- بسم الله الرحمن الرحيم.doc (53.0 كيلوبايت, 1565 مشاهدات)
من أهل النار (1)
الحمد لله رب العالمين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الأمين ، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين . . وبعد :
حديث نسمعه ونقرأه ، ولكن في الغالب الأعم أننا لا نفسر إلا أحد شقيه ، وإحدى جملتيه ، وهي جملة النساء الكاسيات العاريات . . . ونترك ما هو مهم فيه ولا يقل أهمية عن شقه الآخر :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا : قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ ، مُمِيلاَتٌ مَائِلاَتٌ ، رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ ، لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا " [ رواه مسلم ] .
ولنقف مع جملة الحديث الأولى وهي : " قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ " .
والمراد بهم : من يتولى ضرب الناس بغير حق من ظَلَمَة الشُّرَط أو من غيرهم ، سواء كان ذلك بأمر الدولة أو بغير أمر الدولة . قال النووي : " فأما أصحاب السياط فهم غلمان الوالي .
وقال السخاوي : " وهم الآن أعوان الظلمة ويطلق غالباً على أقبح جماعة الوالي ، وربما توسع في إطلاقه على ظلمة الحكام ". وعندما نرى السجناء والمتظاهرين والمطالبين بحقوقهم ومن يدل الحكومات على الخير ويحذرهم من الشر نراهم يجلدون ويعذبون ويهانون ، وكذلك ممن يخالفهم في دينهم كالشيعة الرافضة والنصارى الأمريكان واليهود والملحدون من الروس والصين وغيرهم ونرى كيف يعاملون المساجين من المسلمين ، بأشد وأعنف وأقسى أنواع التعذيب ، وكذلك من يعذبون المسلمين من المسلمين ، انظر كيف يستخدمون الهراوات والقنابل والأسلحة المحرمة ضد المتظاهرين والمطالبين بالسلام والحرية والحقوق الإنسانية ، في ظل غياب لها عبر عشرات السنين ، فأولئك حق عليهم هذا الحديث ، فهم من أهل جهنم وبئس المصير ، وهذا الأمر من علامات الساعة ، ودليل ذلك :
قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " يَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ رِجَالٌ _ أَوْ قَالَ يَخْرُجُ رِجَالٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ _ مَعَهُمْ أَسْيَاطٌ كَأَنَّهَا أَذْنَابُ الْبَقَرِ ، يَغْدُونَ فِي سَخَطِ اللَّهِ ، وَيَرُوحُونَ فِي غَضَبِهِ " [ رواه أحمد ] .
لم يكن هذان الصنفان موجودين في عهده صلى الله عليه وسلم ولا في عهد خلفائه ، عهد الرحمة والعدل والمساواة بين الناس ، لا فرق بين أحد منهم ، فكل مواطن له حق مثل الآخرين ، وليس هناك أمير أو وزير ، أو عضو في مجلس يكتب له راتب يقدر بالملايين وغير ذلك من البدلات والمكرمات ، والشعوب تموت من الهلاك والغلاء وسرقة الأموال العامة والخاصة ، ولا حسيب ولا رقيب ، لم تظهر هذه الشرط وأعوانهم في عصر النبوة عصر الرحمة والعدل ، وإنما ظهرت عندما ابتعد الناس عن الدين وتفشى ظلم الحكام المستبدين، فاتخذوا الشرط والجنود والأعوان ليقهروا بهم الرعية ويكبتوهم ويخيفوهم عن المطالبة بأبسط حقوقهم على ولاة أمرهم ، ولكن لينتظروا من الله هذا الحديث : قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : "اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئاً فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئاً فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ " [ رواه مسلم ] .
فيا أيها الحاكم والسلطان والرئيس . . إذا رأيت الناس تشتكي وتتذمر وتُسجن فاعلم أن في الأمر سراً ، لا يكتشفه إلا أنت بعد لجوئك إلى الله تعالى لكشف الحقيقة ، واحذر بطانة السوء ووزراء الشر ، فقد جاء الشرع المطهر بالحذر منهم إذا أردت النجاة يوم القيامة من ظلم الناس ، عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَا اسْتُخْلِفَ خَلِيفَةٌ إِلاَّ لَهُ بِطَانَتَانِ : بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْخَيْرِ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ ، وَبِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالشَّرِّ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ ، وَالْمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَ اللَّهُ " [ واه البخاري ] ، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِالأَمِيرِ خَيْراً جَعَلَ لَهُ وَزِيرَ صِدْقٍ ، إِنْ نَسِيَ ذَكَّرَهُ ، وَإِنْ ذَكَرَ أَعَانَهُ ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهِ غَيْرَ ذَلِكَ ، جَعَلَ لَهُ وَزِيرَ سُوءٍ ، إِنْ نَسِىَ لَمْ يُذَكِّرْهُ ، وَإِنْ ذَكَرَ لَمْ يُعِنْهُ " [ رواه أبو داود وصححه الألباني ] .
