بليز اريدة باااجر ضروري
,’
كانت الشمس اول من يرى عينيها فبالرغم من الحزن الكبير الذي يسكنهما … لطالما احبت الشمس وعشقت نورها … ربما لانها كانت تتمنى ان تكون لحياتها نفس الوضوح والروعة ..
تبقى امنية فحياتها مليئة بالاسرار التي تجيد اخفائها خلف ستار الفرح والحبور … كانت
خفيفة الظل عشقها كل من عرفها فكما يقال عندنا ( بتشيل الهم من على القلب ) لكن للأسف الا قلبها … قصتها بدأت مع بدايتها ونسجت حروفها بدموع الألم والأمل … اسرة مفككة الاواصر … اب لا مبالي … ام تغرق في بحور اليأس … اخوة صغار وكبار كلا في شأنه .. اما هي فكان يربطها شيئا ما في الاعلى … في السماء التي لا تستطيع عينيها الا ان تُعلي النظر اليها وتتأملها ..
وكأن شيئا هناك يقول لها ان الفرج قادم و ان الامل باق ..
مرت الاعوام وهي تتخبط في دوامات الحياة الا متناهية …
حفلات .. صديقات …سفر …
كانت تظن ان سعادتها هناك ولكن شيئا ما في اعماقها يقول لها ان شيئا ما ليس على ما يرام …
ولكنها كانت تسير مع الركب تحاول اخفاء ما يعتريها من غموض وشك ..
الى درجة انها لم تعد تميز بين الحقيقة والخيال …
وجدت ملجائها في الشبكة العنكوبتية حيث تعرفت على العديد من الاصدقاء واستطاعت في
وقتا قصير ان تكون علاقات جيدة تتسم بالبراءة …
الى ان فوجئت في أحد الأيام بذئب بشري كانت تعتبره احد الاصدقاء يتربص بها استطاع
اختراق جهازها والحصول على صور شخصية لها والتلاعب بهم ثم بدأ بتهديدها للخروج معها …
لم تعرف لمن تلجأ او تلوذ فعائلتها كلا في واد ولا تربطها بهم علاقة قوية
تمكنهم من استيعاب حجم المصيبة …
بكت … صرخت … ضربت نفسها لم تتصور يوما انها بهذه السذاجة …
ماذا تفعل الان ليس هناك من ملجأ الا الله ..
قامت وصلت ركعتين ونادت في الظلمات يا الله اجرني يا الله اجرني …
بكت كما لم تبكي يوما …
ثم قامت وشعرت بنفسها تسير نحو جهاز الحاسوب تفتحها ثم بدأت بإرسال رسالة الى
كل من تعرفه في احد المواقع التي ترتدها ….
في تلك الاثناء كان هناك شاب ملتزم يقوم بالنصح والارشاد لهؤلاء الشباب
فقرأ رسالتها وتأثر كثيرا …
فبعث لها برسالة يهدئها فيها ويصبرها ثم نصحها بإبلاغ ذويها او على الاقل والدتها
من ثم ابلاغ اجهزة الأمن حتى تستطيع ايقاف هذا الوحش البشري لانها ان لم تفعل فسيوقع
بغيرها الى ان تقف احداهن في وجهه …
في البداية رفضت ولكنها استجمعت قواها واخبرت والدتها التي فاجئت ابنتها بموقفها
الايجايبي والواعي فحاولت استدراك الامر واصلاح ما يمكن اصلاحه وتم ابلاغ اجهزة الامن
التي ترصدت ذلك الرجل وتم ولله الحمد ايقافه …
شعرت الفتاة براحة لم تذقها منذ شهور وعزمت على ان تصبح اكثر حرصا وان لا تخوض في
مواقع الشبهات …
ولكن في داخلها شعرت بالفضل يعود لذلك الشاب ولم تدري كيف تعلق قلبها به وظنت انه
بإمكانه اخذها لطريق الالتزام …
فبدأت بإرسال بطاقات الشكر والعرفان له و سؤاله عن بعض المواضيع الدينية ثم اخبرته انها
تريد الالتزام وارتداء الحجاب فسر لذلك وشجاعها …
وكانت تشعر في كل يوم يمضي بتعلقها اكثر به بالرغم من ان محادثتها له لا تتعدى حدود
السؤال والجواب ولكن تعلقت بالتزامه وحرصة ودينه واخلاقه …
الى ان صارحها يوما بانه يشعر بشيء ما اتجاهها ولكن المفاجأة ………
انه متزوج وانه يحب زوجته ولا يريد ان يؤذي مشاعرها فلطالما وقفت بجانبه وضحت من اجله …
و لذلك طلب منها ان لا تراسله بعد اليوم ف لله الحمد قد سلكت بداية الطريق
وبإذن الله ستكميلينه بالصبر والعمل …
كانت الصدمة شديدة وقوية عليها وكأن باحلامها تهوي على رأسها …
ولكنها استجمعت قواها وقررت ان تمضي قدما فالهادي والمثبت الله ..
