الزمان/ 26 رجب – 922 هـ
المكان/ مرج دابق – حمص – الشام
الموضوع/ السلطان سليم الأول العثماني ينتصر على السلطان قنصوه الغوري المملوكي .
الأحداث/
بعد الفتح المبين للمسلمين بقيادة محمد الفاتح للقسطنطينية تنامت الروح الجهادية عند الجيوش العثمانية وقام سوق الجهاد في أوروبا حتى كاد المسلمون أن يفتحوا روما نفسها ولما مات هذا السلطان العظيم خلفه ولده بايزيد الثاني الذي كان مشهوراً بالوداعة والميل للسلم وهذا لم يعجب قادة الجيوش وخاصة الإنكشارية فتوجهت أنظارهم لولده الأمير سليم الذي كان يشبه جده لحد كبير في حبه للجهاد والفتوحات والتوسع في أوروبا وبالفعل استطاع سليم أن يرغم أباه بايزيد الثاني على التنازل عن السلطنة وتولى هو الأمر في سنة 918هـ .
بهذه العقلية العسكرية والتسلط الغير محدود الذي يتمتع به السلطان سليم الأول رأى أن يجعل كل همه في توحيد الأمصار الإسلامية الأخرى وذلك لعدة أسباب :
1- تنامي قوة الصليبيين ووجود تحالف قوي في أوروبا ضد المسلمين وخاصة بعد سقوط الأندلس التي لم يحاول إنقاذها أي بلد إسلامي قائم في ذلك الوقت .
2- ظهور تهديد خطير جديد متمثل في البرتغاليين الذين احتلوا بعض المواقع في اليمن وعمان وذلك بعد اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح وجعلوا هذه المواقع المحتلة في اليمن قاعدة لمواصلة زحفهم إلى المدينة النبوية حتى ينبشوا قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ويساومون المسلمين على القدس الشريف بالجثمان الطاهر .
3- تحرش الصفويين الشيعيين بالدولة العثمانية من ناحية الشرق وقيامهم بإجبار المسلمين السنة الذين تحت أيديهم على إعتناق المذهب الشيعي وقيام الصفويين بعقد حلف مع البرتغاليين أعداء الإسلام على المسلمين السنة عموماً وعلى العثمانيين خصوصاً .
4- تنامي الخطر الصليبي القادم من ناحية الغرب من جهة الأسبان الذين أسقطوا دولة الإسلام في الأندلس وقرروا الزحف إلى بلاد المغرب الإسلامي .
5- الضعف الشديد الذي أصاب دولة المماليك في مصر والشام بحيث أصبحت غير قادرة على رد عدوان البرتغاليين من الجنوب وعدوان الأسبان من ناحية الغرب .
لهذه الأسباب الوجيهة والحجج القوية بجانب ذاتية الدفع عند السلطان سليم نحو التملك والسيطرة قرر السلطان سليم الأول التحرك سريعاً والبدء بالأقوى والأخطر وهم الصفويين أصحاب العقيدة المنحرفة والتشيع الباطل ورفعت له الأخبار أن السكان الشيعة الموجودين على الحدود بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية يعملون على التجسس لصالح الصفويين إخوانهم في العقيدة فأمر بقتلهم جميعاً ثم سار مباشرة في اتجاه عاصمة الصفويين تبريز وحاول جيش الصفويين خداع السلطان سليم باستدراجه إلى كمين في عمق بلادهم ولكن السلطان سليم كان سريع الحركة قوي الانقضاض فانقض على جيش الصفويين وسحقه في معركة جالديران الشهيرة .
بعد أن تخلص السلطان سليم الأول من شر الصفويين التفت إلى دولة المماليك وكان شديد الحنق عليهم لعدة أسباب منها :
1- مساعدة السلطان قنصوه الغوري المملوكي للصفويين أثناء قتالهم مع العثمانيين .
2- تخاذل المماليك عن الدفاع عن مقدسات المسلمين ضد تهديدات البرتغاليين ومحاولاتهم الخبيثة الشريرة نبش قبر الرسول صلى الله عليه وسلم .
3- وجود خلاف بين العثمانيين والمماليك على إمارة ذي القادر في شمال سوريا على الحدود الفاصلة بين الدولتين .
شعر قنصوه الغوري بعزم سليم الأول على ذلك فأرسل إليه سفيراً ليهدأ الأمور ولكن سليم قد قرر منازلة المماليك واصطلام الشام ومصر منهم فطرد السفير وتوجه بجيوشه سريعاً إلى الشام ليلتقي مع المماليك فأعد قنصوه الغوري جيوشه وتوجه للقاء العثمانيين .
استطاع السلطان سليم الأول جذب ولاة الشام في صفه لقتال المماليك ووعدهم بالابقاء عليهم في إماراتهم إذا ما تم له النصر ثم سار بجيشه لملاقاة المماليك والتقى الجمعان في معركة مرج دابق في 26 رجب 922هـ واحتدم القتال العنيف بينهما فتسلل ولاة الشام بجيوشهم وانضموا للعثمانيين فضعف أمر المماليك وهزموا هزيمة منكرة وتمزقت قواتهم وقتل قنصوه الغوري في المعركة وبهذه المعركة أصبحت الشام في قبضة سليم الأول أي ما يعادل نصف دولة المماليك وأول سقوط هذه الدولة ذات الأمجاد السابقة .
منقـِ ولْ..
تثلميـً ن فديتجً ..
يعطيج العافيه ..