والشرط وأعوان الظلمة مذمومون في كل مكان وزمان ، وقد كثرت في كثير من هذه الأمة فيبطشون بالناس بالسياط والعصي في غير حق شرعي ، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن ذلك يكون فقال صلى الله عليه وسلم : " صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس . . . الحديث [ تفسير القرطبي لسورة الشعراء ] .
فرجال الشرطة وأعوان الظلمة الذين يعذبون الناس بالسياط وغيرها ، ويل لهم من رب الناس يوم القيامة ، وقال تعالى : { وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ } [ إبراهيم42 ] .
يقول الله تعالى : { إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ الشورى42 ] .
ويقول عز وجل : { وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ } [ هود113 ] .
ولا تركنوا : أي لا تميلوا إلى الذين ظلموا بمودة أو مداهنة أو رضاً بأعمالهم المجرمة ، فتصيبكم النار وما لكم من دون الله من أولياء أو ناصرين يحفظونكم وينصرونكم منه يوم القيامة وربما في هذه الحياة الدنيا ، فيقع عليهم العذاب والنكال جزاء أعمالكم الظالمة ، ولن يمنعكم أحد من عذابه وانتقامه يوم تعرضون عليه .
ويل للظلمة من ناصر المظلومين يوم القيامة ، مَرَّ هِشَامُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ عَلَى أُنَاسٍ مِنَ الأَنْبَاطِ بِالشَّامِ قَدْ أُقِيمُوا فِي الشَّمْسِ ، فَقَالَ : مَا شَأْنُهُمْ ؟ قَالُوا حُبِسُوا فِي الْجِزْيَةِ ، فَقَالَ هِشَامٌ : أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " إِنَّ اللَّهَ يُعَذِّبُ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا " [ رواه مسلم ] .
وقد أصبح هذا الظلم معروفاً ومنتشراً في كثير من بلاد المسلمين ، فها هي السجون تعج بالمظلومين ممن يعذبون أشد العذاب ، ويعاقبون أشنع العقاب ، تعذيب لم يشهد له التاريخ مثيلاً ، بل ويصل الأمر إلى قتل المسلمين ظلماً وعدواناً ، فويل لمن ظلمهم وضربهم وقتلهم ، قال الله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [ آل عمران21 ] ، لقد أصبح دم المسلم رخيصاً اليوم ، بسبب تخلي الناس عن دينهم وانسلاخهم عن إنسانيتهم ، يقول الله تعالى : { وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ } [ الشعراء227 ] ، المسلم عظيم عند الله عز وجل ، رفيع مقامه ، عزيز مكانه ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما ، أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ " [ رواه الترمذي ] .
فالرجال الذين في أيديهم سياط كأذناب البقر هم من يتولى ضرب الناس بغير حق من شرط أو من غيرهم ، سواء كان ذلك بأمر الدولة أو بغير أمر الدولة . فالدولة إنما تطاع في المعروف ، قال صلى الله عليه وسلم : إنما الطاعة في المعروف وقال عليه الصلاة والسلام : لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق [ مجموع فتاوى و مقالات ابن باز 6 / 379 ] .
وهذا الحديث من معجزات الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم كما قال أهل العلم .
________________________________________
من أهل النار (2)
الحمد لله رب العالمين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الأمين ، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين . . وبعد :
حديث نسمعه ونقرأه ، ولكن في الغالب الأعم أننا نمر عليه مرور الكرام ، لا نعيه ولا نعرف معانيه ومبانبه وإنما نمره كما هو ، مع أن الواجب الوقوف عنده طويلاً لاسيما النساء ، فإنهن أكثر أهل النار كما جاء في الحديث .
والآن لعلنا نتحدث عن صنف آخر من أهل النار :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا : قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ ، مُمِيلاَتٌ مَائِلاَتٌ ، رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ ، لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا " [ رواه مسلم ] .
ولنقف مع جملة الحديث الثانية وهي :
" وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ ، مُمِيلاَتٌ مَائِلاَتٌ ، رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ ، لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا "
وعند الإمام أحمد في مسنده عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمْ بَعْدُ : نِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ ، مَائِلاَتٌ مُمِيلاَتٌ ، عَلَى رُءُوسِهِنَّ أَمْثَالُ أَسْنِمَةِ الإِبِلِ ، لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا ، وَرِجَالٌ مَعَهُمْ أَسْيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ " .
