تلخيص كتاب التربية الإسلامية للصف الثامن الأساسي .
أولاً : قسم القرآن الكريم
سورة الحشر 2 – 6
تواطؤ المنافقين واليهود
{ألَم تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن أَهلِ الكِتَابِ لَئِن أُخرِجتُم لَنَخرُجَنَّ مَعَكُم وَلا نُطِيعُ فِيكُم أَحَداً أَبدَاً وَإِن قُوتِلتُم لَنَنصُرَنَّكُم وَ اللَّهُ يَشهَدُ إِنَّهُم لَكَاذِبُونَ(11)لَئِن أُخرِجُوا لا يَخرُجُونَ مَعَهُم وَلَئِن قُوتِلُوا لا يَنصُرُونَهُم وَلَئِن نَّصَروهُم لَيُوَلُّنَّ الأَدبَارَ ثُمَّ لا يُنصَرُونَ(12)لأَنتُم أَشَدُّ رَهبَةً في صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُم قَومُُ لا يَفقَهُونَ(13)لا يُقَاتِلُونَكُم جَمِيعاً إِلا فِي قُرىً محَصَّنَةٍ أَو مِن وَرَاءِ جُدُرِ بَأسُهُم بَينَهُم شَدِيدُُ تَحسَبُهُم جَمِيعاً وَقُلُوبُهُم شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُم قَومُُ لا يَعقِلُون(14)كَمَثَلِ الَّذِينَ مِن قَبلِهِم قَرِيباً ذَاقُوا وَبَالَ أَمرِهِم وَلَهُم عَذَابُ أَلِيمُُ(15)كَمَثَلِ الشَّيطَانِ إِذ قَالَ لِلإِنسَانِ اكفُر فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَريءُُ مِّنكَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ العَالَمِينَ(16)فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَينِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ(17)}.
سبب النزول :
نزول الآية (11) :
{ألَم تَرَ..} : أخرج ابن أبي حاتم عن السُّدِّي قال : أسلم ناس من أهل قريظة، وكان فيهم منافقون، وكانوا يقولون لأهل النضير : {لَئِن أُخرِجتُم لَنَخرُجَنَّ مَعَكُم}، فنزلت هذه الآية فيهم : {ألَم تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخوَانِهِمُ }.
{ألَم تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا} تعجيبٌ من الله تعالى لرسوله من حال المنافقين أي ألا تعجب يا محمد من شأن هؤلاء المنافقين الذين أظهروا خلاف ما أضمروا ؟ {يَقُولُونَ لإِخوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن أَهلِ الكِتَابِ} أي يقولون ليهود بني قريظة والنضير الذين كفروا برسالة محمد صلى الله عليه وسلم {لَئِن أُخرِجتُم لَنَخرُجَنَّ مَعَكُم} أي لئن أخرجتم من المدينة لنخرجنَّ معكم منها قال ابن جزي: نزلت في عبد الله بن أُبي بن سلول وقوم من المنافقين، بعثوا إِلى بني النضير وقالوا لهم : اثبتوا في حصونكم. فإِنا معكم كيف ما تقلبت حالكم، وإِنما جعل المنافقين إِخوانهم لأنهم كفار مثلهم {وَلا نُطِيعُ فِيكُم أَحَداً أَبدَاً} أي ولا نطيع أمر محمد في قتالكم، ولا نسمع من أحدٍ إِذا أمرنا بخذلانكم {وَإِن قُوتِلتُم لَنَنصُرَنَّكُم} أي ولئن قاتلكم أحد لنعاوننكم على عدوكم ونكون بجانبكم {وَ اللَّهُ يَشهَدُ إِنَّهُم لَكَاذِبُونَ} أي والله يشهد إِن المنافقين لكاذبون فيما قالوه ووعدوهم به .. ثم أخبر الله عن حال المنافقين بالتفصيل فقال {لَئِن أُخرِجُوا لا يَخرُجُونَ مَعَهُم} أي لئن أخرج اليهود لا يخرج المنافقون معهم {وَلَئِن قُوتِلوا لا يَنصُرُونَهُم} أي