::
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
يسعدلي مساكم وصباحكم بكل خير وبركة
::
أولاً: إطلاق اسم المعلم على نبينا صلى الله عليه وسلم:
والسموحهْ
شكرا لج غلوه
يعطيج العافيه ..
الغلا كله تسلمين ع الطرح
لا هنتي
نرقب الزوود منج
شكرا لج الغلاآ .!
ربي يعطيج العافيه .
السيرة النبوية العطرة
30 فائدة من سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
كتاب الكتروني : السيرة العطره
رحلة المعراج تأملات رقمية فى السرعة والمسافة
أيهما يتقن أبناؤنا ؟ سيرة الرسول .. أم أغاني الفيديو كليب….؟؟؟ الجزء الأول
أيهما يتقن أبناؤنا ؟ سيرة الرسول .. أم أغاني الفيديو كليب ؟؟؟ الجزء الثاني
أيهما يتقن أبناؤنا ؟ سيرة الرسول .. أم أغاني الفيديو كليب …..؟؟؟ الجزء الثالث
^~*¤©[£] الأنوار فى سيرة النبى المختار[£]©¤*~^
قالوا عن محمد (صلى الله عليه وسلم)
محبه غير البشر للرسول صلى الله عليه وسلم
الإسراء والمعراج
رحلة الاسراء والمعراج وشق الصدر .
اعرف نبيك صلى الله عليه وسلم
قصص يحكيها لنا الرسول
أسئلة يجيب عليها رسول الله
تفاصيل وأسرار "يرويها" قليلون دخلوا الحجرة النبوية الشريفة
مــواضيــع مكــذوبة منسوبه الى صاحب الشفاعه
معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم
معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم ( الجزء الثاني )
أروع كتابان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( للتحميل ) .
وصف الرسول عليه افضل الصلاة والسلام .. سبحان الخالق
أسمه و نسبه (صلى الله عليه وسلم)
محمد الانسان ، عظيم في كل شيء
مواقف ضحك فيها النبي( صلى الله و عليه وسلم)
——————————————————————————–
مع تحياتي لكم سوويت كوول وثاانكس لانكم قريتوا الموضووعـ
im girl the sweet cool
حل ص 104 في النشاط
امبراطوري ، حروب بين المماليك ، معاناة الشعب من الظلم
ص 105
نشاط :
من خلال التعاون مع زملائك في المجموعة استنتج الأسباب التي أدت إلى تعدد الديانات قبيل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
حالة التخلف التي كانت تعيشها المجتمعات وتعدد الأفكار والآراء والحضارات
ص 106
نشاط
أي الطبقات جاءت في المرتبة الأخيرة ؟
• الخدم
• العبيد والفلاحين
ما النتائج المترتبة على وجود نظام الطبقات في المجتمع ؟
* الظلم والقهر الاجتماعي * الحقد والكراهية للطبقات الأعلى
* قيام الثورات في وجه الظلم * تدهور الحالة المعيشية
ص107
مراجعة :
اكتشف ابرز جوانب التشابه والاختلاف بين طبقات المجتمع في الإمبراطورية الرومانية والفارسية والهندية ؟
1- وجود الطبقية 2- الظلم الاجتماعي 3- وجود فئة متسلطة
النشاط :
فسر تنوع العبادات في شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام قبل ظهور الإسلام :
1. بسبب تنوع الحضارات في المناطق المجاورة .
2. تعدد الأفكار والآراء وانتشار الجهل
ص 108
نشاط :
1- استنتج أهم ما قامت به قريش أثناء إشرافها على البيت الحرام .
* توفير الخدمات للحجاج ( السقاية والرفادة )
* رعاية شؤون البيت الحرام * تنظيم مواسم الحج
2- كيف كانت يثرب تعيش قبل مقدم الرسول صلى الله عليه وسلم .
* الصراع بين أهلها على الأراضي الخصبة
* معاناة الأوس والخزرج من مكر اليهود
ص 109
* ما المقصود بالتجارة الدولية؟ التجارة التي تقوم على تبادل السلع عبر الحدود والمناطق المختلفة من دولة لأخرى
* صف الحالة الاقتصادية التي كان عليها العرب قبيل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
1. ممارسة التجارة
2. قيام علاقات تجارية دولية
3. تنوع المنتجات التجارية
4. زراعة محدودة باستثناء اليمن والشام
ص 110
مراجعة :
فسر أسباب تدني مكانة المرأة عند بعض قبائل العرب في المجتمع العربي قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم؟
1- كانت تعامل كجزء من المتاع 2- كانت تورث 3- كانت لا تعمل 4- تتعرض باستمرار للسبي 5- ليس لها رأي أو مشورة
ص 111
1- أي الأسباب تجدها أكثر أهمية في تأهيل العرب حمل رسالة الإسلام ؟ ولماذا.
الخصال التي يحملونها من ذكاء وكرم وشجاعة وحرية ……………الخ
بسبب أنها كانت محببة لدى كافة البشر
ص 111
مراجعة الدرس
الفهم والاستيعاب
رتب طبقات المجتمع في الحضارة الرومانية.
1. الأغنياء أرباب الثروات
2. العامة من التجار والصناع
3. الفلاحين
وضح واقع المرأة في شبه الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام .
1. كانت تعامل كجزء من المتاع وكانت تورث وينظر إليها أنها اقل شأنا من الرجل ولا تعمل وكانت تسبى باستمرار
أنسب الديانات التالية إلى الحضارات التي نشأت فيها .
– البوذية : الصين
– البراهمية : الهند
مهارات التفكير
قارن بين الحضارة الفارسية والرومانية وفق ما هو مبين في الجدول التالي :
الحضارة الفارسية الرومانية
العاصمة المدائن القسطنطينية
لقب الحاكم كسرى قيصر
نوع الحكم ملكي إمبراطوري
وبالتوفيق
=)
والسموحه تم تعديل العنوان
بالتوفيق
الطيبة
من طيب اصلج ظاقت بوصفج المعاني
طيبتج ما شفت مثلها عند اي انسان ثاني
تمنيت كل الناس مثلج وهاي اصعب الأماني
بلييييييييييييييييييييييييييز ابي ضروري
الورقة في المرفق..
درس الدولة الاسلامية زمن الرسول..
موفقة..
جاري تعديل العنوان
ورقة عمل درس نشاة الرسول ونزول الوحي..
موفقة يارب..
العضوة رمش الذبوحي ما قصرت
يزاها الله خير
موفقين ,,
مشكورة الغالية ومافصرتي
ما صفات…..؟
أنه الأب المربي والجد الرحيم.
ما أهمية……..؟
انتشار المحبة والرحمة بينهم وتماسك الأسرة.
كان الرسول {ص}…..؟
كان يحب بناته كما كان يحب أولاده.
ماأهمية ………؟
انتنشار الحب بين الأبناء وعدم الفرقة بينهم.
حدد أربعة……..؟
1. المساواة 2. العدل 3. الحب 4. الرحمة والعطف والحنان.
أناقش:
ما الأمور……..؟
علمهم النظر الى معالي الأمور وتفضيل الآخرة على نعم الحياة الدنيا .
أذكر أربعة ……؟
1. تعليمهم العلم النافع 2.تأديبهم 3. الأخلاق الحسنة 4.الحلال من الحرام
من خلال المواقف السابقة:
أكتب ثلاث……..؟
1. الصبر 2. الرحمة 3. العطف على الصغار
1. ما الفرق بين……………؟
الفرق الأول عكس الثاني تماما وقد اختار والد سالم الشدة والعنف أما والد راشد فاستخدم اللين والنصح.
2.ما الامور ……؟
اللين والنصيحة الهدوء والتعليم والحرص على مستقبل ولده والإقناع بالحجة العقلية.
3. أي الأسلوبين ……..؟
الأسلوب الثاني القائم على النصيحة والعطف واللين .
ان شالله كون فدتكم اخوني واخوتي
دمتي بود
منقووووول
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين لقد اخترت هذا الموضوع،،لانني اردت أن أعرف الكثير عن حيات الرسول صلى الله عليه وسلم ،وأردت أن أعرف كيف كان مع زوجاته وكيف يعادل من بينهم .
الرسول صلى الله عليه وسلم زوجاً :
– كان يحب المرأة .. إنسانا ً.. وأُمّا ً.. وزوجة .. وبنتاً.. وشريكة في الحياة . سئل: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال :[ أمك ، ثم أمك ، ثم أمك ، ثم أبوك] .
وقال : [ من أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما فمات فدخل النار فأبعده الله ] .
وأمر الذين سألوه .. أن يزوجوا ابنتهم للفقير الذي تحبه ، لا للغني الذي يريدونه.
أمهات المؤمنين هن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وقد كرهن الله عز وجل في تكريمهن أنهن لم يتزوجن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعدد أمهات المؤمنين إحدى عشرة زوجة ست منهن من قريش وأربع عربيات من غير قبيلة قريش وواحدة من بني إسرائيل.
خديجة بنت خويلد:خديجة أول من أسلم من النساء ،وقد ساندت زوجها الرسول صلى الله عليه وسلم بمالها في حصار قريش للمسلمين في شعب أبي طالب وهي التي قال لها صلى الله عليه وسلم :زملوني زملوني وهي التي قالت للرسول :أبشر يابن عم واثبت فو الذي نفس خديجة بيده لأرجو أن تكون نبي هذه الأمه.
سوده بنت زمعه:قالت خولة بنت الحكم للرسول يا رسول الله لم لاتتزج من تعوضك عن خديجه ثم عرضت عليه سودة وذهبت إلى سوده تقول:ماذا ادخل الله عليك من الخير والبركة فقالت وماذاك؟قالت خوله أرسلني رسول الله لأخطبك عليه فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عائشة بنت أبى بكر الصيدق:كانت عائشة شديدة الحب لرسول الله عليه وسلم حتى كانت تغار عليه فكان يقول لها :حبي لك ياعائشة كالعروة الوثقي ولم ينجب منها الرسول صلى الله عليه وسلم الولد.
حفصة بنت عمر رضي الله عنها:
تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم حفصه وعرفت بأنها صوامه قوامه كما تحدث عنها جبريل فقال انها صوامه قوامه وهي زوجتك في الجنة.
زينب بنت خزيمة أم المساكين:ابتليت أم المساكين في قد زوجها، وجاء الرسول اللي عمها وخطبها ،ودفع لها مهرا أربعمائة درهم وبني لها حجرة كحجرات أزواجه ،وقضت زينب أم الؤمنين ستين يوما فقط في بيت النبوه ، ثم توفيت وهي تعرف بصفة عظيمة هي أم المساكين.
أم سلمة رضي الله عنها: لقد كان عبد الله بن عبد الأسد بن المغيره زوجها ،ولقد أصابه في غزوة أحد ومرض وأشتد المرض عليه وتوفيه ، وبكت ام سلمة عليه،ثم قال الرسول صلى الله عليه وسلم قولي:اللهم آجرني في مصيبتي واعقبني خيرا منها ،وبعد مرور الأيام تزوجها الرسول وكانت سيدة حكيمة ذات مكانة رفيعه بين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم.
زينب بنت جحش رضي الله عنها:قضي أمر الله بأن يتزوج رسول الله زينب بعد طلاقها من زيد بن حارثة،وكانت تقول لرسول يارسول الله اني والله ماانا كأحد من نسائك ليست امرأة من نسائك إلا زوجها أبوها أخوها أو أهلها ؟غيري زوجنيك الله من السماء،وكانت سيدة جميلة،وقالت عنها السيدة عائشة رضي الله عنها :لم تكن واحدة من نساء النبي صلى الله عليه وسلم تناصبني غير زينب،
نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم،مسعد شعير،دار القبلتين دار اليقين،1437-2017
وكانت زينب صالحه وتقيه ونشيطه عامله تدبغ الجلود تعمل بيدها ما تحسنه ثم تتصدق بما تعمل في سبيل الله على الفقراء والمساكين.
جويرية بنت الحارث:
تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة بني المصطلق في شعبان سنة 6 هجرية وقد علمها النبي كلمات تقولها فقال:الا اعلمك كلمات تقوليهن؟؟
سبحان الله عدد خلقه ثلاث مرات
سبحان الله رضي نفسه ثلاث مرات
سبحان الله زنة عرشه ثلاث مرات
سبحان الله مداد كلماته ثلاث مرات
وتوفيت سنة 5 هجرية ودفنت في البقيع وصلى عليها مروان الحكم المدينة آنذاك.
أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان:
كانت زوجة لعبيد الله بن جحش ،وهاجرت معه إلى الحبشة،فارتد عبيد الله عن الإسلام وتنصر وتوفي هناك_أما حبية فقد ثبت علي دينها وإسلامها وهجرتها
علم رسول الله بكل هذا وأدرك أن روملة بنت أبي سفيان(أم حبيبة ) التي تركت المال والجاه وهاجرت ببدنها قد ابتليت وامتحنت فأراد ان يكرم فيها النساء المؤمنات ،فأرسل إلى النجاشي كي يزوجها له فلما أرسل لها النجاشي وكلت خالد بن سعيد بن العاص وهو من اهلها ثم قالت أبشر الله النجاشي بالخير واهدت لجاريته سوارين من فضة .
وأرسل النجاشي إلى خالد بن سعيد بن العاص وعدد من المسلمين المهاجرين إلى الحبشة وعقد مجلساً كبيراً قال فيه:لقد كتب إلى محمد بن عبد الله في أي أزوجه أم حبيبة بن ابي سفيان فأجبت إلى مادعا إليه وأصدقها أربعمائه دينار فقال خالد بن سعيد بن العاص للنجاشي:قد أجبت إلى مادعا إليه رسول الله وزوجته أم حبية.
عادت السيدة أم حبيبة الى المدينة محمله بهدايا النجاشي للرسول صلى الله عليه وسلم ووجدت الرسول صلى الله عليه وسلم قد خرج إلى خيبر، فلما عاد عليه السلام فرح بقدومهم وتزوج أم حبيبة وأولم عثمان ابن عفان وليمة عظيمة تكريما لبنت عمه أم حبيبة التي شرفت بهذا الزواج ولما جاء أبوها إلى المدينة وكان على دين الشرك منعته من الجلوس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت له انت رجل مشرك)) وكانت سيدة حكيمة عاقلة راضية رضي الله عنها وفي خلافة اخيها معاوية بن ابي سفيان توفيت بالمدينة المنورة
ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها :
كانت ميمونة ترغب في الزواج من الرسول فأسرت الى اختها أم الفضل ونتقلت السر الى العباس زوجها فذهب إلى الرسول وقال له لقد ترملت فهل لك ان تتزوجها فرضي رسول الله .
نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم،مسعد شعير،دار القبلتين دار اليقين،1437-2017
صفيه بنت حيى بن أخطب:
صفيه من بني اسرائيل يهوديه،وكان ابوها وعمها من أعداء الرسول،وخيرها الرسول في خيبر بين الإسلام واليهوديه فاختارت الإسلام،وقالت:يارسول الله ،لقد هويت الإسلام وصدقت بك قبل أن تدعوني بذلك فاعتقها رسول الله وجعل عتقها مهراً لزوجها منه، وكانت عائشة تغار منها وتقول آنها أكرم منها فتجيبها قائله كيف تكوني أكرم مني وأنا زوجي محمد وأبي هلرون وعمي موسى؟!
:::::::::::::
وكان صلوات الله عليه يقبّل عائشة ، وإذا شربت من الإناء أخذه فوضع فمه في موضع فمها وشرب .. وكان يتكئ في حجرها ، ويقرأ القرآن ورأسه في حجرها وكان يقبلها وهو صائم .. وزاحمته على الخروج من باب المنزل .
وغضب مرة مع عائشة فقال لها: هل ترضين أن يحكم بيننا أبوعبيدة بن الجراح ؟ فقالت: لا .. هذا رجل لن يحكم عليك لي ، قال: هل ترضين بعمر؟ قالت: لا.. أنا أخاف من عمر .. قال : هل ترضين بأبي بكر ( أبيها )؟ قالت : نعم ..
فجاء أبو بكر ، فطلب منه رسول الله أن يحكم بينهما.. ودهش أبو بكر وقال :
أنا يا رسول الله ؟ ثم بدأ رسول الله يحكي أصل الخلاف .. فقاطعته عائشة قائلة :
( اقصد يا رسول الله ) أي قل الحق .. فضربها أبو بكر على وجهها فنزل الدم من أنفها ، وقال : فمن يقصد إذا لم يقصد رسول الله ، فاستاء الرسول وقال : ما هذا أردنا .. وقام فغسل لها الدم من وجهها وثوبها بيده .
وكان إذا غضبت زوجته وضع يده على كتفـها وقال : [ اللهم اغفر لها ذنبـها وأذهب غيظ قلبها ، وأعذها من الفتن ] .
عدله صلى الله عليه وسلم:
كان صلى الله عليه وسلم يتحرى العدل بين زوجاته في كل شيء مهما دق أو صغر, فكان يعدل بينهن في السكن والنفقة والمبيت والزيارات ، فكان إذا زار واحدة منهن زار جميعهن بعد ذلك. ورغم حبه الشديد للسيدة عائشة رضي الله عنها، إلا أنه لم يميزها في شيء عنهن أبداً، وكان يستغفر الله من عدم قدرته على العدل في المحبة القلبية بين زوجاته إذ أن هذا أمر بيد الله فكان يقول ] اللهم إن هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما لا أملك[، وعندما مرض مرضه الأخير لم تطب نفسه بالمقام عند السيدة عائشة حتى أذنّ له في ذلك.
وحتى في أسفاره وغزواته صلى الله عليه وسلم ، كان يقرع بين نسائه ، فمن خرج سهمها صحبته في سفرته أو غزوته.
استشارته لزوجاته
كان صلى الله عليه وسلم يستشير نساءه في كثير من الأمور ويقدر آراءهن ، وقد كانت المرأة في الجاهلية تعامل معاملة المتاع ، تباع وتشترى ولا يؤخذ رأيها في أمر من الأمور حتى وإن كان هذا الأمر يخصها وحدها، ولكن الإسلام جعل المرأة كفوا للرجل غير أن الرجل له عليها حق القوامة } وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ{ البقرة 228 . ولقد كانت مشورة أم سلمة رضي الله عنها في يوم الحديبية بركة على المسلمين وإنقاذا لهم من هلاك محقق حيث أشارت عليه بأن يخرج إليهم دون أن يكلم أحدا منهم فينحر هديه ويحلق رأسه، فلما فعل ذلك قام الصحابة سراعا وامتثلوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن تباطؤوا وذلك لما أصابهم من الغم والحزن يوم الحديبية حيث كانوا يرون أن شروط الصلح مجحفة لهم.
السيرة النبوية للأطفال لعبد المنعم الهاشمي،دار اليقين للنشر والتوزيع،1437_2017،
سعة صدره وحلمه عليهن:
كان أزواجه صلى الله عليه وسلم يراجعنه فيقبل منهن ذلك ويحلم عليهن, وما ضرب واحدة منهن قط ، وما كان هذا الأمر معهودا قبل الإسلام, فقد كانت المرأة أقل من أن تراجع الرجل أو تناقشه.
قال عمر رضي الله عنه" تغضبت على امرأتي فإذا هي تراجعني فأنكرت أن تراجعني، فقالت : ما تنكر أن أراجعك فو الله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل. قال: فانطلقت فدخلت على حفصة فقلت: أتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: نعم. قلت: وتهجره إحداكن اليوم إلى الليل؟. قالت: نعم. قلت: " قد خاب من فعل ذلك منكن وخسر".
تأديبه لأهل بيته
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوس نساءه سياسة الخبير بأغوار النفوس ومواطن الضعف فيها، فلم يكن صلى الله عليه وسلم يتهاون في تأديبهن إذا أخطأت إحداهن أو خرجت عن الخط السوي.
تقول عائشة رضي الله عنها: ما رأيت صانعة طعام مثل صفية صنعت لرسول الله طعاما وهو في بيتي، فارتعدت من شدة الغيرة فكسرت الإناء ثم ندمت فقلت: يا رسول الله ما كفارة ما صنعت؟ قال: إناء مثل إناء، وطعام مثل طعام.
وكان صلى الله عليه وسلم يترك لهم حرية الكلام ويسمع منهن ولكنه لا يمرر خطًأ مهما كان صغيرا ومهما كان الدافع وراءه.
قالت له عائشة مرة وقد غارت من شدة وفائه للسيدة خديجة رضي الله عنها " ما تذكر من عجوز حمراء الشدقين قد أبدلك الله خيرا منها". فغضب صلى الله عليه وسلم ورد عليها قائلا: "والله ما أبدلني الله خيرا منها. آمنت بي حين كذبني الناس، وواستني بمالها حين حرمني الناس، ورزقني الله منها الولد وحرمته من غيرها"
إن غيرة السيدة عائشة على النبي صلى الله عليه وسلم وحب النبي لها لم يشفعا لها عند النبي صلى الله عليه وسلم.
خدمته لأهل بيته
لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يستنكف عن الخدمة داخل البيت، وتقديم المعونة لزوجاته إذا لزم الأمر، وكان يقول: ]خدمتك زوجتك صدقة[. كان صلى الله عليه وسلم يرقع الثوب ويخصف النعل وغير ذلك مما يحتاج إليه أهل بيته.
تجمله لأهل بيته
كان صلى الله عليه وسلم يدرك حاجة المرأة للجمال في الرجل ، كما يحتاج الرجل الجمال في المرأة، فكان صلى الله عليه وسلم أجمل الناس وأكثرهم أناقة على قلة ذات يده، وكان يأمر أصحابه بأن يتزينوا لنسائهم ويحرصوا على النظافة وكان يقول: ] اغسلوا ثيابكم وخذوا من شعوركم واستاكوا وتزينوا وتنظفوا فإن بني إسرائيل لم يكونوا يفعلون ذلك فزنت نساؤهم
http://www.lahaonline.com/index.php?option=$$$$$$$&task=view&id=12971§io nid=1
http://www.islamweb.net/ver2/archive…t.php?id=10953
الخاتمة
لقد استفدت كثيراً من تقريري،واكتسبت معلومات لم أكن أعرفها ،وضمه تقرير جميع زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم 1- السيدة خديجة رضي الله عنها 2-السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق3- السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب4- السيدة أم حبيبة بنت أبي سفيان5-أم سلمة بنت أمية بن سهل6-السيدة سودة بنت زمعه،،7-زينب بنت جحش8-ميمونة بنت الحارث9-زينب بنت خريمة10-جويرية بنت الحارث11-صفيه بنت حيى بن آخطب.
المصادر والمراجع
الكتب:
نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم،مسعد شعير،دار القبلتين دار اليقين،1437-2017
السيرة النبوية للأطفال لعبد المنعم الهاشمي،دار اليقين للنشر والتوزيع،1437_2017،
المواقع:
معهد الامارات التعليمي
www.uae.ii5ii.com
http://www.islamweb.net/ver2/archive…t.php?id=10953
http://www.lahaonline.com/index.php?option=$$$$$$$&task=view&id=12971§io nid=1
المحتوى الصفحة
• المقدمة
• الرسول صلى الله عليه وسلم زوجاإ
• خديجة بنت خويلد
• سوده بنت زمعه
• عائشة بنت ابي بكر الصديق
• حفصة بنت عمر
• زينب بنت خزيمة ام المساكين
• ام سلمة
• زينب بنت جحش 1
• جويرية بنت الخارث
• أم حبية (زملة بنت أبي سفيان
• ميمونة بنت الحارث 2
• صفية بنت حي بن أخطب
• عدله صلى الله عليه وسلم
• استشارته لزوجاته 3
• سعة صدره وحلمه عليهن
• تأديبه لأهل بيته
• خدمته لأهل بيته
• تجمله لأهل بيته 4
• الخاتمة
• المصادر والمراجع 5
اخوك ولد عيمان
ما من إنسان على وجه الأرض إلا ويتمتع بتطلعات قيادية، أو يمارس نوعا من القيادة في حياته اليومية. فهذه القيادة يمارسها المدير مع الموظفين، والمعلم مع الطلاب، والزوج مع زوجته وأبنائه، على عكس ما هو سائد عند بعض العرب الذين ما ان سمعوا بمصطلح القيادة حتى ربطوه فورا بالزعماء السياسيين.