هَذَا الْحَدِيث مِنْ مُعْجِزَات النُّبُوَّة ، فَقَدْ وَقَعَ هَذَانِ الصِّنْفَانِ ، وَهُمَا مَوْجُودَانِ . وَفِيهِ ذَمّ هَذَيْنِ الصِّنْفَيْنِ قِيلَ : مَعْنَاهُ كَاسِيَات مِنْ نِعْمَة اللَّه عَارِيَات مِنْ شُكْرهَا ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ تَسْتُر بَعْض بَدَنهَا ، وَتَكْشِف بَعْضه إِظْهَارًا بِحَالِهَا وَنَحْوه ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ تَلْبَس ثَوْبًا رَقِيقًا يَصِف لَوْن بَدَنهَا .
وَأَمَّا مَائِلَات : فَقِيلَ : مَعْنَاهُ عَنْ طَاعَة اللَّه ، وَمَا يَلْزَمهُنَّ حِفْظه .
مُمِيلَات : أَيْ يُعَلِّمْنَ غَيْرهنَّ فِعْلهنَّ الْمَذْمُوم ، وَقِيلَ : مَائِلَات يَمْشِينَ مُتَبَخْتِرَات ، مُمِيلَات لِأَكْتَافِهِنَّ . وَقِيلَ : مَائِلَات يَمْشُطْنَ الْمِشْطَة الْمَائِلَة ، وَهِيَ مِشْطَة الْبَغَايَا . مُمِيلَات : يَمْشُطْنَ غَيْرهنَّ تِلْكَ الْمِشْطَة .
وَمَعْنَى رُءُوسهنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْت : أَنْ يُكَبِّرْنَهَا وَيُعَظِّمْنَهَا بِلَفِّ عِمَامَة أَوْ عِصَابَة أَوْ نَحْوهمَا [ شرح النووي على مسلم – (7 / 244) ] .
أَمَّا ( الْكَاسِيَات ) فَفِيهِ أَوْجُه أَحَدهَا : مَعْنَاهُ : كَاسِيَات مِنْ نِعْمَة اللَّه ، عَارِيَات مِنْ شُكْرهَا ، وَالثَّانِي : كَاسِيَات مِنْ الثِّيَاب ، عَارِيَات مِنْ فِعْل الْخَيْر وَالِاهْتِمَام لِآخِرَتِهِنَّ ، وَالِاعْتِنَاء بِالطَّاعَاتِ . وَالثَّالِث : تَكْشِف شَيْئًا مِنْ بَدَنهَا إِظْهَارًا لِجَمَالِهَا ، فَهُنَّ كَاسِيَات عَارِيَات . وَالرَّابِع : يَلْبَسْنَ ثِيَابًا رِقَاقًا تَصِف مَا تَحْتهَا ، كَاسِيَات عَارِيَات فِي الْمَعْنَى .
وَأَمَّا ( مَائِلَات مُمِيلَات ) : فَقِيلَ : زَائِغَات عَنْ طَاعَة اللَّه تَعَالَى ، وَمَا يَلْزَمهُنَّ مِنْ حِفْظ الْفُرُوج وَغَيْرهَا ، وَمُمِيلَات يُعَلِّمْنَ غَيْرهنَّ مِثْل فِعْلهنَّ ، وَقِيلَ : مَائِلَات مُتَبَخْتِرَات فِي مِشْيَتهنَّ ، مُمِيلَات أَكْتَافهنَّ ، وَقِيلَ : مَائِلَات يَتَمَشَّطْنَ الْمِشْطَة الْمَيْلَاء ، وَهِيَ مِشْطَة الْبَغَايَا مَعْرُوفَة لَهُنَّ ، مُمِيلَات يُمَشِّطْنَ غَيْرهنَّ تِلْك الْمِشْطَة ، وَقِيلَ : مَائِلَات إِلَى الرِّجَال مُمِيلَات لَهُمْ بِمَا يُبْدِينَ مِنْ زِينَتهنَّ وَغَيْرهَا .
