التصنيفات
الصف التاسع

التنمي البشرية في دولة الإمارات -تعليم الامارات

استلهمت دولة الإمارات العربية المتحدة تعاملها مع شعبها وكتفة المقيمين على أرضها من قيمها الروحية والثقافية النبيلة، فأولت كرامتها الإنسانية ما يليق بها من تقدير، وأظلت حريتها بما يلزم لما من حماية، وأرست من المبادئ والأخلاقيات والقوانين و التنظيمات ما يجسد ثوابتها التي تؤمن بأن عملية بناء الإنسان سلوكاً وأخلاقاً وقدرات عقلية وجسدية إنما تأتي في طليعة الأهداف وفي مقدمة الأولويات. وحرصت حتى قبل أن تعلن التزامها بالمواثيق والعهود والمعاهدات الدولية المعنية بحقوق الإنسان على تضمين دستورها الاتحادي ما رأت أنه دعامات اجتماعية واقتصادية أساسية تجب صيانتها والحفاظ عليها، من قبيل:

– المساواة والعادلة الاجتماعية وتوفير الأمن والطمأنينة وتكافؤ الفرص لجميع المواطنين من دعامات المجتمع والتعاضد والتراحم صلة وثقى بينهم.
– الأسرة أساس المجتمع، قوامها الدين والأخلاق وحب الوطن، ويكفل القانون كيانها، ويصونها ويحميها من الانحراف.
– يشمل المجتمع برعايته الطفولة والأمومة ويحمي القصر وغيرهم من الأشخاص العاجزين عن رعاية أنفسهم لسبب من الأسباب كالمرض أو العجز أو الشيخوخة أو البطالة الإجبارية، ويتولى مساعدتهم وتأهيلهم لصالحهم وصالح المجتمع.
– التعليم عامل أساسي لتقدم المجتمع وهو إلزامي في مرحلة الابتدائية ومجاني في كل مراحله داخل الاتحاد.
– يكفل المجتمع الرعاية الصحية ووسائل الوقاية والعلاج من الأمراض والأوبئة ويشجع على إنشاء المستشفيات والمستوصفات ودور العلاج العامة والخاصة.
– يقدر المجتمع العمل كركن أساسي من أركان تقدمه ويعمل على توفيره للمواطنين وتأهيلهم له ويهيئ الظروف الملائمة لذلك بما يضعه من تشريعات تصون حقوق العمال ومصالح أرباب العمل على ضوء التشريعات العالمية المتطورة.
– الاقتصاد الوطني أساسه العدالة الإجتماعية وقوامه التعاون الصادق بين النشاط العام والنشاط الخاص وهدفه التنمية الاقتصادية وزيادة الانتاج ورفع مستوى المعيشة وتحقيق الرخاء للمواطنين في حدود القانون، ويشجع الاتحاد التعاون والادخار.

وحرص الدستور الإماراتي أيضاً على تحديد ما يجب للإنسان من حريات وحقوق، ومايتحتم عليه تأديته من واجبات. وهو إيراده لهذه أوتلك أسبغ عليها درجة قصوى من الحماية القانونية المستمدة من كونها قواعد دستورية تتصف بالسمو على ما عداها من قواعد أو نصوص ترد في التشريعات ذات المرتبة الأدنى. ويحسب لهذا الدستور استيعابه لمعظم ما تضمنه الشريعة الدولية لحقوق الانسان التي سبقته في الصدور، كالاعلان العالمي لحقوق الانسان لعام 1984، والعهدين الدوليين للحقوق المدنية والسياسية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لعام 1996.

وفي ظل ما حددته دولة الإمارات من مرتكزات لبناء الإنسان وطورت ونشرت الخدمات الأساسية ارعايته صحياً وتعليمياً، وانتشلت مواطنيها من مجتمع الحرمان إلى مجتمع الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية في فترة زمنية وجيزة، وتمكنت من إعداد بناء تنظيم المجتمع في تشكيلات حضارية واجتماعية وسياسية، ونفذت شبكة واسعة من الضمانات والخدمات والبرامج في شتى المجالات، وحققت تنمية بشرية بمعدلات متسارعة، بعد أ، وسعت الخيارات أما الإنسان بدءً من تحسن الصحة والمعرفة.

