التصنيفات
الارشيف الدراسي

أبي تقرير عن اسهامات العرب و المسلمين في تطور علم الجغرافيا -تعليم الامارات

بليييييييييييييز لا تردوني ابي مراجع من الكتب و النت ابي يكون مرتب و اذا ما تقدرون سون تقرير عطوني بعض الماقع اللي ارجع لهن

حلو وضحت طلبك من خلال العنوان بس حاليا ما حصلت شي

لي عودة ان شاء الله

تطور الجغرافيا عند المسلمين

من طبيعة العربي البدوي حب الترحال والتنقل وقد اشتهر عن شعراء الجاهلية وصف الأماكن التي يقيمون فيها أو يرحلون إليها بجبالها ووديانها ومائها واطلالها وقد كان لهذا الاستعداد الفطري تأثير كبير على تطور علم الجغرافيا عند المسلمين ، ثم جاء عصر الفتوح الإسلامية .. وأخذت جيوش المسلمين تغزو الأرض شرقا وغربا وشمالا وجنوبا حتى وصلوا إلى الصين في الشرق واحتلوا ولاية كشغر من أقاليم غرب الصين ووصلوا إلى الأندلس في المغرب ومن الأندلس وصلت جيوشهم إلى (فربونة) في فرنسا جنوب باريس وكان أكثر الخلفاء يطلب من قادته أن يصفوا له البلاد المفتوحة حتى يعرفها كمن رآها .. ومن أول من فعل ذلك عمر بن الخطاب حين طلب من قائده عمرو بن العاص أن يصف له مصر فبعث إليه بخطاب مشهور يصف فيه جغرافية مصر ونيلها ومدنها وشعبها .. ويذكر ابن الأثير أنه عندما غزا قتيبة بن مسلم مدينة بخاري سنة 718 م ( أي يرسم خارطتها وما حولها ) ويرسل صورتها إليه .. ثم جمع الخليفة وزراءه ومنهم الحجاج بن يوسف الذي أشار بخطه الفتح بناء على الرسم وبذلك نجح قتيبة في فتحها ، وكان اقتناء الخرائط الملونة إحدى هوايات الخلفاء والقادة المسلمين .. ومما يروى في ذلك أن الخليفة الفاطمي المعز لدين الله (952-975م) استدعى فريقا من علماء الجغرافيا المسلمين وأمرهم أن يرسموا له خريطة كبيرة للعالم لكي يحلى بها جدران قصره بالقاهرة .. وقد وصف المقريزي هذه الخريطة فقال أنه "تكلفت اثنين وعشرين ألف درهم(3) وهي عبارة عن مقطع كبير من الحرير الأزرق غريب الصنعة منسوج بالذهب وسائر ألوان الحرير فيه صورة أقاليم الأرض وجبالها وبحارها ومدنها وأنهارها ومسالكها وفيه صورة مكة والمدينة ، وقد كتبت كل مدينة وجبل وبلد ونهر وطريق اسمه بالذهب أو الفضة " وكانت هذه الخريطة تشغل مساحة الحائط في ايوان الخليفة.

وقد أسهمت عدة عوامل في تطوير الجغرافيا عند المسلمين فمن ذلك :-

أولا : فتوح المسلمين واتساع رقعة ديار الإسلام : فقد وصلت حدودا لم تبلغها أي امبراطورية قبلها ولا بعدها .. ( انظر الخريطة ص 52 ) .

ثانيا : فريضة الحج
فقد كان المسلمون يسافرون من أقصى بقاع الأرض إلى مكة وهذا الترحال الطويل قد اقتضى منهم وضع الخرائط الدقيقة لهذه المناطق الشاسعة التي يعبرونها من الصين حتى الأندلس ومن هنا كانت خرائط المسلمين الأولى تجعل مكة في وسط الكون المعمور فكان خط الطول المار بها يحسب تبعا لخط الزوال .. وقد أخذت أوروبا هذه الفكرة عن المسلمين فاختارت (جرينتش) في بريطانيا مقياسا .

ولم يكتف المسلمون في ذلك بالخرائط العامة بل رسموا الطرق والاستراحات وقاسوا المسافات بين البلدان والمدن ورسموا الأنهار والجبال التي تعبرها قوافل الحج .

ثالثا : نشر دعوة الإسلام

فالملاحظ أن الرومان قد اقتصروا في فتوحاتهم وعلمهم الجغرافي على البلاد المطلة على حوض البحر الأبيض المتوسط لأن الهدف هو استعمار البلاد الغنية بخيراتها أما المسلمون فكان هدفهم هو نشر الدعوة يستوي في ذلك بين الشعوب الغنية أو الفقيرة ومن هنا فقد توغلوا في افريقيا حتى وصلوا إلى منابع النيل .. وتوغلوا إلى آسيا شمالا وجنوبا وشرقا.

رابعا : حب الرحلات

وهي طبيعة في العرب وفطرة ورثوها عن جدودهم السابقين وقد اشتهر الكثير من الرحالة العرب الذين سجلوا كل مشاهداتهم مع جغرافية البلاد التي زاروها ، وقد بدأوا برحلة الحج ثم استهواهم الترحال فجابوا بقاع العالم الإسلامي كله .. ثم استهواهم نشر دعوة الإسلام فزاروا المجاهل التي بم يزرها أحد قبلهم .. وهناك غير رحالة البر رحالة بحريون عظام ذكرهم الإدريسي وابن ماجد في كتبهم بأنهم (ليوث البحر) (والفتية الغر المغامرون) .