ولئن قوتل اليهود لا ينصرهم المنافقون ولا يقاتلون معهم قال القرطبي: وفي هذا دليل على صحة نبوَّة محمد صلى الله عليه وسلم من جهة أمر الغيب، لأنه أُخرجوا فلم يخرجوا معهم، وقوتلوا فلم ينصروهم كما أخبر عنه القرآن {وَلَئِن نَّصَروهُم لَيُوَلُّنَّ الأَدبَارَ ثُمَّ لا يُنصَرُونَ} أي ولئن جاءوا لنصرتهم وقاتلوا معهم – على سبيل الفرض والتقدير – فسوف ينهزمون، ثم لا ينفعهم نصرة المنافقين قال الإِمام الفخر الرازي: أخبر تعالى أن هؤلاء اليهود لئن أخرجوا فإِن المنافقين لا يخرجون معهم – وقد كان الأمر كذلك، فإِن بني النضير لما أُخرجوا لم يخرج معهم المنافقون وقُوتلوا كذلك فما نصروهم – وأما قوله تعالى {وَلَئِن نَّصَروهُم} فهذا على سبيل الفرض والتقدير أي بتقدير أنهم أرادوا نصرتهم لا بدَّ وأن يتركوا تلك النصرة وينهزموا {لأَنتُم أَشَدُّ رَهبَةً في صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ} أي لأنتم يا معشر المسلمين أشدُّ خوفاً وخشيةً في قلوب المنافقين من الله، فإِنهم يرهبون ويخافون منكم أشدَّ من رهبتهم من الله {ذَلِكَ بِأَنَّهُم قَومُُ لا يَفقَهُونَ} أي ذلك الخوف منكم بسبب أنهم لا يعلمون عظمة الله تعالى حتى يخشوه حقَّ خشيته قال القرطبي: أي لا يفقهون قدر عظمة الله وقدرته .. ثم أخبر تعالى عن اليهود والمنافقين بأنهم جبناء من شدة الهلع، وأنهم لا يقدرون على قتال المسلمين إِلا إِذا كانوا متحصِّنين في قلاعهم وحصونهم فقال {لا يُقَاتِلُونَكُم جَمِيعاً إِلا فِي قُرىً مَّحَصَّنَةٍ} أي لا يقدرون على مقاتلتكم مجتمعين إِلا إِذا كانوا في قرى محصَّنة بالأسوار والخنادق {أَو مِن وَرَاءِ جُدُرِ} أي أو يكونوا من وراء الحيطان ليتستروا بها، لفرط جزعهم وهلعهم {بَأسُهُم بَينَهُم شَدِيدُُ} أي عداوتهم فيما بينهم شديدة {تَحسَبُهُم جَمِيعاً وَقُلُوبُهُم شَتَّى} أي تظنهم مجتمعين على أمرٍ ورأي – في الصورة – ذوي ألفةٍ واتحاد، وهم مختلفون غاية الاختلاف لأن آراءهم مختلفة، وقلوبهم متفرقة قال قتادة: أهل الباطل مختلفةٌ آراؤهم، مختلفة أهواؤهم، مختلفةُ شهادتهم، وهم مجتمعون في عداوة أهل الحق {ذَلِكَ بِأَنَّهُم قَومُُ لا يَعقِلُون} أي ذلك التفرق والتشتت بسبب أنهم لا عقل لهم يعقلون به أمر الله قال أبو حيّان: وموجب ذلك التفرق والشتات هو انتفاء عقولهم، فهم كالبهائم لا تتفق على حالة {كَمَثَلِ الَّذِينَ مِن قَبلِهِم قَرِيباً} أي صفةُ بني النضير فيما وقع لهم من الجلاء والذل، كصفةِ كفار مكة فيما وقع لهم يوم بدر من الهزيمة والأسر قال البيضاوي: أي مثل اليهود كمثل أهل بدر، أو المهلكين من الأمم الماضية في زمان قريب {ذَاقُوا وَبَالَ أَمرِهِم} أي ذاقوا سوء عاقبة إِجرامهم في الدنيا {وَلَهُم عَذَابُ أَلِيمُُ} أي ولهم عذاب شديد موجعٌ في الآخرة {كَمَثَلِ الشَّيطَانِ إِذ قَالَ لِلإِنسَانِ اكفُر} أي مثل المنافقين في إِغراء اليهود على القتال، كمثل الشيطان الذي أغرى الإِنسان بالكفر ثم تخلى عنه وخذله {فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَريءُُ مِّنكَ} أي فلما كفر الإِنسان تبرأ منه