فقررت ان تتوب وتسلك طرق الهداية …
فبدأت بحفظ القرآن ولله الحمد اتمته …
ورزقها الله الزوج الصالح والذرية الطيبة ..
لم يكن الطريق سهلا ..
ولكنها تدرك عظيم نعم الله عليها لبقائها فيه …
كانت لا تفارقها الاية الكريمة (انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء)
فالله هو الهادي وهو المثبت وما علينا الا الدعاء والتوجه اليه
فهو الملجأ وهو الركن الشديد
~*¤ ღ♥ღ(* حكاية من الزمن..*)ღ♥ღ ¤*~
في مساء ليلة شاتيه.. و أنا أنام في أحضان أمي الغالية.. أنظر إلى نافذة الغرفة لأرقب قطرات المطر.. كنت أتأمل جمال المنظر.. يا له من منظر جميل.. حتى غفوت و دخلت في نوم عميق..
استيقظت على نبرات صوت أمي الحانية و هي تناديني.. أمل.. استيقظي يا بنتي.. حان وقت المدرسة.. أسرعي فأنا بانتظارك على مائدة الإفطار..
أسرعت إلى النافذة.. لأرقب شمس يوم جديد.. يا ل روعة المنظر..
سقطت عيني على الشاب الذي يقنط في غرفة السائق الخارجية.. فهو يسكن هنا منذ أن كنت طفلة.. كانت أمي تغضب عندما أقف على النافذة لألقي نظرة عليه.. أو حتى عند سؤالي عليه!!.. منظره يحزنني.. فهو شاب أعزب في الثلاثين من عمره..كنت أتسأل كثير .. يا ترى ما الأمر الذي أجبره على هذه العيشة.. أين أمه؟ .. أين والده؟.. أين إخوته؟.. ما قصته..
كنت أحب النظر إليه.. فهو يشبه أخي خالد..
قاطع صوت أمي أفكاري و تساؤلاتي؟؟..
ـ أمل.. أين أنت يا حبيبتي لقد تأخرت؟..
أسرعت إلى والدتي و قبلتها على رأسها.. و ذهبت حيث مدرستي..
و في يوم من الأيام كنت أتذكر أنا ووالدتي أجمل الذكريات.. فها هي صورة والدي ( رحمه الله).. و هاهي صور أخي الأكبر..
هنا كنا في مزرعة جدي.. هنا عندما كنا عند عمتي.. و هذا حفل ميلادي عندما أكملت السنتين من عمري.. و هنا.. و هنا..
فها هو والدي الذي تركني ووالدتي و أنا في السادسة من عمري.. و ها أخي الذي ذهب عنا و أنا في الثانية من عمري..
آه يا لها من ذكريات .. ليتها تعود..
التفت إلى والدتي.. سألتها عن وفات أخي.. كيف فارق الحياة..
فأجابتني.. بأنه حادث شنيع.. و سقطت دمعاتها و لم تستطع أن تكمل حديثها.. إنها أم.. يؤلمها هذا الموقف.. أغلقنا ألبوم ذكرياتنا.. فقد حان وقت النوم.. ودعت أمي و ذهبت لغرفتي..