ومن المؤكد ان هناك أنواعا عديدة للقيادة منها الإسلامية، والمقصود بها القيادة على مستوى الشركات والمؤسسات التي أثبتت نجاحها في الآونة الأخيرة، خصوصا على مستوى المؤسسات المالية والاستثمارية التي استطاعت أن تتميز بين مثيلتها من الشركات والمؤسسات الأخرى غير الإسلامية.
لكن هل هناك نظريات متكاملة في الإدارة أو القيادة الإسلامية؟ وما الذي يميز هذه الإدارة عن غيرها من الإدارات؟ وهل هناك صفات خاصة يجب أن يتحلى بها المدير أو القائد الإسلامي؟ أسئلة عديدة طرحتها "القبس" على رئيس مجلس إدارة شركة الإبداع الخليجي للتدريب الدكتور طارق السويدان الذي أكد عدم وجود نظرية متكاملة للإدارة الإسلامية، وان عمليات التنظير المتعلقة بهذا الموضوع قاصرة بكثير من الجوانب.
وشرح السويدان الفوارق بين القيادة الإسلامية والقيادة الأخلاقية كما تطرحها النظريات الغربية، وأن الفرق الرئيسي بينهما يكمن في قضية التوحد، إذ ان الإدارة الإسلامية تنطلق من الإيمان بوجود خالق ورقيب يحاسب.
وأضاف: "ان هناك كثيرا من النظريات التي يطلق عليها نظريات إدارية إسلامية، ومع الأسف فإن غالبية هذه النظريات مأخوذة من الغرب وتضاف إليها الآيات والأحاديث لتكون نظرية إسلامية، وفي الواقع هي ليست أكثر من خنزير مذبوح على الطريقة الإسلامية".
وأشار السويدان الى ان المدير او القائد الاسلامي يتميز بالنية الصالحة والربط بين العمل الدنيوي والالتزام بقيم الاسلام العظيمة وانه يحرص على الاقتداء بالنموذج القيادي الاعلى محمد صلى الله عليه وسلم.
هل يخلق التدريب قادة؟
2% او اقل يولدون في العالم قادة وفي المقابل 2% او اقل لا يصلحون مهما دربتهم ليصبحوا قادة، لكن نسبة ال96% المتبقية عندهم استعداد للقيادة، لكنهم يحتاجون الى صقل مهاراتهم القيادية من خلال التدريب الجاد الموجه، ليعرفوا كيف يفكرون قياديا، وكيف يفرقون بين القيادة والادارة، وكيف يخططون استراتيجيا وكيف يديرون ويقودون.
96% قابلون للتدريب، لكن للاسف التدريب الجاد غير موجود.
في احدى كتاباتك ذكرت ان "الاسد يقود اسودا"، ما المقصود من هذه العبارة؟
في الحقيقة ان نابليون يقول "جيش من الارانب يقودها اسد خير من جيش من الاسود يقودها ارنب"، وعدلت عبارته الى "جيش من الاسود يقودها اسد".
والمقصود بالارنب هو الانسان التابع، الذي لا رأي له والخائف على منصبه وعلى راتبه وعلى وظيفته، اما الاسد فهو الشخص الذي يقود ويعطي اوامر ولا يستشير من حوله.
لكن الأفضل من ذلك هو نموذج الرسول صلى الله عليه وسلم، فكل من كان حوله هم من القادة، اذ ان بعضهم كانوا يعترضون على بعض قرارات الرسول صلى الله عليه وسلم وهو قائد يقود قادة، وهذا الذي نتمناه في جميع مؤسساتنا، ان يحيط كل قائد نفسه بأشخاص لهم رأيهم، ويستطيعون ان يتولوا المسؤولية في اتخاذ القرارات دون الرجوع الى رئيسهم، وفي حال تطبيق مبدأ التفويض فإن الشركات ستحقق نتائج غير عادية.
مستوى التدريب…
هل يعتبر مستوى التدريب في العالم العربي جيدا مقارنة مع المستوى العالمي؟
الاهتمام العربي بالتدريب ضعيف وهو ليس على المستوى العالمي الذي يصرف 3% من ميزانية الموظفين على التدريب، اما العالم العربي فهو لا يتجاوز نسبة 1 من 3 من مستوى التدريب الذي من المفترض ان يصل اليه.
وماذا عن مستوى التدريب في الكويت؟
للاسف التدريب في الكويت غير جاد، ولا توجد متابعة بعد التدريب على الرغم من خطط تضعها الشركات او المؤسسات للتدريب، ويشترك موظفونا بدورات التدريب للتخلص من الدوام، واذكر انه في احدى الشركات الرئيسية والكبيرة في الكويت، تعاقدوا معي لتدريب 15 موظفا، لكن للاسف الذين حضروا اثنان فقط، وكانا ايضا يتأخران او لا يأتيان للدورة لأبقى وحدي في المحاضرة! كما انه لا توجد عندنا متابعة للموظفين بعد التدريب، فماذا تعلم هذا الموظف من الدورة، وما الذي استفاده؟ انا اعمل في مجال التدريب منذ أكثر من 20 عاما ولم تطلب مني اي جهة حتى اليوم ان اتابع موظفيها بعدالتدريب.
الإدارة الإسلامية…
ما مفهوم الإدارة الإسلامية؟
حتى الآن لا توجد نظرية متكاملة للإدارة الإسلامية. لكن من المؤكد ان هناك فرقا بين القيادة الإسلامية والقيادة الأخلاقية كما تسميها، او تطرحها نظريات غربية كبيرة، فالادارة الإسلامية منطلقة من مبدأ الايمان بوجود خالق ورقيب يحاسب، ووجود آخرة وحساب بعد الموت.
كيف يكون المدير أو القائد مديرا أو قائدا إسلاميا؟
هناك نظرية متعلقة بهذا الموضوع تبدأ بكيفية نقل انسان عادي الى انسان فعال، ومن ثم تنقله من انسان فعال الى قائد، والمرحلة الثالثة ان تنقل الانسان القائد الى قائد إسلامي.
مقارنة بين الإسلامي وغيره…
هل المدير الإسلامي أكثر عدلا من المدير غير الإسلامي؟
لو قامت مؤسسة مع شيوخ الدين وكان فيها ظلم، فانها لن تنجح، في المقابل لو قامت مؤسسة لا تؤمن بالله لكن فيها عدل فانها ستنجح، فالعدل مقدم على التدين لان التدين من دون عدل لا قيمة له.
هل هناك مبادئ تختلف فيها الإدارة الإسلامية عن الإدارة الاخلاقية كما سميتها؟
عندما درسنا الإدارة والقيادة في الغرب، علمونا التعامل مع الموظف بطريقة " عصره لآخر قطرة" ومن ثم نرميه. اما في الإدارة الإسلامية لا وجود لهذا المبدأ لانها تؤمن بان للانسان وجودا وكيانا وطموحات هي قائمة على "أحب لنفسك ما تحبه لأخيك".
ما مدى صحة الكثير من النظريات الإدارية الإسلامية؟
للأسف فان الجرأة على التنظير عندنا ضعيفة، نلاحظ ان الكثيرين يقتبسون نظريات غربية ويضيفون عليها آيات وأحاديث ويقولون لك انها نظرية ادارية إسلامية، لكن في الحقيقة من الممكن ان نطلق على هذه النظريات عبارة "خنزير مذبوح على الطريق الإسلامية"!
المرأة القائدة…
هل للمرأة أن تكون قائدة؟
المرأة تمتلك مواصفات عديدة تختلف عن الرجل.
بعض هذه المواصفات تعطيها قدرة على القيادة أكثر من الرجل ومن أهمها انها تحب أن تشارك من حولها في اتخاذ القرار، وهنا أذكر ببلقيس عندما جاءها كتاب سليمان، فجمعت الملأ وقالت: "يا أيها الملأ أفتوني في أمري، ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون".
إذا المرأة تحب أن تسأل وتستشير، فهذه الصفات تعطيها قدرة على القيادة أكثر من الرجل، كما ان المرأة أكثر إبداعا من الرجل، فهي تمتلك أفكارا متنوعة أكثر من الرجل. وبحسب الدراسات فإن المرأة أكثر إبداعا من الرجل بنسبة 25%.
ماذا عن الاستراتيجية النسائية في القيادة؟
هي أبعد رؤية من الرجل، وهي تخطط على المدى البعيد، ومقولة "إن كيدهن عظيم" هي دلالة على انها تخطط على المدى البعيد.
وما الأمور السلبية التي تعيق المرأة عن القيادة؟
مزاجيتها فهي سريعة الانفعال تثور من دون سبب مقنع وأحيانا تجدها منبسطة الأسارير أيضا من غير سبب مقنع، وبذلك يحتار من حولها في التعامل معها.
نصيحة للقادة…
ما نصيحتك للمرأة لكي تتبوأ مناصب قيادية؟
هي بحاجة إلى أن تتحكم في نفسها أكثر وهي بحاجة إلى إصرار وإرادة أكبر لأن التحدي أمامها أكبر بكثير من الرجل وفي النهاية ان كان للمرأة سيطرة فإنها ستقود بجدارة بسبب الميزات التي تمتلكها.
1- من إنسان
2 – من فعال
3 – من قيادي الى قائد مسلم
4 – صفات للقائد المسلم
5 -علامات لاستكشاف
انها عقيدة منشئة
يذود عنها حماة قادرون
لقد كان غاية الفتح الاسلامى اصلاح البشر فى اخلاقهم وأرواحهم وعقولهم، وسعادة الناس فى دنياهم وآخرتهم، فقد خرج المسلمون يعلنون كلمة اللّه ويبشرون بدينه، ويبذلون فى سبيله دماءهم وارواحهم، ويفارقون من اجله ديارهم واولادهم لايريدون علوا فى الارض ولا فسادا. لقد كان قادة الاسلام وعلى رأسهم القائد الاعظم محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليس لهم الا هدف واحد الا وهو رفع كلمة لا اللّه الا اللّه، ولقد سجل التاريخ حروباً كثيرة قبل وبعد الفتح الاسلامي لم تدر رحاها ابتغاء ارض يضمها الغازى الى ارضه، او شعب يحكمه مع شعبه، او غنائم ينالها، او ثأر يطلبه، او خيرات يستولى عليها. بينما الفتح الاسلامى لم ينجل الا عن امة واحدة لها رب واحد ونبى واحد وقرآن واحد وسنة واحدة. لذلك بقى خالدا. لقد فتح قادة الاسلام العالم حينما كانوا امة واحدة متمسكين بالعقيدة. فالواقع ان الذين انتصروا بالعقيدة كانوا رجالا أولي خبرة وقدرة يؤمنون بها ويعرفون كيف يتغلبون بها على اعدائهم.
لقد كان العرب قبل الاسلام ماهرين فى حرب العصابات وفى استخدام السلاح والفروسية، ولديهم القدرة على الحركة بسهولة وبسرعة، ولكنهم كانوا متفرقين، لهذا كانت خبرتهم الحربية وشجاعتهم الفطرية تذهب عبثا فى الغارات والمناوشات المحلية. ولما جاء الاسلام، وحد عقيدتهم، ونظم صفوفهم وغرس فيهم روح الضبط والطاعة، وطهر نفوسهم، ونقى ارواحهم، واشاع فيهم انسجاما فكريا، واصبحوا تحت قيادة واحدة ولهم هدف واحد، واصبح المؤمنون فى مشارق الارض ومغاربها اخوة يتحابون فى اللّه ويهتدون بهديه، وهم أمة واحدة تحيتها السلام وغايتها السلام ودينها الاسلام. كما دفعت هذه العقيدة الى نفوس المسلمين حمية سمت بهم الى الايمان بأنهم لاغالب لهم من دون اللّه، وحببت اليهم الاستشهاد فى سبيل اللّه، وبعثت فيهم الاعتزاز بالنفس والشعور بأن عليهم رسالة واجبة الاداء للعالم.كما غرست فى نفوسهم الايمان المطلق بالقضاء والقدر، لذلك استهانوا بالموت وأقدموا عليه فرحين مستبشرين. وهكذا يتضح لنا ان انتصار المسلمين اولا وقبل كل شيء يرجع الى عقيدتهم المنشئة البناءة التى حملها الى الناس حماة قادرون قادة وجنودا.
