التصنيفات
الصف التاسع

الشفاء بنت عبدالله -التعليم الاماراتي

الشفاء بنت عبد الله رضي الله عنها

[IMG]file:///C:/DOCUME~1/ADMINI~1/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG]

هي الشفاء بنت عبد الله ابن شمس بن خلف القرشية العدوية، منالمبايعات، وغلب عليها الشفاء. أمها فاطمة بنت وهب بن عمرو بن مخزوم. أسلمت الشفاءقبل الهجرة فهي من المهاجرات الأوائل وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم".(1)

[IMG]file:///C:/DOCUME~1/ADMINI~1/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image002.gif[/IMG]

كانت رضي الله عنها من عقلاء النساء وفضلائهن،أقطعها رسول الله صلى الله عليه وسلم دارا بالحكاكين فنزلتها مع ابنها سليمان فكانتتأتيها نساء المدينة يتعلمن منها الكتابة، وكانت من بينهن أم المؤمنين حفصة بنت عمررضي الله عنها. فكانت دارها بحق أول مدرسة بالمدينة المنورة.

[IMG]file:///C:/DOCUME~1/ADMINI~1/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image003.gif[/IMG]

وكانت رضي الله عنها تخرج مع رسول الله صلى اللهعليه في غزواته فتداوي الجرحى وكان يأتيها الصحابة في بيتها للتطبيب وقد اشتهرتبرقية النمِلة وهي قروح تصيب الجنين.

عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة أن الشفاء ابنةعبد الله قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا قاعدة مع حفصة بنت عمرفقال ما يمنعك أن تعلمي هذه رقية النملة كما علمتها الكتابة.(2)
كانت من عقلاءالنساء وفضلائهن وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيها ويقيل عندها وكانت قداتخذت له فراشا وإزارا ينام فيه فلم يزل ذلك عند ولدها حتى أخذه منهمروان.

عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة القرشي أن رجلامن الأنصار خرجت به نملة فدل أن الشفاء بنت عبد الله ترقي من النملة فجاءها فسألهاأن ترقيه فقالت والله ما رقيت منذ أسلمت فذهب الأنصاري إلى رسول الله صلى الله عليهوسلم فاخبره بالذي قالت الشفاء فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الشفاء فقالاعرضي علي فعرضتها عليه فقال ارقيه وعلميها حفصة كما علمتها الكتاب هذا حديث صحيحعلى شرط الشيخين وقد سمعه أبو بكر بن سليمان من جدته.

[IMG]file:///C:/DOCUME~1/ADMINI~1/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image004.gif[/IMG]

كان عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله عنهيجلها ويقدرها ويأخذ مشورتها فولاها أمر الحسبة.(3)

روت هذه الصحابية الفاضلة أحاديث عدة ينم معنىهذه الأحاديث عن اهتمامها بالسياسة وبأمر الدعوة إلى الله عز و جل أوردها هنا وانقصرت في تعليقي عنها، فهي وحدها كافية ومعبرة عما كان لهذه الصحابية الجليلة مناهتمام بأمر المسلمين وتبليغ لكلمة الله. فذاكرتها وفطنتها وحنكتها سجلت لها أحاديثعظيمة، استوعبتها وعملت بها ونصحت ووجهت وقومت بها سلوكيات رأتها مخالفة لما عهدتعليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه.

عن أبي سلمة بن عبد الرحمان عن الشفاء ابنة عبدالله قالت : " ثم جئت يوما حتى دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فشكوت إليه فجعليعتذر إلي وجعلت ألومه، قالت ثم حانت الصلاة الأولى فدخلت بيت ابنتي وهي أم شرحبيلابن حسنة فوجدت زوجها في البيت فجعلت ألومه فقلت: قد حضرت الصلاة وأنت ها هنا؟فقال: يا عمة لا تلوميني كان لي ثوبان استعار أحدهما النبي صلى الله عليه و سلم. فقلت بأبي أنت وأمي… أنا ألومه وهذا شأنه؟؟ فقال شرحبيل: إنما كان أحدهما درعافرقعناه".(4)

صحابية جليلة تلوم رسول الله صلى الله عليه وسلمعلى تقصيره في العطاء وتتعظ حين يبلغها أنه استعار الثوب وتلوم زوج ابنتها على عدمحضور الصلاة في المسجد هل كانت على هامش المجتمع أم في قلبه النابض الحي بل وعتدورها في الوعظ والإرشاد و رد الأمور إلى نصابها؟

أخبرنا عمر بن سليمان عن أبي حتمة عن أبيه قالقالت الشفاء ابنة عبد الله وقد رأت فتيانا يقصدون في المشي و يتكلمون رويدا فقالت: ما هذا؟، فقالوا: نساك، فقالت: كان والله عمر إذا تكلم أسمع وإذا مشى أسرع وإذا ضربأوجع وهو الناسك حقا.(5)
عن سليمان بن أبي حتمة عن الشفاء بنت عبد الله قالت: دخل على بيتي عمر بن الخطاب فوجد عندي رجلين نائمين فقال: ما شأن هذين ما شهدا معناالصلاة ؟ قلت يا أمير المؤمنين صليا مع الناس، وكان ذلك في رمضان فلم يزالا يصليانحتى أصبحا وصليا الصبح وناما فقال عمر: لأن أصلي الصبح في جماعة أحب إلي من أن أصليليلة حتى أصبح.(6)