تذكرت أني نسيت كتابي في غرفت أمي.. علي أن أذهب لإحضاره..
و هنا كانت أمي تغرق في دموعها.. و تقف بجوار النافذة و ترفع يديها إلى السماء.. و تدعو الله له..
ـ سامحك الله يا بني.. سامحك الله.. لماذا فعلت هذا.. فأنا و أختك في أمس الحاجة إليك.. و كانت تبكي بقوة!!..
أخذت كتابي و خرجت.. لم تشعر بذلك.. كانت دائما تحزن عندما تتذكر أخي.. فهو فلذة كبدها.. كان كبيرها.. كم أفتقد إلى حنانك يا أخي..
ذات يوم.. عدت إلى المنزل..بحثت عن أمي في أركان المنزل.. منزلنا صغير لكني لم أرها.. ذهبت إلى غرفتها.. و لكني لم أعثر عليها..
لم أجدها.. آه تذكرت لقد قالت لي أنها قد تتأخر في عملها لهذا اليوم..
أسرعت إلى النافذة كي ألقي نظرة على ذالك الشاب..أمره يحزنني.. يا ترى ماذا يخبئه وراءه من قصة؟..
قاطع سلسلة أفكاري أمر غريب.. يا لها من فاجعة.. إني أرى والدتي تخرج من غرفت ذلك الشاب.. أغلقت النافذة.. و بسرعة أغلقت الستار.. و ذهبت لغرفتي!!..
و أنا في رأسي تساؤلات.. يا ترى ما لذي جعل والدتي تذهب إليه لوحدها.. و بدون مرافق؟!!..
بعد عودت أمي.. ذهبت لغرفتها و كأنه شيء لم يكن.. و لكن تدور تساؤلات في خاطري لم أرى لها جوابا.. ما سر تواجد أمي في غرفة الشاب.. يا ترى ما سر في قصته.. لماذا أمي تمنعني من حتى النظر إليه.. يا إلهي عقلي لم يعد قادر على التفكير .. و لكن كيف سأسألها؟!!..
ها أنا وصلت إلى غرفة والدتي.. و هي كالمعتاد تقف على النافذة تنظر إلى غرفة ذالك الشاب!!. يا إلهي ما الذي كان يدور بينها و ذك الشاب؟!!..
لم تشعر والدتي بوجودي حولها.. ولكن الحزن كان يبدو عليها.. دموعها بدأت تسقط.. و أخيرا كالمعتاد رفعت يداها لتدعو لأخي خالد؟!..
و لكن تفاجأت بدعائها!!.. إنها تدعو له بالتوفيق و النجاح في حياته..كانت تدعو له بالهداية و الصلاح.. ألم يمت!!؟.. و ما قصت ذالك الشاب.. هل يذكرها بأخي فقط؟..
بدأت أشك!!.. بل أتيقن.. فأنا كثير ما أسمعها تدعو له بالتوفيق و النجاح.. لم أسمعها تدعو له بالرحمة و المغفرة.. أمعقول يكون ذلك الشاب هو….!!… لا.. لا أعتقد..
إذا كان أخي فلماذا حرمنا منه و نحن في أمس الحاجة لرجل معنا!!.. لماذا لم يسكن معنا.. يا ترى ما سبب وجوده في غرفة خارج المنزل!!..
زادني الأمر فضولاً.. لدي رغبة في معرفة ذلك الشاب.. ولكن كيف؟..
بعد الغداء ذهبت والدتي لتريح جسدها من مشاق ذلك اليوم!!.. نعم.. فهي دائما تسعى لأعيش حياة سعيدة بعيدة عن الدين.. و عن تفضل عمي علينا بماله..
خطرت في بالي فكرة!!.. لماذا لا أذهب و أعرف ما قصة ذلك الشاب.. و إذا كان أخي لماذا هو خارج منزلنا..!!