وكانت تلك النتائج الباهرة ثمرة لغرس رعاه القائد المؤسس صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان( رحمه الله وطيب ثراه) الذي قدم نموذجاً علمياً في رعاية المواطنين تعليمياً وتربوياً وصحياً. ويتجلى هذا الاتجاه في قوله سموه (رحمه الله) : (( الأنسان هو أساس أية عملية حضارية .. اهتمامنا بالانسان ضروري لأنه محور كل تقدم حقيقي مستمر، ومهما أقمنا من مبان ومنشآت ومدارس ومستشفيات.. ومهما مددنا من جسور وأقمنا من زينات فإن ذلك كله يظل كياناً مادياً لا روح فيه.. وغير قادر على الاستمرار.. إن روح كل ذلك هو الانسان.. الانسان القادر بفكره بفنه وإمكانياته على صيانة كل هذه المنشآت والتقدم بها والنمو معها.. ))

إن الإدراك الواعي بقيمة الإنسان كمحور ارتكاز تدر حوله وتستند عليه التنمية الشاملة أسهم بقوة في انطلاقة دولة الامارات العربية المتحدة التي أوصلتها إلى مصاف الدول المتقدمة، بل أوضحت تتبوأ مراتب السبق في تصنيفات التنمية البشرية المرتفعة في التقارير الصادره عن المنظمات الدولية والاقليمية.

وعلى هذا الاساس ذاته استند صاحب السمو الشيخ خليفه بن زايد في رؤيته للعنصر البشري، وأعطى الأولوية القصوى لبناء الإنسان قبل أي بناء مادي آخر.

ويؤكد سموه استمرار هذه النهج كهدف مستمر بقوله: (( سيظل محور اهتمامنا دائماً هو انسان الإمارات لأنه غاية التنمية وهدفها حاضراً ومستقبلاً.. وسنمضي قدماً على هذا الدرب لانه الخير الذي تحقق لنا هو خير في صالح الجميع واذا كان حب الوطن لابنائه لا مثيل له وعطاء لا ينبض فإننا ننتظر المزيد الى الأمام )).

وقد جعل سموه من بناء الإنسان هدفاً ترتكز عليه خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وعلى ذلك يقول: (( إن الانسان هو الثروة الحقيقية لهذا البلد قبل النفط وبعده كما أ، مصلحة المواطن هي الهدف الذي نعمل من أجله ليل نهار، إن بناء الأنسان يختلف تماماً عن كل عمليات البناء العادية الأخرى لأنه الركيزة الأساسية لعملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة وعليه مسؤولية دفع مسيرة هذه الأمة)).

وتأكيداً على تبني الإمارات لمنظور تنمية الانسان كتوجه استراتيجي، قال سموه مشيداً بأهمية ما تحقق على مستوى هذا التوجه. (( إذا كانت الاعياد القومية تمثل منعطفات غالية يحرص تسجيلها كل الذين يكتبون تاريخ الشعوب والأوطان. فإن من حق شعب الامارات أن يذكر بالتمجيد والفخر يوم الثاني من ديسمبر 1971 كعلامة بارزة في مسيرته التاريخية وتجسيد طموحاته في الاتحاد. ولو عدا انسان الامارات بالذاكرة الى صورة وطنه منذ سنوات قليلقة خلت وقارن بينها وبين ما هي عليه اليوم، فالمؤكد انه يمتلئ اعجاباً بالنهضة وما حققته خلال فتره زمنية قصيرة، فالاتحاد انطلق ينجز من الأعمال في كل المرافق ما يواكب حضارة القرت العشرين إذ شهدت البلاد نهضة شاملة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية ووفرت كل أسباب النهوض بإنسان الإمارات باعتباره ركيزة الاتحاد الأساسية وثروته الكبيرة)).

