التصنيفات
الصف الثاني عشر

قصة قصير عن نداء الوطن للصف الثاني عشر

بليززززز بدي بسرعة قصة قصير عن نداء الوطن

الرجاء بكرى امتحان

نصوص – قصة قصيرة – فندق القمل الجميل – نصرت مردان
كان صاحب الفندق العجوز يبدو شبه غائب عن الوعي، يلوك شيئا غريبا في فمه. شككت في أن بمقدوره إيقاظي في فجر اليوم الثاني، فإجازتي انتهت يوم أمس. هذا آخر يوم لي هنا. في الفجر سينتظرني زميلي الذي قرر هو الآخر أن يترك كل شيء خلفه ويمضي لأرض غير هذه الأرض، والي وطن لا مكان فيه للخنادق والحروب، ولا يكون فيه رئيس يوزع الموت والحياة فيه لشعبه في الخنادق أو في بيوتهم، أو في شوارع ينتزعون منها ليقتادوا إلي سراديب وأنفاق مظلمة ، خنادقنا التي تتطاير فوقها حمم الموت أرحم منها بكثير لأنها علي الأقل مفتوحة علي الفضاء الذي تطل منه الشمس في النهار،والقمر والنجوم في الليل.
أنا رجل أميل إلي الهدوء والسكون، ولا أبغي الظلم والعدوان علي أحد. لكنهم كانوا يقولون، ان لم تقتل تقتل.ولو قتلت فأنت شهيد، والسيد الرئيس سيتكفل بعائلتك، وستكون أنت في قائمة الشهداء والصديقين. الأعداء الذين كنا نقتلهم يذهبون إلي الجحيم، أما نحن فان أرواحنا ستذهب إلي حيث الحور والغلمان والمياه التي تجري من تحتها الأنهار في الجنة.
وجدت نفسي في الجبهة فجأة.
أعطوني بندقية وقالوا: هذا بلدك، وأولئك (أشاروا إلي الخندق الذي أمامنا) هم الأعداء. ومن واجبك أن تقتلهم. وان قتلوك هم ستصبح شهيدا، وسيمنح الرئيس عائلتك راتبا شهريا وسيارة آخر موديل.
كانت الشمس التي تطل علينا في الفجر، تبدو مثل خيمة ذهبية تضم الكون بين حناياها. وكانت في جمالها الباهر الأخاذ، تبدو منطلقة لممارسة دورها التي بدأتها منذ أول يوم من أيام الخليقة من دون اكتراث بما تحدث لنا من مآس، نحن الجنود القابعين كفئران مذعورة في خنادق أعدت لنا سلفا. خنادق طلبوا منا عدم مغادرتها الا بأوامر، إما للهجوم علي العدو أو النوم فيها في فترات الهدوء القليلة في الجبهة.
وجدت نفسي انقل بين الجبهات. أخفي نفسي في خنادق،وخلف سواتر رملية،وتحت الأرض كي أظل علي الحياة. وكنت أطلق النار، ولم أكن أدري هل أصيب احد بتلك الطلقات التي أطلقتها أم لا. كانت الخنادق مثخنة بالرطوبة وفتات الطعام وأعقاب السكائر التي يحرس المدخنون علي تدخينها داخل أكفهم، وخاصة في الليل كي لا يري العدو اللهب المتألق في عتمة الليل وصمته. كان الموت يبدو منشغلا، ينتقل بين الجنود في الخنادق ويشطب علي أسماء من انهوا مهمتهم في هذه الأرض اللعينة، حيث تأتيهم شظية قنبلة فتقتلعهم من الحياة وكأنهم لم يأتوا إليها قط.
حاولت أن أهرب من هذا الجحيم مرات عديدة وأن أهيم علي وجهي في الصحراء.كنت عازما بكل خلاياي وشراييني علي الانكفاء علي أعتاب خيمة أول بدوي صارخا:
ــ أغيثوني.. أنا دخيل!
لكنني في كل مرة كنت أضطر إلي إلغاء الفكرة عن ذهني، بعد رؤية فرق الإعدام وهي تطلق النار من دون رحمة أو تردد علي كل من يحاول إنقاذ أنفسهم من جحيم النيران، وحقول النار والموت.