أعددت طعاما و وضعته على العربة.. و أخيرا عزمت على الذهاب لتلك الغرفة..
و أخيرا وصلت إلى باب غرفته و التردد يضعفني.. تماسكت.. طرقت الباب.. ففتح لي الباب.. ابتسم في وجهي.. ابتسامة المشتاق.. وسقطت دموعه.. و أخذني في أحضانه..
ثم قال: كم اشتقت إليك يا أمل.. لقد كبرتي يا صغيرتي.. يا لك من جميلة..
أدخلني إلى غرفته التي بدت عليها ملامح العزوبية.. فهنا كأس متسخ.. و هنا ملابس.. و الغبار الذي غطى المكان.. و هنا.. وهنا….
قال.. سامحيني لو كنت أعرف أنك ستزورينني لرتبت المكان..
كان سعيدا جدا بوجودي.. ينظر إلي بنظرات اشتياق.. و أخيرا سقطت عيني على صورة قديمة لعائلتي الصغيرة.. نعم.. صورة لي و أمي و أبي و أخي.. هو.. إنه أخي!!..
لكن.. ما قصته؟.. ما سبب بعده عنا!.. تساؤلات و تساؤلات تدور في رأسي لم أرى لها تفسيرا..
قدمت له الطعام.. و كنت أنظر إليه.. يا إلهي كأنه منذ زمن لم يأكل..
نظرت إلى الساعة.. لقد تأخرت.. أوه لم أعرف قصته بعد!!.. والدتي إذا علمت لن تغفر لي خطئي!!..
انتهى من طعامه.. استأذنته بالخروج فأنا تأخرت..
دفعت عربة الطعام أمامي و خرجت.. دخلت المنزل.. كانت والدتي تناديني.. أصابني الخوف لو علمت!!!..
ذهبت لها.. كم اشتقت لك يا عزيزتي..
و جلسنا سويا.. نحكي قصصنا لهذا اليوم.. حتى سرقنا الوقت.. فذهبت لأنام.. فغدا مدرسة!!.. و أنا لا زلت لا أعرف سبب وجود هذا الشاب (أخي) خارج منزلنا.. فكرت.. و فكرت.. كيف أعرف قصته..
و أخير اهتديت لفكرة.. سأدعي المرض حتى لا أذهب غدا إلى مدرستي.. و انتهز غياب والدتي و أذهب إليه.. ليقص علي قصته..
و بالفعل فها قد أتى يوم جديد.. و نفذت خطتي.. و صدقتني أمي المسكينة.. و ذهبت تبحث عن لقمة العيش.. و أنا قمت بإعداد مائدة الطعام لأخي..
طرقت الباب.. فتح بلهفة.. و قال:
ـ ماذا حل بك.. هل تشكي من شيء يا عزيزتي.. لماذا لم تذهبي إلى المدرسة؟……
قاطعته.. و قلت: هل لي أن أدخل؟..
ـ تفضلي..
دخلت غرفته الفوضوية و جلست أرتبها بعض الشيء.. حتى أجد لي مكان يمكن الجلوس به؟.. فقلت له:
ـ لماذا تسكن في مكان كهذا؟.. لماذا أنت خارج منزلنا؟.. لماذا أنت لا تعيش معنا و بيننا و نحن بحاجة لرجل يقف معنا؟.. ما قصتك؟.. لماذا..؟.. لماذا..؟..
نظر إلي نظرة حزينة و منكسرة و قال:
ـ عندما تخرجت من المدرسة.. التحقت بكلية الهندسة.. حاولت ألبي رغبت والدي.. كان دائما يتمنى أن يراني مهندس.. كان يتمنى أن أرفع رأسه بين زملاءه.. فأنا ابنه الكبير..
بدأت الدوام في الجامعة.. و هناك..
سكت و نزلت دموعه.. أسرعت لإحضار المناديل.. لم أتحمل أرى دموعه تسقط.. ناولته المنديل.. مسح دموعه.. و أكمل القصة قائلا:
تعرفت على مجموعة من الشباب.. آه.. لم أعلم أنهم سيئين.. لو كنت أعلم لما التحقت بهذه الكلية.. كنا نقضي معظم الوقت و نحن معا.. حتى أصبحنا نسهر كل ليلة سويا..