ومن هذه الرحلات نشأت اقاصيص السندباد البري والسندباد البحري ، ولا يفوتنا ان نستشهد بكلمة هامة لسارتون (4) في هذا المجال إذ يقول : " تعتبر رحلة الحج فريضة على كل مسلم وتتلوها في الأهمية الرحلة في طلب العلم وباتساع العالم الإسلامي وتعدد البلاد الناطقة باللغة العربية كان هذا العالم يعج بطلاب العلم من كل الأعمار والمستويات العلمية يتنقلون بحرية وبغير حدود أو قيود من بلد إلى بلد ومن إقليم إلى آخر " ثم يقول : " وعندما وصلت الفتوح الإسلامية أوجها في التوسع ظهرت الحاجة الشديدة إلى علوم جغرافية متطورة لمعرفة هذه الامبراطورية المترامية الأطراف ومن هنا ظهرت أعظم المراجع في الجغرافيا الإقتصادية وجغرافية الشعوب وجغرافية الطرق والبلدان من ذلك كتب " المسالك والممالك " فقد كانت هذه المراجع الجغرافية قضية حيوية لتنظيم البريد والضرائب والخدمات لتلك الدولة العظيمة ، وهكذا ابتدأت الجغرافيا عند المسلمين برحلات الحج وانتهت بأعظم الموسوعات الجغرافية " .

الجغرافيون المسلمون وانجازاتهم

لقد لمع الكثير من الأسماء العربية في مجال الجغرافيا والرحلات وأصبح يؤلفه هؤلاء العلماء المرجع الرئيسي لأوروبا في بداية نهضتها وفي ما توصلت إليه من اكتشافات جغرافية في أمريكا وآسيا وافريقيا وقد شملت مؤلفات المسلمين جميع أبواب الجغرافيا ومجالاتها فمن ذلك :
الجغرافيا الفلكية : فقد وصفوا الأرض عامة كجرم سماوي وعلاقته بالأجرام الأخرى .
الجغرافيا الوصفية : فقد وصفوا كل بلدان العالم التي عرفوها وطبيعة أرضها وجبالها وأنهارها وطرقها والمسافات بين المدن والبلدان .
الجغرافيا البشرية : فقد وصفوا شعوب العالم وطبائعها وألوانها وأجناسها ووصفوا مزاجها وعاداتها وتأثرها بالطقس وكيف أن الناس في المناطق الشمالية الباردة يصيبهم برود الطبع وتبلد الحس .. والناس في المناطق الحارة يميلون إلى الخفة والاندفاع والعاطفة .
الجغرافيا الاقتصادية : وهي وصف التجارة والعملات والصادرات والواردات .
جغرافية الخرائط : Cartography فقد طور المسلمون هذا الفن حتى أصبح علما إسلاميا سابقا لعصره وهذه لمحة عن أسماء بعض النجوم اللامعة في سماء الجغرافيا عند المسلمين :

فمن علماء الشرق الإسلامي :

1 – الخليفة المأمون : ( ت 833 م ) فرغم مشاغل الخلافة كان عالما باحثا .. وهو أول من ابتدع مبدأ العمل الجماعي في البحث العلمي فكون فريقا من العلماء يبلغ سبعين عالماً .. وكلفهم بقياس محيط الأرض واثبات كرويتها وقاموا تحت اشرافه بصنع خريطة متطورة للعالم سميت (الخريطة المأمونية) .

2 – الخوارزمي : وهو من علماء المأمون ، وألف كتاب "صورة الأرض" الذي يقول عنه نللينو(5) Nallino أنه ما من أمة أوروبية كان بمقدورها أن تنتج مثله في فجر نشاطها العلمي".

3- الكندي : ألف كتاب (رسم المعمورة من الأرض) .

4 – السرخسي ( ت 899م ) ألف كتاب المسالك والممالك ورسالة في البحار والمياه والجبال.
5- اليعقوبي ( ت 897م ) ألف كتاب البلدان الذي اشتهر في أوروبا حتى اعتبروه أبو الجغرافيا الاسلامية .
6 – المروزي ( ت 887م ) ألف كتاب " المسالك والممالك" .
7 – البلاذري ( ت 892م ) ويعتبر مرجعا في التاريخ الإسلامي وفتوحات الإسلام الأولى له (كتاب فتوح البلدان) وقد ضمنه الشرح الجغرافي .
8 – البلخي : ( ت 934م ) ألف كتاب ( الأشكال وصور الأقاليم ) ( والمسالك والممالك ) وقد اشتهر كتبه بالرسومات والخرائط .
9 – المسعودي : ولد في بغداد وتوفي في مصر سنة 965م في مدينة الفسطاط وهو عربي من أحفاد الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود .
وهو من أئمة رحالة المسلمين وعلماء الجغرافيا جاب البلاد من الهند حتى المحيط الأطلنطي ومن البحر الأحمر حتى بحر قزوين وزار الصين وأرخبيل الملايو ووصل بلاد الترك وتوغل في أوروبا فوصف بلاد البلقان والروسيا حيث زار ولاية كييف الروسية . وقد وضع خريطة ملونة للعالم استفاد منها الإدريسي في خرائطه ويعتبره كرتسوفسكي أول من أعلن نظرية وحدة الشعوب السامية قبل ظهور هذه النظرية العلمية في أوروبا بعدة قرون .
ومن مؤلفاته " أخبار الزمان في 30 جزءا – الكتاب الأوسط – مروج الذهب – معادن الجوهر .

10- ابن حوقل ( ت 977م ) وهو رحالة جغرافي قضى 30 عاما في التجوال والاستكشاف وألف كتابه (صورة الأرض) الذي يشتمل على خرائط متطورة .
11- المقدسي : من مواليد بيت المقدس وهو رحالة ومؤرخ وعالم من فطاحل المسلمين ، وله كتاب " أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم " الذي يعتبر موسوعة علمية وجغرافية وقد اشتهرت خريطته للعالم التي يرسم فيها الأرض كروية ويقسمها خط الإستواء ويبلغ محيطها 360 درجة وهناك 90 درجة بين خط الإستواء وكل القطبين .
وهي خريطة ملونة أعطى الطرق فيها اللون الأحمر والرمال اللون الأصفر والبحار الملحة اللون الأخضر والأنهار العذبة اللون الأزرق والجبال اللون الأغبر .. وهي مرحلة متقدمة في هذا الميدان .
12- البيروتي ( ت 1050م ) وهو بلا منازع أحد أكبر قادة الفكر في العالم الإسلامي وقد تنقل كثيرا وعاش 30 عاما في الهند وكتب ( ما للهند من مقولة ) الذي يعتبر أعظم مرجع عن الهند لقرون طويلة هذا علاوة على أبحاثة في الجغرافيا الفلكية والرياضية .
13- ياقوت الحموي ( ت 1229م ) وهو من أصل إغريقي .. وقع في الأسر أثناء إحدى الحروب فاشتراه تاجر حموي علمه واعتنق الإسلام فحرره وأشركه في تجارته فكان يتولى السفر إلى أنحاء العالم للتجارة واكتسب خبرة وعلما وألف ( معجم البلدان ) الذي يعتبر أول قاموس جغرافي على الحروف الأبجدية وله عدة مؤلفات أخرى منها ( معجم الأدباء ) ويعتبره سارتون أعظم جغرافي لافى العالم الإسلامي وحده ولكن في العالم كله وعلى مر العصور .

