تقرير جاهو عن
الدعوة إلى دين الله
تفضلوا يا طلابنا الأعزاء
يمنع وضع روابط لمدونة أخرى
الدعوة إلى دين الله
كيفيتها وطرقها
المقدمة :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فيسرني أن أطرح عليكم موضوع هام يهم جميع المسلمين آلا وهو الدعوة إلى الله عز وجل.
قال الله تعالى: (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين)(1)، والاستفهام في الآية بمعنى النفي أي لا احسن قولا.
والغرض من الآتيان بالاستفهام في موضع النفي إفادة أمرين:
الأول: انتفاء هذا الشيء.
الثاني: تحدي المخاطب أن يأتي به، فالاستفهام مشربا معنى التحدي أي إذا كان عندك شيء أحسن من هذا فأت به، ولكننا نقول لا أحد أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين.
والدعوة إلى الله تعالى هي الدعوة إلى شريعة الله الموصلة إلى كرامته. ودعوة الرسل عليه الصلاة والسلام، تدور على ثلاثة أمور:
أولا: معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته.
ثانيا: معرفة شريعته الموصلة إلى كرامته.
ثالثا: معرفة الثواب للطائعين والعقاب للعاصين.
والدعوة إلى الله تعالى أحد أركان الأعمال الصالحة التي لا يتم الربح بها كما قال الله تعالى: (والعصر . إن الإنسان لفي خسر . إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات . وتواصوا بالحق . وتواصوا بالصبر).فإن التواصي بالحق يلزم منه الدعوة إلى الحق، والتواصي بالصبر يلزم منه الدعوة إلى الصبر على دين الله – عز وجل – في أصوله وفروعه.
إن الدعوة إلى الله – عز وجل – صارت الآن وما زالت بين طرفين ووسط.
أما الطرفان فجانب الإفراط، بحيث يكون الداعية شديدا في دين الله يريد من عباد الله – عز وجل – أن يطبقوا الدين بحذافيره ولا يتسامح عن شيء الدين يسمح به، بل إنه إذا رأى من الناس تقصيرا حتى في الأمور المستحبة تأثر تأثرا عظيما وذهب يدعو هؤلاء القوم المقصرين دعاء الغليظ الجافي وكأنهم تركوا شيئا من الواجبات
ومن الأمثلة على ذلك:
* المثال الأول: رجل رأى جماعة من الناس لا يجلسون عند القيام إلى الركعة الثانية أو عند القيام إلى الركعة الرابعة، وهي التي تسمى عند أهل العلم جلسة الاستراحة، هو يرى أنها سنة ومع ذلك إذا رأى من لا يفعلها اشتد عليه وقال لماذا لا تفعلها؟ ويتكلم معه تكلم من يظهر من كلامه أنه يقول بوجوبها.
فيأتي بعض الناس ويشدد فيها ويجعلها كأنها من الواجبات.
وهذا النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يصلي بأصحابه وهو يحمل إمامة بنت زينب بنت رسول الله، صلى الله عليه وسلم – يعني أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، جد هذه الطفلة – فكان يصلي بالناس يحمل هذه الطفلة إذا قام حملها وإذا سجد وضعها، صلى الله عليه وسلم، هذا فيه حركة، وفيه ملاطفة للطفلة، وفيه أنه يؤم الناس فقد يلتفت بعضهم لينظر ماذا كان للنبي، صلى الله عليه وسلم، مع هذه الطفلة ومع ذلك فالنبي، صلى الله عليه وسلم، وهو اتقى الناس لله – عز وجل – وأعلمهم بما يتقي كان يفعل ذلك.
و اجتمع نفر من أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فسألوا عن عمله في السر، فأخبروا بذلك فتقالوا عمل النبي، صلى الله عليه وسلم، وقالوا: إن النبي، صلى الله عليه وسلم، غفر الله له ما تقدم من ذنبه، وما تأخر، ولكن نحن بحاجة إلى عمل أكثر ليغفر الله لنا ذنوبنا، فقال أحدهم: أنا أصوم ولا أفطر. وقال الثاني: أنا أقوم ولا أنام. وقال الثالث: أنا لا أتزوج النساء، فبلغ قولهم النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: "أما أنا فأصوم وأفطر، وأقوم وأنام، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني" هذا كله يدل على أنه لا ينبغي لنا بل لا يجوز لنا أن نغلو في دين الله سواء في دعاء غيرنا إلى دين الله، أو في أعمالنا الخاصة بنا، بل نكون وسطا مستقيما كما أمرنا الله تعالى بذلك، وكما أمر بذلك النبي، صلى الله عليه وسلم، فالله – عز وجل – يقول: (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون) ، والنبي، صلى الله عليه وسلم، قال لأصحابه: "لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم" وأخذ حصيات وهو في أثناء مسيره من مزدلفة إلى منى أخذ حصيات بكفه وجعل يقول: "يا أيها الناس بأمثال هؤلاء فارموا وإياكم والغلو في الدين".