الشيطان وقال {إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ العَالَمِينَ} أي أخاف عذاب الله وانتقامه إِن كفرتُ به قال ابن جزي: هذا مثلٌ، مثَّل اللهُ للمنافقين – الذين أغووا يهود بني النضير ثم خذلوهم بعد ذلك – بالشيطان الذي يُغوي ابن آدم ثم يتبرأ منه، والمراد بالشيطان والإِنسان هنا الجنس، وقولُ الشيطان {إِنِّي أَخافُ اللَّهَ} كذبٌ منه ورياءٌ لأنه لو خاف الله لامتثل أمره وما عصاه {فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَينِ فِيهَا} أي فكان عاقبة المنافقين واليهود، مثل عاقبة الشيطان والإِنسان، حيث صارا إِلى النار المؤبدة {وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ} أي وذلك عقاب كل ظالم فاجر، منتهكٍ لحرمات الله والدين ..
وعظ المؤمنين وتحذيرهم من الفسق
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقَواْ اللَّهَ وَلتَنظُر نَفسُُ مَّا قَدَّمَت لِغَدٍ واتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرُ بِمَا تَعمَلُونَ(18)ولا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُم أَنفُسَهُم أُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ(19)لا يَستَوِي أَصحَابُ النَّارِ وَأصحَابُ الجَنَّةِ أَصحَابُ الجَنَّةِ هُمُ الفَائِزُونَ(20)}.
ولمَّا ذكر صفات كلٍ من المنافقين واليهود وضرب لهم الأمثال، وعظ المؤمنين بموعظةٍ حسنة، تحذيراً من أن يكونوا مثل من تقدم ذكرهم فقال {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقَواْ اللَّهَ} أي خافوا الله واحذروا عقابه، بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه {وَلتَنظُر نَفسُُ مَّا قَدَّمَت لِغَدٍ} أي ولتنظر كلُّ نفسٍ ما قدَّمت من الأعمال الصالحة ليوم القيامة قال ابن كثير: انظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم، وسُمي يوم القيامة غداً لقرب مجيئه {وما أمرُ الساعة إِلا كلمح البصر} والتنكير فيه للتفخيم والتهويل {واتَّقُوا اللَّهَ} كرَّره للتأكيد ولبيان منزلة التقوى التي هي وصية الله تعالى للأولين والآخرين {ولقد وصيَّنا الذين أُوتوا الكتاب من قبلكم وإِياكم أنْ اتقوا الله} {إِنَّ اللَّهَ خَبِيرُ بِمَا تَعمَلُونَ} أي مطلع على أعمالكم فيجازيكم عليها {ولا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُم أَنفُسَهُم} أي ولا تكونوا يا معشر المؤمنين كالذين تركوا ذكر الله ومراقبته وطاعته، فأنساهم حقوق أنفسهم والنظر لها بما يصلحها قال أبو حيان : وهذا من المجازاة على الذنب بالذنب، تركوا عبادة الله وامتثال أوامره، فعوقبوا على ذلك بأن أنساهم حظَّ أنفسهم، حتى لم يقدموا له خيراً ينفعها {أُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ} أي أولئك هم الفجرة الخارجون عن طاعة الله {لا يَستَوِي أَصحَابُ النَّارِ وَأصحَابُ الجَنَّةِ} أي لا يتساوى يوم القيامة الأشقياء والسعداء، أهل النار وأهل الجنة في الفضل والرتبة {أَصحَابُ الجَنَّةِ هُمُ الفَائِزُونَ} أي أصحاب الجنة هم الفائزون بالسعادة الأبدية في دار النعيم،وذلك هو الفوز العظيم ..