علماء المغرب الإسلامي والأندلس :

أنجبت الأندلس والمغرب فيضا من العلماء في هذا الميدان .. وقد تميز علماء الأندلس باعتمادهم على الرحلات في طريقهم إلى الحج .. وإذا كان جغرافيو المشرق الإسلامي قد تفوقوا في وصف آسيا والصين والهند وروسيا .. فقد تفوق مسلمو المغرب الإسلامي في وصف أوروبا وإفريقيا والبحر الأبيض والمحيطات ومن هؤلاء :
14 – البكري ( ت 1040 م ) له كتاب ( معجم ما استعجم ) والمسالك والممالك . وفيه وصف لألمانيا وبلاد السلاف .
15 – أبو حسن الغرناطي ( ت 1169 م ) وله ( تحفة الألباب ونخبة الإعجـاب ) وله ( عجائب البلدان ) وقد توفي أثناء رحلاته في دمشق .
16-الشريف الإدريسي ( ت 1160 م ) وهو أشهر جغرافي إسلامي عند الأوروبيين بسبب علاقته بملك صقلية .. وإن كان هذا على حساب مكانته العلمية في العالم الإسلامي .. فلم تحظ مؤلفاته بالإهتمام الذي تستحقه وقد ألف كتاب " نزهة المشتاق في اختراق الآفاق " الذي سمي بالكتاب الروجري نسبة إلى الملك روجر . ( من مشاهير الرحالة الأندلسيين ) .
17 – ابن جبير توفي سنة 1145 م وألف ( رحلة ابن جبير ) وقد عاصر الحروب الصليبية.
18 – ابن بطوطة ( ت 1369 م ) وهو مراكشي قضى 30 سنة من عمره في الترحال في أسفاره إلى روسيا والصين وأندونيسيا .

اكتشافات المسلمين الجغرافية :

أولا : كروية الأرض

كان الإغريق يعتقدون أن الأرض قرص دائري مسطح تحيط به مياه المحيطات من كل جانب ، وهذا هو هكتاتيوس سنة 500 ق.م. والذي يعتبر أبو الجغرافيا الإغريقية يرسم خرائطه على أساس القرص المستدير ، ثم جاء أفلاطون سنة 348 ق.م. بأول نظرية عن كروية الأرض وجاء بعده من أيده ومن عارضه .. وقد رفضت الدولة الرومانية هذه الفكرة وكتب كوزماس (7) ( COSMAS ) سنة 547 م أبو الجغرافيا الرومانية ( أن العالم يشبه العجلة وأن مياه المحيط حوله من كل الجهات ) وقد تبنت الكنيسة هذه النظرية بشدة وقالت بأن الأرض مسطحة وأن الجانب الآخر غير مأهول وإلا سقط الناس في الفضاء . وكان من يعارض هذه النظرية يتعرض للتعذيب على الخازوق أو الحرق حيا بتهمة الهرطقة … وكان علماء أوروبا حتى القرن 13 الميلادي يرسمون خريطة العالم على شكل صليب رأسه هي الجنة وقدماه هي النار وذراعاه البحر الأبيض والبحر الأحمر وبيت المقدس في موضع القلب ( أورشليم ) ( أنظر الرسم ص 58 ) .

ثم جاءت الحضارة الإسلامية فأحيت نظرية كروية الأرض وتبنتها .. وربما كان من أهم أسباب ذلك أن القرآن ذكر أن الأرض كرة " والأرض بعد ذلك دحاها " النازعات 79 والدحية في اللغة هي الكرة .. كما أن هناك آيات عن دوران هذه الكرة حول نفسها بما يحدث الليل والنهار " ويكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل " الزمر 39 ، ثم يؤكد هذا المعنى في سورة الرحمن فيقول تعالى " رب المشرقين ورب المغربين " فهذه الآية تشير بوضوح إلى أن الشمس عندما تشرق على نصف الكرة الأرضية يكون هناك غروب على النصف الآخر . أي أن هناك مشرقان ومغربان يتعاقبان بسبب دوران الكرة الأرضية حول نفسها .

وقد استشهد الفقيه الإسلامي ابن حزم الأندلسي بهذه الآيات في تأييد علماء الجغرافيا . ونظرا لأن بعض الكتب والمراجع العربية ما زالت تنقل عن المراجع الأجنبية أن المسلمين لم يعرفوا نظرية كروية الأرض .. وأن هذه النظرية لم تعلن إلا بفضل كوبرنكس فقد حرصت على نقل نصوص من أقوال علماء المسلمين في هذه النظرية كما جاءت في مخطوطاتهم :