كما قال سموه : لعل الانجاز الاكبر والاعظم الذي نفخر به في هذه المناسبة القومية هو بناء انسان الإمارات واعداده وتأهيله ليحتل مكانه ويساهم في بناء وطنه والوصل به إلى مصاف الدول المتقدمة. إن بناء الإنسان كان ولا يزال هو الهدف الأول والأسمى الذي سعى إليه قائد المسيرة فالإنسان عنده صانع التنمية وهو أساس كل تقدم وازدهار والعمود الفقري لكل شعب أو أمة.

ويرى سموه أن الاستثمار في الإنسان هو الأهم في سياق التنمية الوطنية، ذلك ان العائد المرجو من هذا الاستثمار ينعكس بصورة مباشرة على مستقبل الدولة وعلى قطاعاتها المختلفة، وبقدر ما يكون هناك اهتمام بالعنصر البشري وتكوينه وتأهيله وتوجيهه نحو الغايات العليا، يكون الغد مشرقاً والمستقبل بهذا المعنى يمكن قراءته من خلال نوعية الرصيد البشري المختزن في الحاضر.

وعلى ضوء هذه القاعدة لم تدخر دولة الإمارات جهداً ولا مالاً في سبيل أن توفر للمواطن كل ما يحتاجه على المستويات التعليمية والاجتماعية والصحية وغيرها، وعملاً على توطيدها نهضت رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لبناء الانسان على مجموعة متكاملة من الاطر التي يساند بعضها الآخر فيما يتحقق الهدف المنشود

الفكر التنموي في نهج المغفور له الشيخ زايد – التنمية البشرية

أكد المغفور له الشيخ زايد أن الإنسان هو الثروة الحقيقية لدولة الإمارات فجاء الفكر والتخطيط التنموي علمياً مدروساً يسعى للارتقاء بهذا الإنسان في مجالات الحياة المختلفة إذ عليه يتوقف مستقبل البلاد، وها هو ذا يؤكد مرة تلو الأخرى على :
(أن بناء الإنسان في المرحلة المقبلة ضرورة وطنية وقومية تسبق بناء المصانع والمنشآت لأنه بدون الإنسان الصالح لا يمكن تحقيق الازدهار والخير لهذا البلد، ولأننا نود أن نبني جيلاً صاعداً نفجر به ويكون قادراً على تحمل أعباء المسؤولية في المستقبل).
هكذا هي البداية فالفكر التنموي للمغفور له يهدف أول ما يهدف إلى بناء الإنسان بصفته الثروة الدائمة للدولة، فبه يتم بناء قطاعات الدولة الحديثة، لذلك اتجه هذا الفكر نحو إرساء دعائم التنمية الاجتماعية التي انطلقت من الصفر إلى إنجازات عظيمة خلال فترة زمنية قصيرة وقد أطلقها المغفور له صريحة إذ قال : (يا أبناء الإمارات العربية المتحدة إن الأوطان لا تبنى بالتمنيات، والآمال لا تتحقق بالأحلام).
لقد شعر المغفور له الشيخ زايد بدوره الإقليمي والعربي والإسلامي منذ البداية، ولكن الأولويات تمضي به أولاً نحو بناء الوطن من خلال بناء المواطن، وهذا له الأولوية والسبق. ولن يتحقق الدور الإقليمي والعربي والإسلامي إلا بعد بناء البيت والوطن، ولذلك سعى نحو الإنسان. ذلك ان منفعة الإنسان تصبح غاية يسعى لها متجاوزة الحدود الوطنية والإقليمية لتصل إلى الإنسان في كل بقعة على الأرض.
(فهذه الثروات تنفق في الدرجة الأولى على أبناء شعبنا الذين عاشوا زوايا الحرمان والتخلف سنوات عديدة، هذه الثروات تنفق في شكل خدمات ومدارس ومستشفيات وطرق زراعية، ثم بعد ذلك علينا التزامات تجاه إخواننا من أبناء الدول الإسلامية والصديقة الذين يساندون قضايانا، إذن نحن نسير في عدة مسالك، ولا يتعارض أحدهما مع الآخر فمشاريع التنمية الداخلية مستمرة وخدماتنا لإخواننا العرب والمسلمين مستمرة).
أليست هذه نظرة المؤمن الذي يبحث دائماً عن خير الإنسان وسعادته …؟؟
لقد أدرك المغفور له الشيخ زايد ببصيرته الثاقبة بأن العامل الاقتصادي وعلى الرغم من أهميته يأتي تابعاً للقوى البشرية في عملية التنمية، فالأساس هو تنمية الإنسان من خلال الموارد الاقتصادية وهي نظرة اقتصادية متقدمة تهدف إلى تحقيق التنمية المستمرة من خلال الاستثمار في الإنسان. فالتنمية تنجح من خلال إدارة الإنسان السليمة لرِأس المال والموارد الطبيعية الأخرى، ومن هنا جاء تأكيد المغفور له على أن (الإنسان هو الركيزة الأولى التي أوليناها اهتمامنا باعتباره الدعامة الأساسية لبناء مجتمع صالح)، وقد أكد في أكثر من موقع هذه الفكرة التنموية الشاملة وعبر عن ذلك بقوله: (إن عليكم في وزارة البترول والصناعة مهام كبيرة، عليكم بالدارسة المستمرة وإعداد البحوث وبحث الواجبات، ويجب ان تدرسوا كل شيء، وما الذي يقام اليوم وما الذي يقام غداً أو بعد غد، إن هدفنا تحقيق السعادة والرفاهية للجميع ولهذا يجب ان يعرف كل إنسان مسؤوليته والواجب الملقى عليه.
والإنسان في فكر المغفور له الشيخ زايد ليس فقط هو الذي يخطط للتنمية أو من هو في موقع المسؤولية، وإنما مجموعة من الأفراد يعملون في ظل مؤسسات مختلفة هدفها الارتقاء والنماء بالدولة.

