سنة 1927 أو 1929 عندما نشر أحمد زكي أبو شادي ديوانه (الشفق الباكي) وفيه بعض تجارب جديدة في الشعر المرسل والشعر الحر, وهي تجارب جريئة إلاّ أنها غير ناضجة. وقد جارى أبو شادي في محاولته في تلك الفترة خليل شيبوب والسحرتي وفريد أبو حديد. ثم يعرض الدكتور الغذامي لتجربة علي أحمد باكثير عام 1936 الذي قام بترجمة مسرحية روميو وجولييت إلى العربية بأسلوب شعري وصفه الشاعر في مقدمته للمسرحية بأنه (مزيج من النظم المرسل المنطلق والنظم الحر) وتتضح رؤية باكثير العروضية التي صارت فيما بعد قاعدة من قواعد الشعر الحر, كما يرى الغذامي في مقدمة مسرحية (اخناتون ونفرتيتي) سنة 1938 المنشورة سنة 1940 إذ يقول: وجدت أن البحور التي يمكن استعمالها على هذه الطريقة هي البحور التي تفعيلاتها واحدة مكررة كالكامل والرمل والمتقارب والمتدارك… أما البحور التي تختلف تفعيلاتها كالخفيف والطويل… فغير صالحة لهذه الطريقة.

وبعد هذا العرض التاريخي, يرى الدكتور الغذامي أن تعبير (الشعر الحر) و(الشعر المنطلق) من التعبيرات الشائعة بين الشعراء والكتاب منذ زمن يسبق محاولة نازك الملائكة بربع قرن. وبعد تمييزه بين الريادة والأولية يصل للقول: إن الأولية ليست لنازك حتماً, أما الريادة فهي بلا شك واحدة من كوكبة من الشعراء حملوا راية هذه الحركة في بدايتها بدوافع اطلاعهم على الآداب الأوروبية. فهو تطور ناشئ عن التقاء فكري من الشرق والغرب دعت إليه الحاجة إلى لغة حديثة ذات طاقة إيحائية تستطيع مواجهة القلق والتمزق الذي يملأ أنفسنا اليوم.

ثم يناقش الدكتور الغذامي الملائكة في عدد من القضايا الفنية والعروضية التي طرحتها حول الشعر الحر, ويختم حديثة في هذا الجانب بالالتفات إلى جانب لطيف هو تسمية الشطر والبيت والسطر, فيرى أن ارتباط مسمى شطر بالبيت في الشعر الحر كان هو السبب في معظم ملاحظات نازك الملائكة العروضية, ومن ثم يقترح تعبيراً اصطلاحياً ثابتاً وواضحاً وهو البيت لأنه لا يقصّر في أداء المعنى, ولسنا بحاجة إلى تعبير آخر. هذا من ناحية, ومن ناحية أخرى لأن كلمة (شطر) مرفوضة في الشعر الحر لما تجرّه من ملابسات عروضية ولغوية, وكذلك كلمة (سطر) غير مقبولة لأنها ذات ارتباط بأسلوب الكتابة النثرية لا الشعر.

أما الفصل الثاني والثالث من كتاب الغذامي فكان يهدف من ورائهما إلى كشف العلاقة الفنية بين الأمس واليوم, بين القصيدة الجاهلية والقصيدة الحديثة بأدلة تاريخية نصوصية هدفها إقامة العلاقة العضوية داخل اللغة العربية بين كل أنماط الكتابة الإبداعية.

فيتناول في الفصل الثاني تحرر الأوزان في الشعر القديم, فيرى أن الشعر الحرّ لم يكن خروجاً عن الوزن الشعري العربي, وإن كان خروجاً عن المعايير الخليلية للأوزان. ومن هنا فإن الخروج عن معايير الخليل لا ينفي صفة الشعر عن القصيدة, ومن ثَمّ يعرض الدكتور الغذامي في الفصل متتبعاً مسيرة الشعر العربي, وخروجه على قواعد الخليل منذ عصر الجاهلية, فيعرض نموذجاً قصيدة عبيد بن الأبرص التي يقول في مطلعها:

أقفر من أهله ملحوب

فالقُطَّبِياتُ فالذَّنوب

يرى الدكتور الغذامي أن هذه الأبيات في هذه القصيدة قد أتت على أوزان شعرية سبعة, حيث مزج الشاعر الأوزان في قصيدة واحدة بطريقة مغايرة لما قعّدة العروضيون, وحتى أنه لم يمكن النظر في وزنها إلا بأخذها شطراً شطراً ثم عرض لمثال آخر للشاعر الجاهلي الأسود بن يعفر وردتْ بأربعة أوزان في قصيدة من خمسة أبيات.

