ضرووووووووووووووووووووووووووووووووووووري
التسليم هاد الاسبوع الله يخليكم بسرعة
السؤال: كيف تؤدى صلاة الاستسقاء؟
يقول الدكتور محمد عبد الغني شامة أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر: الاستسقاء: هو طلب سقي العباد من الله تعالى عند حاجتهم إلى الماء، كما إذا كانوا في موضع لا يكون لأهله أودية وأنهار وآبار يشربون منها ويسقون زرعهم ومواشيهم، أو يكون لهم ذلك ولكن الماء لا يكفيهم فإذا احتاج المسلمون إلى الماء على هذا النحو،فإنه يطلب منهم أن يصلوا صلاة الاستسقاء، وصلاة الاستسقاء ركعتان تؤديان في جماعة، ويشترط أن يكون الإمام حاكم المسلمين الأعلى، أو نائبه، فإن لم يوجد فإنه يصلي بهم رئيسهم الذي له نفوذ وشوكة.
وكيفيتها.. كصلاة العيدين، فيكبر الإمام ومن خلفه من المأمومين في الركعة الأولى سبع تكبيرات سوى تكبيرة الإحرام، ويكبران في الركعة الثانية خمس تكبيرات سوى تكبيرة القيام، ويرفع يديه حذو منكبيه عند كل تكبيرة ثم يتعوذ، ثم يأتي بدعاء الافتتاح، ويستحب أن يفصل بين كل تكبيرتين بقدر آية معتدلة، وأن يأتي بذكر بينهما سراً.
ثم يقرأ الفاتحة جهرا، ويستحب بعد الفاتحة أن يقرأ في الركعة الأولى سورة “ق، أو الأعلى” وفي الثانية “سورة القمر، أو الغاشية”.. وبعد الفراغ من صلاة الركعتين يندب أن يخطب خطبتين كخطبتي العيدين، إلا أنه لا يكبر في الخطبتين، بل يستغفر الله قبل الشروع في الخطبة الأولى تسع مرات، وفي الخطبة الثانية سبع مرات، وصيغة الاستغفار الكاملة هي أن يقول: “أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه”.
ويسن أن يكثر من الدعاء سرا وجهرا كما يسن أن يكثر في افتتاح دعائه من دعاء الكرب وهو: لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم”.
وكذا يسن للخطيب أن يكثر من الاستغفار ويقرأ قوله تعالى: “اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً” (نوح: 10-12).
ويدعو في خطبته بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وهو: “اللهم اجعلها سقيا رحمة لا سقيا عذاب، ولا محق، ولا بلاء، ولا هدم، ولا غرق.. اللهم على الظراب (التلال الصغيرة) ومنابت الشجر وبطون الأودية، اللهم اسقنا غيثا مغيثا (منقذا من الشدة) هنيئاً مريئاً مريعاً (أي ذا ريع وخصب) سحا (أي شديد الوقع على الأرض عاماً) غدقاً، طبقاً، مجللاً، دائماً.. اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.. اللهم إن بالعباد والبلاد من الجهد والجوع والضنك ما لا نشكو إلا إليك.. اللهم أنبت لنا الزرع، وأدر لنا الضرع وأنزل علينا من بركات السماء، وأنبت لنا من بركات الأرض، واكشف عنا البلاء ما لا يكشفه غيرك.. اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدراراً.. والله تعالى أعلم.
المصدر : جريدة " الخليج " الإماراتية
• المقدمة:
صلاة الاستسقاء سنةمؤكدة، وصفتها وأحكامها كالعيد، ويأمر بالتوبة وترك الظلم والصيام والصدقة، ثم يخرج بهم ليوم يعدهم ببذلة وتخشع وتذلل وتضرع
الموضوع:
صلاة الاستسقاء هي الصلاة عندما يحتاج الناس إلى المطر، يستسقون ربهم يقولون: "يا ربنا اسقنا " يعني: أنزل علينا المطر حتى تسقي أرضنا وتسقي أشجارنا وتسقي دوابنا، فهذا سبب تسميتها بالاستسقاء، مشتقة من السقي الذي هو سقي الماء، قال الله -تعالى-: وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ يعني: طلب لقومه أن يسقوا، فيقال استسقى المسلمون يعني: طلبوا من ربهم أن يسقيهم؛ وذلك لأن الناس لا يستغنون عن ربهم، ولا عن فضله، فإن العباد محتاجون إليه في كل حالة، لا غنى بهم عن ربهم طرفة عين، وليس هناك ما ينزل من السماء من الرزق إلا المطر، نزله الله -تعالى- من السماء وسماه مباركا، قال تعالى وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا .
ويجوز أن يستسقي بعضهم بمفرده أو يستسقي أهل بلد وحدهم، أو أهل بيت أو نحو ذلك، فإن الله -تعالى- يجيب من دعاه، والوقائع كثيرة، ذكر أن صاحب نخل خاف أن ييبس نخله، طلب من أهل البلدة أن يستسقوا، فقالوا: ننتظر أمرا من الملك، فخرج هو وأهله وأهل بيته وأطفاله إلى جانب نخلهم، فصلى ركعتين بعد طلوع الشمس ودعا الله -تعالى- مع أنه عامي، وقلب عباءته ورجع، فأنشأ الله سحابة أمطرت على شعب قريب من نخله فشرب نخله حتى روي، ولم يشرب غير نخله إلا خمس نخلات من جاره، أجاب الله -تعالى- دعوته، وكذلك جاء أحد الصالحين ووجد أخاه قد غار الماء من بئره، فاستقبل القبلة ودعا الله وبالغ في الدعاء، فما أمس الليل حتى جاء سيل وسقى ذلك النخل الذي كاد أن يموت، شخص واحد ولكنه من الصالحين دعا الله -تعالى- فأجاب الله دعوته.