الهوامش:
فريديريك هاريسون ، الموارد البشرية و التنمية ، ترجمة سعيد عبد العزيز ، معهد التخطيط القومي ، القاهرة ، 1984.ص.68.
[4] أنظر موقع الإنترنيت الخاص ببرنامج الأمم المتحدة بالأردن.
[5] جمعي عماري ، مساهمة الجماعات المحلية في تشجيع الاستثمار في مجال الصناعة الزراعية الغذائية، ورقة مقدمة إلى الملتقى الدولي حول تسيير وتمويل.
الجماعات المحلية في ضوء التحولات الاقتصادية، الجزائر 26/27 أبريل 2022

أتمنى أن ينال هذا البحث إعجابكم

اختكم "فتفوتة

لا تنسون التقيم

شكرا على الموضوع الحلو

العفوا

مشكور على المرور

اختك "فتفوتة

شكرا على البحث

مشكور

مشكوووووووووووورة على الموضوع
Its very cool

العفو
very coolاتي

سبحــــــــــــــــــــان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الثاني عشر

تقرير عن العوامل الطبيعية والبشرية للصف الثاني عشر

السسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

المقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد ؛

إخواني وأخواتي أقدم لكم هذا التقرير بعنوان العوامل المؤثرة في توزيعهم ،والذي سأتناول في هذا التقرير تعريف السكان والعوامل المؤثرة قي توزيعهم ومنها العوامل الطبيعية كعامل المناخ والتربة والتضاريس والمناخ والموارد الطبيعية ، والعوامل البشرية كاتجاهات النمو السكاني والحرفة السائدة والمواصلات والعامل السياسي ، وفي نهاية التقرير تحدثت عن السكان والتنمية .