ثم يعالج الدكتور الغذامي مسألة الخروج عن أوزان الخليل فيرى أنه لم تكن الأوزان التي استنبطها الخليل بن أحمد وما وضعه لها من قواعد هي القول الفصل في أمر الموسيقى الشعرية, لا في عهد الخليل وعهد تلاميذه ولا فيما سبقه من عهود, أو ما لحقه منها, مستشهداً بقول الزمخشري: (والنظم على وزن مخترع خارج على أوزان الخليل لا يقدح في كونه شعراً, ولا يخرجه عن كونه شعراً).

بعد ذلك يرى الدكتور الغذامي أن الخروج عن عروض الخليل كما هو مقعّد في كتب العروضيين على ثلاثة أوجه: أولها: قصائد جاءت موزونة على تفاعيل ثابتة كثبوت تفاعيل الخليل من حيث التزام عدد ثابت منها في كل شطر, وليس فيها اختلاف سوى أنها ليست على وفق قواعد العروض الخليلي. ويعرض الدكتور الغذامي عدداً من الأمثلة على ذلك منها قصيدة الشاعر الجاهلي سلمى بن ربيعة التي يقول في مطلعها:

إنّ شواءً ونشوةً وخبب البازل الأمون

حيث يرد وزن أبياتها كالتالي (مستفعلن فاعلن فعو مستفعلن فاعلن فعولن) فالشطر الأول مع ثبوت وزنه في كافة الأبيات إلا أنه وزن لم يورده العروضيون من ضمن أوزان البسيط.

ثانيها: قصائد جاءت على غير وزن محدد, وإنما اعتمدت على نوع من الإيقاع يختلف عن العروض, وكأنه يعتمد على النبر وطريقة الترنم بالشعر, ومن الأمثلة التي عرضها الدكتور الغذامي على ذلك نأخذ قول أبي نواس:

رأيت كل من كان أحمقاً معتوهاً

في ذا الزمان صار المقدم الوجيها

يا ربَّ نذل وضيع نوهته تنويهاً

هجوته لكيما أزيده تشويهاً

فهذه الأبيات ليس لها وزن كأوزان الخليل.

ثالثها: إغفال العدد الثابت للتفعيلات في الأبيات وذلك بالزيادة في التفعيلات, أو النقصان منها حسب ما يقتضيه المعنى, ومن أمثلة الزيادة قول أحيحة بن الجلاح:

اشدد حيازيمك للموت فإن الموت لاقيكا

ولا تجزعْ من الموتِ إذا حل بواديكا

والأبيات من الهزج (مفاعيلن أربع مرات) ولكن الشاعر زاد كلمة (اشدد) في البيت دون مراعاة منه لقيد العروض في عدد التفعيلات الثابت, ولا حتى في نوعها الواحد بتفعيلة غريبة عن هذه البحور وهي (فاعل) بسكون اللام. ومن أمثلة النقص نأخذ قول أبي عثمان المازني:

لسعد بن الضباب إذا غدا أحب إلينا منك فافرس حمر

هذا البيت من الطويل ولكن سقطت منه تفعيلة كاملة في أوله. بعد ذلك يعرض الدكتور الغذامي نماذج لقصائد وردت على تفعيلة واحدة (انظر ص 11) ويخلص إلى القول في نهاية الفصل الثاني إلى أن العرض الوارد فيه دلالة على أن قواعد العروض عندما استقرأها الخليل لم تكن تعتمد على استقراء شامل. وهذا ما يؤكد لنا أن الوزن في الشعر شرط أساسي, ولكن للشاعر أن يأتي بأي وزن يراه, وله أنْ ينوّع فيه, كما أن عليه أن يجعل الوزن خاضعاً للمعنى فيزيد في الوزن أو ينقص منه حسب ما يقتضيه معناه, وعلى ذلك سار عدد من شعراء العربية وأيدهم عدد من نقادها.