وَأَمَّا ( رُءُوسهنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْت ) فَمَعْنَاهُ : يُعَظِّمْنَ رُءُوسهنَّ بِالْخُمُرِ وَالْعَمَائِم وَغَيْرهَا مِمَّا يُلَفّ عَلَى الرَّأْس ، حَتَّى تُشْبِه أَسْنِمَة الْإِبِل الْبُخْت ، هَذَا هُوَ الْمَشْهُور فِي تَفْسِيره ، قَالَ الْمَازِرِيّ : وَيَجُوز أَنْ يَكُون مَعْنَاهُ يَطْمَحْنَ إِلَى الرِّجَال وَلَا يَغْضُضْنَ عَنْهُمْ ، وَلَا يُنَكِّسْنَ رُءُوسهنَّ ، وَاخْتَارَ الْقَاضِي أَنَّ الْمَائِلَات تُمَشِّطْنَ الْمِشْطَة الْمَيْلَاء ، قَالَ : وَهِيَ ضَفْر الْغَدَائِر وَشَدّهَا إِلَى فَوْق ، وَجَمْعهَا فِي وَسَط الرَّأْس فَتَصِير كَأَسْنِمَةِ الْبُخْت ، قَالَ : وَهَذَا يَدُلّ عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِالتَّشْبِيهِ بِأَسْنِمَةِ الْبُخْت إِنَّمَا هُوَ لِارْتِفَاعِ الْغَدَائِر فَوْق رُءُوسهنَّ ، وَجَمْع عَقَائِصهَا هُنَاكَ ، وَتُكْثِرهَا بِمَا يُضَفِّرْنَهُ حَتَّى تَمِيل إِلَى نَاحِيَة مِنْ جَوَانِب الرَّأْس ، كَمَا يَمِيل السَّنَام ، قَالَ اِبْن دُرَيْد : يُقَال : نَاقَة مَيْلَاء إِذَا كَانَ سَنَامهَا يَمِيل إِلَى أَحَد شِقَّيْهَا . وَاَللَّه أَعْلَم .
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّة ) يُتَأَوَّل التَّأْوِيلَيْنِ السَّابِقَيْنِ فِي نَظَائِره أَحَدهمَا : أَنَّهُ مَحْمُول عَلَى مَنْ اِسْتَحَلَّتْ حَرَامًا مِنْ ذَلِكَ مَعَ عِلْمهَا بِتَحْرِيمِهِ ، فَتَكُون كَافِرَة مُخَلَّدَة فِي النَّار ، لَا تَدْخُل الْجَنَّة أَبَدًا .
وَالثَّانِي : يُحْمَل عَلَى أَنَّهَا لَا تَدْخُلهَا أَوَّل الْأَمْر مَعَ الْفَائِزِينَ . وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم . [ شرح النووي على مسلم – (7 / 244) ] .
قَوْلُهُ : ( كَاسِيَاتٌ عَارِيَّاتٌ ) قِيلَ : كَاسِيَاتٌ مِنْ نِعْمَةِ اللَّهِ عَارِيَّاتٌ مِنْ شُكْرِهَا .
وَقِيلَ : مَعْنَاهُ تَسْتُرُ بَعْضَ بَدَنِهَا وَتَكْشِفُ بَعْضَهُ إظْهَارًا لِجَمَالِهَا وَنَحْوِهِ ، وَقِيلَ : تَلْبَسُ ثَوْبًا رَقِيقًا يَصِفُ لَوْنَ بَدَنِهَا .
قَوْلُهُ : ( مَائِلَاتٌ ) أَيْ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَمَا يَلْزَمُهُنَّ حِفْظُهُ ( مُمِيلَاتٌ ) أَيْ يُعَلِّمْنَ غَيْرَهُنَّ فِعْلَهُنَّ الْمَذْمُومَ .
وَقِيلَ : مَائِلَاتٌ بِمَشْيِهِنَّ مُتَبَخْتِرَاتٌ مُمِيلَاتٌ بِأَكْتَافِهِنَّ ، وَقِيلَ : الْمَائِلَاتُ مِشْطَةُ الْبَغَايَا الْمُمِيلَاتُ بِمُشْطِهِنَّ غَيْرَهُنَّ تِلْكَ الْمِشْطَةُ .
قَوْلُهُ : ( عَلَى رُءُوسِهِنَّ أَمْثَالُ أَسْنِمَةِ الْبُخْتِ ) أَيْ يُكْرِمْنَ شُعُورَهُنَّ وَيُعْظِمْنَهَا بِلَفِّ عِمَامَةٍ أَوْ عِصَابَةٍ أَوْ نَحْوِهَا .
البخت : بِضَمِّ الْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ وَسُكُونِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَالتَّاءِ الْمُثَنَّاةِ : الْإِبِلُ الْخُرَاسَانِيَّةُ .
وَالْحَدِيثُ سَاقَهُ الْمُصَنِّفُ لِلِاسْتِدْلَالِ بِهِ عَلَى كَرَاهَةِ لُبْسِ الْمَرْأَةِ مَا يَحْكِي بَدَنَهَا ، وَهُوَ أَحَدُ التَّفَاسِيرِ كَمَا تَقَدَّمَ ، وَالْإِخْبَارُ بِأَنَّ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَأَنَّهُ لَا يَجِدُ رِيحَ الْجَنَّةِ مَعَ أَنَّ رِيحَهَا يُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ وَعِيدٌ شَدِيدٌ يَدُلُّ عَلَى تَحْرِيمِ مَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ الْحَدِيثُ مِنْ صِفَاتِ هَذَيْنِ الصِّنْفَيْنِ . [نيل الأوطار – (3 / 111-112 ] .