روعة القرآن ومنزَّلة ذي الأسماء الحسنى
{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْءانَ عَلَى جَبَلٍٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ(21)هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَانُ الرَّحِيمُ(22)هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ(23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِىءُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسمَاءُ الْحًسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاواتِ وَالأَرضِ وهُوَ الْعَزيزُ الحَكِمُ(24)}.
ثم ذكر تعالى روعة القرآن، وتأثيره على الصمِّ الراسيات من الجبال فقال {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْءانَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} أي لو خلقنا في الجبل عقلاً وتمييزاً كما خلقنا للإِنسان، وأنزلنا عليه هذا القرآن، بوعده ووعيده، لخشع وخضع وتشقق، خوفاً من الله تعالى، ومهابةً له وهذا تصويرٌ لعظمة قدر القرآن، وقوة تأثيره، وأنه بحيث لو خوطب به جبلٌ – على شدته وصلابته – لرأيته ذليلاً متصدعاً من خشية الله، والمراد منه توبيخ الإِنسان بأنه لا يتخشع عند تلاوة القرآن، بل يعرض عما فيه من عجائب وعظائم، فهذه الآية في بيان عظمة القرآن، ودناءة حال الإِنسان وقال أبو حيّان: والغرضُ توبيخ الإِنسان على قسوة قلبه، وعدم تأثره بهذا الذي لو أُنزل على الجبل لتخشَّع وتصدَّع، وإِذا كان الجبل على عظمته وتصلبه يعرض له الخشوع والتصدع، فابن آدم كان أولى بذلك، لكنه على حقارته وضعفه لا يتأثر {وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} أي وتلك الأمثال نفصّلها ونوضحها للناس لعلهم يتفكرون في آثار قدرة الله ووحدانيته فيؤمنون .. ثم لما وصف القرآن بالرفعة والعظمة، أتبعه بشرح عظمة الله وجلاله فقال {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلا هُوَ} أي هو جلَّ وعلا الإِله المعبود بحقٍ لا إِله ولا رب سواه {عَالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهَادَةِ} أي عالم السر والعلن، يعلم ما غاب عن العباد مما لم يبصروه، وما شاهدوه وعلموه {هُوَ الرَّحْمَانُ الرَّحِيمُ} أي هو تعالى ذو الرحمة الواسعة في الدنيا والآخرة {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ} كرر اللفظ اعتناءً بأمر التوحيد أي لا معبود ولا رب سواه {الْمَلِكُ} أي المالك لجميع المخلوقات، المتصرف في خلقه بالأمر والنهي، والإِيجاد والإِعدام {الْقُدُّوسُ} أي المنزَّه عن القبائح وصفات الحوادث قال ابن جزي: القُدُّوسُ مشتقٌ من التقديس وهو التنزه عن صفات المخلوقين، وعن كل نقص وعيب، والصيغة للمبالغة كالسبُّوح، وقد ورد أن الملائكة تقول في تسبيحها: "سبُّوح قُدُّوس، ربُّ الملائكة والروح" {السَّلامُ} أي الذي سلم الخلق من عقابه، وأمنوا من جوره {ولا يظلم ربك أحداً} وقال البيضاوي: أي ذو السلامة من كل نقص وآفة، وهو مصدر وصف به للمبالغة {الْمُؤْمِنُ} أي المصدِّق لرسله بإِظهار المعجزات على أيديهم {الْمُهَيْمِنُ} أي الرقيبُ الحافظ لكل شيء وقال ابن عباس: الشهيد على عباده بأعمالهم الذي لا يغيب عنه شيء {الْعَزِيزُ} أي القادر القاهر الذي لا يُغلب ولا يناله ذلك {الْجَبَّارُ} أي القهار العالي الجناب الذي يذل له من دونه قال ابن عباس : هو العظيم الذي إِذا