استخلاص صفات القائد من العقيدة
اذا كانت الصفات المثالية للقائد جاءت نتيجة لدراسة شخصيات ابرز القادة فى التاريخ، وهى مجموعة من مزايا شخصيات كثيرة لا شخصية واحدة حيث انه ليس من الممكن ان تجتمع كلها فى شخصية واحدة ولكن هذه الصفات بل وصفات اخرى غيرها قد اجتمعت في رسول اللّه قائد جيش الاسلام الاول. لذلك فهو المثل الكامل وهو القدوة المثلى كما يقول اللّه تعالى: " لقد كان لكم فى رسول اللّه اسوة حسنة" وباستعراض هذه الصفات نجدها كالآتى:
1- كمال الاخلاق : فالرسول صلى اللّه عليه وسلم افضل قومه مروءة، واحسنهم خلقا، واكرمهم حسبا وارجحهم حلما، واصدقهم قولا، واستوفى من مكارم الاخلاق كل مكرمة لم ينلها انسان قبله ولا بعده، قال اللّه تعالى " وانك لعلى خلق عظيم".
2- كمال العقل وحسن السياسة : لقد كان الرسول صلى اللّه عليه وسلم اعقل العالمين.. انظر الى حسن تدبيره وسياسته للعرب الذين كانوا اهل عزة واباء وانطلاق، وكيف احتمل جفاءهم وصبر على أذاهم بكل سياسة وحكمة وبعد نظر.. حتى انقادوا اليه، والتفوا حوله، وقاتلوا فى سبيله اهليهم وآباءهم وأبناءهم.
3- احترام النفس والتواضع: كان الرسول صلى اللّه عليه وسلم بريئا من الرياء والتصنع، مستقل الرأى، ولم يكن متكبرا ولا ذليلا.. وكان لايؤخر عمل اليوم للغد، وما عبث قط، ولا ظهر فى قوله او فعله روح اللهو، وكان يكره ان يحوط نفسه بالمظاهر الكاذبة او مظاهر السلطان والملك. كان يقول لاصحابه: " لا تطرونى كما اطرت النصارى ابن مريم"، " انما انا عبداللّه"، " فقولوا عبداللّه ورسوله".
4- الصبر وقوة الاحتمال والصبر على المبدأ: كان الرسول صلى اللّه عليه وسلم فى الصبر وقوة الاحتمال المثل الاعلى، وكان شجاعا وحكيما، فكم ناله من اذى المستهزئين وكيد المنافقين. وكان يقابل الأذى بالصبر، والحمق والخرق بالحلم والرفق، والصلف واللجاج بالوداعة والأناة.
5- الوفاء: والوفاء فضيلة اذا تحلى بها القائد كان قائدا عظيما، اذ بالوفاء يأسر القائد قلوب رجاله، ويرفع روحهم المعنوية الى قمتها. وكان النبى صلى اللّه عليه وسلم شديد الوفاء بالعهد. فكان يتحدث عن السيدة خديجة بعد وفاتها دائما ويترحم عليها.
6- الشجاعة والنجدة: كان الرسول صلى اللّه عليه وسلم المثل الاعلى حيث قاد بنفسه 28 غزوة انطوت على كل صور العمليات الحربية من دفاع وهجوم ومطاردة وحصار، ولم يكتف بالقيادة، بل كان يشارك فى القتال بنفسه وخاصة فى المواقف الصعبة.
7- اللياقة البدنية: كان النبى صلى اللّه عليه وسلم يتمتع بلياقة بدنية قوية، ففي غزوة الخندق كان اصحابه يلجأون اليه عند حفر الخندق كلما استصعب عليهم صخرة فيسرع اليها لتحطيمها.
8- حسن العشرة: كان النبى صلى اللّه عليه وسلم اوسع الناس صدرا واصدقهم حديثا وألينهم عريكة واكرمهم عشرة، وكان يخالط اصحابه ويجيب دعوة الحر والعبد والمسكين ويعود المرضى فى اقصى المدينة ويقبل عذر المعتذر.
9- الثقة المتبادلة: كانت ثقة اصحاب الرسول صلى اللّه عليه وسلم به عظيمة جدا، كما كانت ثقته باصحابه عظيمة ايضا ولولا ثقة اصحابه به لرفضوا صلح الحديبية. ولولا ثقة الرسول باصحابه لما زج بهم فى معركة (بدر) حيث كنت قوات المشركين ثلاثة امثال قواته.
10- المحبة المتبادلة: ظهرت محبة الرسول صلى اللّه عليه وسلم لاصحابه ومحبة اصحابه له فى كل غزواته، بل فى كل موقف له فى السلم والحرب، فكان اصحابه يذودون عن الرسول صلى اللّه عليه وسلم فى غزوة (احد) باجسامهم لحمايته من نبال المشتركين.
11- روح الدعابة:كانت الهشاشة والبشاشة والابتسام من صفات الرسول صلى اللّه عليه وسلم فى اكثر الاحيان وكان الرسول صلى اللّه عليه وسلم يقول:" روِّحوا القلوب ساعة بعد ساعة فانها اذا كلت عميت".
12- التوازن النفسي: لقد كان رسول اللّه عليه وسلم قدوة عليا فى التوازن النفسى، وحفلت سيرته بصور اقرب الى الخيال منها الى الحقيقة من التحكم فى الاعصاب فى اشد المواقف حرجا في السلم والحرب معا.
13- بعد النظر: يعتبر التنبؤ وبعد النظر ارقى درجات استعمال العقل ومن اسس النجاح فى التخطيط الذى هو فى مفهوم علم الادارة " تنبؤ بما سيكون عليه المستقبل مع الاستعداد لهذا المستقبل" ولقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يتحلى بمزية سبق النظر فى اعماله العسكرية والامثلة على ذلك كثيرة: حيث اصر الرسول صلى اللّه عليه وسلم على قبول شروط هدنة الحديبية لانه فكر وسبق النظر فعرف بفكره الثاقب ان قبول هذه الشروط نصر للمسلمين فهى تؤمن لهم الاستقرار وبالتالى اصبح جيش المسلمين عشرة الاف مقاتل فى فتح مكة بعد كان 1400 فى غزوة الحديبية قبل سنتين.
14- الشخصية: لقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم شخصية قوية نافذة حيث كان متواضعا،حليما، رؤوفا، رحيما، ومع ذلك لايستطيع احد ان يرفع صوته فوق صوت النبى، ولايستطيع احد ان يديم النظر الى وجهه المنير، ولايستطيع احد ان يرد له امرا او يتردد فى تنفيذه. ان سبب قوة شخصية الرسول صلى اللّه عليه وسلم هى محبته للناس جميعا ورغبته الشديدة فى خيرهم وهدايتهم وخلقه العظيم.
15- القدوة الحسنة: كان النبى صلى اللّه عليه وسلم يبيت الليالى المتتابعة طاويا، واهله لايجدون عشاء، وكان عامة خبزهم الشعير. وخطب رسول اللّه صلى عليه وسلم فقال: واللّه ما أمسى فى آل محمد صاع من طعام، وانها لتسعة ابيات" وما قالها استقلالا لرزق اللّه ولكن اراد ان تتأسى به امته. وكان النبي صلى اللّه عليه وسلم يقول:" ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه: حسب ابن ادم اكلات يقم صلبه، فان كان لامحالة فثلت لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنَفَسه".
بعد استعراضنا لصفات القائد نرى انها صفات نابعة من القرآن والسنة فالدين الاسلامى والعقيدة الاسلامية لم يُترك فيهما شيء الا اوضحه وبينه رسول اللّه عليه الصلاة والسلام. فالرسول صلى اللّه عليه وسلم لم يدع جماعة الا عين لها قائداً وكان اختياره للقادة بناء على هذه الصفات. والمدرسة الاسلامية تقرر المعيار لاختيار القائد وهو الكفاءة والحب. حيث قال الرسول صلى اللّه عليه وسلم: " خيار ائمتكم الذين تحبونهم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم ( اى تدعون لهم ويدعون لكم ) وشرار امتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم".
العقيدة ونمط القيادة
لقد قررت المدرسة الاسلامية ان القيادة العسكرية الناجحة هى التى تتأسس على نمط القيادة الاقناعية ولاتستبعد القيادة الارغامية في ظروف خاصة عند الضرورة. واذا كان القائد فى جيش يستند الى السلطات والصلاحيات التى يخولها له القانون سواء قانون الدولة او قانون الاحكام العسكرية فان لدى القائد المسلم قانونا تقف اقوى القوانين الوضعية دونه هزيلة عاجزة، لانه قانون سماوى منزل لايأمر بطاعة القائد فحسب، بل يقرن ذلك بطاعة رسوله كما فى قوله تعالى : "يا ايها الذين آمنوا اطيعوا اللّه واطيعوا الرسول واولي الامر منكم". ولنا فى رسول اللّه اسوة حسنة، فقد كان عليه الصلاة والسلام مثالا كاملا لنمط القيادة العسكرية الحقة، فقد كان الاقناع وسيلته الاولى فى طاعة المؤمنين له، لان الاقناع يوجب الود، ويؤكد الصلات بين القائد ومرؤوسيه، ويحقق النتائج على احسن الوجوه. وهذا امر لاغرابة فيه، حيث ان الاقناع والاقتناع كانا اصلا الاساس فى الدعوة الاسلامية كما فى قوله تعالى :" لا اكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى " وقوله تعالى: "ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى احسن".
كما جاء الاسلام يدعو الى ان تقوم الصلة بين القائد ومرؤوسيه، على اسس من الرحمة والرفق والمحبة كما يفهم من قوله تعالى: "فبما رحمة من اللّه لنت لهم، ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم فى الامر".
وهكذا تنسجم القيادة الاقناعية مع ما قرره الاسلام من مباديء الحرية والكرامة والانسانية، وهى من المباديء الاساسية التى صنعت امة ذات حضارة عريقة اضاءت للعالم طريق الحرية والتقدم،كما صنعت جيشا لايقهر وقادة ابطالا وعباقرة في فن الحرب.
وهنا تكمن فلسفة العقيدة فى القيادة، لان الذين يساقون لايمكنهم يوما من الايام ان يكونوا قادة فكر، ولا ابطال جهاد. وهكذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام لايقود بمقتضى السلطة بل بالكفاءة والمقدرة والاخلاق والحب والشخصية والثقة وكل صفات القيادة الرشيدة. وكان عليه الصلاة والسلام لايستبد برأى بل كان يتبع مبدأ الشورى فيستشير اصحابه وينزل على الرأى الذي يبدو صوابه بصرف النظر عن صاحبه كبيرا كان ام صغيرا: فى غزوة بدر لم يصدر النبى القائد قراره بالخروج للمعركة الا بعد ان استشار اصحابه وهو يقدر الموقف قائلا لهم" اشيروا عليَّ ايها الناس" وكان هو الحال ايضا فى اغلب الغزوات. وفى غزوة احد كان الرسول يرى البقاء فى المدينة بينما رأى اكثرية اصحابه الخروج لقتال قريش خارج المدينة، فنزل على رأيهم، وقد حدث فى هذه الغزوة مايؤكد حسم الرسول القائد وحزمه فقد احس المسلمون انهم قد استكرهوا النبى على الخروج على خلاف ما كان يراه، فلاموا انفسهم وابدوا رجوعهم عن رأيهم.
وكان الرسول يلجأ الى اسلوب القيادة الارغامية عند الضرورة وخاصة في اوقات الحرب، وكان الخير يبدو دائما فى اعقاب ما حمل اصحابه عليه. وابرز صور القيادة الارغامية التى تعتبر ضرورة فى بعص المواقف هو ما حدث في صلح الحديبية حيث نلاحظ ان الرسول القائد لم يستشر اصحابه فى غزوة الحديبية رغم انه استشارهم فى كافة غزواته الاخرى. اما سبب عدم استشارتهم فى تلك الغزوة فهو انه كان عليه الصلاة والسلام يصر على نواياه السلمية التى تؤمن له الاستقرار الضرورى لانتشار الاسلام وكان لبعد نظره المدهش يعرف ان نتائج الصلح ستكون خيرا شاملا للدعوة بينما كان اصحابه يريدون النصر العاجل قبل اوانه. وكان الرسول يقصد من التفاهم مع قريش اهدافا بعيدة جدا ليس من مصلحة الدعوة ولامن مصلحة المسلمين الاخبار عنها وقد ظهرت اهدافه فيما بعد فى تيسير الدعوة الاسلامية.