أما الفصل الثالث فيتحدّث فيه الدكتور الغذامي عن إرسال الروي في الشعر العربي القديم, حيث يبدأ حديثة بالتفريق بين مصطلحي القافية والروي, ويتبنى تعريف الخليل للقافية بأنها (عبارة عن الساكنين اللذين في آخر البيت مع ما بينهما من الحروف المتحركة ومع المتحرك الذي قبل الساكن الأول) والروي هو الحرف الذي تُبْنَى عليه القصيدة وتنسب إليه.

ومعالجة موضوع القافية في الشعر ورؤيته أنَّ القافية غير الروي قاداه إلى مناقشة تعريف الشعر عند النقاد العرب مع عرض الأمثلة على ذلك. وهذا أيضاً أوصله إلى حقيقتين:

الأولى: أن تعريف قدامة بن جعفر ومن جاراه لا يجعل اتفاق الأبيات بحرف الروي شرطاً في الشعر, لأن التعريف لا ينص على ذلك ولا يحتمله.

الثانية: أن كلمة (مقفى) لا تعتمد كعنصر في تعريف الشعر لأن كل كلام موزون سينتهي بقافية, ويكون بذلك الشعر المرسل مقفى والشعر الحر مقفى أيضاً ثم يفرق الدكتور الغذامي بين أمور ثلاثة هي معاني الضرورة والعيب والخطأ, لينتقل إلى عرض عيوب الروي وهي الأكفاء وهو تنوع حرف الروي, والإقواء وهو اختلاف إعراب حرف الروى من بيت إلى بيت تحت (تنوع الروي) وهذا ينقسم إلى قسمين هما التنوع المنظم والتنوع المرسل:

أما التنوع المنظم للروي في الشعر العربي فقد ورد على ذلك أنواع من الشعر هي المسمطات والمزدوج والموشحات وقد عرض الباحث أمثلة كثيرة على تلك الأنواع (انظر ص 143 وما بعدها).

أما التنوع المرسل فهو ما ورد عن العرب من شعر كثير فيه إرسال للروي بأن يختلف الروي في بعض أبيات القصيدة الواحدة وهو ما أسماه العروضيون بـ(الإكفاء) وقد يكون من أسمائه (الإجازة) وقد عرض الدكتور الغذامي أمثلة على ذلك (انظر ص 152 وما بعدها).

وهذا العرض قاد الدكتور الغذامي إلى تبني هدفين أُخذا من روح الموروث النقدي لأسلافنا أمثال ابن جني والمرزباني وغيرهما وهما من أهم أغراض دراسته:

الأول: أن نعد تنوع الروي ضرباً من ضروب الضرورة الشعرية يلجأ إليها الشاعر, الضرورة شيء غير المعيب وغير الخطأ, وهي تأتي لسبب فني يقصده الشاعر ويصل إلى الأخذ به.

الثاني: أن نجيز ذلك للشعراء كافة دون تمييز بين سابق ولاحق انطلاقاً من مقولة ابن جني في أن (ما جاز للعرب جاز لنا).

أما ملحق الكتاب الذي ختم به الدكتور الغذامي كتابه فقد تناول فيه آراء محمد حسن عواد العروضية دراسة ونقداً, وقد نال عواد اهتمام الباحث لكونه رائداً في شعره وفي فكره على مستوى الأدب في المملكة العربية السعودية ومن حيث أن اجتهاداته العروضية في كتابه (الطريق إلى موسيقى الشعر الخارجية) ذات قيمة فنية من حيث صلتها بتجربته الشعرية (المتحررة) كما أنها ذات قيمة تاريخية لتبنيها حركات التحرر الشعري المعاصر, ولا سيما من حيث فتح باب الاجتهاد في تنويع موسيقى الشعر, وفي محاولة فك القيد في تجريب ما تتيحه الأوزان العربية من أشكال عروضية مختلفة, وهذا ما يجعل من تجربة عواد إسهاماً أدبياً من شاعر سعودي في حركة الشعر العربي الحديث.