أراد أمراً فعله، وجبروتُ الله عظمته {الْمُتَكَبِّرُ} أي الذي له الكبرياء حقاً ولا تليق إِلا به وفي الحديث القدسي (العظمة إِزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني فيهما قصمته ولا أبالي) قال الإِمام الفخر الرازي: واعلم أن المتكبر في صفة الناس صفة ذم، لأن المتكبر هو الذي يُظهر من نفسه الكِبْر، وذلك نقصٌ في حق الخلق، لأنه ليس له كبر ولا علو، بل ليس له إلا الذلة والمسكنة، فإِذا أظهر العلو كان كاذباً فكان مذموماً في حق الناس، وأما الحقُّ سبحانه فله جميع أنواع العلو والكبرياء، فإِذا أظهره فقد أرشد العباد إلى تعريف جلاله وعظمته وعلوه، فكان ذلك في غاية المدح في حقه جل وعلا، ولهذا قال في آخر الآية {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} أي تنزَّه الله وتقدَّس في جلاله وعظمته، عمَّا يلحقونه به من الشركاء والأنداد {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِىءُ} أي هو جل وعلا الإِله الخالق لجميع الأشياء، الموجد لها من العدم، المنشئ لها بطريق الاختراع {الْمُصَوِّرُ} أي المبدع للأشكال على حسب إرادته {هو الذي يصوّركم في الأرحام كيف يشاء} قال الخازن: أي الذي يخلق صورة الخلق على ما يريده {لَهُ الأَسمَاءُ الْحًسْنَى} أي له الأسماء الرفيعة الدالة على محاسن المعاني {يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاواتِ وَالأَرضِ} أي ينزهه تعالى عن صفات العجز والنقص جميع ما في الكون بلسان الحال أو المقال قال الصاوي: ختم السورة بالتسبيح كما ابتدأها به إشارة إلى أنها المقصود الأعظم، والمبدأ والنهاية، وأن غاية المعرفة بالله تنزيه عظمته عما صورته العقول {وهُوَ الْعَزيزُ الحَكِمُ} أي العزيز في ملكه، الحكيم في خلقه وصنعه
ثانياً : قسم التجويد :
المد الفرعي بسبب السكون
المدود
فرعي طبيعي
بسبب الهمز المد العارض للسكون
بسبب السكون مد اللين
المد اللازم
أولاً : المد العارض للسكون :
اي أن يأتي أحد حروف المد (أ –و –ي) و بعده حرف ساكن سكونأ عارضاً (أي سكون غير أصلي) و يمد حركتين أو 4 أو 7 جوازاً
الحساب – الرجيم
الرحمن – عزيز
ثانياً:مد اللين :
يأتي مد اللين اذا جاءت الواو او الياء ساكنة و سبقها فتحة ووقفنا على الحرف بعدها بالسكون. و يمد حركتين او 4 او 6 حركات.
قريش – الصيف
البيت
ثالثاً : المد اللازم.
المد اللازم
كلمي حرفي
مثقل مخفف مثقل مخفف
أ-المد اللازم الكلمي :
المثقل : امثلة الحاقّة – الضّالّون
حرف المد جاء بعده حرف مشدد في كلمة واحدة وحده لذلك هو مد مثقل
المخفف : المثال الوحيد هو : ((ءآلئن))
حرف المد جاء بعده حرف ساكن سكوناً أصلياً لذلك هو مد لازم كلمي مخفف
يمد المد اللازم بنوعيه 6 حركات وجوباً.
ب-المد اللازم الحرفي:
يقع المد اللازم الحرفي في أوائل السور القرآنية.
و تقسم احرفه في ثلاث اقسام :
1-الهمزة , و هي لاتمد ابداً بل تنطق هكذا ((ألف))
2-مجموعة احرف في كلمتي ((حي طهر)) و ينطق كل حرف ((حا,يا)) دون الهمزة.
3-مجموعة احرف في كلمتي ((نقص عسلكم))و ينطق الحرف ((نون – قاف )).
*المثقل هو الذي يقع في حرف من أوائل السور القرآنية و بعده حرف مشدد كاللام
*المخفف هو الذي يقع في حرف من أوائل السور و بعده حرف ساكن سكون أصلي
القلقلة :
القلقلة
صغرى كبرى
تكون في وسط الكلمة تكون في آخر الكلمة
*القلقلة بنوعيها تشترك بشرط واحد و هو ان يكون الحرف ساكناً .