ولقد اخترت هذا الموضوع بالذات لمعرفتي بأن السكان هم المحور الرئيسي الذي تدور حوله وتنبع منه كثير من الدراسات في شتى المجالات ، وأنه لتوزيع السكان على الأرض مجموعة من العوامل المتشابكة ، فبعضها طبيعي وبعضها بشري ، حيث أن دراسة السكان ذات أهمية قصوى حيث تتأثر حياة المجتمعات بعضها ببعض وترتبط الظاهر السكانية في معظم أقطار العالم ، ولذلك فإن معرفة الحقائق السكانية تعد أساسا هاما لفهم الكثير من المتغيرات الدولية ، وإن للعوامل الطبيعية والبشرية دورا كبيرا في توزيع السكان على الوطن العربي في شتى أرجائه .

واتمنى أن أكون قد وفقت في كتابة هذا التقرير وأن ينال على إعجابكم ، وأشكر كل من ساهم معي في كتابته وعلى الدعم الذي حصلت عليه من معلمتي في كتابة هذا التقرير ، راجية من الله التوفيق والسلام .

*تعريف السكان :
السكان هم المحور الرئيسي الذي تدور حوله ومن خلاله كثير من العلوم في شتى المجالات سواء كانت علوما انسانية أو تطبيقية .

*العوامل المؤثرة في توزيع السكان :

يتحكم في توزيع السكان على سطح الأرض في الوطن العربي مجموعة من العوامل المتشابكة ، فبعضها طبيعي وبعضها بشري . وتشمل العوامل الطبيعية المناخ والتضاريس والتربة والموارد الطبيعية . أما العوامل البشرية فيأتي في مقدمتها اتجاهات النمو السكاني ويدخل في هذا العامل المواليد والوفيات من جهة والهجرة الخارجية من جهة أخرى ، كما تشمل الحرفة السائدة والمواصلات والحروب والمشكلات السياسية .

*العوامل الطبيعية :
( تتحكم العوامل الطبيعية تحكما واضحا في توزيع السكان وقد كانت العوامل الطبيعية تتحكم تحكما كاملا في هذا التوزيع في الماضي . أما في الوقت الحاضر فقد برزت أهمية العوامل البشرية ، ولم يعد الإنسان عبدا للطبيعة ، تسيطر عليه العوامل الطبيعية دون غيرها ، وإنما أصبح يلعب دورا هاما في تعديل وتخفيف أثر هذه العوامل الطبيعية .

1- عامل المناخ :
يقل أعداد السكان في المناطق الصحراوية التي يقل فيها المطر والماء ، ويتجمع السكان وترتفع كثافتهم في بعض المناطق القليلة المط ولكن تتوافر فيها المياه السطحية مثل الأنهار أو المياه الجوفية .
وتعد الحرارة عاملا مناخيا آخر يؤثر في توزيع السكان . فإن أثر الحرارة في توزيع السكان يبرز في الجهات الباردة والمعتدلة الباردة ، أما في الجهات الحارة والمعتدلة الدفيئة فإن أثرها محدود ، ذلك أن مقدرة الإنسان على تحمل الحرارة تفوق كثيرا مقدرته على تحمل البرودة الشديدة .
ولكن للحرارة أثار غير مباشرة في توزيع السكان إذ يساعد ارتفاعها على سرعة توالد الحشرات والهوام .

2- عامل التضاريس :
الأصل في السكان أنهم يميلون إلى السكن على السهول ويبتعدون عن المرتفعات ، ولا سيما إذا كانت متضرسة ، وذلك لأن ارتفاع السطح يؤدي إلى تفتيت الرقعة الزراعية ، وبهذا

يصبح العمل الزراعي شاقا ، الأمر الذي يترتب عليه عدم توفر الغذاء بدرجة كافية ، ولذلك يلاحظ أن معظم سكان العالم يعيشون بصفة عامة على السهول .

3- عامل التربة :
ليس من السهل تتبع أثر التربة وحدها على توزيع السكان ، ذلك أن الاختلاف الاقليمي في توزيع التربة يرجع إلى المناخ والنبات الطبيعي والتضاريس ، ولكن يتركز السكان بنسبة كبيرة في المناطق التي تتكون فيها التربة الفيضية التي تتكون بفعل الأنهار ، والتربة الطينية
وتربة المرتفعات ، وذلك أن هذه التربات تتميز بالخصوبة مما يجعل الانتاج الزراعي مواتيا إذا توافرت الموارد المائية .
وينخفض السكان وبشكل كبير في المناطق الصحراوية والتي تفتقر إلى جميع العناصر التي تحتاجها التربة الصالحة للزراعة ، وكذلك من التربة القليلة الخصوبة التربة المدارية الحمراء وتربة الاستبس .

