لم يكن سعيد رجلا عاديا رغم اعاقته , فقد كان يتصف بالقوة والارادة رغم أنه كان معاقا منذ الصغر , الا أن والديه واخوته ومن حوله يعرفون سعيد وحبه للحياة , ويعلمون أنه لا توقفه الاعاقة عن طموحه وحلمه
( سعيد كان يحلم بأن يكون معلم للحاسوب في احدى المدارس )
والدته ووالده كانا معه منذ البداية وساعداه على ان يجتاز امتحانات البكالوريوس ويأخذ الشهادة التي يحلم بها
خلفان صديق سعيد : ولكن يا سعيد كيف ستدرس أولادا في المدرسة الثانوية وانت هكذا
سعيد : وما الجديد ؟ ألم أكن طالبا في تلك المدرسة ؟ ألم اتعامل مع الطلاب زملائي دون أن حواجز
خلفان : ولكن يا سعيد الوضع الان مختلف ,, الان انت مدرسا لهم والمدرس يجب أن يكون قدوة للطلاب فهم يقلدوه في كل ما يفعل
سعيد : ساكون لهم قدوة في القوة والعزيمة والارادة , فانا ذاهب لكي ادرس , لا لكي العب واصادقهم
خلفان : انت تاخذ الامور ببساطة ولكنك حتما ما ستعلم ماذا اقصد عندما ستصبح مدرسا
( حلم سعيد أن يكون معلما ,, فهو شغوف جدا بالحاسب الالي وبرامجه ,, ورغم الاعاقة الا انه كان يتوفق على اقرانه في البرامج وكيف عمل فورمات للحاسوب وكان يجيد هذا العمل منذ الصغر )
والتحق سعيد بالمدرسة وعمل فيها كمدرس , وفعلا لم يكن العمل سهل في مدرسة الثانوية للبنين , فقد كانت هناك نفوس محبظة وكانت هناك عيون تترقب أن يقع , وينتظرون منه أن يستسلم
( سعيد يجلس مهموما في غرفته , وصامتا على غير عادته , فهو كان يفكر في عقول الناس وكيف لهم أن يستهزئوا بانسان قد صنع من العجز حياة , الا يكفي هذا ؟! )
والدة سعيد : اتعلم يا سعيد ! ( سعيد ينتبه لوالدته ولكن بعيون مثقلة )
عندما كنت في المدرسة كانت لدينا معلمة جميلة ولكنها لم تكن متمكنة من المادة ولكن جمالها لم يشفع لها عند الطالبات , فهي كانت مثارا للسخرية .
الانسان ليس بمظهره يا بني , الانسان بما يملك من معلومات , وكل انسان يستطيع ان يفرض شخصيته على الاخرين بمحبة وبصر على التعامل معهم
( وصلت الرسالة لسعيد , فهو ذكي منذ طفولته وكانت والدته من اقرب الناس اليه , وتعلم ماذا يريد سعيد قبل أن يبوح به )
وفعلا في اليوم التالي قرر سعيد أن يكون شخصا آخر , مدرسا يمشي بارجل الاخرين , وعقلا يفكر للجميع , واكتسب بثقته وبمعاملته الطيبة ثقة الجميع ومحبتهم
موفقه إن شاء الله ..