أخيراً: إذا كانت تجربة نازك الملائكة النقدية, خاصة, قد تعرضت للنقد من عدد من النقاد والأدباء – والدكتور الغذامي واحد من هؤلاء – فإن من أهم ما يُحفظ للدكتور الغذامي في كتابه هذا هو محاولته التنقيب والبحث في التراث العربي عن جذور لموسيقى الشعر العربي الحديث ودعمها بالأدلة النصوصية وهذا ما يجعل تجربته جديرة بالعناية والتدبر والمتابعة ولا سيما وإن هذه التجربة قد ضَمنَتْ لصاحبها في كثير من الآراء الواردة في ثناياها أجرَ الاجتهاد وأجرَ الإصابة.

هامش:

الكتاب: الصوت القديم الجديد "دراسات في الجذور العربية لموسيقى الشعر الحديث" د. عبد الله محمد الغذامي.

كتاب الرياض الصادر عن مؤسسة اليمامة الصحفية العدد (66) يونيو 1999 عدد الصحفات (221)

يقصد بالشعرالعربي كل شعرمكتوب باللغة العربية الفصحى،من أبرز خصائصه أنه يلتزم وزنامن الأوزان الستةعشر16،المعروفةبالبحورالشعرية،في علم العروض، كمايلتزم بنوع من التقفية،الداخليةأوالخارجية،أوهما معا،وقد درج مؤرخوا الأدب العربي، على تصنيف الشعر العربي بحسب فترات زمنية تواكب العهودالزمنيةللدول، كما يصنف أيضا بحسب الأمصار التي أنتج فيها، من مختلف الأمصارالعربيةوالإسلامية:

بصفة عامةاعتاددارسواالشعر العربي تصنيفه إلى فترتين أساسيتين: الشعر القديم، والشعر الحديث. فالشعرالعربي لقديم يقصد به كل شعر عربي، كتب قبل النهضة العربية، أي قبل حملة نابوليون على مصر، كما يقصد به كل شعر كتب على نمطه، فيما بعد، ويمكن أن يسمى أيضا بالشعر التقليدي لكونهيسير في ركاب التبعية والتقليد،كمايسمى بالشعر العمودي ،نسبةإلى أسلوب كتابة أشطره المتناظرةبشكل عمودي. والشعرالعربيالحديث، يقصدبه كل شعر عربي، كتب بعدالنهضةالعربية،وهويختلف عن الشعر القديم في أساليبه،وفي مضامينه، وفي بنياته الفنية والموسيقية، وفي أغراضه وموضوعاته،وفي أنواعه المستجدة والمختلفة.

كما يصنف الشعر القديم أصنافا متعددة، فإن الشعر الحديث يصنف بدوره إلى مجموعة من الأصناف، من بينها:

* التصنيف حسب الأساليب، مثل: الشعر الحر،الشعر المرسل،شعر الحداثة،الشعر المعاصر، شعرالتفعيلة،وقصيدة/النثر.

* والتصنيف حسب الأجيال، مثل: شعرالستينات، شعرالسبعينات،شعرالثمانينات.

لكن بعض هذه التصنيفات قد لا تعني شيئا غير الرغبة في التصنيف، وأحيانا تكون مثارا لنزاعات متبادلة بين أطراف متصارعة من مبدعين ونقاد إلا أن الأهم من كل ذلك هو وجود بعض الخصائص الفنية والموضوعات المختلفة، بين النصوص الشعرية، لكل فئة من الفئات المذكورة.