ونستخلص مما اوردناه ان العقيدة الإسلامية هى خير نبراس لاعداد القدة واختيارهم بناء على صفات ومباديء حددتها العقيدة وجعلتها ركائز وبدونها تختل القيادة، وتصبح جسداً بدون روح، ولنا فى تراثنا الاسلامى وقصص ابطال الاسلام وفتوحاتهم دروس كثيرة تدل على ان اساس انتصارتهم هو تمسكهم بالعقيدة، ونرى حين كان المسلمون يطبقون العقيدة نصا وروحا فى الاعداد العسكرى في ميادين القتال، اصبحت لهم قوة ضاربة صانت كرامتهم ورفعت شأنهم، وحين تركوها ذلوا واستكانوا وتداعت عليهم الامم.
المراجع:
معهد الامارات التعليميwww.uae.ii5ii.com
1- بين العقيدة والقيادة- اللواء- محمود شيت خطاب. 2- النظرية الاسلامية فى العقيدة العسكرية- اللواء- محمد جمال الدين محفوظ.
3- الفاروق القائد – اللواء- محمود شيت خطاب.
4- النظرية الاسلامية في القيادة الحربية- اللواء- محمد جمال الدين محفوظ.
– مدخل إلى العقيدة والاستراتيجية العسكرية الاسلامية- اللواء- محمد جمال الدين محفوظ.
الـرسول قائدا سياسيا …
المقدمة
كان العرب أتباعاً، فأصبحوا أسياداً. وكانوا قبائل متناحرة، فأصبحوا إخواناً ينصر بعضهم بعضاً. كان يحنون رؤوسهم لكسرى وقيصر، ثم أصبحت جيوش كسرى وقيصر تفر من أمامهم. حصل هذا التحول بفعل سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وتأييد الله له. في هذا الموضع سنشير إلى صفات الرسول الكريم القيادية، وكيف تمكن من إجراء هذه التحولات الكبيرة في حياة العرب.`
لابد أننا نجزم ونؤكد على أن رسولنا الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- هو رجل الدولة الأول: سياسياً وعسكرياً. وفي كل مرة كان في القمة التي لا يرقى إليها أحد وهو الأمي الذي لا يعرف قراءة ولا كتابة مما يدل على أن المسألة هنا ربانية المبدأ والطريق والنهاية.
السياسة جزء من الحياة ،لا يمكن الاستغناء عنها،ولما جاء الإسلام جعل السياسة جزءًا أصيلاً لا يتجزأ ولا ينفصل عن الدين ،فمارس الرسول صلى الله عليه وسلم العمل السياسي منذ الأيام الأولى من الدعوة إلى الإسلام ،كما أنه عقد المعاهدات ،وأبرم الاتفاقات ،أنشأ الصلح ،وساس الأمة بتشريع ودستور لا مثيل له ،ونظم الجيوش التي تدافع عن الأرض والعرض ،وفتح الله على يديه كثيرًا من البلدان ،فقضى بسياسته الحكيمة على مظاهر الفساد والإلحاد ،ووضع بما أوحى الله عليه ،للناس طريقًا مستقيمًا ،يضمن لهم السعادة في الدنيا ،والنجاة في الآخرة.
والمقصود بالسياسة في العرف والاصطلاح الشائع اليوم هو: (قيادة الناس والاهتمام بالأمور العامة، وشؤون الحكم، وعلاقات الدول بعضها ببعض).
المـــوضـــوع
سياسته في بناء الدولة:
أ_دولة عقدية: الدولة المثلى هي الدولة التي لا تقتصرُ أهدافُها على توفير الرفاهية الماديّة لشعبها، بل التي تجعلُ في طليعة أهدافها بناءَ شعبها بناءً فكرياً سليماً، لأنه بالفكر السليم تبنى الحضارات، وترقى العلوم، وتُحلّ جميع المشكلات، وتتقدم الأمم.
والعقيدة هي المنطلق الأساسي لكلّ فكر، فإذا ما سلِمت العقائد، وأتت موافقة لأصول التفكير السليم أمكن بعدها بناءُ الفكر بناءً سليماً، أما إذا فسدت العقائدُ وأتت مناقضة لأصول التفكير السليم، أصبح الفكرُ بعدها مسرحاً للخُرافة، تجد لها فيه موطناً، وإذا سادت الخُرافة _ونعني بها: اعتقاد ما لا يقبَلُه العقل _ تخلَّفت العلومُ وتدنَّت الأمم.
ولذلك عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على بناء دولةٍ عقدية، تتبنى عقيدة بنّاءة، وتعمل _بغير إكراه _ على أن يكون شعبها مؤمناً بعقيدتها، وعلى أن تؤمن الشعوبُ في الدول الأخرى بهذه العقيدة، لأن هذه الشعوب رغم وجودها تحت سيطرة دولٍ أخرى _كافرة _ فإن ولاءها سيكون لدولة الرسول التي يحملون عقيدتها، وستنحاز لدولة الرسول إذا ما نشبت الخصومةُ بين دُولهم ودولة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهذا ما فعله المستضعفون الذين كانوا يحملون عقيدة التوحيد ويقيمون في مكة تحت حكم المشركين من قريش.
ب_ قيام الدولة على قواعد شعبية مؤمنة: إن أية دولةٍ لا تقوم على قاعدةٍ شعبيةٍ واسعة تؤمن بها، وتُنفذُ بكلّ إخلاصٍ نُظُمها، وتدافع بكل تفانٍ عنها، هي دولة لا تملك مقوّمات وجودها، ولا تسير في الطريق الذي يُحقّقُ لها وجودها، وهي دولة لا تلبث أن تنهار عند أول صدمةٍ وإن بدت لنا من الخارج قويةً متماسكة، وتُعتبر بدايةُ النهاية للدولة انقلابُ شعبها إلى مجموعةٍ من المنافقين للدولة، يظهرون الإيمان بها، ويبطنونَ الكفر بها، أو مجموعةٍ من المقهورين لا يملكونَ في قلوبهم ذرةَ ولاءٍ للدولة.
ولذلك رفض رسول الله أن يقيمَ دولته العقديّة على قواعد شعبية غير مؤمنة بها عندما قدم إليه عتبةُ بن ربيعة، يفاوضه ويعرضُ عليه ما غلب على ظنه أن محمداً يطمح إليه، عرض عليه المال والسيادة والملك، فقال له: "يا محمد إن كنت تريد بما جئت به من هذا الأمر _الإسلام _ مالاً، جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً، وإن كنت تريدُ به شرفاً سوَّدناك علينا حتى لا نقطع أمراً دونك، وإن كنت تريدُ به مُلكاً ملَّكناك علينا".
ولذلك راح رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعدُّ القواعد الشعبية المؤمنة قبل إقامة الدولة، حتى إذا ما قامت هذه الدولةُ أخذت هذه القاعدة الشعبيّة المؤمنةُ تدير أجهزة الدولة بكفاءةٍ وإخلاصٍ، وتدافع عنها بفدائيةٍ لا نظير لها.
ج_ مكان إقامة الدولة: لما جعل الرسولُ يبحث عن المكان الذي يقيم فيه الدولة الإسلامية، أخذ يبحث عن مكان ذي مواصفات معيّنة، لا أيّ مكان. ومن هذه المواصفات:
1_ وجود الموارد الطبيعية التي تؤمِّنُ الكفاية الذاتية والرخاء الاقتصادي.
_2 اتصافُ أهلا بالفروسية والنجدةِ، والخبرة بالحرب وتأهلهم لها.
_ 3الموقع الاستراتيجي.
والمكانان اللذان توجهت أنظارُ رسولِ الله إليهما لإقامةِ دولةِ الإسلام فيهما _وهما: الطائف والمدينة المنورة _ تتوفر فيهما هذه الصفات الثلاثة.
سياسته الداخلية:
يمكننا أن نلخّص سياسة الرسول الداخلية بما يلي:
أ_ سيادة الدّولة على أراضيها: لقد أعلن رسولُ الله سيادةَ الدولة الإسلامية على أراضيها يوم أمرَ بلالاً يؤذِّن بما رآه عبدُ الله بن زيد بن ثعلبة في نومهِ من ألفاظ الأذان، وإني مع إقراري وإيماني بأنّ الأذان دعوةٌ للصلاة، إلاّ أني أسمعُ بأذني داخلي صوت عقلي يقول: إن للأذان معنى آخر ومهمة أخرى غير مهمة الدعوة للصلاة، إنه إعلانٌ رسميّ صادر عن مقر الدولة الرسمي _المسجد _ بقيام دولة الله في الأرض، وإعلان سيادتها عليها بقيادة محمد صلى الله عليه وسلم ، بعد أن تجاوزت كل العقبات التي وضعها العتاةُ الظلمة في طريقها، وفاق تدبير الله كلّ تدبير، وفاقت قوته كل قوّة.
تأمّل إن شئت أول كلمات الأذان "الله أكبر… الله أكبر" إنها تعني أن الله تعالى أكبر من أولئك الطغاة، وأكبرُ من صانعي العقبات، وهو الغالب على أمره… "أشهد أن لا إله إلاّ الله" أي لا سيادة في دولة الإسلام لغير الله، ولا حكم إلا له (إن الحُكْمُ إلاّ لله)
وأعلن رسول الله هذه السيادة حين منع أن يُتحاكمَ في أرض الإسلام لأي نظام عام غير النظام العام للدولة الإسلامية، وقد نصت المعاهدة التي عقدها الرسول صلى الله عليه وسلم مع اليهود على هذا، حيث جاء فيها: "… وإنه ما كانَ بينَ أهلِ هذه الصحيفة من حدثٍ أو اشتجار يُخافُ فسادُه فإن مردَّه إلى الله عزّ وجلّ وإلى محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن الله على أتقى ما في هذه الصحيفة وأبَرّه".
ب_ جمع ما أمكن من الكفاءات المخلصة في الدولة: تعيشُ الدولة وتنمو وترقى بالكفاءات المخلصة فيها، وكلما كثرت هذه الكفاءات كلما ازدادت الدولة رقيّاً، فإذا فرّت هذه الكفاءاتُ منها أو ندرت لسبب من الأسباب أخذت الدولةُ بالتقهقر والتخلُّف.
ولذلك كان رسولُ الله حريصاً على استقدام كلّ الكفاءات المخلصة لتساهمَ في بناء دولة الإسلام ورُقيّها وازدهارها، فجعل اللهُ تعالى هجرة المؤمنين إلى المدينة المنورة _مقرّ الدولة الإسلامية _ فرضاً بقوله تعالى في سورة النساء/97: (إن الذينَ توفّاهمُ الملائكةُ ظالمي أنفُسُهم، قالوا فيمَ كنتم؟ قالوا: كنّا مستضعفين في الأرض، قالوا: ألم تكنْ أرضُ الله واسعةً فتهاجروا فيها؟! فأولئك مأواهم جهنّمُ وساءت مصيراً(
ج_ امتصاصُ الحقد: رئيسُ الدولة العبقري هو الذي يعرفُ كيف يمتصُّ حقد الحاقدين من شعبه، ويقتلعه من قلوبهم، ويُحلُّ مكانه الحبّ والاحترام، وهذا ما دأب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
انظر إلى تصرفه مع أبي سفيان قائد حرب قريش الذي ملأ الحقدُ قلبه على محمد، لأنه تصوّر أن محمداً سيسلبُهُ الشرف الذي هو فيه. لقد امتصّ رسولُ الله بتصرفه الحكيم هذا الحقدَ من قلبه، وأكّد له أن الإسلام لا يزيد العزيز إلاّ عزاً، وذلك عندما أعلن يوم فتح مكة: أن من دَخَلَ دار أبي سفيان فهو آمن.
وانظر إلى تصرفه مع أهل مكة حين جُمعوا له بعد فتحها، فخطبهم وأعلن عليهم مبادىء المساواة التي جاء بها الإسلام، وأنه لا غالب أكرم من مغلوبٍ لأنه غَلَب… ثم منحهم حريتهم حيث قال عليه الصلاة والسلام: "يا معشر قُريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظُّمها بالآباء، الناسُ لآدم، وآدمُ من تراب (يا أيُّها الناسُ إنّا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكُمُ شعوباً وقبائل لتعارفوا، إنَّ أكرمكم عندَ اللهِ أتقاكم).
