تعتبر الموانئ البحرية بوابة الدولة مع العالم الخارجي بحكم كونها المواقع التي تبدأ منها وتنتهي إليها وسائل النقل في خدمة الركاب والتجارة الدولية. ويوجد في الإمارات العربية المتحدة باستثناء موانئ البترول 12 ميناء تجاريا عاملا هي : الرويس , زايد , جبل على , راشد , خور دبي , الحمرية , خالد , خورفكان , عجمان , أم القيوين , صقر , الفجيرة . ويزيد عدد الأرصفة في هذه الموانئ عن 310 أرصفة يبلغ طولها مجتمعة نحو 45 كيلو مترا وطاقتها الكلية نحو 80 مليون طن .
وتلعب الإدارة الحديثة لهذه الموانئ دورا كبيرا في تعزيز مكانتها كمرافق حيوية تساهم في تنمية وازدهار الحركة الاقتصادية والتجارية في البلاد , وهناك مشاريع تطوير مستمرة لهذه الموانئ لكي تواكب النمو الاقتصادي في الدولة .
وقد شهدت بداية الثمانينات , عندما وصل النشاط الاقتصادي في الإمارات إلى ذروته , تطورا خاصا في مضمار خدمات الموانئ فجرى تشغيل رافعات الحاويات في عدد من موانئ الدولة ووصل عددها إلى 28 رافعة إضافة إلى 382 رافعة بأحجام مختلفة , وعنيت الحكومة بتطوير الموانئ الخاصة بالنفط , فارتفع عددها إلى 11 ميناء تستطيع خدمة جميع أنواع الناقلات. واتسع نشاط الشحن البحري في الدولة نتيجة لتحسين خدماته وتسهيلاته فوصل عدد الخطوط الملاحية الدولية المنتظمة التي تربط موانئ الدولة بمختلف الموانئ العالمية حتى نهاية عام 1990 نحو 85 خطا تقوم برحلات تتراوح بين رحلة واحدة كل شهرين وأربع رحلات شهريا .
وأهم وجهات الرحلات البحرية القادمة إلى الإمارات هي الرحلات المنطلقة من الموانئ الأوروبية إلى الشرق الأقصى وبالعكس , كما توجد خطوط ملاحية تربط أوروبا بالإمارات وباقي موانئ الخليج عبر البحر المتوسط والبحر الأحمر , ويشحن ما نسبته 70% من البضائع في حاويات .
ويشير الازدهار في موانئ الإمارات إلى وجود ملاحة ساحلية نشطة , ووجود سوق للعمالة البحرية , فميناء خورفكان يبعد عن رأس الخيمة 118 ميلا بحريا , وميناء صقر في رأس الخيمة يبعد عن ميناء خالد بالشارقة 44 ميلا بحريا , وميناء راشد بدبي يبعد عن ميناء جبل على 18 ميلا بحريا , وميناء جبل على يبعد عن ميناء زايد في أبوظبي 54 ميلا بحريا , وهذا يخفض وقت انتظار السفن في الإمارات حيث تنزل بضاعتها في أحد الموانئ إلى أن يتم نقلها بواسطة الوسائل البرية إلى مناطق استهلاكها أو بالطرق البحرية في تجارة إعادة التصدير .