إن ظاهرة الغموض أو الإبهام في الشعر الحديث واحدة من أعقد الظواهر التي يجابه بها القارئ في أثناء قراءته لقصيدة أو خاطرة شعرية أو أي جنس آخر من أجناس الأدب المتعارف على تصنيفه في أيامنا هذه. ولكن لنسأل أنفسنا أولاً: ما هو الأدب؟

يراد بكلمة أدب التهذيب والصقل والتمدن, والمقصود من التأديب في مصطلحات اللغات كافة أن يكون الإنسان مهذباً أو مؤدباً أو مثقفاً قد نشأ على العلم بفنون المعرفة والحكمة وجمع بين ثقافة الفكر والضمير, فمن فضائل الأدب أن يقوم اللسان ويهدي إلى أساليب التعبير عن حوائج النفس ومعاني الأفكار. وبناءً على ذلك فالأدب هو إيصال ما أكتبه إلى الآخر بأسلوب جمالي ينفذ إلى قلبه ووجدانه دون تعقيدات, والأدب الرفيع وحده يستوعب التجارب ويعبر عما تمليه بواعث الحياة التي تخاطب الفطرة الإنسانية وشتان بين كتابة تنبض بالحياة والمتعة وكتابة تعقدها وتقف عند مظاهر القشور والطلاء.
ولنتفق أولاً أن ما يدفع القارئ للقراءة دون شك هو الهواية, فليس من الإنصاف -والحال هذه- وضع العراقيل والعقابيل في طريقه لابتزاز حاجته إلى فعل القراءة.
ولكن من جهة أخرى ما الذي يدفع الشاعر إلى كتابة هذا النوع من الشعر أو كتابة الشعر على هذه الصورة؟ هل هو تشربه بثقافة غير تلك التي درج القارئ على قراءتها؟ هل هذا هو أسلوبه الوحيد لإيصال الفكرة إلى قارئه؟ وهل يعني هذا أنه يفتقد الأساليب المناسبة لإيصال تلك الفكرة؟ ما الذي يجعل الشاعر شاعراً في ظل افتقاره إلى أساليب إبداعية تعينه على إيصال المتعة والفكرة إلى القارئ؟!

سئل الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور ذات يوم : هل تقرأ لجيل الشباب؟ فأجاب: "نعم بكل تأكيد, ولكنني في بعض الأحيان أجد صعوبة في فهم ما يرمي إليه الشاعر وقد قرأت في إحدى المرات قصيدة لشاعر شاب فلم أفهمها ومعروف عني أنني أقرأ القصيدة لمرة واحدة فأردد غيباً أغلب أبياتها ولكن الذي حصل هذه المرة أنني لم أفهمها فأعدت قراءتها مرة أخرى لا بل مرات أخرى ولم أفهمها أيضاً فأدركت في النهاية أن العيب ليس فيّ أو في ذاكرتي ولكن العيب هو في كاتب هذه الكلمات المبهمة والمستعصية على الفهم " … وقد أطلق الشاعر الكبير حينها على هذا الصنف من الشعراء اسم "شعراء الأحاجي والألغاز".
فإذا كان رجل في قامة صلاح عبد الصبور وتاريخه قد عانى من هذه المشكلة فكيف لا يعاني منها قارئ هاوٍ ينحصر كل همه في إشباع ذائقته الأدبية ؟‍‍‍‍‍
على أن هناك قامات أدبية باسقة كتبت أدباً واضحاً فهمه الناس, كتبت أدباً جميلاً فأحبه الناس وأحبوهم, لم يستعرضوا عضلاتهم على القارئ لأنهم كانوا أصحاب رسالات أدوها بكل ثقة وأمانة, وخلدهم التاريخ حتى أصبحت كتاباتهم مراجع ودراسات يستعين بها النقاد والدارسون والباحثون.