و الحروف هي مجموعة في كلمة ((قطب جد))
ثالثاً : قسم الأحاديث الشريفة
تغيير المنكر :
تعريف المنكر : ما يخالف الشرع كالمعاصي
مثال : شرب الخمر و ايذاء الناس
يكون تغيير المنكر بـ 3 طرق هي:
1-بالعمل :مثلاً اذا رأيت صديقاً لك يعتدي على آخر أوقفه و امنعه من فعل ذلك و ان كان بالقوة
2-بالقول:اي اعطاء النصائح و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.
من آداب النصيحة : 1-ان تكون سراً
2-ان لا يقصد منها التشهير
من شروط من يأمر بالمعروف و بنهى عن المنكر: 1-العلم بالقرءان و السنة
2-التلطف في الأمر بالمعروف
3-التقوى و حسن السيرة بين الناس
3-بالقلب:و ذلك بالاعراض عن فاعل المنكر و اشعاره بالاستياء و عدم الموافقة.
*التعريف براوي الحديث:
ابي سعد الخدري صحابي جليل ينتسب الى خردة (حي في الانصار)شهد الغزوات و روى الأحاديث الشريفة عن الرسول.
المساجد الثلاثة:
من وظائف المسجد في الإسلام :
1-مكان اجتماع المسلمين للصلاة
2-مدرسة يتعلم فيها المسلمون دينهم
3-مكان للقاء الوفود
4-مكان تعقد فيه رايات الجهاد.
أولاً : المسجد الحرام :هو أول مسجد وضع في الأرض و يمتاز عن غيره من المساجد بأن :
1-تحيته الطواف حول الكعبة 7 مرات
2-الصلاة فيه خير من 100,000 صلاة من غيره
3-بأنه في مكة و سميت بالبلد الحرام لأنه يحرم فيها الصيد و قطع الأشجار و القتال
ثانياً:المسجد النبوي: هو المسجد الذي بناه الرسول فور وصوله المدينة و كانت ارضه لغلامين. و خص الله تعالى هذا المسجد بأن :
1-الصلاة فيه خير من 1000 صلاة مما سواه
2-ما بين بيت الرسول و منبره روض من رياض الجنة.
ثالثاً:المسجد الأقصى : اسري بالرسول من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى
صلى المسلمون اول صلاتهم جهة المسجد ثم امرهم الله بالتوجه الى المسجد الحرام
من آداب زيارة المساجد الثلاثة : 1- الإعتكاف و المجاورة
2-الصلاة و قراءة القرآن
العلم طريق الجنة :
حث الإسلام على طلب العلم النافع بنوعيه
العلم بأمور الدين العلم بأمور الدنيا
مثل : القرءان – العقيدة مثل :الطب – الهندسة
العبادات الزراعة – الميكانيكا
فرض عين فرض كفاية
فرض على كل مسلم بالغ عاقل خالٍ من الأعذار الشرعية و يعاقب اذا لم يفعل و العلم بأمور الدين هي فرض عين هو العمل الذي اذا قام به بعض المسلمين سقط عن باقي المسلمين و العلم بأمور الدنيا هو فرض كفاية.
ثالثاً : قسم العقيدة.
الإيمان بالرسل .
*يشمل الإيمان بالرسل الإيمان بجميع الرسل الذين ذكروا في القرءان او لم يذكروا.
صفات الرسل:
1-الصدق :انها صفة موجودة في جميع الرسل لأنهم يبلغون دعوة الله و لرسالته و يستحيل عليهم الكذب لأنه نقيصة تدل على الجبن و الضعف.
2-الفطنة :اي الذكاء و اليقظة
و من الفطنة ان يستطيع الرسل ابطال حجج الكفار و الرد عليهم
3- العصمة: هي حماية الله للرسول من ان يقع في الخطأ الذي يحول دون تبليغ الرسالة. و العصمة تقتضي الأمانة في تبليغ الرسالة.
4-التبليغ:ايصال رسالة الله الى الناس.و قد بلغ الرسل اقوامهم ما امرهم الله به.
معجزات الرسل:
المعجزة :الأمر الخارق عن العادة يظهره الله على ايدي رسله ليؤيده به حتى يصدقه الناس.