1. يقول ابن خردذاذبة المتوفي سنة 885 م " أن الأرض مدورة كدوران الكرة موضحة كالمحة في جوف البيضة " ( والمحة هي صفار البيض ) .
2. وكتب ابن رسته المتوفي سنة 903 م " أن الله جل وعز وضع الفلك مستديرا كاستدارة الكرة أجوف دوارا .. والأرض مستديرة أيضا ومصمته في جوف الفلك " .
3. وكتب المسعودي المتوفي سنة 956 م " جعل الله عز وجل الفلك إلا على وهو فلك الاستواء وما يشمل عليه من طبائع التدوير . فأولها كرة الأرض يحيط بها فلك القمر ويحيط بفلك القمر فلك عطارد " .
4. وقد ذكرنا أن الإدريسي المتوفي سنة 1099م صنع الكرة الأرضية المجسمة وفي ذلك يقول " وإن الأرض مدورة كتدوير الكرة والماء لاصق بها وراكد عليها ركودا طبيعيا لا يفارقها والأرض والماء مستقران في جوف الفلك كالمحة في جوف البيضة ووضعهما وضع متوسط والنسيم يحيط بها ( يقصد الغلاف الجوي ) من جميع جهاتها وحولها جاذب إلى جهة أو دافع لهما والله أعلم بالحقيقة " .
5. ويقول القزويني المتوفي سنة 1283م في كتابه عجـائب(9) المخلوقـات (1-35) "الأرض كرة والدليل على ذلك أن خسوف القمر إذا كان يرى من بلدان مختلفة فإنه لا يرى فيها كلها في وقت واحد بل في أوقات متعاقبة لأن طلوع القمر وغروبه يكونان في أوقات مختلفة في الأماكن المختلفة . والأرض واقفة في وسط الأفلاك كلها بإذن الله تعالى" ثم يفند القزويني آراء علماء القرون الوسطى في أوروبا ورجال الكنيسة الذين يقولون أن الأرض لو كانت كرة لسقط الناس في الجانب الآخر منها أو كانت رؤوسهم مقلوبة فيقول : " أن الإنسان في أي موضع يقف على سطح الأرض فرأسه أبدا مما يلي السماء ورجله أبدا مما يلي الأرض وهو يرى من السماء نصفها وإذا انتقل إلى موضع آخر ظهر له من جانب السماء الذي أمامه بقدر ما كان قد خفي عنه من الجانب الآخر ".
6. وكان أول من قام بمحاولة قياس أبعاد الكرة الأرضيـة الخلفيـة العباسي العالم المأمون ( ت سنة 83م ) فقد جاء بفريقين من علماء الفلك والجغرافيا فريق برئاسة سند بن علي وفريق بقيادة علي بن عيسى الاسطرلابي . واتفق معهما أن يذهبا إلى بقعتين مختلفتين على الدائرة العظمى من محيط الأرض شرقا وغربا ويقيسا درجة واحدة من المحيط . وقد اختار كل فريق بقعة واسعة مسطحة وركز في مكان منها وتدا واتخذ كوكب القطب الشمالي نقطة ثابتة وقاس الزاوية بين الوتر وبين النجم القطبي والأرض ثم سار شمالا على مكان زادت فيه تلك الزاوية وقاس كل فريق المسافة بين الوتدين وكانوا يقيسون المسافات على الأرض بحبال يشدونها على الأوتاد وبذلك وبعد تجميع البيانات استطاع المأمون أن يستخرج محيط الأرض فوجده 2,400 ميل (الميل العربي = 1973 مترا) أي أن المحيط 41248 كيلومترا وقطرها 6,500 وهو قريب من الحقيقة .
7. ثم جاء البيروني(11) فقام بتجربة جديدة على أساس مختلف .. بقياس الانخفاض الرأسي من (قلل الجبال) في الهند فجاءت شبيهة بأرقام فلكي المأمون فأثنى عليهم . ويقول المستشرق (نللينو) في كتابه (علم الفلك عند العرب)(12) أن قياس العرب للكرة الأرضية هو أول قياس حقيقي أجرى كله مباشرة مع كل ما تقتضيه تلك المسافة الطويلة وهذا الفريق الكبير من العلماء والمساحين العرب فهو يعد من أعمال العرب المأثورة وأمجادهم العلمية .
8. والمسلمون أول من وضعوا خطوط الطول وخطوط العرض على خريطة الكرة الأرضية وضعها العالم أبو علي المراكشي ( ت 1262 ) وذلك لكي يستدل المسلمون على الساعات المتساوية في بقاع الأرض المختلفة للصلاة .
9. كما أن البيروني وضع قاعدة حسابية لتسطيح الكرة أي نقل الخطوط والخرائط من الكرة إلى سطح مسطح وبالعكس وبهذا سهل رسم الخرائط الجغرافية .

ثانيا : دوران الأرض حول نفسها

في الوقت الذي كان العالم لا يتخيل فيه أن الأرض كرة لم يكن هناك من يناقش مسألة دوران الكرة حول نفسها .. ولكن ثلاثة من علماء المسلمين كانوا أول من ناقش فكرة دوران الأرض في القرن الثالث عشر الميلادي وهم علي بن عمر الكاتبي . وقطب الدين الشيرازي من الأندلس وأبو الفرج علي من سوريا .. فقد كان هؤلاء الثلاثة أول من أشار في التاريخ الإنساني إلى احتمال دوران الأرض حول نفسها أمام الشمس مرة كل يوم وليلة ..ويقول سارتون في كتابه " مقدمة في تاريخ العلم "(13) أن أبحاث هؤلاء العلماء الثلاثة في القرن 13 لم تذهب سدى بل كانت أحد العوامل التي أثرت على أبحاث كوبرنكس في نظريته التي أعلنها سنة 1543م .

ثالثا : استكشاف القارات

في آسيا :
كان أقصى ما يعرفه الإغريق عن شرقي آسيا هو منطقة سيراداريا Syradarya وهي أبعد ما وصل إليه الاسكندر الأكبر في فتوحاته سنة 323 ق.م ثم جاء المسلمون فتعدوا هذه الحدود وتمكنوا من عبور جبال(14) (تيان شاه) والتوغل مئات الأميال إلى الشرق منها فوقعت كل مدن وسط آسيا كبخاري وسمرقند وفرغانه وكشغر (إحدى ولايات الصين) تحت نفوذهم منذ عام 705م وقد ذكرت مراجع التاريخ العربي (15) أن ولاية كشغر أصبحت ولاية اسلامية منذ فتحها القائد قتيبة بن مسلم على عهد الخليفة الوليد بن عبدالملك وقد انتشر الإسلام في هذه المنطقة وبقي فيها حتى يومنا هذا وكان الخلفاء يرسلون الوفود إلى ملوك الصين والتبت وكل آسيا يدعوهم إلى الإسلام وكان إمبراطور الصين يدفع الجزية للخليفة في دمشق(16) .
وقد اكتشف المسلمون أن بحر الصين يتصل بالمحيط الهندي وذلك عن طريق أساطيلهم التجارية التي كانت تبحر من ميناء عدن إلى ميناء كانتون بالصين (17) كما اكتشفوا بحيرة (آرال) فوضعت لأول مرة على الخرائط المأمونية في عهد المأمون باسم (بحيرة خوارزم) .
وقد زار البيروني سيبيريا الشرقية وكان أول من سمى نهر أنجارا(18) كما أنه عاش في الهند قرابة العشرين عاما ووصفها وصفا لم يسبقه إليه أحد في كتابه "ما للهند من مقولة ".

