by : all malal all the time 😛
إن الإسلام دين الرحمة: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةًلِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107]، هذه الرحمة تشمل كل نواحي الحياة، ومن أعظم جوانبالرحمة رحمة الإسلام بالضعفاء والمرضى.
إن المريض الذي يغالب العلة وتغالبه،ويُصارع السُّقْم ويصارعه، لهو من أكثر الناس حاجة إلى كل ما تستطيعه العلاقاتالإنسانية من عون وسلوى، وبثٍّ للعزيمة والأمل والطمأنينة والسرور.
وهناكعند كل مريض تجد باقة من الزَّهْر الندي العَطِر، مهداةً من رسول الله صلى اللهعليه وسلم- الذي أرسله الله رحمة للعالمين- ومن زهراته الطيبات قوله: (من عادمريضًا لم يزل في خُرْفَةِ الجنة) (يعني جناها) حتى يرجع…"الحديث.
ويخبرنا بما لعيادة المريض من جلال وخطر حين يقول: (إن الله عز وجل يقوليوم القيامة: يا ابن آدم! مرضتُ فلم تعدني…). فأية صورة من صور الحث والتكريمتفوق هذه الصورة أو حتى تضاهيها؟ وأنى للعلاقات الإنسانية أن تجد لها ضميرًا كهذاالذي تجده في كلمات رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
الحث علىعيادة المريض:
لقد بلغ من عناية الإسلام بالمريض أن جعل عيادته حقًّامن حقوقه على إخوانه المسلمين، ففي الحديث: (خمس تجب للمسلم على أخيه: رد السلام،وتشميت العاطس، وإجابة الدعوة، وعيادة المريض، واتباع الجنائز).
وأمر الرسولصلى الله عليه وسلم المسلمين بعيادة المرضى: (أطعموا الجائع، وعودوا المريض، وفكواالعاني [الأسير]).
وعن البراء رضي الله عنه قال: (أمرنا رسول الله صلى اللهعليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع: أمرنا بعيادة المريض…) الحديث.
الرسول الأسوة يعود المرضى:
لم يكتف الرسول صلى الله عليهوسلم بحث المسلمين على عيادة المرضى، بل كان وهو الذي تحمَّل هموم الأمة يعودالمرضى، يخفف عنهم ويسليهم.
قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: (إنا والله قدصحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر والحضر، وكان يعود مرضانا، ويتبعجنائزنا ويغزو معنا، ويواسينا بالقليل والكثير).
وقد ثبت أنه صلى الله عليهوسلم عاد بعض أصحابه حين مرضوا، وثبت أنه عاد غلامًا يهوديًا ودعاه إلى الإسلامفأسلم.
وينبغي أن يتعلم المسلمون هذا الخلق، حتى الكبراء منهم، فإنه لايعيبهم أن يعودوا آحاد الرعية. وكان السلف رضي الله عنهم يهتمون بعيادة المريض،فكانوا إذا فقدوا الرجل سألوا عنه، فإن كان مريضًا عادوه.
وانظر إلى الإمامالشافعي – رحمه الله – يبين أثر عيادة المريض على كل من الزائر والمزور:
مرض الحبيب فعُدْته…….فمرضت من حذري عليه
فأتى الحبيبيعودني…….فشُفيت من نظري إليـه
آداب عيادةالمريض:
لعيادة المريض آداب عديدة ينبغي أن تُراعى عند زيارته؛منها:
1- أن يلتزم بالآداب العامة للزيارة، كأن يدُقَّ الباب برفق، وألايُبهم نفسه، وأن يغُضَّ بصره، وألا يُقابل الباب عند الاستئذان.
2- أن تكونالعيادة في وقتٍ ملائم، فلا تكونُ في وقت الظهيرة صيفًا ولا في شهر رمضان نهارًا،وإنما تُستحبُّ بكرةً وعشيةً وفي رمضان ليلاً.
3- أن يدنو العائد من المريضويجلس عند رأسه ويضع يده على جبهته ويسأله عن حاله وعمَّا يشتهيه.
4- أنتكون الزيارة غِبًّا، أي يومًا بعد يومٍ، وربما اختلف الأمر باختلاف الأحوال، سواءبالنِّسْبَة للعائد أو للمريض، فإذا استدعت حالةُ المريض زيارتَه يوميًا فلا بأسبذلك، خاصة إذا كان يرتاح لذلك ويهشُّ له.
5-
ينبغي للعائد ألا يُطيل الجلوسحتى يُضجر المريض، أو يَشُّقَّ على أهله، فإذا اقتضت ذلك ضرورةٌ فلا بأس.6- ألا يُكثر العائد من سؤال المريض، لأن ذلك يثقُل عليه ويُضْجِرُهُ.