الرسول المعجزة
صالح علــــيــــهــــم الـــــــصــــلاة و الـــســـــلام النــــــــاقــــــــــة
ابراهيم انــقـــذه الله مـن النــار فأصبـــحت بــرداً وســلامـــــــاًً
موسى عــصـاه تنقلب لحية – يده تصبح بيضاء من غير سوء
عيسى انـطـقـه الله و هـــو فــي الـمـهـد- كـان يـبـرئ الاكــمــة و الابـرص و يحــي المــوتى بـإذن الله
محمد وقــتــيــة :الاســراء و الــمــعــراج –انـــشـقـاق الـقـمـر
خـــــــالــــــدة: الــــــــــقـــــــرءان الـــكــــــــــــريـــــــم
يونس عليه السلام:
مولده و دعوته:
هو يونس بن متى و ولد في فلسطين و امره الله بالتوجه الى نينوى في العراق ليدعو اهلها . دعا يونس قومه لم يستجيبوا و كذبوه.
خروج يونس عن قومه :
ترك يونس قومه دون اذن ربه طاناً أن الله لن يؤاخذه على هذا الخروج.
توبة أهل نينوى: بيّن يونس لقومه علامات موعد العذاب فلما جاء وقت عذابهم خرجوا و اعلنوا توبتهم و عادوا مؤمنين موحدين.
يونس في بطن الحوت:
ترك يونس قومه و ركب سفينة مع جماعة فهاج البحر فاقترعوا في تخفيف حمل السفينة ووقعت القرعة على يونس مرات عدة فالتقمه الحوت و امر الله الحوت بأن لا يأكل منه لحماً و ان لا يكسر له عظماً. فلبث يونس يسبح ربه و يدعوه فاستجاب الله دعاء يونس فألقاه الحوت في العراء و انبت عليه شجرة من يقطين لتقيه حر الشمس.
توبة يونس :
عاد يونس ووجد قومه مؤمنين تائبين ينتظرون عودته .
النبي الخاتم و الرسالة الخاتمة :
أولاً النبي الخاتم :
اختار الله تعالى محمداً رسولاً للبشرية من العرب لأنهم :
1-كانوا امة فصاحة و بلاغة
2-كانوا مشهورين بالذكاء
و قد نزل الله عليهم القرءان بلغتهم لأنهم:
1-اقدر على فهمه
2-اكثر وعياً بالمراد فيه
و بذلك ختم بنبوة محمد جميع النبوات.
ثانياً: الرسالة الخاتمة:
أ: نزول القرءان و حفظه
نزل القرءان في 23 سنة فختم به الكتب السمواية
ب:عموم الرسالة:
قد بين الله تعالى لنا ان هذا القرءان بينان للناس و نذير للعالمين.
ج:الإسلام دين صالح لكل زمان ة مكان :
ليست هناك حاجة لرسالة جديدة او قرءان جديد لأن:
1-الله شرع في القرءان كل ما يحتاجه الناس في حياتهم
2-بين الله فيه كل ما يسعد الناس في دنياهم و آخرتهم.
خامساً : قسم العبادات
صلاة الجنازة:
مشروعية صلاة الجنازة و حكمها :
الجَنازة : الميت – الجِنازة :النعش الذي يحمل عليه الميت
صلاة الجنازة مشروعة بقول رسول الله ذات يوم :توفي اليوم رجل صالح من الحبش فهلم فصلوا عليه قال فصففنا فصلى النبي و نحن صفوف
صلاة الجنازة فرض كفاية
شروط صلاة الجنازة:
1-ستر العورة 2-الطهارة 3-استقبال القبلة
اركان صلاة الجنازة :
1- النية 2- التكبيرات الاربع 3-الدعاء 4-السلام
ما يجب ان نفعله قبل الصلاة :
يجب غسل الميت و تكفينه الا شهيد الحرب
اقل كفن المرأة ما يستر جسدها و اقل كفن الرجل ما يستر بين سرته و ركبته.
بشترى الكفن من مال الميت او من مال احد اقاربه.
*كيفية الصلاة على الميت:
يقف الامام عند وسط الرجل و عند منكابي المرأةو يقف المأمون في صفوف في ينوي الامام و المأمون.