في أوروبا
لقد عرف المسلمون أوروبا رغم أنها كانت متخلفة وليست لها قيمة حضارية تذكر . وفي سنة 921م ذهب ابن فضلان رسولا من قبل الخليفة في بغداد إلى بلاد البلغار في الفلجا تطلق عند العرب على بلاد الصقالبة(19) الروس وعلى عاصمتهم التي تقع شرقي نهر الفلجا كما وصف البيروني بلاد (الفرنج) وهم النرويج والسكندنافيين ووصف بحر الثلج(20) وهو القطب الشمالي كما عرفوا بلاد الغال وهي فرنسا وقد عثر حديثا على عملات اسلامية في كل من الروسيا واسكندينافيا تعود إلى العصر العباسي .

في افريقيا
توقفت معلومات الإغريق والرومان في افريقيا على البلاد الساحلية وحدها وقد بقي قلب القارة السوداء غامضا للعالم حتى جاء العرب كتجار أو رحالة أو سفراء فاستكشفوا القارة الغامضة ونشروا فيها الإسلام في السودان والسنغال والنيجر كما وصلت مراكبهم من الأندلس والجزائر إلى الصومال وزنجيبار وموزمبيق وجزائر الكومور واكتشف المسلمون منابع نهر النيل(21)العظيمة التي تمده قبل أن تصل إليها حملات الاستكشاف البريطانية بعدة قرون فقد صنع الخوارزمي في كتابه الرحالة البريطاني (ستانلي) أنه في رحلاته لاكتشاف منابع النيل قد وجد التجار العرب قد سبقوه وأن القبائل الافريقية تدين بالإسلام كما أن العرب أول من اكتشف مدغشقر(22) .

الإكتشافات البحرية

دور المسلمين في اكتشاف أمريكا وطريق الهند البحري

يعتبر المؤرخون اكتشاف كولمبوس لأمريكا في سنة 1492م واكتشاف فاسكوديجاما لطريق الهند البحري سنة 1497م من أعظم الانجازات في تاريخ الانسانية ولكن هناك أسرار كثيرة وأقوال حول هذان الاكتشافان من أرض الاندلس التي كانت مهد الإسلام والبحرية الإسلامية وبعد سقوط الدولة الاسلامية مباشرة والتي سقطت سنة 1492م .

ومعروف أن المخطوطات العربية في الأندلس والتي تعد بالملايين قد سقطت في أيدي الاسبان .. فمنها ما أحرق ومنها ما نهب ومنها ما لم يظهر إلا في عصرنا الحاضر في مكتبة الاسكوريال في مدريد .

وهذه هي نبذه لما كان يعرفه المسلمون وما جاء في مخطوطاتهم العلمية من إشارات إلى هذه القضية :
أولا : اكتشاف أمريكا
فمنذ أعلن المسلمون أن الأرض كروية وأثبتوا ذلك بالبراهين العلمية والفلكية والحسابية ابتدأت الاشارات في كتبهم أنه لا بد من وجود جزر معمورة في الوجه الآخر من الكرة الأرضية لم تستكشف بعد . وقد بنيت هذه النظرية على أنه ليس من المعقول أن يكون أحد سطحي الكرة كله أرض جبلية بينما الجانب الآخر كله ماء . فإن هذا لا يؤدي إلى توازنها وانتظام دورانها . وقد كان البيروني أو من أشار إلى هذه الحقيقة وبشر به في كتبه.
كما أشار إليها العالم الجغرافي الأندلس ابن رشد Aviros . وبناء على هذه النظرية ابتدأت مغامرات الكشف الجغرافي التي جاء ذكرها في مخطوطات كبار الجغرافيين المسلمين " المسعودي " في كتابه " مروج الذهب " والإدريسي في كتابه " نزهة المشتاق " والوردي في جغرافيته والصفتي ومحي الدين بن العربي وابن الزيات .

1. وأول اشارة تقول أن بحاراً عربياً أندلسياً اسمه"خشخاش البحري" قام بسفينته من لشبونة إلى الغرب في بحر الظلمات سنة 850م وأنه اكتشف في هذا البحر جزيرة مأهولة بالسكان أحضر معه الهدايا إلى حاكم الأندلس عبدالرحمن الثاني وقد كافأه الحاكم بتعيينه أميرا للبحرية الإسلامية وأن هذا الرجل استشهد في معركة بحرية مع قرصان (الفيكنج).

2. الإشارة الثانية تقول أن جماعة من عرب المغرب الإفريقي قد خرجوا إلى بحر الظلمات نحو هذه الجزيرة وكان ذلك في القرن العاشر الميلادي ولم يعد أحد منهم ولم يسمع عنهم أي خبر .

3. ثم يتلو ذلك قصة (الفتية المغررين) الذين تحدث عنهم المسعودي والادريسي . وتقول هذه القصة أن ثمانية من الشباب العرب في مدينة لشبونة من عائلة واحدة من البحارة … قرروا المغامرة (في بحر الظلمات) بحثا عن هذه الجزر التي هلك من سبقوهم دون خبر عنها .. وأن أهل المدينة اطلقوا عليهم لقب (الفتية المغررين) نسبة إلى (الغرة) أي (المقدمة) وليس المغرورين نسبة إلى (الغرور) كما جاء في بعض المراجع . فمن ذلك ما ذكره المسعودي في كتابه (مروج الذهب) عن أخبار (من خاطر بنفسه في ركوبه) أي المحيط الأطلسي ومن نجا منهم ومن تلف وما شاهدوا منه وما رأوا .