4- الموارد الطبيعية :
يقصد بالموارد الطبيعية على وجه التحديد الموارد المعدنية من مصادر طاقة ومواد خام معدنية ولهذه الموارد أثار مباشرة وأخرى غير مباشرة في توزيع السكان . وتتمثل الآثار المباشرة في اجتذاب السكان للقيام بعمليات التعدين . حيث أدى اكتشاف البترول في بعض المناطق من العالم إلى اجتذاب الأيدي العاملة والفنيين اللازمين لعمليات الانتاج مما أدى إلى زيادة عدد السكان وكثافتهم كما أدى نشأة مراكز عمرانية لم يكن لها وجود قبل البترول .
أما الآثار الغير مباشرة للموارد الطبيعية في اجتذاب السكان فتتلخص في أن هذه الموارد كثيرا ما تؤدي إلى قيام الصناعة وبالتالي تجتذب السكان ، حيث أن حرفة الصناعة تؤدي إلى رفع الكثافة أكثر من حرفة التعدين ، ذلك لأن حرفة التعدين لاتتطلب الأيدي العملة بالكثرة التي تتطلبها حرفة الصناعة .)

*العوامل البشرية :

إن للعوامل البشرية تأثير كبير في توزيع السكان بين المناطق المختلفة ، حيث إن لهذه العوامل الدور البارز أكثر من العوامل الطبيعية ، ولكن للإنسان دور يلعب فيه في تعديل وتخفيف أثر هذه العوامل الطبيعية والبشرية ، حيث سأتطرق الآن في الحديث عن العوامل البشرية المؤثرة في توزيع السكان.

1- اتجاهات النمو السكاني :
(عدد السكان في أي منطقة غير ثابت ، فالسكان يتزايدون باستمرار ، وتختلف درجة نموهم من منطقة إلى أخرى ، فهناك مناطق يتزايد سكانها بسرعة وأخرى يتزايد سكانها ببطء . ولا شك أن اختلاف معدلات النمو السكاني يترك أثره بمرور الوقت على نمط توزيع السكان .

وإن لاختلاف معدلات النمو السكاني عوامل عديدة ، والزيادة السكانية نوعان : زيادة طبيعية يمثلها الفرق بين المواليد والوفيات ، والزيادة الغير طبيعية تمثلها الهجرة . حيث إن لمعدلات المواليد في حالة تزايد كبير أما بالنسبة للوفيات فهي في حالة انخفاض نتيجة تحسن الأحوال الصحية والتقدم الطبي وارتفاع مستوى المعيشة بصفة عامة . ولذلك تختلف نسبة الزيادة الطبيعية اختلافا واضحا في العالم .
أما الهجرة فهي تلعب دورا هاما في توزيع السكان ، والهجرة نوعان إما ( خارجية ) وإما (داخلية) تتم داخل نطاق الدولة الواحدة ، وهناك أقطار عربية ترسل أبنائها مهاجرين إلى
خارجها ، وبينما هناك أقطار عربية أخرى تستقبل مهاجرين من خارجها للعمل في البترول فضلا عن مختلف مشروعات التنمية .
وتعمل الهجرة الخارجية على زيادة معدل النمو السكاني في الأقطار التي تستقبل مهاجريها بينما تعمل على خفضه في الأقطار التي ترسل مهاجرين .
أما الهجرة الداخلية فأبرز تياراتها الهجرة من الريف إل المدن . ويترتب على هذا التيار ارتفاع معدل النمو السكاني في المدن عنه في الريف ، بالتالي ارتفاع كثافة السكان في المدن عنه في الريف .