تحت الشمس اللافحة المحرقة أصبحت وجوهنا مغبرة كالحة كلون الأرض. صعقت أمي حينما عدت إليها في أول إجازة:
ــ عيني عليك يا كبدي! ماذا فعلوا بوجهك الجميل؟ قاتلهم الله!
ثم بكت وهي تقول بأنني أذكرها بوجه أبي الذي اعتاد أن يلعن الحرب ليل نهار. وكان يأمل أن تنتهي في يوم ما.لكن الحياة توقفت في قلبه وشرايينه، ولم تنته الحرب.
كانت الحرب تفترس العشرات كل يوم مثل ذئب ضار، دون أدني اهتمام بأحلامهم وأمانيهم وحسراتهم. لكن أرواحنا كانت تحاول دائما أن ترفرف بعيدة عن رائحة الدم وقشعريرة الموت. كم تمنيت أن أكون طائرا أحوم في سماء الله الواسعة.أحط علي بقعة لا مكان فيه للدم والبارود وأصوات المدافع. لكنني علمت أن الله لا يحقق الأماني دائما.
برغم الأماني، ورغم السخط والعذابات، كان الفجر يشرق علينا مبللا بالدموع وملطخا بالجثث والدم وأشلاء متناثرة هنا وهناك،كانت قبل لحظات لبشر يحلمون ويفكرون ويدخنون ويحلمون بأيام الجحيم هذه.
في أيام القصف واليأس والوقوف كل لحظة علي حافات الموت، صادقت جرذيا مثيرا للذعر بضخامته. كنت اسـتأنس بوقت خروجه من الجحر. فكنت أضع فتات الخبز في علي فتحة حجره. وكنت أرقب بهدوء جولته اليومية بين قصع الأكل. وكنت غالبا ما أشكو للجرذي معاناتي ووحدتي وهو ينظر إلي بعينين مريبتين:
(إنك أكثر حظا منا أيها الجرذي العزيز.. تنتقل بين الحفر بحرية دون خوف من وجود مصائد،ودون أن تملك رئيسا يبعثك رغما عنك إلي الحرب ضد أقرانك.. تنتقل بحرية بين الجحور دون ان تفاجأ بهر شرير. لن تستطيع أن تتصور أيها الجرذي الشريد مدي قسوة الهر الشرير الذي قضي علي أحلامنا وأمانينا ودفعنا رغما عنا إلي هذه الخنادق للقتال!).
كان جدي في ساعات صفائه الذهني يكلمني عن ذكرياته، عندماكان جنديا في الجيش العثماني. فيحكي انه كان يربط ساقيه برباط جريا علي عادة القتال في ذلك الزمان للقتال ضد العدو حتي أخر طلقة. كنت أتساءل هل الحرب هي قدر هذه الأرض؟ لكن جدي كما كان يقول يحارب الكفار، أما نحن فنقاتل مسلمين لسبب لا أعرفه رغم إنني جندي في الجبهة.
لم أكن أصدق بسلطان النوم الرهيب علي البشر، لو لم يداهمني ليلا في أشد لحظات دوي المدافع وعوائها. كم طارت من رؤوس وتناثرت أمخاخ أثناء النوم أو أثناء تناول الطعام في فترات الهدوء !.. حيث كانت تمتليء في لحظة، القصعة بالدم وبنثار الأمخاخ المتناثرة.
فقدت سميرة بسبب هذه الحرب اللعينة. كتبت لي مرارا أن احضر علي الفور لأن والدها يرغمها علي الزواج من عجوز متصاب. كنت مستعدا لاختطافها ومحاربة العالم من أجلها. لكن الآمر الفظ نبهني بأن الواجب الوطني أهم من لغة العواطف والقلوب، فالوطن فوق الجميع.
أرغموني في الخندق أن اختار الوطن، وأن أظل إما في انتظار الموت أو أن اقتل برصاصة طائشة. أرغموني أن ألبي نداء الوطن ففقدت بذلك أعز ما أملك. بكيت بحرقة حينما وصلني نبأ زواجها. يومها قال لي العريف:
ــ الا تستحي؟! هل يبكي الرجل من اجل (حرمة!)..
لكنني كنت قد بكيت كثيرا قبلها. بكيت يوم موت أمي، ويوم ما قبضوا علي أصغر أشقائي فذهب ولم يعد، وظلت أمي تبكيه حتي انطفأت كشمعة. أصبت برعدة ثم انفجرت دموعي..
كم مرة فكرت في أن أضحي بجزء من جسدي.أن أطلق النار علي ساقي أو يدي أو افجر قنبلة لتكون سببا في إعاقتي وبالتالي سببا في خلاصي من حياة الخنادق والرصاص والقنابل والموت في سبيل السيد الرئيس.
في الاجازات وعند عودتي من الحانة مخمورا، كنت أقف أمام تماثيله العديدة شاكيا بهمس ومنتحبا:
ــ لماذا يا سيدي حرمتني من سميرة؟.. لقد فقدتها إلي الأبد. سافرت بعد زواجها إلي مدينة زوجها. ما الضير لو تزوجتها وعدت بعده إلي الجبهة.. لكنني الآن أمنح نفسي أجازة رغما عنك. سأهرب إلي حيث لا تماثيلك ولا خطاباتك ولا عيونك!
شربت في الفندق أغرب قدح من الشاي. شاي أسود، مملوء حتي نصفه بالسكر، يبدو ان صاحبه يغليه منذ الصباح، ويضيف عليه الماء حينما يقل دون ان يضع حفنة ولو صغيرة من الشاي. ولربما أضاف علي الغلاية قطع من السكر لأنها تجعل لون الشاي غامقا.
لم يبق أمامي من مهمة بعد الوصول إلي هذا الفندق المنسي الا أن أستيقظ قبل الفجر لأنطلق إلي المنطقة التي سينتظرني فيها صديقي مع المهرب. ورغم أنني أوصيت صاحب الفندق ذا العينين الزائغتين بإيقاظي، الا أن طائر الشك لم يغادر أعماقي. فهذا الرجل شبه النائم لا يمكن ان توكل إليه مثل هذه المهمة.
تمددت علي السرير المتهالك الذي صر صريرا مزعجا عند أقل حركة. ها قد اقتربت من نهاية الجحيم، وستكون أي بقعة أصل إليها أرحم من هذا الوطن الذي لم يرحم أحدا من رفاقي وأقاربي. أحسست بحكة غريبة، تسري في كل جسمي، سريان النار في الهشيم. نهضت من الفراش القذر الذي لم يبدو أنه لم يغسل منذ أن وضع علي هذا السرير البائس. أحسست ان لذعات القمل قد أزالت عني غمامة النوم، فجلست أفحص في قميصي عن القمل فعثرت بسهولة علي عدد منه.
شاهدت علي جدار الغرفة التي اختفي لونه آثار دماء، ولم أكن بحاجة إلي ذكاء خارق لأعلم أنها دماء قمل قضي عليها من سبقوني في النوم في هذه الغرفة العامرة بالقمل. أخذت أهرش وأحك إبطي ورأسي، حتي اختفت من ذهني كل الصور التي كانت تحاصرني وأنا في طريقي إلي الفندق.
حينما أزفت الساعة انطلقت بهدوء من الغرفة. كان صاحب الفندق نائما علي إيوان خشبي، وهو يشخر شخيرا غريبا. حمدت الله علي إنني لم أخلد إلي النوم معتمدا عليه في إيقاظي قرب الفجر.
انطلقت لا ألوي علي شيء. وحينما التفتت لأخر مرة لألقي نظرة علي الفندق، فوجئت بسيارة شرطة تقترب منه. كانت في جولة لاصطياد مشبوهين أو هاربين من الخدمة العسكرية في الفندق.
عندما اقتربت من زميلي الواقف مع المهرب، اجتاحتني نوبة جديدة من الهرش والحك. تحت إبطي قبضت أصابعي علي قملة كبيرة. نظرت إليها بحنو وأنا ألقيها أرضا من دون أن أسحقها بين اظفري، هامسا بامتنان (شكرا.. شكرا لك أيتها القملة العزيزة، لولاك لكنت الآن تحت رحمتهم)!