ومن ذلك أيضا وصف الإدريسي في كتابه (نزهة المشتاق)(23)إذ يقول عنهم أنهم " وصلوا من لشبونة بعد اثنى عشر يوما إلى بحر غليظ الموج كدر الروائح كثير القروش قليل الضوء فايقنوا بالتلف . ثم فردوا قلاعهم في ناحية الجنوب اثنى عشر يوما أخرى فخرجوا إلى جزيرة الغنم وفيها من الغنم ما لا يأخذه عد ولا تحصيل وهي سارحة لا راعي لها ولا ناظر إليها . فقصدوا الجزيرة فنزلوا بها فوجدوا عين ماء جارية وعليها شجرة تين بري فأخذوا من تلك الغنم فذبحوها فوجدوا لحومها مرة لا يقدر أحد على أكلها ثم تستطرد الرواية فتصف من قابلوهم من سكان تلك البلاد ولغتهم وكانت المفاجأة أن جاءوا لهم برجل يعرف اللسان العربي. وقد حكى لهم قصته أنه من بقايا الفريق السابق من عرب المغرب الذين هلكوا جميعا في البحر وأنه الوحيد الذي نجا ووصل إلى الجزيرة وعاش فيها حتى ذلك الوقت .. وتقول رواية الإدريسي أن هؤلاء الفتية الثمانية عندما عادوا إلى الأندلس قد احتفى بهم أهل لشبونة واستقبلوهم بالزينات والأفراح وأطلقوا على الشارع الذي يسكنون فيه اسم (شارع الفتية المغررين) . كان ذلك في أواخر القرن العاشر الميلادي وقد ظل هذا الاسم مئات السنين في لشبونة من بعدهم .
كانت هذه صورة موجزة لما أورده جغرافيو الأندلس عن سبق العرب لاكتشاف أمريكا ويذكر العالم المؤرخ اللغوي الأب انستاس(24) الكرملي أن العرب قد وصلوا أمريكا من لشبونة قبل كولمبوس بفضل معرفتهم لتيار الخليج الحار في الأطلسي فيقول " سبق العرب سائر الأمم إلى معرفة هذا التيار وخواصه وإلى حركته من المكسيك إلى ارلندا وبالعكس فكانوا يركبونه . فإن ظعنوا إلى أنحاء المكسيك مكث بعضهم فيها وعاد القليلون منهم إلى بلادهم راكبين متن ذلك التيار المبارك ونعرف أنهم أقاموا في الديار التي عرفت بعد ذلك بالمكسيك من دخول بعض الكلمات العربية في لغة تلك البلاد (ومن تلك الكلمات Mansoon أصلها الموسمية وكلمة Typhoon أصلها الطوفان ) .

4. إشارة الأخيرة تأتي من أقوال كولمبس وبحارته والتي يذكرون فيها أنه كان يعتقد أول الأمر أن الهنود الحمر الذين رآهم في تلك الجزر لا بد أن يكونوا من سلالة العرب الذين سبقوه كما قرأ في المخطوطات العربية وقد قامت (الجمعية الجغرافية البريطانية) بانتاج مسلمسل تليفزيوني وثائقي بعنوان (المكتشفون) وفيه حلقة مستقلة عن كولمبوس واكتشافاته. وهي تبين أن كولمبوس قد اختار أحد رجاله الذين يعرفون اللغة العربية (وهو مـن أصل عربي) وبعث معه برسالة إلى ملك الهنود الحمر كتبت باللغة العربية يقول فيها : " يا صاحب الجلالة .. إن الملكة ايزابيلا ملكة اسبانيا وقشتالة تهديك السلام وتطمع أن يكون بينها وبين بلادك علاقات صداقة .. الخ " " ويقول المعلق أن الذي دعا كولمبوس إلى هذا الظن أيضا أنه سمع بعض الكلمات العربية المحرفة . ولكن الترجمان فوجئ بعد أن أخذ في تلاوة هذه الرسالة باللغة العربية على الملك بأن هؤلاء الهنود الحمر ليسوا من أصل عربي ولا يعرفون اللغة العربية .

ويذكر المؤرخ الجغرافي المغربي المعاصر(25)عبدالعزيز بن عبدالله صاحب الموسوعة الغربية للإعلام الحضاري البشري " أن كولمبوس قد عاد من أمريكا بذهب مخلوط بالنحاس بنفس الطريقة والنسبة التي يحضر بها العرب الذهب وأنه عثر هناك على عملات ذهبية اسلامية عليها نقوش عربية " .

5. أول خريطة لأمريكا كانت إسلامية

من عجائب الصدف أن تكون أول خرائط عرفتها الدنيا لأمريكا إسلامية وليست إسبانية ولا برتغالية …
فالخريطة الأولى اكتشفت سنة 1952 في مكتبة الاسكوريال بمدريد … وهي من صنع الجغرافي الإسلامي ابن الزيات المتوفى سنة 1198م وفيها رسم لمنطقة بحر الظلمات (أي المحيط الأطلسي) ويشمل رسم الجزر المأهولة وهي أمريكا وقد اكتشف الخريطة وحققها الدكتور (خوان فرتيط) الأستاذ بجامعة برشلونة .

الخريطة الثانية : اكتشفها المستشرق الألماني(26)Kahle عندما عثر عليها في مكتبة (توب كابي سراي) باستنبول ونشرها على العالم سنة 1929م بعد تحقيق علمي دولي استمر عدة سنوات .. فقد أذهلت هذه الخريطة العالم كله وحيرت العلماء . الخريطة من تأليف جغرافي تركي مسلم هو (بيري ريس) واسمه الكامل (محي الدين ابن محمد الريس) المتوفى سنة 1513م وكان أحد قادة البحرية في الاسطول التركي الذي كان سيد البحار . وهي في الواقع أكثر من خريطة مفردة .
والخريطة تبين المحيط الأطلسي : في الشرق يرى اسبانيا والساحل الإفريقي وفي الغرب القارة الأمريكية بسواحلها وجزرها وموانيها وحيواناتها وسكانها الهنود الحمر الذين يرسمهم عراة وهو يرعون الغنم .