2- الحرفة السائدة :
هناك علاقة وثيقة بين كثافة السكان والحرفة السائدة بينهم ، وتتدرج الكثافة في الارتفاع من حرفة الرعي إلى حرفة الزراعة إلى حرفة الصناعة . حيث تنخفض كثيرا الكثافة السكانية في المناطق التي تسود فيها حرفة الرعي ، بينما ترتفع الكثافة السكانية داخل مناطق الزراعة الكثيفة على الري والتي تكثر على الأنهار ، وتبلغ الكثافة السكانية أقصاها حيث تسود حرفة الصناعة في المدن الصناعية .

3- المواصلات :
ويقصد بعامل المواصلات موقع الإقليم بالنسبة لخطوط المواصلات العالمية والمحلية ومن أبرز الأمثلة ( قناة السويس ) التي تقع في مصر والتي لم يكن العمران فيها ملحوظا قبل حفر قناة السويس ، فلم تلبث المنطقة أن اجتذبت إليها السكان بأعداد كبيرة . وكثيرا ما تلعب

المواصلات الداخلية دورا هاما في الاستثمار الاقتصادي للأراضي البكر ، وبالتالي اجتذاب السكان الذين يقومون بهذا الاستثمار ويعيشون على إنتاجه .

4- العامل السياسي :
كثيرا ما يؤثر العمل السياسي بطريق غير مباشر في صورة توزيع السكان . والواقع أن هذا العامل يرتبط بعامل الهجرة ، فبعض الهجرات الدولية تتم نتيجة دوافع سياسية ) .( والمثال على ذلك ( فلسطين ) . ذلك لأن توزيع السكان في فلسطين في الوقت الحاضر يختلف كثيرا عن توزيعه قبل الاحتلال ، فلقد أدى سقوط فلسطين تحت الاحتلال إلى تشريد ملايين اللاجئين الفلسطينيين والذي عمل على تغيير صورة توزيع السكان بدرجة كبيرة ، ومن جهات أخرى استقبلت فلسطين المحتلة خلال عاما مما يزيد على مليون يهودي ساقتهم إليها الدعاية الصهيونية، مما أدى إلى تغيير صورة وتوزيع السكان داخل الجزء المحتل من فلسطين .)
( وهكذا يتضح لنا أن هذه الهجرات المختلفة لعوامل سياسية بحتة تركت آثارها بلا شك في صورة توزيع السكان . وأبرز الأمثلة على هذه العوامل اعتصام بعض الأقليات السلاسية أو اللغوية أو المذهبية في المناطق الجبلية التي تمثل في بعض الجهات مناطق عزلة تشعر فيها بالحماية والأمان . )

*السكان والتنمية:

( يؤثر الموقف السكاني على التنمية تأثيرا يختلف من بلد إلى آخر ، فهناك دولا تشكو ضغطا سكانيا شديدا على الموارد يشكل عقبة في طريق التنمية فلا يجعل أثرها واضحا على رفع مستوى المعيشة ، ونجد بلاد أخرى تشكو افتقارا سكانيا يشجعها على استقدام الأيدي العاملة والخبرة الفنية من خارجها . ومن جهة أخرى يؤثر الانماء الاقتصادي والاجتماعي على الأوضاع السكانية في البلاد التي دخلت ميدان التنمية وقطعت فيه شوطا ، فالثابت أن معدلات المواليد والوفيات تتأثر تأثرا واضحا بالمستوى الاقتصادي والاجتماعي . وذلك أنه كلما قطعت الدولة شوطا بعيدا في مضمار التنمية ، فإن هذا يساعد على التعجيل بالتخلص من المرحلة
الانتقالية الانفجارية والوصول إلى مرحلة الاستقرار والنضوج السكاني ، تلك المرحلة التي تعد بر الأمان للدولة من الوجهة السكانية ، ويمكن تقسيم الدول إلى المجموعات التالية :

1- مجموعة البلاد البترولية التي تجمع لها رصيد من عائدات البترول حفزها على المضي قدما في التنمية ، ولكنها تشكو نقصا في الأيدي العاملة والخبرة الفنية ، فكان عليها أن تستقدمها من الخارج .