وقد نختلف بعض الأحيان حول الشكل أو المضمون مع هؤلاء الشعراء الذين نحن بصدد الإشادة بهم ولكن هل يجادل مجادل في موهبتهم أو يشكك في شاعريتهم؟
ولدينا شاعر كبير آخر هو نزار قباني كتب شعراً سهلاً سلساً يفهمه حتى أنصاف المثقفين وأشباههم ويتذوقه حتى النجار والحداد وباعة الخضروات ومع ذلك فقد جاء أدبه رائعاً رائقاً استساغته فئات وشرائح المجتمع كافة وكتب له الخلود بعد ذلك. اقرأ معي مثلاً كيف كان يتغنّى بدمشق فيصفها وصفاً تذوب له القلوب، وتستوعبه العقول، وتستنفر ‏له كل الأحاسيس المرهَفَة، يقول:
قمرٌ دمشقيٌ يُسافرُ في دمي
وبلابلٌ.. وسنابلٌ.. وقِبَابُ
الفُلُّ يبدأ من دمشقَ بياضَهُ
وبِعِطرِها تتعطّرُ الأطيابُ
والماءُ يبدأُ من دمشقَ.. فحيثُما
أسندتَ رأسكَ، جَدولٌ ينسابُ
ويأتيك من الشعراء في أيامنا هذه من لا يتبرأ فقط من مدينته ولكن من ذاته نفسها فتجده تارة يشبه نفسه بالشجرة الوافرة على سجين أزرق وتارة بالبحيرة وتارة بالغياب, فقد كتب أحدهم قصيدة بعنوان "الأخضر" قال فيها:
أنا أخضر القبور.. علي زرق العصافير
ووحشة أختي
أنا الشجرة الوافرة على سجين أزرق
أنا البحيرة من يديك.. فتغرقين في الكآبة
اسمي الغياب
وفضتي الغرقى
ص83
ورسم شاعر آخر صورة قبيحة جداً للتاريخ:
"شهدوا أن التاريخ امرأة
صلعاء بعين واحدة
وبرأس مفتوق"

والآن ما الغموض في الشعر؟ ولماذا كتابة أدب يستعصي على الفهم؟ لماذا أقرأ قصيدة للمتنبي – وهو مالئ الدنيا وشاغل الناس – فأحفظها وأحللها وأركبّها وأفهمها جملةً وتفصيلاً؟ لماذا أفهم أدب نزار قباني وأتذوقه وأرتشفه حتى الثمالة وأحفظه حتى الوريد؟ ألا يستشهد الناس حتى يومنا هذا بحكم المتنبي وأمثاله؟ ألم يواكب أدب نزار قباني أجيالٌ تعلمت فنون العشق على يديه؟ ما الذي يرمي إليه هؤلاء الشعراء من وراء كتابتهم لشعر كهذا؟! ماذا يريدون أن يقولوا للقارئ؟ وما الذي ينتظرونه منه؟ هل يأملون منه أن يصفق لهم ويثني على هذه الكتابة الخارقة التي توهموا ساعة كتابتها أنها اكتشاف عظيم أو فتح مبين في عالم الشعر؟!
لا أدري لماذا يذكرني هذا ببعض آيات منسوبة إلى مسيلمة الملقب بالكذاب, إذ كان يقول لأتباعه إبان ادعائه النبوة :
"يا ضفدع ابنة ضفدعين, نقي كما تنقين, نصفك في الماء ونصفك في الطين فلا الماء تكدرين ولا الشارب تمنعين".
وللأسف فما أقرؤه عن هذا النوع من الشعر يوظف بشكل غريب السريالي والرمزي والغرائبي والمخيالي دون أن يكون ملماً بأبسط قواعد ومبادئ هذه الفنون, فالتحديث الشعري ليس تزويقاً لفظياً أو شكلاً فضفاضاً وحسب.
ثم ما هي الأساليب الإبداعية والأنماط الشعرية التي اكتشفها وابتكرها لنا هذا الغموض المغرق في الظلمة؟! فالأدوات هشة وغير متماسكة دلالياً واللغة فقيرة وغير مشذبة حافلة بركاكة لفظية، فالغموض له حدود فنية إن تجاوزها تحولت معه تلك الكتابات إلى كتابات (مشفرة) أو طلاسم ضبابية تجعلك إما أن تتهم نفسك بالغباء ومن ثم تقوم بضرب رأسك بالحائط وشجها على أساس أنها كتلة لحم وعظم لا فائدة منها لفهم كلام مكتوب، فكتاب الله عز وجل وسنة رسوله وكتب الفقهاء والأئمة وعظماء الأدب حتى ولو كانت غامضة في بعض الأحيان إلا إننا بعد عدة محاولات نفهم ولو عشرة بالمائة مما كتب وأحياناً نفهم ما يراد قوله إجمالاً.!