تدهورت دراستي.. كاد أن يضيع مستقبلي.. كنت أعود دائما للمنزل و أذان الفجر يعلو في أركان المنزل.. لقد عان والداي في تلك الفترة الكثير الكثير.. حتى أصبحت أغيب عن المنزل أيام..
و أخير وصل الحال بي إلى.. إلى السكر..
بكى بشدة.. حاولت تهدئته.. و بعد وقت ليس قصير هدأ و أكمل قصته..
ـ كنت لا أرى والدي إلا لأطلب منه المال فقط!!.. ابتسم في وجهي و قال:
أنت لا تتذكرين هذا فقد كنت في الثالثة من عمرك..
عدت يوما و أنا في حال.. لا أعرف نفسي.. فاصطدمت سيارتي بسيارة جارنا أبو أحمد و هو في طريقه إلى المسجد.. ر أني والدي و أنا على هذا الحال.. أبكيت والدي لسوء حالي.. فهو للمرة الأولى يراني على حالي هذا.. أكملت طريقي و أنا بهذه الحال البشع إلى المنزل.. و ذهب هو ليصلي بصحبة جارنا..
عاد والدي و رآني و أنا على عتبة المنزل نائم.. لقد جنيت على نفسي.. أدخلني والدي.. و أغلق الباب.. و في اليوم التالي.. تفاجأت بردت فعل والدي:
أبي يطردني من المنزل.. طردني من بيتنا الذي تربيت فيه.. طردني من العش الصغير الذي بناه لنا.. حزنت كثيرا.. فأنا لا أعرف أين أذهب..
حاولت أن أستسمحه.. أرسلت جارنا بأن يبلغه أني سأتحسن و لكن رفض و بشدة.. و بعد عدة محاولات.. سمح لي بأن أسكن هنا.. لكنه غير مسئول عني.. و أنا تحملت مسؤوليتي بنفسي.. و هذا ما جنته يداي..
و بهذا أصبحت بعيدا عنكم.. رغم محاولاتي في التقرب إليكم.. بحثت عن عمل لأعيش منه.. تابعت دراستي.. و صارعت الحياة كي أعيش..
تدهورت حالت أبي الصحية بسببي.. حطمت أحلامه.. حطمت أحلام والدتي المسكينة.. كانت دائما تتألم على حالي.. لكن ليس بوسعها فعل شيء..
توفي والدي و هو غاضب عني.. ووصى والدتي بأن تنسى أنها أنجبت ولدا.. أجبرها على نسياني.. و مات و أنا السبب..
أكملت دراستي.. حتى تخرجت.. و كنت كثيرا ما أحاول التقرب من والدتي.. لكنها كانت ترفض.. مجبرة.. لا تريد أن تعصي أمر والدي.. لا أنكر أنها كانت تحن تشتاق لرؤيتي.. و أعلم أنها تدعو لي كل يوم.. و لكن.. والدي!!.. رحمه الله..
هذه القصة التي حاولت أمي أن تخبؤها عنا طيلة الأيام.. هذا هو الهم الذي تكتمه أمي في صدرها..
بكى.. و بكيت لما أسمع.. لم أتوقع أن والدي كان بهذه القسوة.. لماذا فعل ذلك؟!!..
أكمل حديثه قائلا.. إني أحاول أن أصلح الأمور.. فأنا أقنع والدتي.. فهي كلما تشتاق لرؤيتي تزورني.. و لكنها لا تريد أن تغضب والدي حتى و هو تحت التراب!!.. عجزت عن إقناعها.. فأنا تخرجت من الجامعة منذ زمن.. و أبحث عن زوجة تشاركني حياتي.. فمن سترضى بي إذا علمت قصتي..
حملت نفسي و دخلت المنزل و أنا أحمل هم أخي.. و أتساءل كيف سأقنع أمي..