ميناء زايد
يعتبر ميناء زايد واحدا من أهم موانئ دولة الإمارات العربية المتحدة التجارية العاملة وقد تم تطوير الميناء القديم في سنة 1968 لتلبية احتياجات مشروعات التنمية والزيادة السكانية واستكمل هذا التطوير على مدى ثلاث مراحل حتى افتتح الميناء رسميا عام 1972 م ليواكب أكبر الموانئ العالمية من حيث تجهيزاته ومعداته المتطورة والتسهيلات العديدة التي يقدمها للمتعاملين معه . يقع ميناء زايد في الطرف الشمالي الشرقي لجزيرة أبوظبي , عند تقاطع خط عرض 32 24 شمال خط الاستواء , مع خط طول 23 54 شرق جرينتش . ويضم الميناء حاليا 23 رصيفا ومحطة للحاويات ومستودعات مغطاة تصل مساحتها الإجمالية 102300 متر لتخزين البضائع والحفاظ عليها من العوامل الجوية , بالإضافة إلى عدد من المستودعات المفتوحة مساحتها الإجمالية 45000 متر مربع . بالإضافة إلى الساحات المكشوفة المرصوفة لتخزين نوعيات من البضائع مثل الأخشاب والحديد والسيارات ومواد البناء , وتبلغ مساحتها الإجمالية 1.104 ألف متر مربع كما يتوافر بالميناء مستودع للتبريد لتخزين المواد الغذائية المجمدة . وتتميز محطة حاويات ميناء زايد بكفاءة ذاتية فيما يتعلق بالمعدات والأجهزة وقد أنشئت أربعة أرصفة بطول 800 متر وأعماق تصل إلى 13 مترا بمساحات مختلفة تبلغ 39 هكتارا لتستيف الحاويات وجهزت المحطة بأحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا العصر من معدات مناولة وتستيف لتحقيق المستوى العالمي بأقل الأجور , كما يدار العمل في المحطة بواسطة أجهزة الكمبيوتر لسرعة إنجاز الأعمال , ويمكن استقبال سفن الرورو والحاويات المبردة .
ميناء الرويس
يأتي في مقدمة موانئ الإمارات العربية المتحدة إسهاما في الصادرات ميناء الرويس الذي يستأثر بحوالي 44.8% من جملة كمية صادرات الدولة , 44% من جملة قيمتها , يليه ميناء جبل على الذي يسهم بحوالي 12.6% من جملة كمية الصادرات , 18.4% من جملة قيمتها , لكونهما ميناءين صناعيين يصدران الغاز السائل والأسمدة الكيماوية , والألمنيوم , وصناعات بتر وكيماوية أخرى , يأتي بعدهما في المرتبة ميناء راشد لتجارة إعادة التصدير , ثم ميناء صقر وميناء خالد في تصدير بعض المنتجات المحلية الفائضة عن حاجة السوق المحلية , مثل الكنكريت والبلاط والرخام والإسمنت والطابوق , أما ميناء زايد فإسهامه في الصادرات قليل لأن معظم الإنتاج الصناعي في إمارة ابوظبي والسلع المستوردة تستهلك محليا لاتساع حجم السوق .
ميناء راشد
يرجع الفضل في الازدهار التجاري الذي شهدته دبي عبر التاريخ إلى ( الخور) الذي يتوسط المدينة ويشكل ( مرفأ طبيعيا ) لها ويزدحم بمئات السفن الخشبية التقليدية في مظهرها , وذات المحركات القوية التي تنقل البضائع من دبي إلى منطقة الخليج وأطراف الجزيرة العربية والهند وباكستان ودول شرق أفريقيا .. ولقد كان تعزيز المكانة التجارية لدبي الشغل الشاغل لحكومتها باعتبار أن هذا النشاط هو مصدر الرزق الأساسي للإمارة سواء قبل عصر البترول أو في عصر البترول أو حتى بعده , ولاشك أن حكم المغفور له صاحب السمو الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم يعتبر دليلا واضحا على هذا الاتجاه , فقد حرص سموه على توفير أحدث ما يمكن من المرافق والتسهيلات التجارية للمدينة , من ذلك تعميق الخور وإنشاء ميناء راشد على مراحل اعتبارا من عام 1969 حسب احتياج المنطقة حتى أصبح يضم 37 مرسى , ويعتبر ميناء راشد اليوم من أكبر وأكثر موانئ الحاويات ازدحاما في المنطقة .