يا معشر قريش ما ترون أني فاعلٌ بكم؟
قالوا: خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريم.
قال: فاذهبوا فأنتم الطلقاء".
وانظر إليه حين جمعَ من تمكنت في قلوبهم أحقادُ الجاهلية ولم يصفُ فيها الإيمان بعدُ في الجعرَّانة وأخذ يُغدق عليهم من الأموال ما انتزعَ آخرَ قطرةٍ من حقدٍ على الدولة الإسلامية في قلوبهم.
د_ تطييب القلوب: قد يضطر رئيسُ الدولة أن يتصرفَ تصرفاً يخرج فيه عن المألوف، أو يخالف به سنن القياس لمصلحة عليا يراها، حتى يُظن أنه منعَ الخيرَ عمن يظن بأن له حقاً في هذا الخير، وفي هذه الحالة لابد له من بيان وجه المصلحة في تصرفه هذا لمن تضرّروا من هذا التصرف، ولابد من تطييب قلوبهم، لأن كسب القلوب هو أثمن ما يحصلُ عليه رئيس الدولة، وقد كان رسولُ الله يفعلُ هذا ويحرص عليه، فإنه عليه الصلاة والسلام ما أن يلاحظ تذمُّراً أو عدم رضىً من شعبه لموقف من المواقف أو تصرف من التصرفات حتى يسرع لبيانه وتطييب قلوب الشعب.
انظر تصرفه يوم دخل سعد بن عبادة _في الجعرانة _ على رسول الله فقال: يا رسول الله إن هذا الحيّ من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت، قسمت في قومك _ يريد أهل مكة_ وأعطيت عطايا عظاماً في قبائل العرب، ولم يكُ في هذا الحيّ من الأنصار منها شيئاً، قال: فأين أنت من ذلك يا سعد؟ قال: يا رسول الله، ما أنا إلاّ من قومي، قال: فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة…
فأتاهم رسول الله فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال:
"يا معشر الأنصار، ما قالةً بلغتني عنكم، وجدةً وجدتموها عليّ في أنفسكم، ألم آتكم ضُلاّلاً فهداكُم اللهُ، وعالةً فأغناكُم اللهُ، وأعداءً فألّف بين قلوبكم؟.
قالوا: بلى يا رسول الله، واللهُ ورسولُه أمنّ وأفضل.
قال: ألا تجيبوني يا معشر الأنصار؟
قالوا: بماذا نجيبُك يا رسول الله، للهِ ولرسوله المنُّ والفضلُ.
قال: أما والله لو شئتم لقلتم، فلصدقتُم ولصدّقتم: أتيناك مكذّباً فصدَّقناك، ومخذولاً فنصرناك، وطريداً فآويناك، وعائلاً فآسيناك.
أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم على لعاعة من الدنيا تألّفتُ بها قوماً ليُسلموا، ووكلتُكُم إلى إسلامكم؟ ألا ترضونَ يا معشر الأنصار أن يذهبَ الناسُ بالشاةِ والبعير، وترجعوا برسول الله إلى رحالكم، فوالذي نفسُ محمدٍ بيده لولا الهجرةُ لكنت امرءاً من الأنصار، ولو سلك النّاس شعباً وسلكت الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار، اللهم ارحمِ الأنصارَ وأبناءَ الأنصار، وأبناءَ أبناءِ الأنصار".
وسمع الأنصارُ ما قال رسولُ الله، ورسموا -بسرعة البرق _ صورةً ذهنيةً لما قاله رسول الله "قومٌ يُشرون بالإيمان، يقابلُهم قومٌ يشرون بالجمال" و "قوم يصحبهم رسول الله يقابلهم قوم يصحبهم الشاةُ والبعير" وتوقظهم الصورةُ من إغماءةٍ فكرية كانوا فيها، ورسول الله ماثلٌ أمامهم، ويدركون أنهم وقعوا في خطأٍ ما كان لأمثالهم أن يقع فيه، فتنطلق حناجرهم بالبكاء ومآقيهم بالدموع ويصيحون: رضينا برسول الله قسماً وحظّاً.
فهل رأيت سياسياً في الدنيا رقي في سياسته الشعوب المرقى الذي رقاهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم .
ه_ الاستقرار الداخلي: كلّ دولةٍ لا يتهيأ لها الأمنُ والاستقرارُ الداخلي تبقى في اضطراب دائم يمنعها من بناء ذاتها، ويُضعفها عن الوقوف في وجه عدوّها. ولذلك كان رسول الله صلوات الله عليه حريصاً على هذا الاستقرار الداخلي في دولة الإسلام، وقد توجّه رسولُ الله إلى إيجاد هذا الاستقرار في المدينة المنورة بعد أن وطئتها قدماه، فعقد فيها معاهدةً مع اليهود تضمنُ هذا الاستقرارَ، لأن اليهود يمكن أن يكونوا مصدر إزعاجٍ للدولة، وقد جاء في هذه المعاهدة: "أن اليهود أمةٌ مع المؤمنين، لليهود دينُهم، وللمسلمين دينُهم، مواليهم وأنفسهم، إلاّ من ظلم وأثم، فإنه لا يوتغ _أي: يهلك _ إلاّ نفسه وأهل بيته… الخ".
وكان رسول الله لا يرى حرجاً في تقديم بعض التنازلات السياسية غير العقدية في سبيل إيجاد الاستقرار في الدولة، ونجد هذا في موقفه المتكرر مع رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول.
فقد كان ابن سلول ذا مكانة مرموقةٍ في المدينة المنورة، فقد قدم رسول الله المدينة وإن قومه لينظموا له الخرز ليتوّجوه عليهم عليهم، وكان له فيها أتباع عدا هؤلاء، يضمّون جميع الحاقدين والمتآمرين والسّفلة، فكانوا يأتمرون بأمره، وكانوا كثر، حتى أنه هب في يوم من الأيام لحمايته سبعمائة مسلَّح منهم، ورجع يوم أحد بثلث الناس، فهو إذن ليس بالهيّن، ولذلك رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يهيج ابن سلول، لأن في إهاجته إهاجةً للقلاقل، وعصفاً بالاستقرار الداخلي في الدولة، فقد استجاب عليه الصلاة والسلام لرغبته يوم بني قينقاع، وذلك انه عندما نزل بنو قينقاع على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قام ابنُ سلول إلى النبيّصلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد أحسن في مواليّ، واساء الأدب مع رسول الله، وغضب رسول الله حتى رأوا لوجهه ظللاً، واستجاب لمطلبه، فخلى سبيل بني قينقاع، وأجلاهم عن المدينة المنورة.
ولما مكّن الله رسوله عليه الصلاة والسلام من بني النضير، ساندهم ابن سلول وجماعته، فعفا رسول الله عنهم وأجلاهم عن المدينة المنورة إيثاراً للعافية، وحفاظاً على الاستقرار الداخلي في الدولة.
وبعد أن فرغ رسولُ الله من عدوّه في غزوة بني المصطلق تزاحم رجلان أحدهما من الأنصار والآخر من المهاجرين على الماء، فاستغل ذلك ابنُ سلول وأوقد ناراً للفتنة بين المهاجرين والأنصار فقال _وهو جالس في قومه _ أوَفَعَلوها، قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا _يريد المهاجرين _ والله ما نحن وجلابيبُ قريشإلا كما قال الأول: سمّن كلبك يأكُلك، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليُخرجن الأعزُّ منها الأذلَّ… ثم أقبل على من حضره من قومه فقال لهم: هذا ما فعلتم بأنفسكم، أحللتموهم بلادكم، وقاسمتموهم أموالكم، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحوّلوا إلى غيرِ داركم.
وأخمد رسول الله نيران هذه الفتنة التي كادت أن تقسم الناس إلى كتلتين متحاربتين، أخمدها بعبقرية نادرة، وذكاءٍ منقطع النظير، حيث أمرَ الناس بالمسير، فمشى بهم يومهم ذلك حتى امسى، وتابع المشي بالليل حتى أصبح، وتابع المشي في اليوم الثاني حتى الضحوة الكبرى، دون أن يمكنهم من الاستراحة، فنسي الناسُ الفتنة، واشتغلوا بأنفسهم، ولم يعد لهم حديث إلاّ التّعب.
قد يقول البعض: إن الحفاظ على الاستقرار الداخلي بهذا الأسلوب ضعفٌ في الدولة، وكان على رسول الله أن يقطع رأس الأفعى، لا أن يملّس جلدها، ولكن سياسة رسول الله مختلفة، ونظرته إلى الأمور أبعد، إنه ينظر إلى أن قطع رأس الأفعى التي لها فراخ يولّد الكرهَ له في فراخها، وهو عليه الصلاة والسلام يريد أن يسوسَ شعب دولته بالحب لا بالسيف، فحيثما أمكن نثر بذور الحب امتنع استعمال السيف، وهذا ما جعل شعب دولة الإسلام متفانياً في الدفاع عن رسول اللهصلى الله عليه وسلم وعن دولته.
سياسته الاقتصادية:
أ_ استنباط الثروات الطبيعية: الثروة الحقيقة هي الثروة التي تشكل زيادة في الدخل العام للدولة، واستنباطُ المعادن من جوف الأرض، واستنبات الزّرع بأنواعه في الأرض من هذه الثروة الحقيقية، ولذلك تبنّى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سياسة التشجيع على الزراعة عندما قال: "ما من مُسلم يغرسُ غرساً أو يزرعُ زرعاً فيأكلُ منه طيرٌ أو إنسانٌ أو بهيمةٌ إلاّ كان له به صدقة".
ولما أراد رسول الله أن يُجلي يهود خيبر عن أرضهم قالوا له: دعنا نكون في هذه الأرض نُصلحُها ونقوم عليها، فنحن أعلم بها منكم _ولم يكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا لأصحابه غلمانٌ يكفونهم مؤنتها _ فدفعها إليهم، على أنّ لرسول الله الشطر من كل شيء يخرج منها من ثمر أو زرع، ولهم الشطر، وعلى أن يقرهم فيها ما شاء.
فنحن نرى ان رسول الله ما ترك أهل خيبر في أرضهم إلا لحرصه على تنشيط الزراعة واستغلال الأراضي الزراعية أحسن استغلال.
وليس هذا فحسب، بل عمل رسول الله على أن لا يبقي في دولة الإسلام أرضاً ميتة غير مستغلة فقال: "من أحيا أرضاً ميتة فهي له" وقال: "من أحيا أرضاً قد عجزَ صاحبُها عنها وتركها بمهلكة فهي له".
ب_ عدم امتلاك ما تعلق به نفعٌ عام: المعروف أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرَّ الملكية الفردية بشروطها المعروفة، ولكنه لم يُبح امتلاك عينٍ تعلقت بها منفعة عامة للمسلمين، كالمساجد والطرقات والمراعي والممالح ونحو ذلك، فقد وفد أبيضُ بن حمّال إلى رسول الله فاستقطعه الملح الذي بمأرب، فقطعه له، فلما أن ولّى قال رجلٌ من المجلس: أتدري ما قطعت له يا رسول الله؟ إنما قطعت له الماءَ العِدَّ، قال: فانتزعه منه، لأن الملحَ مما يتعلق به نفعٌ عام، ولا يستغني عنه أحدٌ وهو من صنع الله لا دخل لحد في صنعه.
وسأل ابيضُ بن حمال رسول الله أني يعطيه شجر الأراكِ في البراري، فأعطاه ما بَعُدَ عن العمارة منه فلا تبلغه الإبلُ السّارحةُ إذا أرسلت في المرعى، لأن القريب منه يتعلق به نفع عام، حيث يحتاجه الناس لتنظيف أسنانهم.