عن الشفاء بنت عبد الله عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرسولي كسرى لما بعتهما إلى رسول الله صلى اللهعليه وسلم: إن ربي عز وجل قد قتل ربكما الليلة في خمس ساعات مضين منها قتله ابنهشيروين، سلطه الله عليه فقولا لصاحبكما إن تسلم أعطيك ما تحت يديك في بلادك وإن لاتفعل يغن الله عنك ارجعا إليه فأخبراه (الديلمي) (7)

من حديث الشفاء بنت عبد الله أن رسول الله صلىالله عليه وسلم بعث عبد الله بن حداقة السهمي منصرفا من الحديبية إلى كسرى وبعث معهكتابا مختوما فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم الفرس،سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله,وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكله، وأن محمدا عبده ورسوله، أدعوك بداعية الله، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة،لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين، أسلم تسلم، فإن أبيت فإن عليك إثمالمجوس "قال عبد الله بن حداقة فانتهيت إلى بابه فطلبت الإذن عليه، حتى وصلت إليه،فدفعت إليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرئ عليه، فأخذه ومزقه، فلما بلغذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: مزق الله ملكه.(8)

نفس الحديث أخرجه البخاري مختصرا عن ابن عباس،بعث بكتابه مع عبد الله بن حداقة السهمي وأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين، فدفعهعظيم البحرين إلى كسرى، فلما قرأه مزقه، قال: فحسبت أن ابن المسيب قال: فدعا عليهمرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمزقوا كل ممزق.
لماذا أورد البخاري الحديثمختصرا من رواية ابن عباس وجاء حديث الشفاء مطولا: هل كانت دونته أم هي كاتبته حيثأنها كانت تعلم الكتابة؟ على أي هذا يبين أن الاهتمام بالسياسة كان ضمن اهتماماتها،ويثبت ذلك حديث آخر. رواه الطبراني.

عن ابن شهاب قال: قال عمر ابن عبد العزيز لأبيبكر بن سليمان بن أبي حتمة: من أول من كتب من عبد الله أمير المؤمنين؟ فقال: أخبرتني الشفاء بنت عبد الله وكانت من المهاجرات الأول، أن لبيد بن ربيعة وعدي بنحاتم قدما المدينة فأتيا المسجد فوجدا عمرو بن العاص فقالا يا ابن العاص استأذن لناعلى أمير المؤمنين، فقال: أنتما والله أصبتما اسمه فهو الأمير ونحن المؤمنون، فدخلعمرو على عمر فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقال عمر: ما هذا؟ فقال: أنتالأمير ونحن المؤمنون. فجرى الكتاب من يومئذ. رواه الطبراني ورجاله رجالالصحاح.

عن محمد بن سلام قال: أرسل عمر بن الخطاب إلىالشفاء بنت عبد الله العدوية أن أغذي علي قالت: فغدوت عليه فوجدت عاتكة بنت أسيد بنأبي العاص ببابه فدخلنا فتحدثنا ساعة فدعا بنمط فأعطاها إياه ودعا بنمط دونهوأعطانيه قالت فقلت: يا عمر أنا قبلها إسلاما وأنا بنت عمك دونها وأرسلت إلي وأتتمن قبل نفسها، قال: ما كنت رفعت ذلك إلا لك فلما اجتمعتما تذكرت أنها أقرب إلى رسولالله صلى الله عليه وسلم منك.(9)
ففيم تحدثت ساعة مع عمر؟ وكيف تجرأت وناقشتهفيما أعطاه لها؟ وكيف أقنعها رده؟ رضي الله عنهم أجمعين.

وأختم بحديث غريب وجدته(10): ومن قال للشفاء علميحفصة رقية النملة قيل أن هذا من لغز الكلام ومزاحه كقوله للعجوز لا تدخل العجوزالجنة، وذلك أن رقية النملة شيء كانت تستعمله النساء يعلم كل من سمعه أنه كلام لايضر ولا ينفع. من أين هذه المقولة؟ ومن أي فقه انبثقت؟ هل لأنه ليس للمرأة حق فيمهنة الطب؟ عجبا امرأة ناقصة عقل ودين تعرف الطب؟ خلقت من ضلع أعوج وتعالجالمرضى؟
وهل تتعلم النساء الكتابة أم أنه كما قال علي القارى في المرقاة "يحتملأن يكون جائزا للسلف دون الخلف لفساد النسوان في هذا الزمان" ويستدل أصحاب هذاالقول بحديث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليهوسلم: "لا تسكنوهن الغرف ولا تعلموهن الكتابة" وحديث ابن عباس مرفوعا "لا تعلموانساءكم الكتابة" مع العلم أن الحديث الأول في سنده محمد بن إبراهيم الشامي منكرالحديث ومن الوضاعين. قال الذهبي: قال الدار قطني كذاب. قال ابن حبان: لا يحلالرواية عنه كان يضع الحديث. والثاني فيه جعفر بن نصر وهو متهم بالكذب قال صاحبالكامل: حدث عن الثقات بالبواطيل.

أما آن لنا أن نزيح غبش قرون العض والجبر عن سنةحبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لنرى إشراقة صبح على امرأة تخطو على خطى خيرنساء طلعت عليهن الشمس.

1- الاستيعاب 2-نفسالمرجع
-3-
مصنف ابن ابي شيبة

بارك الله فيك

تم ++ تقييمك

شكرا لك ..

لا الـــه الا الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.