ميناء خور دبي
قبل فترة زمنية تقل عن 50 سنة كان خور دبي عبارة عن شريط مائي صغير تتناثر بداخله بعض الكثبان الرملية والمناطق الضحلة التي تعوق الملاحة في الخور , وتجعل دخول وخروج السفن من العمليات الشاقة جدا , وكان يزيد من هذه الصعوبة التيارات البحرية القوية , وحركة المد والجزر , وقد تم تطوير الخور وتنظيفه وتعميقه وبناء أرصفة على جانبيه وكاسر للأمواج عند مدخله بحيث أصبح من الموانئ الحيوية الهامة في دبي بالنسبة للسفن الخشبية التي تقوم بدور نشط جدا في تجارة إعادة التصدير إلى موانئ الإمارات الاخرى والموانئ الخليجية المجاورة وكذلك موانئ الهند وباكستان .
ميناء جبل علي
أما ميناء جبل على بدبي فقد افتتح في فبراير عام 1979 ويضم حاليا 67 مرسى و5 رافعات متطورة ومجموعة من المخازن المبردة مما جعله من أكبر الموانئ التي صنعها الإنسان فقد اقتطع له من رمال الصحراء 25 آلف فدان. وترجع شهرة حاويات ميناء جبل على لعدة أسباب أهمها: البنية الأساسية للميناء وموقعه الممتاز والإدارة العالية الكفاءة والامتيازات السريعة التي تقدمها المنطقة الحرة وتشكل حركة مناولة الحاويات اكبر زيادة في نشاط الميناء حيث ازداد عدد الحاويات التي تمت مناولتها حتى نهاية عام 1990 بنسبة 65% من 138.165 حاوية في 1989 إلى 303.659 حاوية عام 1990 وارتفع عدد السفن الخارجة والداخلة في ميناء جبل على خلال العام الماضي بمعدل 14% ليصل مجموعه إلى 3097 سفينة منها 557 سفن حاويات. ويزداد تباعا عدد الشركات التي تستخدم جبل على كمركز إقليمي للتوزيع, وقد ارتفع عدد الشركات المسجلة في المنطقة إلى مالا يقل عن 300 شركة.
ميناء خالد
كان عام 1960 بداية المرحلة الأولى في بناء وتشييد ميناء لإمارة الشارقة وهو ميناء خالد الذي بدأ حينذاك برصيف واحد , بدأت معه الحركة التجارية تنشط وقد تطلب الازدهار النسبي للحركة الاقتصادية والذي بدأ في عام 1970 وضع خطة تستهدف بناء ميناء بحري للشارقة يواكب تطور واتساع الحركة التجارية التي أخذت تتسارع معدلاتها . وتنفيذا لخطة تطوير وتحديث الميناء قامت حكومة الشارقة في عام 1974 بتشييد أول حاجز للأمواج في حين تم الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى من بناء الرصيف رقم واحد والرصيف رقم اثنين في عام 1976 وتم تجهيز المنطقة المحيطة بهما بالمستودعات اللازمة لحفظ البضائع الواردة إلى الميناء . ويوجد في الميناء 12 رصيفا عميقا مع حاوية , وخدمات تحميل ذاتي وتسهيلات الشحن ويتوافر عدد 2 رصيف حاويات بطول 573 مترا وأعماق تتراوح بين 10.5 , 11.5 متر والرصيفان مجهزان برافعتين لتفريغ وتحميل كافة أنواع البضائع الصادرة والواردة .