ويذكر المستشرق (كراتشوفسكي) في كتابه (تاريخ الأدب الجغرافي العربي)(27)تعليلا لهذه الخريطة أنها ولا بد وأن يكون الريس قد بناها على أساس خرائط كولمبو التي ربما تكون سقطت في يده عندما انتصر الأسطول التركي على أسطول البندقية سنة 1499م وأسر بعض سفنه .. إلا أن هذا الرأي يلقي معارضة من كثير من الباحثين لأن الخريطة فيها تفاصيل لأماكن لم يعرفها كولمبوس ولم يكن استكشفها ولكن هؤلاء الباحثين لم يقدموا تعليلا بديلا يكسف سر هذه الخريطة الغامضة .

وهناك تفسير آخر لهذه الخريطة : أن الريس قد نقلها عن أبو عبدالله والذي كان آخر حكام العرب في الأندلس وعندما هزمته ايزابيلا ابقته في خدمتها ثم أمرته بقيادة حملة بحرية إلى أمريكا لاعتقال كولمبوس وإرجاعه إلى اسبانيا مقيدا بالسلاسل وبذلك يكون أبو عبدالله العربي أول من وصل إلى أمريكا بعد كولمبوس مباشرة ولا بد أنه قد عاد من هناك بخرائطه الخاصة . وغير بعيد أن يكون الريس قد ذهب إلى أمريكا بنفسه مع أبي عبدالله والمعروف أنهما كان صديقين وأن السلطان التركي كان قد أرسل الريس لمعاونة أبي عبدالله في حربه ضد ايزابيلا سنة 1490م قبل سقوط عرشه .

ثانيا : المسلمون واكتشاف القارة السادسة في القطب الجنوبي

إن إعجاب ما في خرائط (بيري ريس) أنها عادت لتشغل العلماء بعد عصر رحلات الفضاء وتصوير الأرض من الأقمار الصناعية .
لقد كان الاعتقاد الأول لدى علماء الخرائط في أمريكا وأوروبا في القرن العشرين أن الخرائط غير دقيقة وبها أخطاء في الرسم حسب أحدث معلوماتهم عن الشاطئ الأمريكي ولكنهم فوجئوا بعد ظهور أول صورة مأخوذة من القمر الصناعي لهذه المناطق أن خرائط محي الدين الريس أدق من كل ما عرفوه وتصوروه وأنها تطابق تماما صور القمر الصناعي وأن معلوماتهم هي التي كانت خاطئة .

وعلى أثر ذلك عكف فريق من العلماء في وكالة الفضاء الأمريكية على إعادة دراسة الخرائط مقطعا بعد تكبيرها عدة مرات ، فكانت المفاجأة الثانية .. وهي أن الريس قد وضع في خرائطه القارة السادسة في القطب الجنوبي والمسماة Antartica قبل اكتشافها بأكثر من قرنين .. كما أنه وصف جبالها ووديانها التي لم تكتشف حتى سنة 1952م .

ونظراً لخطورة هذه المعلومات فقد رأيت أن أورد هنا الترجمة الحرفية لما جاء في التقرير حسب ما نشر في كتاب عن (مراكب الفضاء) بعنوان Chariots of the gods? لمؤلفه إريك فون دانيكن Erich-Von Danikin وهو كتاب بلغت عدد المبيعات منه باللغة الانجليزية وحدها أكثر من مليون نسخة وترجم إلى جميع اللغات الحية .. ويبحث في الظاهر الخارقة للطبيعة والتي ليس لها تفسير فيقول ص29 : " لقد سلمت خرائط بيري ريس أول الأمر إلى الدكتور ماليري آرلنجتون استاذ الخرائط الجغرافية في الجامعات الأمريكية الذي قرر بعد فحص دقيق أنها تحتوي على كل الحقائق الجغرافية حول أمريكا ولكن هناك خطأ أو عدم دقة في بعض الأماكن … وقد طلب الدكتور ماليري الاستعانة بجغرافيي الأسطول الأمريكي الذين نقلوا الخريطة من المسطح على كرة حديثة فظهر لهم اكتشاف خطير وهو أن الخرائط كانت دقيقة حدود القارات ولكنها تبين طوبوغرافيتها الداخلية . فتظهر فيها الجبال والأنهار والسهول بدقة متناهية وكأنما أخذت من الفضاء الخارجي .

وفي سنة 1957 وهي السنة الجغرافية الدولية عكف فريق من علماء الجغرافيا بالمراصد الكبرى والبحرية الأمريكة على مزيد من دراسة خرائط الريس .. وبعد دراسات على أجهزة متطورة وجدوا أن صورة عن القارة السادسة Antartica صحيحة ودقيقة بدرجة مذهلة (Fantastically Accurate) حتى بالنسبة للمناطق التي لم تستكمل اكتشافها في عصرنا الحاضر .. فالجبال على قارة القطب الجنوبي لم تستكشف حتى عام 1952 .. فهي دائما مغطاة بطبقة سميكة من الثلوج بحيث أن اكتشاف وجودها على خرائطنا الحديثة كان باستعمال أجهزة صدى الصوت Echo-Sounding apparatus .

ويذكر الكتاب بعد ذلك اهتمام وكالة الفضاء الأمريكية بمواصلة دراسة هذه الخرائط حيث اتضح أنها تشبه تماما الصور المأخوذة للكرة الأرضية من مركبة فضائية أثناء مرورها فوق منطقة القاهرة وهي صور تغطي مسافة 5000 ميل ( خمسة آلاف ميل ) فوجدوا تشابها مذهلا بين صور القمر الصناعي وبين خريطة بيري ريس .

والسؤال الذي لم يستطع مؤلف الكتاب الإجابة عنه هو كيف توصل هذا البحار التركي المسلم في ذلك الوقت المبكر حوالي سنة 1494م إلى مثل هذه الخرائط والاكتشافات .. ؟؟ وقد حرصنا على نقل هذه الخرائط والتعليق عليها من الكتاب ص 65-66-67 اين من يكرم الجغرافي المسلم محي الدين الريس .