يقول "وليد معماري"في "مماحكة تحت ظل الزيزفون"في العدد "987"من جريدة"الأسبوع الأدبي"في هذا الصدد:
"ويظن بعض كتاب قصيدة النثر، أن الأمر يتركز في رصف كلمات مبهمة إلى جانب كلمات أكثر إبهاماً.. في ممارسة تشبه الشعوذة، معتقدين أن القارئ سينظر إلى إبداعاتهم، على أنها العبقرية التي تفوق مستوى فهمه.. بينما بساطة الصياغة، وعمق الفكرة، وبكارتها، جعلت من محمد الماغوط ملكاً متوجاً لمثل هذا الفن… (كما هي الحال لدى الشاعر الأمريكي والت وايتمان، أول رواد قصيدة النثر)… وهو – أي الماغوط – عبر عن أوجاع منفاه، وتشرده، وجوعه، في ديوانه: غرفة بملايين الجدران.. صارخاً من بئر معاناته العميقة: "لقد نسيت شكل الملعقة.. وطعم الملح"!.. وست كلمات منه كانت كافية لرسم لوحة كثيفة التعبير"
والشاعر" قاسم حداد" مثلاً وهو الشاعر المطبوع ينسى في بعض الأحيان أن له قراءً سيفحصون شعره فيسرح بخياله بعيداً عنهم وكأن أمرهم لا يعنيه في شيء فيكتب ويسترسل ويستفيض في كتابة شعرٍ يقف قارئ مثلي حائراً أمام مراميه وأبعاده الخفية. ففي قصيدته (تاريخ ) يكتب:
الذين كانوا
كانوا…
وتنتهي القصيدة عند هذا الحد وبثلاث كلمات لا غير.!

ومن خلال طرحنا لظاهرة الغموض كعقبة في وجه الأدب لا نطلب من الشاعر أن يلجأ إلى الشرح والتفصيل والتكرار بشكل يؤدي إلى اهتراء ذلك الأدب وافتقاره للإثارة وإشارات اللغة والرمز والتكثيف والشاعرية فنحن نعيش الآن غربة أدبية قاتلة تجعلنا نفهم الحداثة بشكل خاطئ وكأنها نظرية مستعصية على الفهم بسبب ظاهرة الغموض هذه، فالحداثة حالة تجدد وتحول تصب أولاً وأخيراً في رفعة الأدب ورقيه ومنحه دلالات إبداعية معرفية.
ولكن الأمانة تفرض علينا ألا نتجاهل النماذج الجيدة على قلتها والتي كتبت في هذا المنحى بشكل واكب الحداثة مستوفياً شروطها وأركانها فأفرز أدباً جميلاً تقبله جميع العاملين في حقول الأدب وتذوقه القارئ مبدياً إعجابه بهذه المعادلة الجميلة والبناءة فنحن لا نطلب من الشاعر أن يدلي بأسراره ومفاتيح شعره من خلال معادلة الوضوح التي نطالبه بها، ففي هذه النقطة بالذات يمتلك الشاعر حق السير في هذا المنحى فله أن يراوغ مستعيناً بالغموض والرمز لطرح الفكرة وتقديم الصور والاستعارات الجميلة ناثراً شعره تلميحاً لا تصريحاً، فلسنا من دعاة التبسيط بل من دعاة البساطة.. البساطة في كتابة الكلمة المعبرة، والبساطة في نقل الواقع ولكن بكتابة معمقة مستوفية لكافة أركان وشروط الكتابة، وبالتالي بناء وتشييد نص إبداعي زاخر بما يخدم وظيفته في توصيل المبتغى إلى القارئ.

وإذا كان لا بد من هذا الغموض فيجب أن يكون غموضاً يشف عن دلالة بالتأمل لئلا تصبح الصورة لغزاً من الألغاز. إن الغموض لا يكتسب مشروعيته الشعرية إلا إذا دخل في علاقة مع مكونات الخطاب الشعري الأخرى. وما دامت القصيدة بناء متكاملا، فإن الغموض الدلالي ينبغي أن يكون في انسجام تام مع عناصر الشعر الأخرى.
ولكن لا يجب الخلط بين الغموض والإبهام لأن الأخير يلغي مسافات التفاعل بين النص والواقع وبين الشاعر والمتلقي، ومرد الإبهام إلى اضطراب في الفكرة وتشويش في الرؤيا، بينما الغموض على العكس من ذلك, وهذا الخلط بينهما فتح المجال أمام المتطفلين على الشعر فظهرت أسماء كثيرة تدعي كتابة النص الحديث المسربل بالغموض دون أن تمتلك ذرة من موهبة أو إبداع.
هل يعقل أن نثقل كاهل القارئ بفك هذه الطلاسم ونلقي على كاهله الاستعانة بقواميس لفك هذه الأحاجي والألغاز؟ ليس القارئ مضطراً لقراءة مثل هذا الشعر وليس مضطراً فوق ذلك للاستعانة بمثل هذه القواميس لفك هذه الطلاسم.