بصراحة هي حلووووه بس طويلة أنشاء الله تعجبك

أختك
الجوري

هذه قصة ليست حقيقية, لكنها مستوحاه من الواقع و تحمل في طياتها الكثير مما يعيشه عدد غير قليل من أبناء هذا الوطن. و أوجهها لكل من يدعي أننا نأخذ الكثير و الكثير دون أن نرد الجميل, ولا يعترف بكل هذا القهر الواقع علينا لسنين.

و بالنسبة لي أنا و اخواني من أبناء المعتقلين, أخشي أن نكون في النهاية كلنا محمد.

خديجة الحداد

تحبها و لكن…

وقف محمد ينظر لكل هذا الجمهور الكبير الذي يصفق له, و إلي اساتذته وهو يحيونه بسعاده شديده, وإلي أهله و هم فخورون به و هو يقول "الحمد لله".
كان هذا يوم تسلم محمد جائزة تقديريه علي ما حققه من انجاز في رسالة الدكتوراه والتي نشرها العديد من المجلات العلمية العالمية.
وفور إن نزل محمد مع علي منصة التكريم قدم رجل اليه, يبدو عليه من ملامحه انه إجنبي عن البلد , تحدث معه بلطف شديد و هنأه علي نجاحه وعرض عليه عرضا متميزا للعمل في واحده من أكبر جامعات العالم تقديرا لرسالته المتميزة.
عاد محمد الي منزله في المساء, واستلقي علي سريره و أخذ يفكر فيما قاله له ذلك الرجل الأجنبي, رغم أن عرضه كان عرضا لا يرفض , إلا أن محمد كان طيله عمره يحب بلاده حبا جما, و لم يكن أبدا يفكر في أن يتركها و يرحل. وبالتالي, حسم أمره بالاعتذار لهذا الرجل رغم انه كان يعلم أنه من الصعب أن يجد عرضا مثله في حياته.
هدء محمد بعد أن حسم امره و قرر أن ينام, ولكنه تذكر أن يفرغ صور حفلة اليوم علي جهاز الكمبيوتر ليضعها مع كل صوره التذكارية
وعندما أفرغ صوره وقعت عينه علي أخواتها من الصور, فقرر ان يمر سريعا عليها, فكلها تحمل ذكريات جميلة و مؤثرة. كل الأحداث علي قدمها كأنها كانت البارحة, فهذه صورته يوم تكريمه مع أوائل الثانوية, وهذه يوم تخرجه من الجامعة, أما هذه فكانت في فرح أخته الكبري وهذه يوم خروج أخيه الأكبر من المستشفي معافي, و هذه و هذه………… كلها ذكريات جميلة , و كلها علي جمالها كان ينقصا شيئا مهما جدا, إذ لم يكن بها والد محمد.
كل هذه السنين علي بعدها و اختلافها كان يبتعد فيها الوالد عن الاسرة حيث كان حينها في السجن, فلقد كان والده رجلا متدينا عرف ربه و دينه و عشق وطنه و قرر أن يكون واحدا ممن حملوا علي عاتقهم مهمة اصلاح هذا الوطن, و لقد مات منذ سنوات قليله ولازالت ذكراه الطبية يذكرها الجميع
سقطت دمعة من عيني محمد امتزجت فيها معاني الفرح و الحزن معا, ولم يتنبه إلا عندما سقطت عينه علي الساعة ووجد أن الوقت قد تأخر كثيرا.
عاد الي سريره, عبثا حاول النوم, عقله لم يتوقف عن التفكير و صوره والده لم تذهب من خياله و معها كل السنين التي قضاها بعيدا عنهم بكل أحداثها المترامية, فكر في حاله وحال أسرته, كيف حبوا هم وطنهم و كيف عاملهم وطنهم؟ كيف ضحوا هم من أجله و كيف ضحي هو بهم؟كيف تعب هو و أخوته ومن قبلهم أبوهم ليعلوا من شأن هذا الوطن وكيف أتعبهم الوطن؟.
فكر في نفسه بعد بضعه سنوات وفي مستقبله في هذا الوطن , من سيقدر علمه وأبحاثه؟ من سيترك له أمواله؟ كيف سيعيش ابناءه في المستقبل إذا تركهم مثلما حدث مع والده؟………..
دارت في ذهنه أسئلة كثيرة, فقام صلي ركعتين و استخار ربه, و في الصباح دخل علي والدته حكي لها ما يفكر به, ربتت والدته علي كتفه وهي تنظر الي عينيه الدامعتين وقالت له: " إنها بلدك, أعلم أنك تحبها ولكن اخشي أن تفعل بك ما فعلته في والدك رحمه الله. حافظ علي دينك, تمسك بدعوتك حتي اخر قطرة من دمك, لكن لا مانع ان تبحث عن الخير حيث كان"
ترك محمد والدته, صلي لله ثم رفع محمد يده الي السماء و قال "ربي.. إنك تعلم أنها أحب البلاد الي قلبي, و لولا ان أهلها آذوني ما فكرت أن أخرج منها" ثم حسم أمره و قرر أن يسافر.
مرت الأيام سراعا وجاء يوم السفر, كانت لحظات الوداع قاسية جدا, كل من حوله سيفتقدهم كثيرا, قطع هذه اللحظات الأخيرة نداء الطائرة , فسلم علي الجميع ثم تحرك, تابعته أمه بنظراتها وهي تتذكر كل ما عاناه محمد منذ طفولته الي عمره هذا, بينما ذهب هو لينهي أوراقه و هو يخشي ألا تمر الأمور بسلام كما كان يحدث عندما كان يسافر مع والده.
لم يطمئن إلا عندما وصل إلي مقعده في الطائرة. حينها, غرق في احساس غريب يجمع بين حزن شديد لفراق مكان و أناس هو يحبهم, و بين سعاده لا شعورية بأنه أخيرا سيغادر مكان لطالما ظلم و تألم فيه. لم يقطعه الا صوت المضيف و هو يقول له بابتسامة: "رحلة سعيده" نظر محمد له و أخرج ابتسامة من وسط دموعه ورد قائلا "سعيدة ان شاء الله".

منقووووووووولة

اللعم اعز الاسلام و المسلمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.