وقد فسر قوله : ( كاسيات عاريات ) بأن تكتسي مالا
وقد فسر قوله : ( كاسيات عاريات ) بأن تكتسي مالا يسترها فهي كاسية وهى في الحقيقة عارية مثل من تكتسي الثوب الرقيق الذي يصف بشرتها أو الثوب الضيق الذي يبدي تقاطيع خلقها مثل عجيزتها وساعدها ونحو ذلك وإنما كسوة المرأة ما تسترها فلا تبدي جسمها ولا حجم أعضائها لكونه كثيفا واسعا . { جلباب المرأة المسلمة – (1 / 151) ] .
وهذا الحديث من معجزات الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم كما قال أهل العلم .
منقول صيد الفوائد
أجرنا الله وإياكم من النار اليكِ المرفق
مشكووورة هالوجينة
بارك الله فيج .. فميزان حسناتج إن شاء الله
^^
بارك الله فيج..
مجهود تشكرين عليه الصراحة
يسلمووووووووووو
ما قصصرت هالوجينة بارك الله فيها..
موفقين يارب
الفهرس
∫° المقدمة∫ °
∫°أبواب النـار∫°
∫°سعة النـار∫°
∫°وقود النــار∫°
∫°طبقات النار∫°
∫° ظلمة النار ° ∫
∫°أودية جهنم∫°
∫°جبـال جهنم∫°
∫°الإهداء ∫°
∫°المراجع ∫°
∫°الخاتــمة∫ °
المقدمــــــة
أعلم أنه هناك فرق كبير عندما نتحدث عن الجنان و نعيمها و قصورها و حورها
و بين أن نتكلم عن النار و أهوالها
و كلما كتبت أتخيل نفسي و أقول : إنني أو غيري لا يتحمل في هذه الدنيا ناراً تخرج من
عود ثقاب و هو أضعف من أن يكون من النار
فكيف يكون الحديث عن النار جهنم و ما فيها من أهوال العظام ؟!.
… فالناس لاهون عن حساب ربهم , و منهم معترض , و منهم من هو في غفلة و منهم من يتناسى
, و منهم من لا يحاول أن يذكر مثل هذا الأمر
من عذاب جهنم ولا يحب أن يذكر أمامه .
و الذي يقرأ هذا الموضوع يدرك تماماً مدى خطورة أمر اللاهية قلوبهمـ , و حقيقة الأمر أن الناس
لن يدركوا حقيقة النار و جهنم إلا أن يروها عياناً ,
فيومئذ سيعلمون ما أعد الله سبحانه للمجرمين من الكافرين و المشركين من سوء
الماَل و المصير
و من هذا الموضوع عسى أن تكون قرأتنا حافزاً لنا للعودة إلى اللهـ سبحانه
و إلى طريقه المستقيم .
ملاحظه : ( سوف يكون الحديث عن النار موجز )
أبواب النـــــــــــــــــار
…. إن للجنة أبواباً و للنار أبوابا .. ولا بد أن يدخل أهل الجنة الجنة من أبوابها ولا بد أن يدخل
أهل النار النار من أبوابها .. و هؤلاء أي أهل الجنة يستقبلون من الملائكة عند دخولهم
الأبواب و منها إلى الجنة .. و هؤلاء أي أهل النار يستقبلون من
الملائكة عند دخولهم الأبواب و منها إلى نار جهنم .
} لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم {
البــاب الأول : يسمى جهنم لأنه يتجهم في وجوه الرجال و
النساء فيأكل لحومهم و هو أهون عذايأ من غيره
البــاب الثاني : و يقال له : لــظى } كلا أنها لظى * نزاعة للشوى {
يقول : أكلة اليدين و الرجلين تدعو من أدبر عن التوحيد و تولى
عما جاء به محمد صلى الله عليه و سلم .
البـــاب الثالث : يقال له : سقر و أنما سمي
سقر لأنه يأكل اللحم دون العظم
البـــاب الرابع : و يقال له : الحطمة , فقد
قال اللهـ تعالى} و ما أدرئك ما الحطمة * نار اللهـ الموقدة {
تحطم العظام و تحرقها و تحرق الأفئدة حيث قال تعالى } التي تطلع على الأفئدة {
تأخذه النار من قدميه و تطلع على فؤاده و ترمي بشرر كالقصر كما قال تعالى
} أنها ترمي بشرر كالقصر * كأنه حملت صفر {
يعني سوداً فتطلع الشرر إلى السماء , ثم تنزل فتحرق وجوههم و أيدهم و
أبدانهم فيكون الدمع حتى ينفذ . ثم يبكون الدماء , ثم يبكون القيح حتى ينفذ
, حتى السفن لو أرسلت تجري فيما خرج من أعينهم لجرت .