وتذكرون أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما كان في غزوة تبوك، وكانوا في برية لا ماء فيها، فخافوا أن يموتوا من العطش، فدعا الله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأرسل الله سحابة فأمطرت عليهم حتى استنقعت الأرض، فشربوا وشربت رواحلهم، وملئوا القرب معهم، ملئوا كل قربة، ثم نظروا وإذا السحابة لم تتجاوز محطتهم، لم تتجاوز رحلهم، بل كان عليهم على رؤوسهم فقط .
يستحب صيام ذلك اليوم ليكون سببا في قبول الدعاء، جاء في حديث دعوة الصائم لا ترد أو ثلاثة لا ترد دعوتهم: -ذكر منهم- الصائم حتى يفطر .
يأمرهم بالصدقة، يأمرهم أن يتصدقوا؛ لأن الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، والصدقة تدفع ميتة السوء، ولعل هذه الأوامر يأمرهم بها قبل الخروج، يعني: في يوم الجمعة أو في خطبتها أو في المجتمعات يأمرهم بهذه الأربع: "التوبة وترك الظلم والصيام والصدقة".
يخرجون أيضا بتخشع، أي: بخشوع وخضوع خاشعة أبصارهم، ذليلة أبدانهم، منكسرة قلوبهم، يخرجون بتذلل، أي: يؤثرون التذلل، الذل لله -تعالى- سبب للعز، فيتركون الترفع بأنفسهم والشموخ بأنوفهم والتكبر على ربهم، بل يتذللون لله ويستكينون له، كذلك يتضرعون، التضرع هو كثرة الدعاء مع الإلحاح فيه ومع إظهار الضراعة التي هي الخشية ونحوها.
إذا خرجوا كلهم بهذا التبذل والتخشع والتذلل والتضرع رجي بذلك أن يجيبهم الله؛ لأنه قال في بعض الآثار: "أنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلي" كذلك لا يتطيب إلا أنه لا يكون مع رائحة منتنة، بل يكون في ثيابه العادية ولا يحتاج إلا أن يطيب ثيابه، هذه صفة خروجهم.
يصلي بهم ركعتين، يبدأ بالصلاة قبل الخطبة، الركعتان مثل ركعتي العيد في افتتاحها بالتكبيرات الزوائد وفي الجهر بالقراءة، يخطب بعد ذلك واحدة خطبة واحدة، وإن أطالها واحتاج أن يجلس في أثنائها فله ذلك، تحتوي هذه الخطبة على الاستغفار والدعاء يكثر فيها من الآيات التي فيها الاستغفار أو الأمر به، مثل قول نوح: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب .
وكذلك أيضا ما ذكر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال ابن سعود أو قال ابن عمر "كنا نعد لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المجلس الواحد مائة مرة ربي اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم" وكان يقول: أيها الناس توبوا إلى الله، فإني أستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرة يقول: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه أو يقول: ربي اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم ونحو ذلك.
الغفر هو الستر، اغفر لي يعني: استر سيئاتي، ومنه سمي المغفر الذي يلبس على الرأس؛ لأنه يستر الرأس من وقع السلاح، فمعنى اغفر لي يعني: امحوا سيئاتي وأزل عني آثارها واسترها ولا تؤاخذني بها.
ومن المستحسن أن يقول: اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، القانطين هم الذين يقطعون الرجاء.
في قوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا هكذا أخبر من بعد ما قنطوا دل ذلك على أن القنوط قد يقع منهم، فيقول: لا تجعلنا من القانطين، أي: الآيسين من فضلك، حفظ عنه أنه -صلى الله عليه وسلم- قال في دعائه: اللهم اسق عبادك وبلادك وبهائمك، وانشر رحمتك، وأحي بلدك الميت هذا من المأثور، فالمأثور أحسن.
وإن دعا بغير ذلك مما يستنبط من الآيات إذا قال: "اللهم أنزل من السماء ماء طهورا فأسق به بلدة ميتا" أسقي به بلدة ميتا أو فأحي به بلدة ميتا، وأسقيه مما خلقت أنعامًا وأناسي كثيرة، هذا مأخوذ من الآية التي في سورة الفرقان، إذا قال: "اللهم أنبت لنا الزرع، وأدر لنا الضرع، وأنزل علينا من بركاتك" فإن ذلك من الأدعية المأثورة يعني: المنقولة إما مرفوعة، وإما عن سلف الأمة.
وهكذا إذا قال: اللهم لا تحرمنا خير ما عندك بشر ما عندنا، أو اللهم ارفع عنا الجوع، ارفع عنا الجوع والجهد والعري، واكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه غيرك، اللهم إن بالعباد والبلاد من اللاؤاء والشدة والضيق والضنك ما لا نشكوه إلا إليك، يكثر من الأدعية بعد الموعظة وبعد التذكير.
• الخاتمة:
هكذا يدعو إذا دعوا، ولكن ما نزل المطر يعيدون الاستسقاء مرة أخرى وثالثة ورابعة؛ حتى يرحمهم بكثرة دعائهم، إن الله يحب الملحين في الدعاء، وإذا تأخر المطر فعليهم أن يتفقدوا أنفسهم، ويعلموا أن ما أصابهم فإنه بشؤم ذنوبهم، فعليهم أن يتوبوا وأن يجددوا التوبة حتى يرحمهم الله تعالى.
• المراجع:
شرح الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
وياريت يعجبك بحث …