إذاً فعلى من تقع المسؤولية؟!
تقع المسؤولية على الجميع نقاداً وباحثين ودارسين ومثقفين وذلك بسبب ندرة المحاضرات والندوات التثقيفية التي غابت عن الساحة ولا أدري لماذا فامتلأت بهذا الأدب الرديء وهذه الشرذمة من الأدعياء والمتطفلين على الأدب. أين المسؤولون عن هذا الأدب والذين يمنحونه جواز السفر إلى عالم الأدب الأرحب؟ أليس النقاد الذين يؤيدون هذا الأدب ويكرزون به هم من أوصلوه إلى هذه الركاكة الجوفاء؟ ثم من هؤلاء الذين يريدون فرض هذا النوع من الأدب الهابط على المتذوق بدعوى الحداثة؟
إن هذا الشعر لا يمت إلى الحداثة بصلة، فهو قد فرض لأسباب أيديولوجية لا أدبية وسوف تلفظه الساحة الثقافية عاجلاً أو آجلاً، وإذا ما ابتعد الأدب قليلاً عن المتلقي فالمسؤولية تقع على كاهل الأديب وليس على الأدب أو التجربة, فشاعرية الأدب ورسالته ترفضان فكرة الإبهام .
يقول العقاد في مطالعاته ص 18: " لا فلاح لأمة لا تصحح فيها مقاييس الآداب ولا ينظر فيها إليها النظر الصائب القويم لأن الأمم التي تضل مقاييس آدابها تضل مقاييس حياتها والأمم التي لا تعرف الشعور مكتوباً مصوراً لا تعرفه محسوساً عاملاً "
فلا بد للأمة إذا أرادت الرقي أن تصحح مقياس كتابتها وشعرها لأن الأمم الحية لا يجوز أن يكون لها غير أدب واحد هو الأدب الذي ينمي في النفس الشعور بالحرية والجمال وإذا كان الشعر شعوراً بجوهر الأشياء والكشف عن لبها وصلة الحياة بها فإن الكتابة إبحار في جوهر المعاني وحقيقة الكائنات وسبر لحقائق الكون والوجود والبحث عن اللغز الأكبر لغز الإنسان والكون.
طالما كانت جدتي تبهرني بقصصها الجميلة وطريقة سردها لتلك القصص هي التي لم تبتدع أساليب وطرقاً لإيصال فكرتها إلى عقلي وقلبي وكانت "بساطة الكلام" هي كل ما تملكه.

عمران عزالدين أحمد / سوريا / الحسكة

مراجع و مصادر :
معهد الامارات التعليمي
www.uae.ii5ii.com
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

روح مكتبة المدرسة و دور ع اسم اي كتاب يتكلم عن شعر الحديث و حط ايمه كمرجع << المدرس شو دراه خخخخخ

منقول من امير ^^

وهذا تقرير عنالشعر الحديث

في المرفقات

لا الـــه الا الله

التصنيفات
الصف الحادي عشر

تفضلوا حل درس صور المرأة في الشعر الجاهليي -تعليم الامارات

بسم الله الرجمن الرحيم
ممكن حلول الدرس
صفحة 141 142
الله يخليكم

wowowowow
where are u all
help
pleazzzzzzz

لحظة اختي دقايق وبنزله حقج

أنا بعد أبااه

ميرسي كتير
اختي مزنة بانتظارك
جزاك الله خيرا يارب

انا بعد اريده ضروري بللللللللللللليز

وين الحل

بغيت شرح المرأة في العصر الجاهلي

بسرع لو سمحتوا

ثيلالالا

سبحان الله و بحمده