من شريط للشيخ عدنان عبدالقادر يتكلم فيه عن الأسرار الجمالية في القرءان الكريم …….
ــــــــــ ـ ـ ـ ـ ـ ـــــــــــــــــــــــ ـــ ـــــــــــــــــــــــــــ ـــ ــــــــــــــــــ ـ ـ ـ ـ ـ ـــــــــــــــ
السر الجمالي الأول
في سورة الشعراء
كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ
ثم تأتي آيات أخرى
كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ
كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ
كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ
ثم تأتي آية أخرى ولكن لاحظوا الفرق ..
كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ
فلماذا لم يقل الله تعالى "أخوهم شعيب" لماذا قال شعيب؟
لماذا عندما ذكر الله هود و صالح و لوط قال تعالى "أخوهم " ولكن عند ذكر شعيب لم يقل أخوهم؟
لأن الأيكة هي شجرة كانوا يعبدونها من دون الله فلذلك الله سبحانه وتعالى لم يقل أخوهم شعيب
فشعيب عليه السلام ليس أخوهم في عبادة هذه الشجرة
وَكَانَ نَبِيّ اللَّه شُعَيْب مِنْ أَنْفُسهمْ وَإِنَّمَا لَمْ يَقُلْ هَهُنَا أَخُوهُمْ شُعَيْب لِأَنَّهُمْ نُسِبُوا إِلَى عِبَادَة الْأَيْكَة وَهِيَ شَجَرَة وَقِيلَ شَجَر مُلْتَفّ كَالْغَيْضَةِ كَانُوا يَعْبُدُونَهَا فَلِهَذَا لَمَّا قَالَ : كَذَّبَ أَصْحَاب الْأَيْكَة الْمُرْسَلِينَ لَمْ يَقُلْ : إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ شُعَيْب
أنعجب عندما يقول شخص كافر كالوليد بن المغيرة كلام في حق هذا الكتاب
والله إن له لحلاوة . وإن عليه لطلاوة . وإن أعلاه لمثمر . وإن أسفله لمغدق . وإنه ليعلو ولا يعلى عليه . وإنه ليحطم ما تحته . وما يقول هذا بشر
والآن مع سر جمالي آخر في قول الله جل و على
كَلّاإِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ وَقِيلَ مَنْ (ثم يسكت القاريء سكتة خفيفة ثم يقول) رَاقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ
ما الحكمة من الوقفة هنا؟
1)أن الإنسان عندما كان عند إنسان محتضر وأحب الناس إليه هذا المحتضر، يحاول أن ينقذه بمثل هذا الموضع، ويبحث عن السبيل لعل الحياة أو الروح ترجع إليه، كما يحاول أن يجد من يقرأ عليه لعل الله يشفيه من هذا المرض، فعندما يقول "من" يبحث فيقال له: ماذا تريد؟ من ماذا؟ فالبال قد انشغل عن الكلمات. فكأن البال انشغل عن الكلمات لهول هذا الأمر، ولعظم هذا الأمر ترى الروح تخرج أمامك ولا تستطيع أن تفعل شيئاً. فالسكتة هنا إشارة لهول هذه الحادثة ولهول هذا المطلع ولهول هذا الموقف.
2)فالبال منشغل بالموقف وبالكلمة أيضاً. فهو يقول: "وَقِيلَ مَنْ " يريد أن يخرج "رَاقٍ" فلا تخرج فبعد فترة تخرج، فربما لانشغال البال وربما إنه متلعثم لعظم هذا الأمر.
3) اختلاط الأمور عليه، "وَقِيلَ مَنْ " يريد أن يبحث عن قارئ يقرأ عنه، يريد أن يبحث عن الدواء، يريد أن يحتضنه يريد أن يقبله ويريد أن يقول له كلمات ويريد أن يأخذ منه وصية ويريد كذا ويريد كذا، في لحظة واحدة يريد أن يجمع كل هذه الأمور. ففي لحظة واحدة يفعل نصف الأفعال لأنه لا يستطيع أن يقوم بجميع هذه الأفعال في نفس اللحظة أو في لحظة واحدة. فكلما ذهب إلى نصف الطريق غيّر رأيه إلى أمر آخر لهول هذا الأمر، يريد الرجل أبحث عن رجل يقرأ عليه، فهو لا يريد، أقدم له الدواء لا يريد، أطلب منه الوصية لا يريد أحتضنه لا يريد أقبله لا يريد، فلا يستطيع أن يفعل شيئاً وذلك لعظم هذا الأمر ولهول هذا الموقف والحدث
4) أنه يرى الروح تخرج ولا يستطيع أن يفعل شيئاً، ربما يسلك آخر السبل "وَقِيلَ مَنْ " يبحث عن القارئ، لا يستطيع أن يكمل لأن الروح تخرج، يقول :" وَقِيلَ مَنْ " ثم يجهش بالبكاء لا يستطيع أن يخرج الكلمات، وبعد ذلك قال :" رَاقٍ" هل من راق له؟ فلا يستطيع أن يكمل هذه الكلمات لأنه يرى أحب الناس إليه يحتضر أمامه
لذلك الله عز وجل لم يقل: وقال لألا يُفْهم من ذلك أنه رجل واحد وما يتصرف هذا التصرف بل ربما مجموعة من الرجال أو من النساء، فقيل يُفهم منها ربما رجل ربما جموع من النساء والرجال والأطفال.
هذا المقال مقتبس من المنهج -موقع الشيخ عثمان الخميس حفظه الله – (للشيخ عدنان عبدالقادر)
بــــــــــآآآركـ الله فــيــك **)