دخيلكم بسرعة
———————————-
// التشبيه الضمني :
وهو الذي لايكون فيه نص على صورة التشبيه , وإنما تشبيه يوضع
فيه المشبه والمشبه به في صورة من صور التشبيه المعروفة , وإنما
يعرف عن طريق التركيب , وهو يفيد أن
الحكم الذي أسند إلى المشبه ممكن .
وإذا أراد الله نشر فضيلة .. طويت أتاح لها لســــان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت.. ماكان يعرف طيب عرفِ العود
الحسود عادة لايحب انتشار الفضائل فهو سينشرها دون إرادة
منه .. فهو نفع من حيث أراد الضرر .
الفكرة غريبة .. ولكن ذلك صحيح وممكن انظروا إلى شيء
محسوس أمامكم ( رائحة العود لاتخرج إلا بالإحراق ).
فهو ضمني لم ينص على أن هذا يشبه هذا ولكنه ألمح إلى هذا
إلماحاً من خلال تجاور الصفتين .
وجه الشبه ( ترتب النفع على محاولة الضرر )فالإحراق ضرر
والإساءة إلى صاحب الفضيلة ضرر , ولكنه ترتب نفع من الإحراق بظهور رائحة البخور , وترتب على إرادة الإساءة عن طريق الحسود نشر الفضيلة .
قول أبي الطيب :
من يهن يسهل الهوان عليه .. مالجرحٍ بميتٍ إيلامُ
يريد أبو الطيب أن يقول " إن من عاش بالهوان واعتاده سهل
عليه تقبل هوان جديد وذل آخر , ولكي يبرهن على صحة مقولته
ضرب مثلاً بالميت فلو جئت بسكين ورحت تقطع أجزاء من جسده أو تنشر لحمه بالمناشير ماتألم ولاصرخ ولاشكى ولابكى ؛لأنه فقد أحاسيسه ألست ترى من خلال المقدمة والبرهان عليه
تشبيهاً ضمنياً ؟؟.
قول أبي الطيب :
ومن الخير بطء سيدك عني .. أسرع السُحْبِ في المسيرِ الجهامُ
الجهامُ : السحب الخالية من الماء .
يقول : إن تأخر العطاء من الخليفة لهو من الخير , وهذا ممكن
لأن السحب في السماء الذي يسرع في المسير إنما هو السحاب
الخالي من الماء , فقد غطى الشاعر المعنى بغلالة رقيقة تشي
عن المعنى وإن لم تفضحه , فهو أورد هاتين الصورتين
المتشابهتين بالإلماح وفي هذا إثارة للمخاطب وتشويق له لأجمل
التأمل حتى لايصل إلى المراد إلا بعد رحلة مشوقة .
يقول ابن الرومي :
وإذا امرؤ مدح امرءاً لنواله .. وأطال فيه فقد أراد هجاءه
لولم يقدر فيه بعد المستقى .. عند الورود لما أطال رشاءه
يقول : إن الشاعر إذا أراد أن يمدح شخصاً آخر فهو بين
حالين إما أن يطيل في المدح أو يقصر فيه , ويحكم على أن
الذي يمدح ويطيل في المدح بأنه أراد الهجاء , وكأن هذه القضية تحتاج إلى دليل عليها فيقول : انظر إلى البئر مالمحمود من أحوال هذا البئر هل هو البئر الذي يحتاج إلى حبل طويل
للوصول إلى الماء , أم البئر الذي يوصل إلى الماء فيه بحبل
قصير فهو جعل صورتين متشابهتين يريد أن يلمح التشبيه منهما
فمكمن الجمال في هذا الأسلوب هو الإثارة وإحاطة التشبيه بغلالة
رقيقة تشي عما تحتها وتغري برفع الحجاب لأجل الوصول إلى المراد .
// قيمة التشبيه الضمني :
يضاعف قوى النفس في تحريكها نحو المراد , فهو يثير
القارئ ويوقظ ذوقه ليستشعر قوة الإمتاع .
جاري تبديل العنوان p-:
مشكور و ما قصرت