أمي لا ترفض طلبي.. فأنا ابنتها الوحيدة.. هي كانت تقول هكذا.. دائما تأخذ رأي في أمورها.. فكيف أمر أخي الوحيد.. لا أعتقد أنها سترفض.. و لكن كيف سأبدأ معها الحديث..
هاهي أمي تعود من عملها منهمكة.. ذهبت إلى أحضانها مسرعة.. آه كم اشتقت إليك يا أماه!!..
و مضى اليوم و أنا لا أعرف كيف سأفاتحها بأمر أخي.. كيف أخبرها بأني كشفت سرها.. سر أخي..
ذهبت إلى غرفتها.. و كعادتها اليومية..تقف إلى النافذة.. و ترفع يديها بالدعاء.. بنبرات صوتها المسموعة.. و تنظر إلى غرفته من نافذتها..
اقتربت منها بدون أن تشعر.. و وقفت بجوارها.. و همست إليها هل اشتقت إليه؟!..
بكيت كثيرا و قالت: كيف لا.. و هو ولدي الوحيد؟!..
فقلت: و أنا كذلك..
بكت والدتي.. و استمرت له بالدعاء.. و أخفت صوتها عني..
قلت لها: لماذا تقسي على قلبك يا أماه.. لماذا؟؟!.. لماذا تحرميه من العيش بيننا في عشنا الصغير؟.. لماذا يا أماه؟!.. أليس هو ابنك الوحيد.. أليس هو فلذة كبدك.. ألم تشتاقي للمتنا.. تذكري يا أماه عندما كان يلاعبني بالأرجوحة في طفولتي..حين كنا صغارا.. تذكري عندما كانت ضحكاتنا تعلو من فرحتنا.. تذكري الأيام الجميلة يا أماه!!..
لماذا نحرم منه و نحنا في أمس الحاجة لرجل يعيننا.. لرجل يحمل عنك عبئي الذي تركه والدي.. لرجل يحميك و أنا من هذه الغابة التي نعيش فيها..
أمي.. كلنا معرضون للخطأ.. لماذا لم تغفروا له غلطته.. فها أنا كسرت صورة والدي.. و سامحتني على غلطتي.. فلماذا لم تسامحيه!!.. أمي!!
أخي قد تحرج.. و حقق حلم والدي.. إنه يبحث عن زوجة.. فمن ستقبل به و أمه ترفضه؟!..
و بكيت على صدرها الحنون.. بكيت بكاء شديدا..
و أخيرا اقتنعت أمي بكلماتي.. و ها أخي قد تزوج بفتاة حسناء.. و لديه من الأولاد من يملأ عشنا الصغير بالمرح و السعادة..!!
قصة الأسرة المسكينة المنكوبة
هذه قصة أسرة ملتمة ومتماسكة ومجتمعه على طاعة الله أسرة تملئاها السعادة أسرة متماسكة ومترابطة كباقي الأسر في المجتمع السعودي مكونة من أب وأم وثلاثة أطفال الطفل الأول ذكر والبقية إناث أسرة سعودية لكن أمها أجنبية الجنسية ومع هذا فهي لا تفرق هذه الأسرة عن بقية الأسر في المجتمع السعودي لــكــن :
للزمان عنوان ومكان عنوانه الفراق ومكانة التشتت والدمار للأسرة , تفرقعه هذه الأسرة كما تفرقع لعبة الكيرم أو لعبة البلياردو وكما يصعب إصلاحها مثل صعوبة تكبيتة البلوت أو الفوز في لعبة المرطاخ والسبب واحد لا ثاني له لكنه سبب كبير يرويها الطفل الأكبر المسكين ويقول :
في ذات يوم ونحن جالسين في البيت أنا وأخواتي وأمي وأبي غير موجود في البيت جاءوا خوالي الثلاثة لا رابع معهم فأخذوا أمي وذهبوا لا أعرف إلى أين وقالوا بضع دقائق ونعود لكن عندما تأخر الوقت والوقت لا يرحم كالسيف إن لم تقطعه قطعك وذهبت الساعتين اتصلت بخالي الووا خالي كيف حالك أين أنتم الآن , فقال : خالي تعدينا حائل, فقلت: بكل براءة يعني قريبين تكفى خالي أجلب لي من البقالة البيبسية والمصاصة فتبسم خالي وقال إنشاء الله, فلا عادها الله من ابتسامة له كأنني أرى بريق أسنانه من الضحك كبريق السيف , ثم سكرت السماعة فتبسمت بين أخواتي كلي فرحاً لما سوف يجلب لي خالي .
