إن فجوة التخلّف بيننا وبين العالم المتقدم في قضايا العلم والتقنية فجوة هائلة، تزداد اتساعًا يوماً بعد يوم، فهل من سبيل إلى ردم هذه الفجوة؟ وهل كان ذلك بسبب ارتباطنا بالإسلام كما يزعم بعضهم، أم أنه كان عقوبة لانسلاخنا عنه؟
الموضوع:
– إعادة صياغة العلوم.
– لغة العلوم؟
(ضرورة إعادة كتابة العلوم من وجهة نظر إسلامية) وقدّمته للمؤتمر. وكان له أثر طيب في النفوس لدرجة أن أكثر من هيئة اهتمت بنشره، لأنه أثار فعلاً قضية ذات وزن، وتشغل بال المسلمين حينما تربوا على الإسلام أدركوا أن قضية الاهتمام بالناحية العلمية هي قضية تعبدية بالدرجة الأولى، وليست مجرد الحصول على شيء من القوة أو الغلبة والتسلط في هذه الدنيا، فحين يتعرف المسلم على بديع صنع الله تبارك و- تعالى – في هذا الكون، فهو يتعرف على خالقه،كأن الإنسان يلمح أن الجيل الأول القدوة من المسلمين لم يكن يرى التفريق .
الفروض الكفائية تعني وجوب تحصيل الاكتفاء الذاتي:
هذا يعني أنه لا يمكن أن تتحقق وظيفة الإنسان الشرعية على الأرض ما لم يحصل على العلم التقني، وأنه – حتى في زمن التخصص – لا بد أن يحمل لنا العقل المجتمعي الإسلامي نظرة عامة عن هذه العلوم جميعًا، بمعنى أن المجتمع الإسلامي يحتوي على كل التخصصات.
ويعكس التصور الإسلامي لقضية العلم – الذي يختلف عن التصور الغربي الأوروبي – حيث نتلقى العلم اليوم من خلال فلسفته؛ فحين قامت النهضة العلمية في العالم الإسلامي وكانت أوروبا تغط في نوم عميق في عصور الظلام أو العصور الوسطى، حمل العالم الإسلامي تراث البشرية من المعارف في الحضارات السابقة والمعاصرة لبعثة محمد – صلى الله عليه وسلم – وحين أخذته عنه أوروبا بعد ذلك عن طريق المدارس الإسلامية في الأندلس وجنوبي أوروبا بصفة عامة – صقلية وجنوبي إيطاليا – ظهر الفارق واضحًا، فالمسلمون لم يجدوا في تعاليم الإسلام وأصوله ما يمكن أن يقف حائلاً دون نشاطهم العلمي، بل وجدوا في القرآن الكريم وفي أحاديث الرسول – صلى الله عليه وسلم –
أخــــلاق المــــعـــرفــــة:
الحقيقة أنه في فترة التخلف التي سادت العالم الإسلامي وأصابت عقول بعض الناس بوهم كيفية الإنقاذ من التخلف، كان أقرب سبيل لهم أن قاسوا حالهم وواقعهم على أصول الحضارة الغربية في نظرتها وفلسفتها الحضارية. لذلك توهموا أن ترك الدين هو الذي يخلصهم من التخلف كما فعلت أوروبا، فوقعوا بالمشكلة، لذلك أقول: إن الإسلاميين – بشكل عام الآن – استطاعوا أن يقدموا الدليل ليحطموا الأسطورة التي عششت في عقول كثيرين في العالم الإسلامي من ضرورة الفصل بين العلم والدين ليحصل التقدم، بأن قدموا نماذج على أعلى درجات من التخصص العلمي والتفوق، وفي الوقت نفسه يمكن أن تمثل أعلى مراتب التصور والفهم الإسلامي والثقافة الإسلامية، وهذه قضية أعتقد أن لها أثرًا تربويًّا كبيرًا على الجيل المسلم.
موقع التخلف ينسحب على كل شيء، ولو لم يفتقدوا التمييز ما كانوا في حالة تخلف.
وفقد كان العالم الإسلامي في ذلك الوقت مستعمرًا من قبل البريطانيين أو الفرنسيين أو الإيطاليين استعمارًا عسكريًّا واقتصاديًّا وفكريًّا وعلميًّا. وكانت المعاهد والمدارس في أيدي القوى المستعمرة، وكان الأوروبيون يكتبون الكتب العلمية مباشرة لهذه المدارس أو يترجمونها إلى العربية، وتأتي الخطورة من هنا، فعندما كان العالم العربي يكتب العلوم كان يكتبها من منطلق إلحادي أو لا ديني صرف، من خلال الصورة التي انتهى إليها، ثم نُقل ذلك إلى العالم الإسلامي، الأمر الذي أدى إلى موقف خطير، فالمسلمون عندما بدءوا بقراءة هذه الكتابات العلمية، ورأوا فيها إلحادًا، نفروا منها – من ذلك الأزهر مثلاً، الذي لم يكن في وقت من الأوقات مدرسة للدراسات الإسلامية والعربية فقط بل أيضًا مدرسة علمية متخصصة – حيث كان فيه جغرافيون ورياضيون وفلكيون متميزون، في سنواته الأولى – ثم تقوقع على الدراسات العربية والإسلامية فقط لأنه وجد أن سيل المعرفة الذي يأتي إلى العالم الإسلامي إلحادي صرف، فواجهه بالانغلاق، وكانت النتيجة، إما صد ذلك التيار الإلحادي صدًّا كاملاً بإهماله وتركه، أو مجاراته وقبوله، ظنًّا أن هذه هي وسيلة الأخذ بالأسباب.
الخاتمه:
يمكن أن نلخص ذلك بأن المشكلة ليست في العلم فقط، لكن في خُلُق العلم وهدفه المفقود في الفلسفة الغربية، وليست في المعرفة بقدر ما هي في أخلاق المعرفة، لأن الخُلق هو الذي يصرف المعرفة إلى المواقع الخيرة أو الشريرة.
المصادر والمراجع:
1_ كتاب التربيه الاسلاميه للصف الثامن
2_الشبكه العنكبوتيه
3_كتاب التخلف في العالم الاسلامي
ع التقرير
موفقين