2- مجموعة البلاد التي يتسم هيكلها الاقتصادي بالطابع الزراعي الرعوي المتخلف ، حيث تشكو هذه البلاد من نقص الأيدي العاملة والخبرة الفنية فضلا عن الاستثمارات اللازمة للتنمية الاقتصادية ، كما تعاني من التخلف الاجتماعي الذي ينعكس على نوعية الأيدي العاملة وندرة الخبرة الفنية بين سكانها .

3-مجموعة البلاد التي يتسم هيكلها الاقتصادي بأنه هيكل مركب وإن كان يغلب عليه الطابع الزراعي ، وقد قطعت هذه البلاد شوطا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، ولكنها ما تزال بحاجة إلى مواصلة المسيرة حتى تحقق لسكانها الرخاء والرفاهية ، وقد انعكس النمو الاقتصادي في هذه البلاد على انخفاض معدلات الوفيات مع بقاء معدلات المواليد مرتفعة ، الا أن مواصلة التنمية كفيلة بخفض معدلات المواليد في المدى القريب. ويمكن القول بأن هذه البلاد لا تعاني ضغطا سكانيا على الأرض وموارده ، وبالتالي لا يشكل الموقف السكاني فيها عقبة حقيقية في طريق التنمية .)

*المقترحات والتوصيات:
أرجو من السكان الذين يعيشون على هذه الأرض المحافظة على الموارد التي سخرها الله لهم لكي يعيشوا وينتفعوا من خيراتها فالموارد الطبيعية كالتربة والمناخ والتضاريس هي أهم العوامل التي تركت تأثيرا كبيرا لتوزيع السكان فعليهم المحافظة عليها وألا يلوثوها أو يتلفوها ، والعوامل البشرية التي وفرت لاستقطاب السكان عليهم المحافظة عليها وأن يستخدموها بالشكل الصحيح وعليهم بالمساهمة في إعمار الأرض وبنائها لأنهم عماد هذه الأرض ومؤسسيها .

الخاتمة

وعلى هذا النحو انهيت كتابة هذا التقرير والذي كان موضوعه عن العوامل المؤثرة في توزيع السكان ، وقد استفدت خلال كتابتي لهذا البحث ومن خلال قراءتي للمراجع التي استخدمتها الكثير من الحقائق المعلومات التي تخص السكان وعلى ماذا أخذ السكان يتوزعون في البلاد ،وقد أدركت مدى الأهمية البالغة للعوامل التي أثرت في توزيع السكان ولولا هذه العوامل لما ارتقت الشعوب واستثمرت الأراضي لرفع المستوى المعيشي .
وأرجو أن يكون هذا التقرير أن ينال على إعجاب كل من يقرأه وأن يكون كاملا من جميع النواحي مع أنه ليس بوسع كاتب مهما أوتي من قدرة أن يحقق الكمال الذي هو لله وحده لكنها محاولة قد تفيد من يهتم بقراءة هذا التقرير وأرجو من خلالها أن أكون قد وفقت .

وإنه بدوري أشكر كل من ساهم معي في إكمال هذا التقرير ، وأشكر معلمتي التي عملت على مساعدتي في إكمال التقرير ولله الشكر والعرفان .

والله الموفق المستعان

الموضـــــــــــــــــــوع رقم الصفحة
المقدمة …….
تعريف السكان
العوامل المؤثرة في توزيع السكان
العوامل الطبيعية
عامل المناخ
عامل التضاريس
عامل التربة
الموارد الطبيعية
العوامل البشرية
اتجاهات النمو السكاني
الحرفة السائدة
المواصلات
العامل السياسي
السكان والتنمية
المقترحات والتوصيات

7

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,

يزاج ربي الخير,,

وتسلم يمناج..

موفقين ان شاء الله..

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
تسلمين
اشكرج ع مرورج الرائع

تسلمين والله وجزاكي الله خيرا

اللعم اعز الاسلام و المسلمين