ثم سار الوقت وتأخر فأجريت المكالمة الثانية على خالي فقلت الووا خالي كيف حالك أين انتم الآن , فقال : لي تعدينا تبوك , فقلت: بكل براءة جيبوا أبي معاكم وعالى بالي يقول أبوك , فقال : لي إنشاء الله, ثم سكرت السماعة منة وتبسمت لخواتي فقلت سوف يرجعون خوالي الثلاثة ومعهم أمي وأبي .
ثم سار الوقت وتأخر وأجريت المكالمة الثالثة على خالي فقلت الووا خالي كيف حالك أين أنتم الآن , فقال : تعدينا القريات , فقلت : بكل براءة سلملي على هبة وعلى بالي يقول العمات , فقال : لي إنشاء الله, وطلبت منه بأن يجلب لنا عمتي هبة لأني أحبها , فقال : حية تلدغك , ثم بدأت أسمع بكاء أمي ففرحت عندما سمعت بكائها لأنه تبادر في ذهني بأنها تبكي مثل كل ليلة لما أفتح عليها باب غرفتها وأجدها ساجدة خاشعة باكية لكن هذه المرة بكاء أمي ليس مثل كل بكاء لكن لصغر سني لا أفرق بين أنواع البكاء هل هو بكاء خشعة للرحمن أو بكاء الفراق الذي تشعر به أمي .
وبعدما أغلقت السماعة من خالي وأنا فرحاً لما سوف يجلب لي من البقالة بدأت أوجهه الأسئلة إلى أخواتي هل سيارة خالي تسعهم الثلاثة ومعهم أمي وأبي وعمتي هبة .
مرت بضع دقائق فجاء أبي إلى البيت فقلت : له أين أمي وخوالي وعمتي هبة , فقال: مآبك ياولدي , فقلت : له ماجراء , فأجراء أبي مكالمة على خالي ومن بعدها تغيرت سمات وجه أبي من البياض إلى الحمار ومن البشاشة إلى العبوسة فحملنا أبي إلى بيت جدتي وفي الغد ذهب أبي إلى أمي في دولتها فرفضوا أخوالي أعطاء أبي أمي إلا بشرط وما هو الشرط لا أعرفه لكن من كلام أبي لي وضعوا يا أبني أخوالك شرطاً قصدهم به التحدي وأنا يأبني لا أقدر على تحقيقه .
لكن اقتبست من كلام أبي لجدتي بأنهم طلبوا منه المال الكثير الذي لا يقدر على إحضاره .
ومنها انتهت علاقته حب عنوانها أبي وأمي وضحيتها أنا وأخواتي , فلم أعد أراء أخواتي وأبي إلا من الأسبوع إلى الأسبوع الأخر فتجدني أسبوعا في بيت أبي وأسبوعا في بيت جدتي وأسبوعا في بيت عمتي هبة .
هذا خيال صال وجال في ذهن أخوكم عـاشـق الـجـنـون قبيل نومه بلحظات كما يصول ويجول الخيل في الميدان وأحببت أن أنثرها في منتدى السوالف النجدواية .
ولكلي عضو الحق :
بأن يعتبرها قصة قصيرة وهي عضة وعبرة لمن أراد الزواج من الخارج
أو نصيحة مطولة موجهة إلى كل رجل سواء كان عجوزاً أو شاباً يؤيد الزواج من الخارج .
!! وبآلتوفيج ,
موفقين
مشكورين ع المجهود الطيب