ميناء خور فكان
يعتبر الخليج العربي شريانا عالميا هاما تمر منه نسبة 60% من الاحتياجات النفطية للعالم علاوة على أهميته في مجال النقل التجاري باعتباره طريقا رئيسيا للدول المطلة عليه , وعليه مجموعة من الموانئ المجهزة التي تستقبل أكثر من 80% من حجم التجارة الخارجية لهذه الدول وغيرها من الدول المجاورة . وقد تزايدت في السنوات الاخيرة أهمية ميناء خورفكان المطل على الساحل الشرقي والذي يعتبر من الموانئ الطبيعية في خليج عمان حيث يتيح الميناء الفرصة لاختصار المسافات وخفض التكاليف وتجنب مخاطر المرور عبر مضيق هرمز في ظروف الحرب . ومن بين أهم مميزات ميناء خورفكان أنه من الموانئ الطبيعية وتحيط به سلسلة من الجبال تمنع عنه التيارات والأمواج ويبلغ عمق الميناء نحو 42 قدما . ويوجد بميناء خورفكان عدد 2 مرسى لمحطة الحاويات بإجمالي 430 مترا طولا وبعمق 12 مترا ومسافة 100.000 متر مربع والمرسيان مزودان برافعتين جسريتين حمولة 41 طنا وعدد 4 أوناش حمولة 41 طنا ومعدات ضخمة ويوجد بالميناء عوامة طوافة حمولتها 180 طنا للتحميل والتفريغ الذاتي .
ميناء الحمرية
هو الميناء البحري الثالث الذي يتبع إمارة الشارقة بعد ميناء خالد وميناء خورفكان , ويخدم ميناء الحمرية الصناعي ناقلات النفط والغاز الطبيعي من حقول البترول البرية في الإمارة , وباستطاعة الميناء استقبال أكبر ناقلات الغاز السائل في العالم والتي سعتها 85 آلف متر مربع وعمق الميناء 15 مترا .
ميناء ام القيوين
ويعتبر ميناء أحمد بن راشد بأم القيوين الذي يقع على الساحل الغربى لدولة الإمارات من الموانئ التجارية القديمة المشهورة , والأمواج شهد عصور تجارة زاهرة وتم تطويره مؤخرا وتجهيزه بأحدث المعدات , والميناء يحتوى على أربعة أرصفة بطول 845 مترا ومحاطة بساحة خلفية قدرها 400 آلف متر مربع . وقد ألحقت بالميناء منطقة حرة تمنح العديد من التسهيلات والامتيازات والحوافز لتشجيع إقامة المشاريع الصناعية والتجارية بالمنطقة .
ميناء عجمان
تم إنشاء ميناء عجمان في عام 1979 , ويعتبر المنفذ الوحيد الخارجي لإمارة عجمان ويبلغ طوله حوالي 5000 متر , ويضم أرصفة تم بناؤها حديثا لشحن الحاويات وجميع أنواع البضائع العامة . وقد أظهرت الإحصاءات تزايد مجموع البضائع المستوردة والمصدرة من ميناء عجمان .
ميناء صقر
يقع الميناء على بعد 14 كيلو مترا من رأس الخيمة في خور خوير وقد بدأ العمل فيه عام 1977 وتم تجهيزه بثمانية أرصفة طول كل منها 200 متر وبعمق 12.2 متر ويتم عبر الميناء تصدير الأحجار والإسمنت الابيض والاسود والرمال وغيرها .
المناطق الحرة
يقدم عدد من موانئ الدولة خدمات خاصة لتشجيع الاستثمار الصناعي فيها عن طريق إقامة المناطق الحرة كما هي الحال بالنسبة لأبوظبي ودبي , بالإضافة إلى سعى السلطات البحرية في الإمارات الاخرى لتوسيع نطاق خدمات الموانئ فيها . وتدرس دائرة الموانئ البحرية في إمارة ابوظبي التوسع في خدمات المنطقة الحرة في ميناء زايد عن طريق توزيع نحو 150 قطعة أرض على المستوردين لاقامة أماكن التخزين والشبرات المناسبة للبضائع الصادرة والواردة . وفي المنطقة الحرة في ميناء جبل على بدبي التي افتتحت عام 1985 يزداد عدد الرخص التي تمنحها سلطة المنطقة الحرة يوما بعد يوم للشركات التي تنتمي لمختلف الجنسيات للاستفادة من خدمات المنطقة.
الزعيمة ميمي