وطلب حُريث بن حسان _وافدُ بني بكر بن وائل _ حين وفد على رسول الله أن يخصص لبني بكر أرضاً لا يدخلها من بني تميم إلا مسافر أو مجاور، فقال رسول الله: اكتب له يا غلام بالدهناء، فقالت لرسول الله امرأة: يا رسول الله، إنه لم يسألك السّوية إذ سألك، إنما هذه الدهناء عندك مُقيّد الجملِ ومرعى الغنم، ونساء تميم وأبناؤها وراء ذلك، فقال رسول الله: "أمسك يا غلام، صدقتِ المسكينة، المسلمُ أخو المُسلمِ يسعهما الماءُ والشجر، ويتعاونان على الفتان" أي الشيطان
ج_ التوجيه نحو العمل: نظراً لانتشار الرقيق وكثرته في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان كثير من الأحرار يأنفون من مزاولة المهن اليدويّة، بل كانت تسميتهم العمل اليدوي بالمهنة تعبيراً عن أنَفَتِهم منه.
ولكن رسول الله رأى أنه لا تقومُ دولةٌ ولا يُبنى اقتصادٌ إلا بالعمل اليدوي الذي يمارسه أهل البلاد، وإن الاعتماد في الاقتصاد على أيدٍ غريبة يعرّض الاقتصاد إلى هزات عنيفة ليست في مصلحة الدولة أن تتعرض لها، ولذلك كان رسول الله يوجّه أصحابه المؤمنين نحو العملِ اليدوي ويقول: "من أمسى كالاً من عمل يده أمسى مغفوراً له".
د_ عدالة الأسعار: وكان رسول الله يعملُ على استقرار الأسعار، ويمنعُ من التلاعب بها عن طريق التغرير بالبائعين وشراء السلع منهم قبل تعرفهم على السّعر الحقيقي لها، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تلقي البُيوع، أو عن طريق الاحتكار، فقد قال صلى الله عليه وسلم : "من احتكرَ طعاماً أربعين يوماً يريدُ به الغلاء فقد برىء من الله وبرءَ اللهُ منه".
ه_ إعادة توزيع الثروة توزيعاً عادلاً: وقد سلكت إعادة التوزيع هذه طرقاً متعددة تهدف كلها إلى إتاحة فرصة الحصول على المال للفقراء، ففي السنوات الأولى من الهجرة كان رسولُ الله يُرسل إلى الغزو من المهاجرين أكثر مما يرسل من الأنصار، لعلهم يحصلون على شيء من الغنائم يُحسنون به وضعهم الاقتصادي، بل كان عليه الصلاة والسلام يبعثُ بُعوثاً كلها من المهاجرين كبعث عبيدة بن الحارث إلى ثنية المرة، وبعث سعد بن أبي وقاص إلى الخرار، وبعث عبد الله بن جحش إلى نخلة، وغزوة العشيرة وغيرها من السرايا والغزوات.
وكانت الزكاة، وزكاة الفطر، وحظ الفقراء من خُمس الفيء، والصدقات، والكفّارات تساهمُ مساهمةً فعّالة في ردمِ الفجوة الاقتصادية بين فئتين من الناس هما: الأغنياء والفقراء، ولم يمض زمنٌ طويلٌ حتى رُدمت هذه الفجوة، وارتفع الفقراء إلى مصاف الأغنياء حتى لم يجدوا في اليمن في زمن عمر بن الخطاب من يَقبلُ الزكاة.
سياسته الخارجية:
أ_ معرفة خصائص ومزايا الشخصيات القيادية عند العدو: كان رسول الله حريصاً على معرفة خصائص ومزايا الشخصيات القيادية عند العدو، وكان هذا يساعدهُ كثيراً في اختيار التصرّف الأمثل تجاه كل شخصية من هذه الشخصيات.
ففي صلح الحديبية قدم على رسول الله موفداً من العدوّ "مُكرِز بن حفص بن الأخيف" فلما رآه رسول الله مقبلاً قال: هذا رجلٌ غادر.
ثم أقبل عليه "الحُليس بن عَلقمة" فلما رآه رسول الله مقبلاً قال: إن هذا من قوم يتألّهون _أي يعظمون الله _ .
ثم أقبل عليه "سهيل بن عمرو" فلما رآه الرسول مقبلاً قال: قد أراد القوم الصُّلح حين بعثوا هذا الرجل…
وإذا عرف خصائص كل شخصية، ساسها بما يناسبها، وبما يدفعُ شرّها عن الدولة، فهذا الحليس لمّا عرف رسول الله بأنه رجل متدين، أمر عليه الصلاة والسلام أصحابه بأن يبعثوا الهدي في وجهه حتى يراه، ولما رأى الحُليس الهدي _الأنعام المهداة لفقراء الحرم _ يسيلُ عليه من جوانب الوادي في أعناقه قلائدهُ، رجع إلى قريشٍ ولم يصل إلى رسول الله، إعظاماً لما رأى، وأخبرهم بالذي رآه، وأخبرهم بأن عليهم ان يخلُّوا بين محمد وبين الكعبة.
ولما قال له زعماء المشركين: اجلس إنما أنت اعرابي لا علمَ لك، غضب وقال: يا معشر قُريش، والله ما على هذا حالفناكم، ولا على هذا عاقدناكم، أيصدُّ عن بيت الله من جاء مُعظّماً له!! والذي نفس الحليس بيده لتُخلُّن بين محمد وبين ما جاء له أو لأنفرن بالأحابيش نفرة رجل واحد.
وهكذا استطاع رسول الله بتصرفه الحكيم _حين عرف خصائص الحليس _ أن يشقّ عصا قريش ويوقع الخُلف بينها وبين حلفائها من الأحابيش.
ب_ إقناع العدو بقوة الدولة الإسلامية: إذا استطاعت الدولة أن تُقنع عدوّها بقوتها، بل بأنها أقوى منه، وأوقعت الرعب منها في قلبه، أمكنها أن تحسم كثيراً من المواقف قبل الخوض فيها، ومن هنا كان يقول عليه الصلاة والسلام: "نُصِرْتُ بالرعب" ويعمل جاهداً على إقناع عدوّه بقوته، وقد نجح رسولُ الله في ذلك ايما نجاح، حتى وصلت هذه القناعة إلى دولة الروم، فإنها لما جمعت له الجموع في تبوك، سار إليها رسول الله، وما أن وصل رسولُ الله تبوكاً حتى رأى جموع الروم قد انصرفت عنها، متحاشية الصّدام معه.
وإذا كان الرعب قد دبّ في قلب الروم فما بالك بقلوب قبائل العرب، إن قلوبها ترتعد فرقاً عندما تسمعُ بقدوم جيش المسلمين، فتفر من وجهه إذا وجدت فرصة للفرار، وقد أحصينا من المواقف التي فرّ فيها العدو بمجرد سماعهِ بمقدم جيش المسلمين مايلي:
غزوة السويق _ غزوة بني سُليم وغطفان في قرقرة الكُدر _غزوة غطفان بذي أمر _ غزوة بني سُليم بالفرع من بحران _ سرية زيد بن حارثة إلى القردة من مياه نجد _ غزوة حمراء الأسد _ غزوة بدر الأخيرة _ غزوة دومة الجندل _ غزوة بني لحيان _ غزوة ذي قرد _ سرية عكاشة إلى الغمر _ سرية أبي عبيدة إلى ذي القصة _ سرية زيد بن حارثة إلى الطرف _ سرية علي بن أبي طالب إلى فدك _ سرية عمر بن الخطاب إلى تربة _ سرية بشير بن سعد الأنصاري إلى يُمن وجبار من أرض غطفان _ سرية عُيينة بن حُصن إلى بني تميم _ سرية علقمة بن محرز إلى الحبشة الذين نزلوا بجدة.
ولولا نجاح رسول الله في إقناع أعدائه بقوة الدولة الإسلامية لما وصل إلى هذه النتائج المرضية، ولما وفّر على جيشه كثيراً من المعارك الحربية التي تكلّف الكثير من المال، ويضحي فيها بكثير من الرجال.
ج_ احتواء العدو: إن سياسة الاحتواء لا يقدر عليها إلا السياسي الماهرُ الذي أعطاه الله من ضبط النفس ومخالفة الهوى الشيء الكثير، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمارسُ سياسة الاحتواء هذه على أدقّ ما يمكن أن تمارس فيه، وتظهر لنا هذه السياسة البارعة كأحسن ما تكون في احتواء رسول الله لقائد تجمُّع المشركين في أوطاس وحنين "مالك بن عوف"، ومالُ "مالِك" وأهله في الغنائم عند رسول الله، فقال رسول الله لوفد هوازن _قوم مالك _ حين وفدوا عليه: ما فعل مالك؟ قالوا: هو بالطائف مع ثقيف، فقال رسول الله: أخبروا مالكاً أنه إن أتاني مُسلماً رددتُ عليه أهله وماله وأعطيته مائةً من الإبل. فأخبر مالكٌ بذلك، فخرج سراً من الطائف، ووفد على رسول الله علناً إسلامه وولاءه.
د_ السلم والحرب: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤثرُ حلّ مشكلاته مع أعدائه بالطرق السلمية، ويتحاشى الصدام المسلح وإراقة الدماء ما استطاع، وهذا ما شاهدناه منه عليه الصلاة والسلام عندما حلّ المدينة المنورة وفيها من اليهود الحاقدين جماعات غير قليلة، فلم يبدأهم رسول الله بالحرب، بل عقد معهم معاهدةً سياسية جمّدت عدواتهم إلى حين.
ولكن قد يستحيل حل المشكلات بالطرق السلمية، وتكون الحربُ اللغة الوحيدة التي يتعين على الخصوم التكلم بها، وفي هذه الحالة كان ينظر رسول الله: فإن رأى أن بإمكان جيشه بكفاءته الحاضرة انتزاع النصر، لم يتلكّأ رسول الله في خوض الحرب، ولكنه إن رأى أن المعركة خاسرةً، وانه لا أمل فيها بالنصر لجأ عليه الصلاة والسلام إلى كسب المعركة بالدّهاء السياسي لا بحد السلاح، وكثيراً ما يكون الدهاء السياسي لمن رُزِقَه أمضى وأجدى من كل سلاح.
لقد بلغ رسول الله أن تحالفاً عسكرياً قد عُقد بين قريش في جنوب المدينة المنورة ويهود خيبر في شمالها، الغاية منه وضع الدولة الإسلامية بين فكّي الكماشة ثم الإطباق عليها، لإنهاء الوجود الإسلامي في يثرب، لم يكن في مقدور رسول الله أن يكسر هذا الحلف عسكرياً، لذلك لجأ إلى الدّهاء السياسي حين خرج مظهراً أنه يريدُ العمرة، وكان مما قاله عليه الصلاة والسلام: "لا تدعوني قريشٌ إلى خطةٍ يسألونني فيها صلة الرّحم إلا أعطيتهم إياها…" ثم كان صلحُ الحديبية الذي كسرَ فيه الرسول هذا التحالف.
ويوم الأحزاب تحالفت قوى الشر على رسول الله: قريش، وغطفان وبنو قُريظة. ولم يكن آنذاك في مقدور رسول الله أن يواجه هؤلاء مجتمعين، لذلك فكّر رسول الله بكسر هذا التحالف بالدّهاء السياسي، فبعث إلى قائدي غطفان: "عُيينة بن حصن" و "الحارث بن عوف" وعرض عليهما ثلث ثمار المدينة المنورة إن هما تركا قريشاً ورجعا بما معهما من الناس، ولكن هذا الاتفاق لم يلبث أن فَشِل لعدم موافقة زعماء الأنصار عليه، مما جعل رسول الله يفكر بأسلوب سياسي آخر استغلّ فيه مجيء نُعيم بن مسعود الأشجعي معلناً إسلامه _ونعيم ذو خبرة في تخذيل المحاربين _ فاتفق معه على مخطط، وأمره بتنفيذه، فخرج نُعيم حتى أتى بني قريطة _وكان لهم نديماً في الجاهلية _ فقال: يا بني قُريظة، قد عرفُتم ودّي إياكم وخاصة ما بيني وبينكم، قالوا: صدقت، لست عندنا بمتّهم، فقال لهم: إن قريشاً وغطفان ليسوا كأنتم، البلدُ بلدُكم فيه أموالكم وأبناؤكم ونساؤكم، لا تقدرون أن تتحوّلوا منه إلى غيره، وإن قريشاً وغطفان قد جاءوا لحرب محمدٍ واصحابه، وقد ظاهرتموهم عليه، وبلدهم وأموالهم ونساؤهم بغيره، فإن كان النصرُ أخذوا الغنائم، وإن كانت الهزيمة لحقوا بلادهم وخلُّوا بينكم وبين محمد، ولا طاقة لكم به إن خلا بكم، فلا تقاتلوا مع القوم حتى تأخذوا منهم رهائن من أشرافهم يكونون بأيديكم حتى يكونوا معهم حتى النهاية.