البــــاب الخـامس : يقال له : الجحيــم , و أنما سمي جحيمــاً لأنه عظيم الجمرة ..
و الجمرة الواحدة أعظم من الدنيـــا .
البـــــابـ السادس : يقال له السعيـــر , و أنما سمي السعير ؛ لأنه يسعر بهم و لم يطأ منذ الخلق ,
و فيه الحيات و العقارب و القيود و السلاسل و الأغلال , و فيه جب الحزن ليس في النار
عذاب أشد منه , إذا فتح باب الحزن لأهل النار حزنوا حزناً شديداً
البـــاب السابــع : و يقال له : الهاويــة , من وقع فيه لم يخرج منه أبداً و فيه بئر
الهباب و ذلك قوله تعالى }كلما خبت زدناهم سعيرا {
و أذا فتح الهباب يخرج منه نار تستعيذ منه النار نفسها و فيه : الذي
قال عنه الله تعالى :} سأرهقه صعودا {
و قيل الصعود : هو جبل من نار يوضع أعداء الله على و جوههم على ذلك الجبل مغلولة
أيديهم إلى أعناقهم مجموعة أعناقهم إلى أقدامهم ,
و الزبانية وقوف على رؤوسهم , بأيديهم مقامع من حديد , إذا ضرب أحدهم بالمقمعة ضربة
سمع صوتها الثقلان … فإذا دخل الذين كفروا بآيات
الله سبحانه و أشركوا و عصوا و نافقوا أبواب جهنم غلقت عليهم فلا أمل بخروجهم .
يقول تعالى
}و الذين كفروا بايتنا هم أصحاب المشئمة * عليهم نار مؤصدة {
‘
سعة النـــار و بعد قعــرها
عظمة سعة النــار
النار التي أعدها الله سبحانه للكافرين و المشركين و المنافقين شاسعة مترامية
الإطراف لا يعلم حقيقة سعتها إلا الله سبحانه عز و جل ,.
و هي كذلك لان مجلس الكافر الواحد مهنا كما بين مكة و المدينة …!
و ذلك أن الكافر يضخم فيها حتى يصبح على هيئة عظيمة .. فلقد صح في الحديث الشريف
أن ضرس الكافر في النار جهنم كجبل أحد و أن جلده مسيرة ثلاثة أيام و كذلك
ما بين منكبيه …! إضافة إلى أن أهل جهنم كثيرون و أعدادهم هــائلة .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(( ضرس الكافر – أو ناب الكافر – مثل أحد و غلظ جلده مسيرة ثلاث ))
رواه مسلم
… فإذا كانت هذه حال الكافر الواحد في جهنم فكم تكون سعتها لتسع
جميــع الكفرة على عظيم أجسادهم و اتساع مقعد الواحد منهم ؟!
عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال:
(( لا تزال جهنم يلقى فيها و تقول : هل من مزيد ؟ حتى يضع رب العزة فيها قدمه
, فتنزوي بعضها إلى بعض فتقول : قط , قط, بعزتك و كرمك ))
……. و مما يدل على عظيم اتساعها أنها تأتي يوم القيامة كما قال تعالى
في محكم كتابه
} كلا إذا دكت الأرض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى {
بعــــــــد قعرهــا
… و أما ما جاء عن بعد قعرها : أن الحجر العظيم أذا ألقى فيها فانه
يحتاج إلى سنوات طويلة للوصول إلى قعرها
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كنا مع رسوله صلى الله عليه و سلم , إذ سمعنا و جبة
, فقال النبي صلى الله عليه و سلم (( تدرون ما هذا ))؟
قلنا : الله و رسوله أعلم : قال: (( هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين خريفاً ,
فهو يهوي في النار إلى الآن )) وجبة : سقطة
رواه المسلم و رقم الحديث (2844)
فتصور يا أخي / ت بعد قعرها و عمقها إذ لا يصل إليها الحجر الضخم إذا ألقي فيها إلا بعد سبعين عاماً
, و هو يهوي حتى يصل إلى قرارها ( قعرها )
فأي عمق لها ؟ و أي بعد لقعرها ؟
وقود النـــــــــــار
…. في الدنيا تشتعل النــار من مواد خصها الله سبحانه و جعل فيها
خاصية الاشتعال كالخشب و كل مادة تصنع من الخشب
و كذلك البترول في زماننا هذا.
.. لكن الله سبحانه جعل النار في يوم القيامة توقد و تشتعل من شيئين
محددين و هما :
الناس و الحجارة و أضاف عليهما في أية كريمة الآلهة المزعومة
التي كانوا يعبدونها في الدنيا .