التكبيرة ما يجب فعله
الأولى الفاتحة
الثانية الصلاة الابراهيمية
الثالثة الدعاء
الرابعة السلام
تشييع الجنازة و دفن الميت :
-يقول الرسول : حق المسلم على المسلم خمس : رد السلام و عيادة المريض و اتباع الجنائز و اجابة الدعوة و تشميت العاطس.
-يجوز دفن الميت ليلاً او نهاراً دون كراهية
-يجوز البكاء دون نياحة
-تستحب التعزية لـ 3 ايام
-يستحب ان يُصنَعَ الطعام لأهل الميت لا ان يكلفوا بصنعه.
الكسوف و الخسوف و الاستسقاء:
وجه المقارنة صلاة الكسوف صلاة الخسوف صلاة الاستسقاء
تعريفها ذهاب ضوء الشمس ذهاب ضوء القمر –
حكمها
سنة مؤكدة
مندوبة سنة مؤكدة للرجال
و مندبر للنساء و الاطفال و العجائز
كيفيتها ركعتان سريتان كل ركعة قيامان و ركوعان طويلان
جماعة من غير خطبة ركعتان كل ركعة قيام و ركوع واحد
و تصلى في البيت. ركعتان جهريتان تعقبهما خطبتان كصلاة العيد – تفتتح الخطبة بالاستغفار و يجلس على الارض في المصلى
وقتها اذا حدث الكسوف قبل الظهر تصلى بعد حدوثه و هو وقت صلاة العيد من ارتفاع الشمس قيد الرمح حتى الزوال اما اذا حدث بعد الزوال فتصلى في وقت أي صلاة بعد حدوثه
في الوقت الذي يظهر في خسوف القمر و يكون ليلاً. الى جلاء القمر أو غروبه أو طلوع الفجر
من ارتفاع الشمس الى الزوال
تأكيدها قال الرسول: ((فإذا رأيتموها فصلوا و ادعوا – ان النبي خرج فاستسقى فاستقبل القبلة و قلب ردائه و صلى ركعتين
الزكاة :
الزكاة في اللغة تعني النَّماء.
الزكاة في اصطلاح الفقهاء : اخراج مال مخصوص من مال مخصوص لمستحقيه بشروك مخصوصة.
على من تجب الزكاة ؟
تجب الزكاة على كل :
1-مسلم 2-ملك النصاب 3-حر 4- حولان الحول
النصاب :هو القدر الذي اذا بلغه المال وجبت فيه الزكاة
حولان الحول :اي مرور سنة قمرية على تملك المال .
*الأموال التي تجب فيها الزكاة :
1-الأنعام : الإبل – البقر – الغنم
2-الحرث : الزر وع و الثمار جميعها
3-العين :الذهب و الفضة و عروض التجارة
*أنصبة الزكاة و مقاديرها:
اموال الزكاة النصاب
الابل اخراج كل 5 من الابل شاه واحدة –كل 25 بنت مخاض
البقر اخراج كل 30 من البقر تبيع – كل 40 مسنة
الغنم اخراج كل 40 شاه – كل 100 شاه واحدة
الذهب 85 جرام
الفضة 595 جرام
العروض التجارية 2,5 %
زكاة الركاز 20%
الحبوب و الثمار 653 كيلوجرام
سقيت بالآلات =5 %
سقيت بماء المطر =10%
مصارف الزكاة :
الصنف التعريف
الفقراء –
المساكين –
العاملين عليها الذين يجمعون الصدقات
الرقاب فك الرقاب و التخلص من الرق
الغارمين المديونين
المؤلفة قلوبهم من دخلوا في الإسلام حديثاً
سبيل الله اي للمجاهدين و المرابطين و ما تحتاجه الحرب من سلاح و عتاد
ابن السبيل الغريب المنقطع في سفره
سادساً : قسم السيرة النبوية
غزوة الخندق : 5 هجري
سبب الغزوة:
بنو النضير
بخيبر
غطفان
قريش
بني قريظة
خروج : لمحاربة المسلمين و قد سميت هذه الغزوة بغزوة الأحزاب بسبب تحزب الكفار و اليهود ضد المسلمين
خطة المسلمين : حفر ال
خندق باشارة من سلمان الفارسي , و قد شارك الرسول في حفره ليتشجع المسلمون و يسارعوا في العمل.