فقالوا: قد اشرت بالرأي.
ثم خرج من عندهم وأتى قُريشاً فقال لهم: قد عرفتُم ودّي لكم وفراقي محمداً، وإنه قد بلغني أمرٌ، فرأيتُ حقاً علي أن أبلغكموه، نصحاً لكم، فاكتموا عني، فقالوا: نفعل، قال: تعلمون أن معشر يهود قد ندموا على ما صنعوا فيما بينهم وبين محمد، وقد أرسلوا إليه: إنا قد ندمنا على ما فعلنا، فهل يُرضيك أن نأخذ لك من القبيلتين رجالاً من أشرافهم فنعطيكهم فتضربَ أعناقهم؟ ثم نكون معك على من بقي منهم حتى نستأصلهم؟
فأرسل إليهم: أن نعم، وأنا أنصحُكم يا معشر قريش انه إن بعث إليكم يهود يلتمسون منكم رهناً من رجالكم فلا تدفعوا إليهم منكم رجلاً واحداً.
ثم خرج من عند قريش وأتى غطفان فقال لها مثل ما قالَ لقريش.
ولما أرسلت قريشٌ لبني قريظة موعد البدء بالقتال، أجابهم زعماءُ لبني قريظة: لن نقاتل معكم حتى تُعطونا رهناً من رجالكم يكونوا بأيدينا ثقةً لنا حتى نناجز محمداً، فإنا نخشى إن ضرستكم الحربُ أو اشتد عليكم القتال أن ترجعوا إلى بلادكم وتتركونا، ومحمد في بلدنا، ولا طاقة لنا بذلك منه. فأبوا أن يُعطوهم، وخذَّل الله بينهم.
ه_ المعاهدات المؤقتة: من شأن كل دولةٍ عقديّة أن تكون معاهداتها كلها مؤقتة وليست بدائمة، لأنها لا تقرُّ بالحاكميّة لغير الله تعالى، ولذلك رأينا رسول الله يلغي بأمر من الله جميع المعاهدات الدائمة بينه وبين المشركين، ويعطي أصحابها مهلةً قدرها أربعة أشهر، وعليهم أن يُعلنوا بعدها ولاءهم للدولة الإسلامية، وإلاّ فإن الدولة تكون في حلٍ من قتالهم، حيث قال تعالى في أول سورة براءة: (براءةٌ من الله ورسولهِ إلى الذينَ عاهدتُم من المشركين* فسيحوا في الأرضِ أربعةَ أشهرٍ، واعلموا أنكُم غيرُ معجزي اللهِ وأن اللهَ مُخزي الكافرين).
و_ التبادل الدبلوماسي: كان رسولُ الله يقرُّ التبادل الدبلوماسي بين الدولة الإسلامية والدول الأخرى، وقد استقبل عليه الصلاة والسلام كثيراً من الرسل والوفود، وكان عليه الصلاة والسلام يُراعي الأعرافَ المرعية في استقبال الرسل والوفود والحفاظ عليهم وحمايتهم، وقد صح عنه أنه قال لرسولي مُسيلمة: "أما واللهِ لولا أنّ الرسُلَ لا تُقتل لضربتُ أعناقكما".
وأرسل رسلاً وكتباً إلى ملوك الأرض منها كتابه إلى هرقل، وكتابه إلى كسرى، وكتابه إلى النّجاشي، وكتابه إلى المقوقِس في الإسكندرية، وكتابه إلى المنذر بن ساوى، وكتابه إلى جيفر وعبدٍ ابني الجلندي ملكي عُمان، وكتابه إلى هوذة بن علي صاحب اليمامة، وكتابه إلى الحارث بن شمر الغسان
نتائج السياسة النبوية:
وكلنا يعلم اليوم النتائج الباهرة للسياسة النبوية الإسلامية، فقد استطاع في عشرين عاماً من دعوته صلى الله عليه وسلم أن يتغلب على جميع العقبات التي اعترضت طريقه، وقد تغلب على المشركين الذين أخرجوه، وحاربوه، والمنافقين الذين تآمروا ضده، وأفرغوا وسعهم في تعويق حركته وشل رسالته، واليهود الذين حاربوه بالإشاعات والأكاذيب ثم بدسائسهم، ومؤامراتهم، وسيوفهم. وتغلب أيضاً على القبائل الجاهلية، والأعراب والانتهازيين.
واستطاع أن يحدث انقلاباً لا مثيل له في التاريخ قط في عقيدة أمة فينقلها من الشرك إلى التوحيد، ويخلقها -بفضل الله- خلقاً آخر في الأخلاق والصفات والمسلك، والعقيدة، وأن يقضي على آفات عظيمة كانت تتهددهم، كالفرقة، والخمر والميسر والزنا ومئات الشرور الأخرى.
الخاتمة
"جاء محمد بدعوة جديدة هي دعوة الإسلام، وكان هذا الرسول صلى الله عليه وسلم أوفر الأنبياء والشخصيات الدينية حظاً من النجاح، فقد أنجز في عشرين عاماً في حياته ما عجزت عن إنجازه قرون من جهود المصلحين من اليهود والنصارى رغم الفترة الزمنية التي كانت تساند هؤلاء، ورغم أنه كان أمام الرسول صلى الله عليه وسلم تراث أجيال من الوثنية والخرافة والجهل والبغاء والربا والقمار ومعاقرة الخمر واضطهاد الضعفاء، والحروب الكثيرة بين القبائل العربية بل وأن يهيئ هذه الأمة التي كانت بتلك المثابة لتكون خير أمة أخرجت للناس، وتخرج من هذه الجزيرة لتحطم عروش الطواغيت جميعاً، وتقيم أعظم أمة عرفتها الأرض على مدى ثلاثة عشر قرناً من الزمان بل على مدى الزمان كله إلى قيام الساعة عقيدة ومنهجاً وأخلاقاً وديناً.
ومثل هذا النجاح لا مثيل له في التاريخ قط، ولا شك أن ذلك كان بفضل الله أولاً ثم بالسياسة الحكيمة التي اتبعها الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه وأعدائه.
ولا شك أن شرح السياسة النبوية أمر يطول. ولكن المهم هنا أن نذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد مارس سياسة شرعية كان من نتائجها هذا النجاح العظيم
وبالتوفيق..
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم..
يزآج آلله خير طيوبتي ..
جآري آلتقيييم غلآي (=
عسآج ع آلقوهْ ،
يا هلا..
تسلمين.
مشكورة لتقييم الرائع..
الله يقويج..
اشكرج لمرورج..
ولدت خديجة رضي الله عنها بمكة ، ونشأت في بيت شرف ووجاهة ، وقد مات والدها يوم حرب الفجَار .
تزوجت مرتين قبل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – باثنين من سادات العرب ، هما : أبو هالة بن زرارة بن النباش التميمي ، وجاءت منه بهند وهالة ، وأما الثاني فهو عتيق بن عائذ بن عمر بن مخزوم ، وجاءت منه بهند بنت عتيق .
وكان لخديجة رضي الله عنها حظٌ وافر من التجارة ، فكانت قوافلها لا تنقطع بين مكّة والمدينة ، لتضيف إلى شرف مكانتها وعلوّ منزلتها الثروة والجاه ، حتى غدت من تجّار مكّة المعدودين .
وخلال ذلك كانت تستأجر الرجال وتدفع إليهم أموالها ليتاجروا به ، وكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – واحداً من الذين تعاملوا معها ، حيث أرسلته إلى الشام بصحبة غلامها ميسرة , ولما عاد أخبرها الغلام بما رآه من أخلاق الرسول – صلى الله عليه وسلم – وما لمسه من أمانته وطهره ، وما أجراه الله على يديه من البركة ، حتى تضاعف ربح تجارتها ، فرغبت به زوجاً ، وسرعان ما خطبها حمزة بن عبدالمطلب لابن أخيه من عمها عمرو بن أسد بن عبدالعزى ، وتمّ الزواج قبل البعثة بخمس عشرة سنة وللنبي – صلى الله عليه وسلم – 25 سنة ، بينما كان عمرها 40سنة ، وعاش الزوجان حياة كريمة هانئة ، وقد رزقهما الله بستة من الأولاد : القاسم و عبد الله و زينب و رقية و أم كلثوم و فاطمة .
وكانت خديجة رضي الله عنها تحب النبي – صلى الله عليه وسلم – حبّاً شديداً ، وتعمل على نيل رضاه والتقرّب منه ، حتى إنها أهدته غلامها زيد بن حارثة لما رأت من ميله إليه.
وعند البعثة كان لها دورٌ مهم في تثبيت النبي – صلى الله عليه وسلم – والوقوف معه ، بما آتاها الله من رجحان عقل وقوّة الشخصيّة ، فقد أُصيب عليه الصلاة والسلام بالرعب حين رأى جبريل أوّل مرّة ، فلما دخل على خديجة قال : ( زمّلوني زمّلوني ) ، ولمّا ذهب عنه الفزع قال : ( لقد خشيت على نفسي ) ، فطمأنته قائلةً : " كلا والله لا يخزيك الله أبداً ، فوالله إنك لتصل الرحم ، وتصدق الحديث ، وتحمل الكلّ ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق " رواه البخاري ، ثم انطلقت به إلى ورقة بن نوفل ليبشّره باصطفاء الله له خاتماً للأنبياء عليهم السلام .
ولما علمت – رضي الله عنها – بذلك لم تتردّد لحظةً في قبول دعوته ، لتكون أول من آمن برسول الله وصدّقه ، ثم قامت معه تسانده في دعوته ، وتؤانسه في وحشته ، وتذلّل له المصاعب ، فكان الجزاء من جنس العمل ، بشارة الله لها ببيت في الجنة من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب، رواه البخاري و مسلم .
وقد حفظ النبي – صلى الله عليه وسلم – لها ذلك الفضل ، فلم يتزوج عليها في حياتها إلى أن قضت نحبها ، فحزن لفقدها حزناً شديداً ، ولم يزل يذكرها ويُبالغ في تعظيمها والثناء عليها ، ويعترف بحبّها وفضلها على سائر أمهات المؤمنين فيقول : ( إني قد رزقت حبّها ) رواه مسلم ، ويقول : ( آمنت بي إذ كفر بي الناس ، وصدّقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمني الناس ، ورزقني الله عز وجل ولدها إذ حرمني أولاد النساء ) رواه أحمد ، حتى غارت منها عائشة رضي الله عنها غيرة شديدةً .
ومن وفائه – صلى الله عليه وسلم – لها أّنه كان يصل صديقاتها بعد وفاتها ويحسن إليهنّ ، وعندما جاءت جثامة المزنية لتزور النبي – صلى الله عليه وسلم أحسن استقبالها ، وبالغ في الترحيب بها ، حتى قالت عائشة رضي الله عنها : " يا رسول الله ، تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال ؟ " ، فقال : ( إنها كانت تأتينا زمن خديجة ؛ وإن حسن العهد من الإيمان ) رواه الحاكم ، وكان – صلى الله عليه وسلم – إذا ذبح الشاة يقول : ( أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة ) رواه مسلم .
وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا سمع صوت هالة أخت خديجة تذكّر صوت زوجته فيرتاح لذلك ،كما ثبت في الصحيحن .
وقد بيَّن النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – فضلها حين قال: ( أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، ومريم ابنة عمران رضي الله عنهن أجمعين ) رواه أحمد ، وبيّن أنها خير نساء الأرض في عصرها في قوله : ( خير نسائها مريم بنت عمران وخير نسائها خديجة بنت خويلد ) متفق عليه .
وقد توفيت رضي الله عنها قبل الهجرة بثلاث سنين ، وقبل معراج النبي – صلى الله عليه وسلم – ، ولها من العمر خمس وستون سنة ، ودفنت بالحجُون ، لترحل من الدنيا بعدما تركت سيرةً عطرة ، وحياة حافلةً ، لا يُنسيها مرور الأيام والشهور ، والأعوام والدهور ، فرضي الله عنها وأرضاها .
(1)
بالتوفيق للجميع