كما أن الجنة خالدة و أهلها خالدون , كذلك فان النار خالدة و أهلها خالدون .
….. و معنى أن النار خالدة أي أن النار مستمرة في الاشتعال و هي بحاجة إلى الوقود
حتى تستمر بالاشتعال …. و قد جعل الله سبحانه أجساد الكفرة و
الحجارة هي وقود النار , مادة مستمرة في اشتعالها و استمرارها .
و هنا يمكن السؤال فكم مرة تحترق أجساد الكافرين فتذوب لتكون مادة دائمة
لاشتعال النار عبر هذا الخلد الذي لا ينتهي ؟؟! فأجساد الكافرين جزء من
جزأين من المادة التي تسعر النار و تجعلها خالدة دائمة لا تفتير
فيها ولا انطفاء ولا خبو , بل كلما خبت زادها الله سبحانه سعيراً
يقول سبحانه تعالى :
} مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا {
سورة الإسراء : الآية : 97
فهل لعقل أن يتصور هــذا العذاب ؟ و هل يمكن لنفس أن تتصور هذا العذاب ؟
أنــــه عذاب يفوق كل تصور بل كل تخيل , ولا يمكن للعقل البشري أن يستوعب أو يلم أو يتخيل
هذه النوعية من العذابــــــ…
هل تعلم أن وقود النار فقط عذاب لان فيها خمسة أنواع من العذاب على حسب قول أبن رجب
في هذا الخصوص في كتابه التخويف من النار
قال تعالى
} فاتقوا النار التي وقودها الناس و الحجارة {
سورة البقرة : الآية 24
الحجارة في النار فهي من كبريت أسود يعذبون به مع النار
و قال مجاهد : حجارة من كبريت أنتن من الجيفة , و هكذا قال أبو جعفر
و مما توقد النار به في جهنم الآلهة التي كان الكافرون و المشركون يعبدونها من دون الله سبحانه و تعالى .
طبقات النار و دركاتها
النار درجات كما أن الجنة درجات فلكل نصيب منها مما اكتسب من الكفر و مما اكتسبت يداه من
فعل الآثام و الفواحش
} ولكل درجات مما عملوا {
سورة الأنعام 132
درجات الجنة تذهب علوا و درجات النار تذهب سفولاً
} لها سبعة أبواب {
سورة الحجر44
لها سبعة أطباق أي سبع طبقات
} إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار{
سورة النساء145
الدرك الأسفل : الطبق الأسفل الذي في قعر جهنم
الدرك الأول : عصاة الموحدين ( جهنم)
الدرك الثاني و الثالث : الكفار من اليهود و النصارى( لــظى و سقر )
الدرك الرابع : الصابئون ( الحطمة)
الدرك الخامس : المجوس (الجحيــم)
الدرك السادس : مشركو العرب (السعيـــر)
الدرك السابع : المنافقون (الهاويــة)
ظلمة النــار و شدة سوادها و سواد وجوه أهلهــا
قال الله تعالى :
} يوم تبيض وجوه و تسود وجوه {
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
(( أوقد على النار ألف سنة حتى ابيضت , ثم أوقد عليها ألف سنة حتى احمرت , ثم أوقد عليها
ألف سنة حتى اسودت فهي سوداء كالليل المظلم ))
أودية جهنم
ذكر بعض المفسرون أن ( ويل ) الواردة في الآيات القرآنية الكريمة
تعني وادياً في جهنم يهوي الكافر فيه أربعين خريفا
و لكن البعض فسروها على أنه تعني التهديد و الوعيد مثل قوله
} فويل يومئذ للمكذبين {
الطور11
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
(( ويل واد في جهنم يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره ))
رواه الترمذي
و من هذه الأحاديث تشير إلى أن هناك أودية في جهنم فيها من صنوف العذاب ما لا يعلمه إلا
ا الله سبحانه و الله أعلم
جبــــــــال جهنم
هل يوجد جبال في جهنم ؟ يصعد عليها الكافرون و المشركون و المنافقون هرباً من قعر
جهنم و أهواله و عذابه .
