- 1509.rar (583.1 كيلوبايت, 899 مشاهدات)
يبت لك معلومات وانت رتبه ونسسقه
كم نحن بحاجة إلى طرح هذا الموضوع واستشعاره في كل حين . . وكم هو رائع طرحه في هذا الترتيب . .فبعد الحديث عن . . الهوية . . والفاعلية . . والغراميات
تأتي ( مراقبة الله ) . . تأتي لتكون ذلك السياج المنيع وتلك البوصلة موجهة للفرد المسلم وسلوكه ليتجنب الوقوع فيما يتعارض مع تميز ( هويته ) فهو أولاً وآخراً عبداً لله خاضعاً لأوامره مفتقراً إليه ثم تكون معيناً وحافزاً له لتزداد ( فاعليته ) في هذه الحياة فلا يصرف طاقته وعمله وإنجازاته إلا فيما يرضي ربه فتكون سبباً في عمارة الأرض وقياماً بواجب الخلافة التي أمر الله عز وجل بها ،كما أنه من خلالها – أي المراقبة لله – تسموعلاقاته بمن حوله وتطهر فيكون ( الحب ) طريقاً للنجاح والفلاح لا سبيل للردى والهلكة . .
ليست النائحة ( الثكلى ) كالنائحة المستأجرة :
أما الحديث عن مراقبة الله . . فحديث أهل النفوس الكبيرة ( ونستغفر الله أن ندعي أمراً لا نعرف منه إلا رسمه ). . ولا سبيل لنا إليه إلا بطلب التوفيق والإستعانة بالله عليه . . فاللهم أرحم ضعفنا وأستر عيوبنا وأغفر لنا تقصيرنا . .
ولنسمع من أهل المراقبة وصفهم وحديثهم . .
قال ابن القيم رحمه الله في " مدارج السالكين " :
من منازل {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } منزلة المراقبة ..
وهي دوام علم العبد وتيقنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه..
فاستدامته لهذا العلم ، واليقين بذلك هي المراقبة ..
وهي ثمرة علمه بأنَّ الله سبحانه ..
رقيب عليه ..
ناظر إليه ..
سامع لقوله ..
مطلع على عمله ..
ومن راقب الله في خواطره ؛ عصمه الله في حركات جوارحه ..
قال أحدهم : والله إني لأستحي أن ينظر الله في قلبي وفيه أحد سواه ..
قال ذو النون : علامة المراقبة ..
إيثار ما أنزل الله ..
وتعظيم ما عظَّم الله ..
وتصغير ما صغَّر الله ..
وقال إبراهيم الخوَّاص :
المراقبة ..
خلوص السرّ والعلن لله جلَّ في علاه ..
من علم ..
أنَّ الله يراه حيث كان ..
وأنَّ الله مطلع على باطنه وظاهره وسره وعلانتيته ..
واستحضر ذلك في خلوته ..
أوجب له ذلك العلم واليقين ..
ترك المعاصي والذنوب ..
كان بعض السلف يقول لأصحابه : زهّدنا الله وإياكم في الحرام زهد من قدر عليه في الخلوة فعلم أنَّ الله يراه فتركه من خشيته جلَّ في علاه ؛
أو كما قال .. الشافعي :
أعزّ الأشياء ثلاثة ..
الجود من قلة ..
والورع في خلوة ..
وكلمة الحق عند من يُرجى أو يُخاف ..
وقالوا : أعظم العبادات مراقبة الله في سائر الأوقات ..
أنتهى كلامهم رحمهم الله تعالى
ولكن بعد كل هذا . .
مراقبة الله، هل هي قيد، تضييق، تعذيب؟
أم حرية! .. سعة، راحة و سكون؟
. . أن من طبيعة الطريق إلى الله – الطريق الصحيح – أنه محفوف بالمكاره ( حفت الجنة بالمكاره ) – إبتلاءً من الله – . . وهذه العقبات والمكاره . . منها ما هو مرده إلى طبيعة الأوامر الشرعية وما لها من ثقل على النفس . . فالنفس البشرية بطبيعتها وفطرتها تحب التفلت والإسترخاء وتكره القيود والأوامر والإنضباط . . ولذا تجد ضيقاً وحرجاً عند قيامها بالطاعات – إذا ما تركت بدون تربية أو تزكية -، ومنها ( مراقبة الله )
ولذا فلا حل إلا في المجاهدة وتربيتها وتزكيتها . . فبقدر ما تكون من مجاهدة وصبر وتربية بقدر ما تشعر النفس بالراحة والطمأنينة عند قيامها بأوامر الله ( كالمراقبة وغيرها ) . . لأنها تعلم أن هذا هو الطريق الصحيح وأن عاقبتها إلى خير
فالنفس كالطفل إن تتركه شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطمِ
ولا تقف مراقبة الله عند حد معين . . فهي وظيفة العمر كما يقال . .
ومن ذلك قول بعض السلف : جاهدت نفسي أربعين عاماً حتى أستقامت . . فقال له الآخر : وهل أستقامت ؟؟؟ !!!!
ومن العبارة السابقة – وإن كان فيها شيئاً من المبالغة – يتضح لنا أن المجاهدة – وهي من مراقبة الله – ليست أمراً سهلاً يمكن أن يمتلكها الفرد بسهولة ثم يستمر عليها بنفس المستوى ولا تتغير . . بل هي أمر عظيم يحتاج إلى معالجة ومجاهدة مستمرة . .
ولعلنا في مثل هذا المقام – مقام مراقبة الله – نستحضر العديد من النماذج المشرقة والتي أرتبط ذكرها في نفوسنا بمواقفها الخالدة في تسطير مثل هذه المعاني في مراقبة الله عز وجل والخوف منه . . والتي يطول الحديث عنها . . وأكتفي بهذا القدر . .
أسأل الله العلي القدير أن يرزقنا وإياكم مراقبته في السر والعلن وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم وأن يعصمنا من هوى أنفسنا ونزغات الشياطين . .
والحمد لله رب العالمين
موفق
=)
حصلت لكم هالبور..
ان شاء الله يفيد,,
البوربوينت ما يشتفل
lish ????