وضد ذلك: من يتهاون في الدعوة إلى الله – عز وجل – فتجده يرى الفرص مواتية والمقام مناسبا للدعوة إلى الله ولكن يضيع ذلك، تارة يضيعه لأن الشيطان يملي عليه أن هذا ليس وقتا للدعوة، أو أن هؤلاء المدعوين لن يقبلوا منك، أو ما أشبه ذلك من المثبطات التي يلقيها الشيطان في قلبه فيفوت الفرصة على نفسه.
وبعض الناس إذا رأى مخالفا له بمعصية بترك أمر أو فعل محظور كرهه واشمأز منه وابعد عنه، وأيس من إصلاحه وهذه مشكلة والله سبحانه وتعالى بين لنا أن نصبر وأن نحتسب قال الله تعالى لنبيه: (فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم). فالإنسان يجب عليه أن يصبر ويحتسب ولو رأى على نفسه شيئا من الغضاضة فليجعل ذلك في ذات الله عز وجل، والنبي، صلى الله عليه وسلم، عندما أدميت إصبعه في الجهاد قال هل أنت إلا إصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت.
وهذا عكس الأول حتى إن هذا ليرى الأمر بعينه ويسمعه بأذنه يجد هذا الأمر المخالف لشريعة الله ولا يدع الناس إلى الاستقامة وعدم معصية الله – عز وجل – ومخالفته، بل إنا نسمع أن بعض الناس يقول:
يجب أن تجعل الأمة الإسلامية التي تنتسب إلى الإسلام وتتجه في صلاتها إلى القبلة يجب أن تكون طائفة واحدة غير متميزة، لا يفرق بين مبتدع وصاحب سنة، وهذا لا شك خط وخطل وخطر؛ لأن الحق يجب أن يميز عن الباطل، ويجب أن يميز أصحاب الحق عن أصحاب الباطل حتى يتبين، أما لو إندمج الناس جميعا وقالوا نعيش كلنا في ظل الإسلام وبعضهم على بدعة قد تخرجه من الإسلام فهذا لا يرضى به أحد ناصح لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم.
ويوجد أناس يستطيعون الدعوة إلى الله لما عندهم، من العلم والبصيرة ويشاهدون الناس يخلون في أشياء ولكن يمنعهم خوف مسبة الناس لهم أو الكلام فيهم أن يقولوا الحق فتجدهم يقصرون ويفرطون في الدعوة إلى الله – عز وجل-. وهؤلاء إذا نظروا إلى القوم الوسط الذين تمسكوا بدين الله على ما هو عليه إذا رأوهم قالوا: إن هؤلاء لضالون، إن هؤلاء لمتعمقون، إن هؤلاء لمتشددون متنطعون، مع أنهم على الحق.
وإذا نظر إليهم المفرطون الغالون قالوا أنتم مقصرون لم تقوموا بالحق ولم تغاروا لله – عز وجل -، ولهذا يجب أن لا نجعل المقياس في الشدة واللين هو ما تمليه علينا أهواؤنا وأذواقنا، بل يجب أن نجعل المقياس هدي النبي، صلى الله عليه وسلم، وهدى أصحابه، والنبي، صلى الله عليه وسلم، رسم لنا هذا بقوله وبفعله وبحاله، صلى الله عليه وسلم، رسمه لنا رسما بينا، فإذا دار الأمر بين أن اشتد أو اتيسر بمعنى أنني كنت في موقف حرج لا أدري الفائدة في الشدة أم الفائدة في التيسير والتسهيل فأيهما أسلك؟ أسلك طريق التيسير لأن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: "إن الدين يسر" ولما بعث معاذ أو أبا موسى الأشعري إلى اليمن قال: "يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا" ولما مر يهودي بالنبي، صلى الله عليه وسلم، فقال السام عليكم يا محمد – يريد الموت عليك لأن السام بمعنى الموت – وكان عند النبي، صلى الله عليه وسلم، عائشة رضي الله عنها فقالت "عليك السام واللعنة" فقال لها النبي عليه الصلاة والسلام، "إن الله رفيق يحب الرفق وإن الله ليعطي بالرفق مالا يعطي على العنف"، فإذا أخذنا بهذا الحديث في الجملة الأخيرة منه: "إن الله ليعطي بالرفق مالا يعطي على العنف" عرفنا أنه إذا دار الأمر بين أن استعمل الشدة أو استعمل السهولة كان الأولى أن استعمل السهولة ثقة بقول الرسول، عليه الصلاة والسلام: "إن الله ليعطي بالرفق مالا يعطي على العنف"
إن موضوع الرسالة، كما هو معلوم للجميع أو لأكثرهم هو: «تعاون الدعاة وأثره في المجتمع» ولا شك أن الدعوة إلى الله لها مرتبة عظيمة في شريعة الله، فإن الله ـ سبحانه وتعالى ـ قال في كتابه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم قولا أمره أن يبلغه إلى الأمة أمرا خاصا، فقال: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله ومآ أنا من المشركين} [يوسف: 108].