الكفرة الفجرة في نار جهنم لهم صنوف من العذاب و الأنواع ,
تحدثنا عن بعضها , و لكن حقيقة أمرها لا يعلمه إلا الله سبحانه الخالق للجنة و النار , و مهما تحدثنا و
حللنا ما بين أيدينا من نصوص يبقى في النهاية القول السائد ( ليس الخبر كالمعاينة )
فالبلاء الأعظم و الشقاء أكبر و الهم الدائم يكون عند معاينة الكفار نار جهنم
و رؤيتها بأعينهم , و الذين في غطاء عنها في حياتهم الدنيا
فالكفار عندما يدخلون النار و يلقون فيها من العذاب ما لا يطاق و يستغيثون
و يصرخون و يبكون و يستجيرون بخزنة جهنم , عل الله سبحانه يرحمهم و
يخرجهم منها , ….. في بعض الروايات : إن الملك من خزنة جهنم يقول
للكافر عند استغاثته و طلب الرحمة : (( كيف أرحمك و لم يرحمك أرحم الراحمين ))
و عندما يطول بهم الأمد أحقابا طويلة لا من مجيب ولا شفيع ولا سميع يأتيهم الجواب النهائي من المالك خازن النــار
يقول تعالى
} و نادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال أنكم ماكثون {
} قال اخسئوا فيها ولا تكلمون {
و هنا يحاولون الخروج منها بالصعود إلى أعلى , وهم يصعدون ينالون الإرهاق
و العذاب الشيء الكبيــر
و في هذا قال الله تعالى} سأرهقه صعودا {
معناها الحقيقي كما قاله المفسرون
قال ابن عباس} صعودا { صخرة في جهنم يسحب عليها الكافر على وجهه
كما من صفات النـــار غير الذي ذكرناه
اتساع و عظم جهنم
خزنتها العظام
ظلمة النار
تغيظ النار
مالك خازن النار
فكل الموضوع كان يتحد فقط عن صفات النــــــــار
فأنا لم أتحدث عن أحوال أهل النار
و أحوال المنافقين و العصاة بعد الحساب
و شقاء أهل النار
و أنواع العذاب
الإهداء
|
أهب موضوعي المتواضع
الى كـــل مسلم ة
&
المراجع
القران الكريــم
صحيح مسلم
صحيح الترمذي
كتاب التخويف من النار
كتاب النار أهوالها و عذابها
تفسير أبن كثير
تفسير أبن جرير
الخاتـــــــــــــــــمة
و إلى نهاية المطاف كتبت الموضوع و السعادة تغمرني و لي أمل
أن نتقي النار
و يهدي الله قلوبنا فهي في وقتنا غارقة بأحلام الدنيا
و لذا أرجو من الله أن يغفر لي و لكم و الله يشهد أنني تعبت في أعداد
هذا الموضوع
و رجاءي أن أستفيد و تستفيدوا معي أيها الأعضاء ت
و أخر دعواتي أن الحمد لله رب العالمين و الصلاة السلام
على حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم
1 : سرعة الإيقاد 2 : نتن الرائحة 3 : كثرة الدخان 4 : شدة الالتصاق بالأبدان 5 : قوة حرها إذا حميت
منقول
<< صفات أهل النار >>
ما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب السريع وضرسه مثل جبل أحد وغلظ جلده مسيرة ثلاث.
.
<< شرابهم وطعامهم >>
الماء الحار شرابهم يصب على رؤوسهم فينفذ حتى يخلص إلى جوفه ويمرق من قدميه ثم يعاد كما كان، ولو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الأرض معيشتهم.. وطعامهم الغسلين، وهو ما سال من جلود أهل النار من القيح والصديد وهو ما يسيل من لحم الكافر.
.
<< أهون المعذبين >>
أهون أهل النار عذابا من توضع في أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه.
.
<< قعرها >>
لو أن حجرا ألقي في جهنم يهوي بها سبعين سنة لا يصل إلى قعرها.
.
<< وقود النار >>
الكفرة والمشركين والحجارة هم وقود النار، وقال ابن مسعود "حجارته من كبريت".
.
<< شدة حرها >>
فهواؤها السموم (الريح الحارة)، وظلها اليحموم (قطع الدخان)، وماؤها الحميم وإنها تأكل كل شيء لا تبقي ولا تذر، تحرق الجلود، وتصل إلى العظام وتطلع على الأفئدة.
.
<< كلامها >>
إذا رأوها من بعيد يسمعون لها تغيظا وزفيرا وتنادي ثلاثة أصناف.. الجبار العنيد؛ وكل من دعا مع الله إله آخر، والمصورين.
.
<< كثرة أهلها >>
من يدخل النار أكثر ممن يدخل الجنة "وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين" (يوسف 103)
.
<< لباسهم >>
تفصل لهم ملابس من نار.
.
<< أنواع العذاب >>
إنضاج الجلود؛ الصهر (وهو صب الحميم على رؤوسهم)؛ واللفح (فيكبون على جوههم)؛ والسحب (سحب الكفار على وجوههم)؛ وتسويد الوجوه؛ وإحاطة النار بهم؛ وإطلاعها على الأفئدة؛ وإندلاق الأمعاء فيها؛ ويقيدون بالسلاسل والأغلال والمطارق وقرن معبوداتهم وشياطينهم معهم
اللهم ابعدنا عن نار جهنم