7- منآداب العيادة أن يدعو العائد للمريض بالعافية والصلاح، وقد وردت في ذلك أدعية عديدةمنها: (أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم؛ أن يشفيك [سبع مرات]). وأن يقرأ عندهبالفاتحة والمعوذتين والإخلاص.
8- ألا يتكلم العائد أمام المريض بمايُقلِقُهُ ويُزعجُهُ، وأن يظهر له من الرِّقة واللطف ما يُطيبُ به خاطره.
9- أن يُوسع العائد للمريض في الأمل، ويشير عليه بالصبر لما فيه من جزيل الأجر،ويحذِّره من اليأس ومن الجزع لما فيهما من الوزر.
10- ألا يكثر عُوَّادُالمريض من اللغط والاختلاف بحضرته، لما في ذلك من إزعاجه، وله في هذه الحالة أنيطلب منهم الانصراف.
11- يُسنُّ لمن عاد مريضًا أن يسأله الدُّعاءله.
ما يقال عند المريض ويرقى به:
يستحب لمنعاد مريضا أن يرقيه ويدعو له بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك مايلي:
1- عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذاأتى مريضًا أو أُتي به إليه قال عليه الصلاة والسلام: (أذْهِب الباس، رب الناس،اشفِ وأنتَ الشافي، لا شفاءَ إلا شفاؤك، شفاءً لا يُغادر سقما).
2- عن عائشةرضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأُ على نفسهبالمعوِّذاتِ، وينفُثُ، فلما اشتدَّ وجعُهُ كنتُ أقرأُ عليه، وأمسحُ عنه بيده،رجاءَ بركتها".
3- عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلمكان إذا اشتكى الإنسانُ الشيءَ منه أو كانت به قرحةٌ أو جرحٌ قال النبي صلى اللهعليه وسلم بإصبعِهِ هكذا – ووضع سُفيانُ سبَّابَتهُ بالأرض ثم رفعها – (باسم الله،تربةُ أرضنا، بريقةِ بعضنا، ليُشفى به سقيمُنا، بإذن ربنا).
4- عن ابن عباسرضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما من عبدٍ مسلم يعودُمريضًا لم يحضر أجلُهُ فيقول سبع مرات: أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم أنيشفيك؛ إلا عُوفي).
5- عن ابن عمرو رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى اللهعليه وسلم: (إذا جاء الرجلُ يعودُ مريضًا فليقل: الهم اشف عبدك ينْكَأ لك عدُوًا،أو يمشي لك إلى جنازة). قال أبو داود: وقال ابن السَّرْحِ: إلى صلاة".
ثواب العائد:
تكفل الله لمن عاد مريضابالأجر العظيم والثواب الجزيل، ومن الأدلة على ذلك:
1- عن ثوبان مولى رسولالله صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من عاد مريضًا لميزل في خُرفة الجنة". قيل: يا رسول الله: وما خرفة الجنة؟ قال: جناها).
2- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أصبح اليوممنكم صائمًا، قال أبو بكر: أنا. قال: من عاد منكم اليوم مريضًا؟ قال أبو بكر: أنا. قال: من شهد منكم اليوم جنازةً؟ قال أبو بكر: أنا. قال: من أطعم منكم اليوممسكينًا؟ قال أبو بكر: أنا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما اجتمعن في رجلإلا دخل الجنة).
3- عن علي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليهوسلم يقول: (ما من مسلم يعودُ مسلمًا غُدوة إلا صلَّى عليه سبعون ألف ملك حتىيُمسي، وإن عاده عشيةً إلا صلَّى عليه سبعُون ألف ملك حتى يُصبح، وكان له خريفٌ فيالجنة).
4- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليهوسلم: (من عاد مريضًا نادى منادٍ من السماء: طبت، وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنةمنزلا(
5-
عن هارون بن أبي داود قال: أتيت أنس بن مالكٍ فقلت: يا أباحمزة، إن المكان بعيد ونحن يعجبنا أن نعودك، فرفع رأسه فقال: سمعت رسول الله صلىالله عليه وسلم يقول: (أيما رجل يعودُ مريضًا فإنما يخوض في الرحمة، فإذا قعد عندالمريض غمرته الرحمة). قال: فقلت: يا رسول الله، هذا للصحيح الذي يعود المريض،فالمريض ما لَهُ؟ قال: تُحَطُّ عنه ثدر: قراءة أواخر آل عمران..
- deen ).docx (21.1 كيلوبايت, 1812 مشاهدات)
يزاكم الله خير..
ششكرا
موفقه ان شاء الله
بارك الله في جهودج اختي..
تقرير رائع..
والسموحة منج تم وضع المحتوى في الموضوع..
شكرا لج..
و موفقيــن 🙂 🙂 🙂