والنبي صلى الله عليه وسلم مأمور أن يقول بكل القرآن، أن يبلغ كلام الله إلى عباد الله، ولكن إذا كان الأمر ذا أهمية، فإن الله ـ تعالى ـ يوجه أمرا خاصا إلى رسوله صلى الله عليه وسلم ليقوم بتبليغه إلى الأمة، ولهذا أمثلة في كتاب الله مثل هذه الاية التي تلوت، ومثل قوله ـ تعالى ـ: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون … وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبآئهن أو آبآء بعولتهن أو أبنآئهن أو أبنآء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسآئهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النسآء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} ومثل قوله تعالى: {قل لا أقول لكم عندي خزآئن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون} وغير هذه الايات كثير، لكن المهم أنه ينبغي أن نعلم أن الله إذا صدر الأمر بالقول إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإن ذلك يقتضي عناية خاصة فيما وقع فيه هذا القول…
يقول الله ـ تعالى ـ لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله ومآ أنا من المشركين} والمشار إليه هو المستفاد من قوله: {أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله ومآ أنا من المشركين} فالنبي صلى الله عليه وسلم، كإخوانه من سائر النبيين والمرسلين، تبوؤا هذا المقامالعالي العظيم، وهو مقام الدعوة إلى الله.. لكنها دعوة على بصيرة فيما يدعون إليه.. وعلى بصيرة في حال من يدعونهم.. وعلى بصيرة في أسلوب الدعوة.. لابد من هذه البصائر الثلاث.
البصيرة فيما يدعون إليه، والبصيرة في حال المدعو.
والبصيرة في أسلوب الدعوة، وإذا تمت هذه الأمور الثلاثة؛ صارت الدعوة دعوة محمد صلى الله عليه وسلم، وإذا اختل منها واحد؛ نقص من كمالها بقدر ما اختل من هذه الأمور الثلاثة يقول الله ـ تعالى ـ في هذه الاية: {على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله ومآ أنا من المشركين}.
خصائص الداعية
فكل من اتبع النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لا يكتفى باتباعه، أن يقوم بالعبادات الخاصة. من صلاة، وزكاة، وصيام، وحج وبر والدين، وصلة رحم، بل لابد أن يكون داعية إلى الله ـ سبحانه وتعالى ـ بحاله ومقاله.. ولابد أن يكون أيضا داعية إلى الله على بصيرة.. بحال من يدعوهم..؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا إلى اليمن، قال له: «إنك ستأتي قوما أهل كتاب..» وأخبره بحالهم؛ ليكون مستعدا لملاقاتهم.. حتى ينزل كل إنسان منزلته، ولا ريب أن كل إنسان عاقل.. يعلم الفرق بين دعوة الإنسان الجاهل، ودعوة الإنسان المعاند المكابر، ولهذا قال الله ـ تعالى ـ {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون} [العنكبوت: 46]، فالذين ظلموا لا نجادلهم بالتي هي أحسن، وإنما نجادلهم بما يليق بحالهم، وظلمهم، ولابد أن يكون الداعية عالما بأسلوب الدعوة.. وكيف يدعو الناس.. وهذا أمر مهم جدا، بالنسبة للدعاة.. كيف يدعون الناس؟
الخاتمة :
لابد من الصبر والتريث في كل الامور
ومن يدعوا إلى الله تعالى وإلى دينه لابد له من الصبر
هنا أكون قد انتهيت من تقريري راجيا من الله تعلى أن يوفقني وإياكم وأن يتقبل مني
وأن أنال حسن التقييم منكم لهذا البحث
والحمد لله رب العالمين
المراجع :
. القران الكريم
. صحيح البخاري وكتب السنة
. كيف ندعوا إلى الله
منقول
يعطيك العافيه ..
ينقل لقسم التربية الإسلاميه
يسعدْ مسآكْ بكلَ خير وبِركة
بآرك آلله فيكـٍ ويزأكَ آللهـٍ آلف خيَر تسلم آلشيَخـٍ ع آلتقريَر ويعلـِه
فَ ميزأن حسناتْكـ بإّذنٍ آللهـٍ
أللهـِ لآ يحَرمن’ـٍأِ من توآجدكمِ
آلغلـِآكلهـ