ثالثا : كشف الطريق إلى الهند من اسبانيا

وصف القلقشندي المتوفى سنة 1418 في كتابه (صبح الأعشى) اتصال المحيط الأطلسي بالمحيط الهندي وصفا دقيقا يبين معرفة العرب بهذه القضية قبل فاسكو دي جاما فيقول عن المحيط الأطلسي(28) " أنه يأخذ في الامتداد من سواحل بلاد المغرب الأقصى من زقاق سبته (أي مضيق جبل طارق) الذي بين الأندلس والعدوة إلى جهة الجنوب حتى يتجاوز صحراء المقونة (وهي بادية البربر) ثم يستمر في شرح الطريق البحري فيقول (ثم يعطف إلى جهة الشرق وراء جبال القمر التي منها منابع النيل فيصير البحر المذكور جنوبيا عن الأرض ويمتد شرقا على أرض خراب وراء بلاد الزنج ويمتد شرقا وشمالا حتى يتصـل بنهـر الهنـد .. ) .
ويذكر كراتشوفيسكي(29)أن ملاحا عربيا قام بنفس رحلة فاسكو دي جاما سنة 1420م ولكن بالطريق العكسي فخرج من ميناء في المحيط الهندي ودار حول افريقيا حتى وصل إلى موانئ المغرب في المحيط الأطلنطي وكان ذلك قبل فاسكو دي جاما بـ 27 عاما .

وقد ذكر فاسكو دي جاما في مذكراته أن الملاحين العرب الذين التقى بهم في رحلته كانوا يحملون بوصلات متطورة لتوجيه السفن وآلات رصد وخرائط بحرية وأنه استعان بهم وأرسل بعض خرائطهم إلى الملك مانويل .. وأن ملاحا مسلما اسمه ( المعلم كانا ) من مالندي هو الذي قاد سفينته من مالندي إلى كاليكوت بالهند . وفي مراجع أخرى أن الذي قاد سفينة دي جاما هو الملاح الجغرافي العربي ابن ماجد (مخترع البوصلة) وجاء ذلك في كتاب " غاية الأماني في أخبار القطر اليماني " لمؤلفه النهروالي ومن الملاحظ أن جميع خرائط المسلمين المتأخرة مثل خريطة المسعودي وخريطة الإدريسي تبين بوضوح اتصال المحيط الهندي بالمحيط الأطلسي حول افريقيا . فقد كانت هذه المناطق عامرة بالمراكب العربية ذاهبة آتية بين الهند وغرب افريقيا .

القيمة الحضارية لهذه الاكتشافات الإسلامية

والآن قد يقول قائل : لماذا كل هذا التدقيق والتفصيل حول هذا الموضوع وخاصة أنه لم يخرج عن نطاق النظريات التي لا يوجد عليها دليل مادي ملموس .. ونقول ردا على ذلك:

أن التاريخ ملئ بالأحداث الهامة التي لا يوجد دليل عليها سوى أقوال الرواة والمؤرخين القدامى الذين عاصروها ، ومع ذلك فما تزال تروى في التاريخ من جيل إلى جيل وطالما جاءت هذه الحقائق في مخطوطاتنا القديمة وعلى لسان مؤرخينا وعلماء الجغرافيا المسلمين الثقاة . فلا يجوز أن نغفلها أو نتنكر لها بل الواجب علينا نحو ماضينا وحضارتنا أن نقوم في هذا المجال بالمزيد من الأبحاث والدراسات سواء منها النظرية أو العملية ، وأن لا نبخل بالأموال في سبيل هذا الهدف العظيم .. وأمامنا الأمثلة على ذلك …

فالعالم النرويجي هيردال قد أعلن نظرية تقول أن قدماء المصرين كانوا أول من اكتشف أمريكا وكان أول خيط استدل به على ذلك هو الشبه الكبير بين خضارة الفراعنة وحضارة قبائل (الانكا) في أمريكا الجنوبية وخاصة في أهراماتهم وملابسهم وعاداتهم .. ولكنه لم يكتف بهذا الدليل النظري وحده .. بل صنع من ماله الخاص مركبا شبيها بمراكب الفراعنة من ورق البردى وابتدأ رحلته المثيرة من أهرامات الجيزة .. ونزل بالمركب في البحر الأبيض المتوسط ثم المحيط الأطلسي .. ولولا العواصف لحقق هدفه ووصل إلى أمريكا وتحولت نظريته إلى حقيقة علمية .

ونفس النظرية ظهرت في شمال أوروبا … وتقول أن الفايكنج قد اكتشفوا أمريكا قبل كولمبوس أثناء مغامراتهم في المحيط الأطلسي … وقد تبنى فريق كبير من علماء تلك البلاد هذه النظرية وأخذت جامعات السويد والنرويج تروج لها وتعمل على إثباتها ، وعندما علموا أن إحدى مراكب الفايكنج غارقة في المحيط وقاموا بانتشالها أخذوا يبحثون فيها بكل حماس عن أي أثر أو دليل على أنها كانت قادمة من أمريكا .

هذا هو ما تفعله الشعوب الحية العريقة من الحرص على ماضيها وحضارتها ، فما بالنا نحن المسلمين نستحي من ذكر هذه الاكتشافات والانجازات بدعوى أن الأدلة عليها غير ملموسة بشكل لا يقبل الجدل . بل أن الغالبية العظمى منا يحاولون الإقلال (30) من شأنها .. وقليلا ما نجد مؤرخا أو جغرافيا مسلما في عصرنا الحاضر يشير إليها في كتبه .


المصادر :
محرك البحث (عرب الانترنت )
معهد الامارات التعليمي . www.uae.ii5ii.com
شبكة ومنتديات اسماء الثقافية

و بالتوفيق

[SIZE="6"]ابي تقرير عن اسهامات العرب في تطوير علم الجغرافية[ضروري/SIZE]

شكرا جزيلا التقرير جميل جدا و استفدت منه

مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووورين
عل هالتقرير

ثـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــانـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكـــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــس

مشكور ماتقصر

ونج يا@@@@@ ابي مقدمه وخاتمه عن اسهاما ت العرب في تطور علم الجغرافيه

مشكووووووووور اختي وتسلمين

سبحــــــــــــــــــــان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.